ميلاد السينما :
بداية السينما تعود إلى سنة 1895 حيث قام الأخوين Auguste  و  Louis Lumiere باختراع أول جهاز قادر على عرض الصور المتحركة على الشاشة في 13 فبراير 1895, و أول عرض كان في 28 دجنبر من نفس العام في قبو Grand Café الواقع في شارع Capucines , باريس. كما شاهدت نيويورك أول عرض عام للصور المتحركة في أبريل 1895, بعدها تمكن آرمان و جينكينز من اختراع جهاز للعرض أفضل من سابقه استخدماه في عرض لهما في سبتمبر من نفس السنة, و استُدْعِيا من طرف المخترع توماس إديسون لينضما لشركته التي كان يرأسها قصد استغلال جهاز Kinetoscope . وفي العام التالي تمكن إديسون من صنع جهاز للعرض يجمع بين مزايا الجهازين، وأقام أول عرض عام له في أبريل 1896 فلقي نجاحاً كبيراً.
إلى حدود سنة 1926 كانت صناعة الأفلام بدائية تماما حيث لم يكن أي حوار على الإطلاق, ولم يكن الصوت إلا بعض المؤثرات الصوتية الخاصة, و معظم الأفلام كانت وثائقية و تسجيلات لبعض المسرحيات, و أول دراما روائية كانت مدتها حوالي خمس دقائق. إلا أن السينما غدت مألوفة لدى الجمهور مع الفنان الروائي الفرنسي Georges Melies مع رواته المصورة “رحلة إلى القمر” ” A Trip to the Moon” و ذلك سنة 1902.بعد تجربة Georges Melies تكثفت الجهود للرُّقي بعالم السينما و كثرت محاولات تحسين عملية مونتاج الأفلام لإدماج الصوت مع الصورة و كانت بداية جيدة لصناعة الأفلام و اشتهرت العديد من الأسماء من بينها Charlie Chaplin و David Griffith.

 

في عام 1927 ظهر أول فيلم ناطق تحت عنوان ” The Jazz Singer” للمخرج Alan Crosland و ظهرت كذلك أفلام أخرى و بدأ استخدام تدريجي للألوان و بدأت ظهور الرسوم المتحركة, كما برزت في هذه المرحلة أسماء جديدة في المجال كـ Clark Gable, John Ford, Frank Capra. وفي هذه المرحلة أيضاً بدأت نوعية الفيلم تزداد أهميتها مع ظهور جوائز الأوسكار، وحب الجمهور للسينما. و بدأ يمكن التمييز بين الأفلام التي كلّفت أموالاً كثيرة عن الأفلام التي لم تكلِّف كثيراً، وبالرغم من أن التقنية المستخدمة في صناعة الفيلم كانت ما تزال بدائية، لكنها بهرت العديد من رواد السينما.
بعد الحرب العالمية الثانية حدثت الكثير من التغيرات حيث ازدهرت أفلام الكوميديا و احتلت الأفلام الغنائية الصدارة و ظهرت أفلام الرعب و الخيال العلمي و سطع نجم العديد من الأسماء كـ Humphrey Bogart، Audrey Hepburn، Henry Fonda، Fred Astaire.
بين السنتين 1955 – 1966 عرفت السينما قفزة نوعية, حيث تطورت التجهيزات الفنية للفيلم كالموسيقى و الديكور و غير ذلك, و بدأ المخرجون بالتركيز على موضوعات أكثر نضجا, و أضحت أفلام الألوان غالبة على أفلام الأبيض و الأسود, و ضمت السينما الأسماء الكبيرة مثل Alfred Hitchcock, Marilyn Monro, Elizabeth Taylor,Dustin Hoffman.
إدماج الكمبيوتر في عالم صناعة الأفلام أعطاه دفعة قوية نحو التطور, حيث بدأت ظهور التقنيات الحديثة لإضافة المؤثرات السمعية و البصرية. في هذا الوقت تم إنتاج فيلم ” Star Wars” للمخرج George Lucas سنة 1977,بعدها  تقدَّم الفيلم السينمائي خطوة خطوة، من الرسوم، إلى الصور الفوتوغرافية، إلى الصور المطروحة على الشاشة، إلى الصوت، إلى اللون، إلى الشاشة العريضة، إلى شاشة الأبعاد الثلاثية، بل ما تزال التجارب العلمية جارية لإضافة حاسة الشم للتجربة الفيلمية بإطلاق عطور أثناءها.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.