الإعلامي عبد المؤمن الحسن نجم سطع في عالم الإعلام السوري والعربي والأجنبي كواحد من العمالقة
أمثال :عدنان شيخو – فؤاد شحادة – طالب يعقوب – سفيان جبر – أيمن جادة – عادل خياطة – عدنان بوظو – مروان صواف – يحيى الشهابي – داوود يعقوب .وغيرهم ممن تركوا بصمتهم الإذاعية والتلفزيونية السورية في أصقاع المعمورة ..
فإذا كانت الدولة برجالاتها والأمة بآحادها..فالأمة تحيا أو تموت ..تعلو أو تهبط ..تسعد أو تشقى ..بقدر مافيها من الآحاد ( النوابغ -المبدعين – المميزين – المخترعين – الرواد – اللأوائل ) .. وبقياس معاملتها أولئك الآحاد.فالأمة التي تقدر مبدعيها وتطلق أيديهم في إبراز مالديهم من علم وفن وإبداع..وتمهد لهم الوسائل للفوز والفلاح ..تكون أمة أو دولة سعيدة..وسورية لديها كم هائل من الطاقات الخلاقة والمبدعة والتي تظهر مواهبها في الخارج فمعظم هذه المواهب وبشتى مشارب الحياة تكون خلاقة وفاعلة في بلاد المغترب..وضيفنا بالمفتاح ..سنونو مهاجر يصدح في قناة العالم ..
وسيبقى صوته على زناد المايكرفون حتى تعود لوطنه سورية ابتسامتها المشرقة من جديد..
صوت المبدع الإعلامي عبد المؤمن الحسن منذ بداية الحرب الكونية على سورية التي تسكن كل خلية من خلايا دمه . وكيف يهدأ هذا الصوت الوطني الرافض للظلم وهو يرى خبث المتآمرين على بلاده وتهافتهم لتقطيع أوصال الجسد السوري ..
.كيف يهدأ مذيعنا وهو يرى ما فعلته الجامعة العبرية بحق سورية الحبيبة ، وما فعله عربان البترو دولار أذناب أمريكا والغرب ، ودعمهم للعصابات المسلحة بالمال والسلاح إرضاءً لأسيادهم وطفلتهم المدللة إسرائيل ….. لم يكن أمام هذا المذيع إلا أن يحارب كل هؤلاء بالكلمة لأنه مؤمن بسحرها وبدورها الفاعل وقدرتها ( كما السلاح ) في الذود عن حياض الوطن فكانت كلماته وابلاً من نار تسقط فوق رؤوس المتآمرين ومرتزقتهم كحجارة طير الأبابيل ، تعري أخلاقهم الساقطة وتحكي قصة وطن صامد في وجه أعتى إعصار…وطن قدم أبناؤه أرواحهم على مذبح الحرية لتسقي دماؤهم ترابه وتزهر شقائق النعمان.‏
الإعلام فضاء كبير من خلاله يعبر ضيفنا عما يجيش بداخله من مشاعر وأحاسيس تجاه قضايا وطنية وإنسانيتة..
يصنف الأستاذ عبد المؤمن في طليعة الشباب المعاصرين الذين تركوا بصمة للإنسانية جمعاء منطلقات إعلامية عقلانية فاعلة في أدائة وأفكاره الهادفة إلى تحليل الوجود والموجودات من حوله وفق أسس علمية ومدركات رياضية مبنية على دعائم تحليلية لكافة الرموز اللغوية والإشارات اللفظية ..وبذلك أوجد مذهباً فلسفياً إعلامياً إيجابياً في حضوره وعمله بالتلفزيون والإذاعة ..وحلق بالمستمعين والمشاهدين في متاهات الرياضة والمنطق حتى بلغ الأوج في العديد من البرامج ..ولايزال دائم البحث والتنقيب لجلاء غوامض الفكر الإنساني لكي يسبر اغواره لإكتشاف رموزه وإشاراته التي تؤثر في العقول المتلقية ..لكي تخرجها من القوة إلى الفعل ومن الجمود والتحجر إلى الإنطلاقة والتحرر لبناء مستقبل مشرق لأبناء بلده الحبيب سورية..

 

ولأن صوت المذيع صوتاً يعربياً مقاوماً يؤمن بسحر وبفعل الكلمة وبدورها في النضال فقد آثرنا أن نلتقيه لنسأله عن البدايات ورحلته مع الميكرفون والشاشة الفضية..

1- نشأت وترعرعت في بيئة ثقافية بدءاً من الوالد الذي يقرض الشعر فهل لكم أن تحدثونا عن هذه البدايات؟ البدايات مهمة في كل شيء ..وبداياتي كانت بعيدة عن الإعلام ..
فلم يكن هذا المجال المهم واحداً من طموحاتي..ولكن ما اكتسبته خلال نشأتي والذي تكون من بيئتي المحيطة..عائلتي ومدرستي ومجتمعي..وكما تفضلت وذكرت..والدي الذي اهتم بالأدب والشعر..والذي كانت لديه مكتبته الهائلة التي لطالما سرقتني مما حولي..وفيما بعد أخي المهندس عبد الرحمن الذي دين له بالكثير والذي اهتم بكل أنواع الثقافة والكتب..جامعاً مكتبة رائعة اختصرها في شخصيته وفكره..فأصبح بحد ذاته قدوة وهدفاً..ومرجعاً ..كلها كانت عوامل مؤثرة..أكسبتني الأدوات الأساسية التي تتمثل بالثقافة الناجمة عن القراءة وحب الكتب وبالتالي المعلومات وبعض المعرفة التي ساعدتني فيما بعد وحبي للغة العربية بكل تفاصيل آدابها شعراً وقصة وتاريخاً ولن أنسى مدرستي والمعلمين الذين منحوني الكثير..قد أستغرق ساعات وأنا أتحدث عن تفاصيل النشأة والتي أفادتني في عملي الإعلامي ..ولكن لن أطيل وسأقول إن كل ما مررت به قدم لي شيئاً أفادني في عملي ومهنتي التي تحتاج إلى الموسوعية والمعرفة بكل شيء.
2-عملت قبل الإعلام بمجالات عدة..ومنها محل للأشرطة والسيديات أي الموسيقى..فما أثر ذلك على ثقافتك ونشأتك ؟
أشكرك على هذا السؤال الذي يتقاطع إلى حد ما أو ربما هو يكمل الصورة التي بدأتها في إجابتي الأولى..إن كنت قصدت أثر العمل في محلي البسيط لبيع أسطوانات الموسيقا فأنا سأوسع الصورة لأقول لك إن هذا العمل كان أحد الأعمال التي خضتها في حياتي وقبل البدء في الإعلام..فأنا وأثناء دراستي الجامعية في كلية الحقوق في جامعة حلب عملت مدرساً في عدة مدارس في حمص الحبيبة كما تنقلت في عدد كبير من الأعمال أثناء الدراسة..فعملت في الطباعة وعملت دهاناً وعملت في ميكانيك السيارات ..كما عملت في مجال السياحة والبناء .وأيضاً عملت مزارعاً ..وفيما بعد وقبل أن أحظى بفرصة الدخول إلى مجال الإعلام كان لدي مشروعي الخاص والبسيط والذي كان عبارة عن محل بسيط افتتحته برأس مال بسيط لأقدم فيه للذواقة ومحبي نوادر الموسيقا والطرب..شيئاً من مقتنياتي وكنوزي الموسيقية التي جمعتها خلال الفترة السابقة..وذلك لأن الموسيقا ..ومع كل الأعمال السابقة التي ذكرتها كانت رفيقاً دائماً ومكوناً هاماً من مكونات شخصيتي وثقافتي..والتي استخدمتها في عملي الإعلامي خلال لقاءاتي بكبار الفنانين والموسيقيين السوريين فيما بعد..ما أردت قوله أن العمل المستمر وبكل هذه الأعمال البسيطة..كان جزءاً هاماً من تجربتي التي كونتها..وأفادتني في عملي الإعلامي فيما بعد..وخاصة في المجال الفني..والإجتماعي ..والخدمي أيضاً
3-كان لإذاعة دمشق اليد البيضاء في انطلاقتك كمذيع متمكن من اللغة العربية وبعدها تدرجت في العمل الإعلامي إلى التلفزيون الذي قدمت فيه عدة برامج ناجحة أهمها برنامج (خط أحمر) الذي نلت عليه ذهبية مهرجان القاهرة للإعلام العربي..حدثنا عن تلك الفترة..وعن البرامج..وعن ذكرياتك في الإذاعة والتلفزيون الوطنيين؟

أي شرف يضاهي أو يوازي ان يكون الإنسان خريج مدرسة كبيرة وعظيمة كالإذاعة السورية العريقة..التي كانت منبراً للعديد من الأسماء الكبيرة والنجوم اللامعة في عالمي الإعلام والفن..الأمير يحيى الشهابي ..الدكتور صباح قباني ..الفنان الكبير نزار شرابي ..الأستاذ فاروق حيدر الذي أدين له بالكثير وأعتبره عرابي وأستاذي في مجال الإعلام..ومئات الأسماء التي يضيق الوقت عن ذكرها..ولكنها تركت بصماتها الواضحة في عالم الإعلام الوطني والعربي ..إذاً مدرسة كبيرة تحتضنني..وأنا أحمل خبرتي البسيطة التي ذكرتها سابقاً وتعلمتها في مدرسة الحياة..ومخزوني الذي كونته بصبر وحب من اللغة العربية والأدب والثقافة العامة..ومعلمون رائعون على رأسهم الأستاذ فاروق حيدر الذي كان وما زال مرجعي في كل تفصيل له علاقة بالمجال..فبدأت بتلمس طريقي وبناء شخصيتي التي تلائم مجال عملي الجديد بكل صبر وأناة..وخطوة خطوة دون استعجال ..بعدأن نجحت في اختبار اختيار مذيعين أجري عام 2003 لأدخل مجال الإعلام من بوابة الإذاعة السورية..بدأت بالبرامج المسجلة في الإذاعةلأنتقل بعدها وأقدم أفكاري الخاصة التي نالت الإعجاب وحققت حضوراً بين المستمعين..من خلال برامج كبرنامج ( الأمل والحياة) الذي عنيت فيه بالمعوقين ومشاكلهم وإنجازاتهم التي غالباً ما يتم تناسيها أو عدم الاهتمام بها..ثم بدأت بتقديم برنامج ( فنان عالهوا) الذي أتاح لي فرصة استضافة كل الفنانين السوريين وإجراء حوارات مهمة معهم حول الدراما والموسيقا السوريين ..ثم جاءت النقلة المميزة في عالم الإذاعة عندما انضممت إلى فريق إذاعة صوت الشباب التي قدمت عبر أثيرها برامجي الإجتماعية الأولى والتي حققت حضوراً جماهيرياً مهماً وتفاعلاً واضحاً من قبل المستمعين عبر برامج مختلفة سأذكر منها برنامج ( جسد وروح) الذي أعددته وقدمته بالاشتراك مع الإعلامية المميزة حياة مكارم..تتراكم الخبرة في العمل الإذاعي من نوع لنوع من البرامج..ثم تأتي الفرصة المناسبة مع إعادة إطلاق القناة الأولى السورية بحلتها الجديدة عام 2006 وليتم اختياري ضمن الفريق الذي سينطلق بهذه الصورة الجديدة ضمن برنامج يومي صباحي أعتز به جداً كان يحمل اسم ( نهار جديد) يقدم كل المواضيع للأسرة السورية بما فيها الجانب الخدمي والذي حصلت من خلاله على الجائزة الفضية في مهرجان القاهرة للإعلام العربي عام 2007..وبعد فترة من العمل في القناة الأرضية..انضممت إلى فريق عمل القناة الفضائية السورية عندما بدأت بإعداد وتقديم برنامج ( خط أحمر) الذي أعتبره علامة فارقة في حياتي المهنية..لأنه حملني مسؤولية كبيرة ولأنه كان شهادة عبوري إلى المنافسة على هذا النوع من البرامج في العالم العربي من خلال المصداقية والاهتمام والمهنية..وكانت الثمرة التي جنيتها هي ذهبيتا مهرجان القاهرة للإعلام العربي في عام 2008 واحدة عن برنامج ( خط أحمر) وواحدة عن برنامج إذاعي خاص قدمته باسم إذاعة صوت الشباب ..وكانت الذروة هي ترشيحي نتيجة لهذه الأعمال التي قدمتها لجائزة أفضل إعلامي في الوطن العربي عام 2010 عن فئة البرامج الحوارية.
س4: انتقلت وعملت في قناة العالم حبذا لو تعرفنا عن هذه التجربة وماذا تعلمت وماذا قدمت ؟
الانتقال إلى وسيلة إعلامية جديدة يشبه إلى حد بعيد..حالة الاحتراف التي تشيع في الرياضة..على اعتبار أن الرياضة الآن وخاصة كرة القدم هي مالئة الدنيا وشاغلة الناس..تدرجي في كافة قنوات العمل الإعلامي الوطني الإذاعية والتلفزيونية..أعطاني الفرصة لأعمل وأقدم كل أنواع البرامج..وأخوض غمار العمل الإعلامي بكل أصنافه ومسؤولياته…بما فيها العمل كمراسل ميداني..والاضطلاع بتجربة النقل المباشر للكثير من الأحداث والفعاليات التي كانت تجري في كل المحافظات السورية الحبيبة..وكان لابد عندها من أن أبحث عن جديد في عالم الإعلام على صعيد الرؤيا والتجربة وتقاليد العمل وشروطه وضوابطه..وهذا ما دفعني إلى التفكير بالبحث عن ساحة إعلامية جديدة على أن تكون ساحة إعلامية لها إسمها وأخلاقياتها وضوابطها التي لم تفقدها في البازار الإعلامي الذي أسقط الكثير من المحطات من حسابات المشاهدين في كل العالم العربي ..ومن هنا عندما تواصلت معي قناة العالم التي أشرف بالعمل فيها..وضمن كوادرها الإعلامية المميزة..لأكون جزءاً من أسرتها التي حققت حضوراً إعلامياً مميزاً خلال السنوات العشر الأخيرة…لم أتوانى عن الموافقة رغم أن القناة كانت تعاني في هذه الفترة من حصار ومضايقات..وتم حظرها عن الأقمار الصناعية المشاهدة في عالمنا العربي والاسلامي ..كما تم حظر القنوات الوطنية السورية..وهذا ربما كان دافعاً أكبر..لأضع خبرتي التي بنيتها في خدمة هذه القناة المميزة..وهنا بدأت تجربة جديدة تعلمت فيها الكثير من تقاليد العمل الخاصة بهذه القناة العريقة..وقدمت خبرتي في البرامج التي كلفت بإعدادها وتقديمها في هذه القناة وهي برنامج حواري سياسي يومي يحمل اسم ( تحت الضوء) وهو يضع يومياً القضية السياسية الأكثر سخونة في العالم تحت ضوء تساؤلاتنا التي نطرحها على ضيوف مختصين ومعنيين بالقضية من كل أنحاء العالم..كما أعد وأقدم أيضاً الأخبار الاقتصادية ضمن فريق عمل النشرة الاقتصادية بشكل يومي وهوميدان جديد أحببت أن أخوضه أيضاً لأضيف جديداً إلى تجربتي الإعلامية .
س5: عملت مع الكثيرين من المذيعين والمذيعات والمخرجين من هم الذين تركوا بصمة وذكرى خاصة في حياتك ؟
في الحقيقة كل من عملت معه استفدت منه ..وأخذت منه شيئاً أضفته إلى مخزوني..عملت بمبدأ أنني يجب ان أشكل حالة مختلفة بعيدة عن النمطية والتقليد..خاصة ان هذه المهنة تحديداً يكثر فيها التقليد…وهذا دفعني لأقتبس وآخذ من كل من سمعتهم وشاهدتهم.إيجابياتهم..ونقاط تميزهم وقوتهم..لأضيفها إلى خبرتي وإقدامي ومحبتي لهذا المجال ..ولكن لابد من أن أذكر أنني أدين بأغلب نجاحي وتميزي لأستاذي الأستاذ فاروق حيدر الإعلامي والمعلم الذي كان له الفضل في تخريج وتقديم الكثير من الاعلاميين الذين تتلمذو على يديه..ولا أستطيع مهما شرحت وتحدثت أن أوضح مدى ما قدمه هذا الرجل المليء بالحب والثقافة والمعرفة لي ..وذلك لأنني كنت ألجأ إليه في كل المواقف والاستحقاقات ولأطرح عليه كل الأسئلة التي تخطر بالي أو التي تستعصي علي..حتى الأسئلة اللغوية البسيطة..ولم يكن يبخل علي بأي نصيحة..لن أنسى أيضاً الصديق الإعلامي الإذاعي المتميز أحمد اسماعيل أو الأستاذ والفنان الكبير موفق الأحمد الذي شرفني بأن اشترك في العديد من برامجي الاذاعية..وخاصة برنامج ( كلنا أطفال) الذي كان حالة جديدة في عالم البرامج الإذاعية المخصصة للأطفال..ولدي تجربة طويلة ومليئة بالحب والتعاون والفائدة مع صديقين وأستاذين رائعين هما الأستاذ الصحفي خالد مجر والدكتور والمسرحي المميز ماهر الخولي الذين كان للتعاون معهما ولخبرتهما الطويلة والعملية في الأعمال التي قدمتها بصمات واضحة ..استفدت ولا أزال منها حتى الآن..سأستغل الفرصة عبر موقعكم إذاً لأوجه الشكر لهم..ولكل الزملاء الإعلاميين الذين عملت معهم والذين استفدت منهم.
س6: اهتماماتك كثيرة ووقتك ممتلئ ولكن لابد من وقفة بين الحين والآخر وممارسة بعض من هواياتك هل لكم أن تعلمونا عنها ؟
في الحقيقة أنني أهوى الموسيقا وأصل في حبي لها إلى درجة الشغف..لذلك أستمع وأشاهد وأهتم بكل جديد وقديم في عالم الموسيقا..كما أنني أحب الرياضة..ولي فيها باع جيد حيث أنني لعبت كرة القدم ولا زلت..كما مارست رياضة كرة الطاولة وأحرزت فيها عدداً من البطولات المدرسية..أهوى الرسم وأمارسه بين الحين والآخر..وأعشق القراءة وأعتبرها مكوناً رئيساً من مكونات حياتي وشخصيتي وعملي..فلا أكاد أوفر شيئاً إلا وأقرأه..ولكن هوايتي الأجمل التي أمارسها هي مهنتي..التي أعتبرها أغلى هواياتي وأكثرها غنىً وتنوعاً وأعتقد أنها تحوي في طياتها وبين جنباتها كل الهوايات السابقة..وهذا ما جعلني أحبها وأتعلق بها أكثر..لأنها ساعدتني على أن أهتم بكل مكونات شخصيتي ومعرفتي وهواياتي
س7: رأيك بالشباب ودوره في سوريا ؟
من المسلمات أن أقول أن الشباب هم عماد الحياة..وأساس الحركة والتطور والانبعاث لأي مجتمع من المجتمعات..كما أنهم منبع الأفكار الجديدة والمتجددة ..والتي تفتح دائماً أبواباً نحو المجهول…فتفضي بنا إلى آفاق أخرى..وفضاءات أرحب..ومسالك لم تخطر ببال الكثيرين من أبناء المجتمع..هم عصب الحياة والمحرك الحقيقي لتطور الشعوب في كل المجتمعات..وهم من يجب أن يكونوا الهدف الأساس والأكبر لأي أداة أو قناة إعلامية..إذا أرادت أن تفعل وتؤثر وتحدث تغييراً في المجتمعات..عليها أن تخاطبهم وتستميلهم وتؤثر فيهم..وتتأثر بهم..كل هذه المقدمة لأقول إن الشباب السوري شباب عظيم..خلاق..متقدم..مفكر..مبدع..وهوقادر على أن يحافظ على مكتسبات السوريين..وأن يتقدم بهم باتجاه الأمام ليتفوقوا على كل الشعوب والأمم كانت لي تجربة كبيرة وغنية عبر الإذاعة الرائدة في هذا المجال..ليس فقط من خلال اسمها..وإنما أيضاً من خلال برامجها وطريقة عملها وتوجهها وكادرها..إنها إذاعة ( صوت الشباب) التي شكلت حالة لا ولم تتكرر في الإعلام الوطني المسؤول الذي عرف كيف ولمن يتوجه ..وأترك لقراء موقعكم الكريم الذي على ما يبدو لديه أيضاً وجهة نظره الواضحة والمدروسة في التعامل مع الشباب..أترك لهم أن يحكموا على تجربة هذه الإذاعة المميزة والغنية. الآن هذا الشباب معني بأن ينهض بسوريا في هذه الظروف القاهرة التي تمر بها..أن يشكل درعها الحصين في وجه هذه الحرب الظالمة التي استهدفت كل شيء..وأكثر ما استهدفته ..استهدفت الانسان السوري..والحضارة السورية..والمعجزة السورية القائمة على الحب والتعاضد.
س8: تهتم بالتراث والغناء القديم والحديث فمن هم المطربون والمطربات والموسيقيون والعازفون الذين تعشق فنهم ؟
أهتم بكل أنواع وأشكال الموسيقا والغناء..لأنني أعتبر أن الموسيقى حالة من الصفاء والتجلي التي تسمح لي بالانتقال إلى فضاءات أرحب عندما تضيق بي الفضاءات..وأجد دائماً في الموسيقا ذلك السلم السحري الخفي الذي أصعد عبره إلى الغيوم ..بمعناها الرومنسي..والخيالي والنفسي..لأن العمل المستمر بضغوطه ومشاكله ومتاعبه يحتاج إلى تلك الفسحة السماوية التي تعيد إليك القدرة على العمل..وتثقف أدواتك وأسلحتك من أجل العودة إلى العمل بجد ونشاط الأسماء كثيرة وعديدة فأنا أحب فيروز وأم كلثوم وربا الجمال وسعاد محمد وصباح فخري ووديع الصافي ومحمد عبد الوهاب ومحمد خيري وحمام خيري وجورج وسوف ..وأستمع إلى موتزارت وباخ وبيتهوفن وأستمع إلى ياني ولورينا ماكينيت ومايكل بولتون وابراهيم تاتليسيس ومنير بشير ومحمد عبد الكريم وحسنو ..القائمة تطول في الحقيقة..ولكنني مستعد لذكرها جميعاً لكم في أي وقت..ولأقدم نصائح لمن يرغب بالاستماع إلى بعض من ذكرتهم وهولا يعرفهم.
س9: لكل إنسان أسلوب أو طريقة عمله أو شخصية أو فلسفة خاصة بعمله ما هي فلسفتكم في العمل ؟
لا أدعي أنني أمتلك فلسفة خاصة صنعتها ..ولكنني بكل بساطة ..أعتمد على التحضير المسبق..والقراءة المستفيضة لكل مصادر المعلومات المتعلقة بموضوعي..والبحث دون كلل أو ملل..والصبر على كل المصاعب..والإقدام والجرأة والصدق وتغليب المصلحة الوطنية والإنسانية..والأخلاق في التعامل مع العمل والناس..والتواضع وتحديد الهدف واحترام الرأي الآخر.
س10: زرت العديد من الدول هل لكم أن تحدثنا عن بعض انطباعاتك في تلك الرحلات ؟
الانطباع الأول الذي لم يفارقني في كل الدول التي زرتها هو أن سوريا هي أجمل بلدان الأرض ..وهذا ليس كلاماً إنشائياً..ولكنني استمتعت في أغلب البلدان التي زرتها..وتحدثت كثيراً عن بلدي وغناها وفنها وأهلها لكل الذين التقيتهم ..إن كان في مصر أو عمان أو جنوب أفريقيا أو أوكرانيا أو الأردن أو لبنان..وكان أهم شعور ينتابني..هو الفرح عندما أعرف أو أسمع انطباعات جيدة منهم عن سوريا..ولكنني غالباً كنت أنتظر اللحظة التي أعود فيها إلى سوريا..لألتقي مجدداً بأصدقائي..وأعود إلى التفاصيل الحميمة لبيتي وشارعي وجيراني وعملي ومكتبي وباعة الجرائد وصخب المقاهي والنقاشات المختلفة ..لا تستثني شيئاً وصولاً إلى الهواء.
س11 لكل مهنة أسرارها ومواقفها الطريفة ومقالبها الكوميدية السلبية والإيجابية حبذا لو تذكر لنا أهمها ؟
هناك الكثير مما يمكنني أن أسرده لكم..مما مررت به عبر اثني عشر عاماً من العمل في هذا المجال الغني بكل الامكانيات..ولكن لا أنسى ولن أنسى تلك الحادثة اللطيفة والمحرجة والطريفة..عندما كنت أستضيف في برنامجي الإذاعي المخصص للأطفال وهو برنامج ( كلنا أطفال) الأطفال المميزين ..من كل الأعمار لأتحدث معهم وأطرح عليهم تساؤلاتي..وأترك للأطفال المستمعين أن يتواصلوا معهم أيضاً عبر الاتصالات الهاتفية ليطرحوا عليهم تساؤلاتهم..أحد الأطفال الرائعين أصر أن يكمل الأغنية التي طلبتها منه ليغنيها على الهواء حتى نهايتها بكل إبداع واحتراف..ومع انتهائه من أداء الأغنية ..وضع له مخرج البرنامج مؤثراً وهو أصوات تشجيع من جمهور مع استحسان ..فما كان منه إلا أن عاد لأداء الأغنية من جديد ويأخذ وقته كاملاً دون أن ينتظرني لأطرح عليه أي سؤال..ولم أرغب بمقاطعته لروعة أدائه..فاستمعت إليها مرة ثانية.. من المواقف الرائعة التي أحبها ..تلك الفرصة الرائعة التي عرفتني على طفلين كفيفين هما ابراهيم الحسن ورزان الحسن..الذين كان رغم أنهما يعانيان فقد البصر إلا أنهما كانا متفوقين في الدراسة..والأجمل أنهما كانا مهتمين بشكل كبير بالرياضة وتفاصيلها..فطلبت منهما أن يعدا للأطفال في برنامج ( كلنا أطفال) نشرة إخبارية رياضية أسبوعية تقدمها رزان ..التي كانت تفاجئني دائما بأسلوبها وطلاقتها ومهارتها التي تضاهي أفضل المعلقين المحترفين..ولطالما أثارت إعجاب المستمعين الذين لم يكونوا على علم بأنها كانت تمضي كل الأسبوع وهي تكتب النشرة بطريقة (برايل) الخاصة بفاقدي البصر لتقدمها للمستمعين في كل أسبوع عبر الهاتف..وسأكشف لك أنني عندما استضفتها في الاستوديو لأول مرة لتقدم النشرة في استوديو الإذاعة..وشاهدت مقدار التعب الذي تبذله..ومقدار حبها للتميز..وابتسامتها وهي تقرأ النشرة لكل الأطفال لم أتمالك نفسي وبكيت كثيراً..
س12-13: رغم كثافة وضغط العمل اليومي فأنت تهتهم بالقراءة والمطالعة فمن هم الكتاب والقاصون والروائيون والشعراء الذين تحبهم محلياً وعربياً وعالمياً ؟
القراءة فعل يومي ثابت في حياتي ..منذ سنوات طويلة..مع اختلاف الكم خلال سنوات العمل والانشغال الأخيرة..ولكن..لم يكن هناك بد من الاحتفاظ به..كفعل ضروري من أجل عدم الوقوع في مصيبة القحط والجفاف الفكري والمعرفي نتيجة عدم التزود المستمر بالأفكار والمعلومات اللازمة لعملي وطبيعته المختلفة عن بقية العمال والتي تفرض عليَّ على الأقل أن أعرف شيئاً عن كل شيء..والأهم من ذلك هو أنني لم أقيد نفسي بما أهواه من أشكال وأنواع أدبية ..أو بأقلام معينة تتحدث وتكتب كما أشاء وأهوى..وإنما ..حاولت أن أقرأ كل شيء..وأي شيء..من الغث وحتى الثمين..من السخيف وحتى المغرق في الرفعة والفلسفة..أو في الجودة والاختلاف..و لم أترك لأحد أن يحدد لي نوع قراءاتي أو توجهي..ولم أترك لعملي وانشغالي أن يكون مبرراً للابتعاد عن القراءة ماذا يمكنني أن أذكر,,الكثير الكثير..من الأدب العربي بقديمه وجديده ..من إبن المقفع إلى طه حسين ونجيب محفوظ وجبران خليل جبران وزكريا تامر والماغوط وعبد الرحمن منيف إلى الأدب الروسي تولستوي ودوستويفسكي وتشيخوف إلى ويليم شكسبيرو فيكتور هيغو وأرنست همنغواي..وفي الشعر تمتد القائمة من النابغة والمتنبي وأبي العلاء المعري وصولاً إلى نزار قباني ومحمود درويش والسياب وأحمد شوقي وبدوي الجبل ونديم محمد والقائمة تطول ..هناك الكثير الكثير من الأعمال التي تستحق القراءة مرة ومرتين وحتى أكثر..هذا السؤال بحد ذاته يحتاج إلى صفحات وصفحات..
س14: لو كنت معداً و مخرجاً و مذيعاً في الوقت ذاته فما هو البرنامج الذي تتمنى تقديمه ؟
في الحقيقة أنا منذ بداية تجربتي في الإعلام عملت معداً ومذيعاً وأغلب برامجي التي قدمتها خلال مسيرتي كانت من إعدادي ..ورغم أنني قدمت برامج كثيرة من إعداد زملاء معدين شرفوني باختياري لأقدم أفكارهم ..إلا أن هذا رسخ لدي قناعة أن يكون المقدم معداً..لأن ذلك يساعد كثيراً على تقديم مادة ناضجة ومتكاملة للمتلقي ..الشيء الوحيد الذي لم أجربه هو الإخراج ..وهو واحد من أهم حوامل البرنامج التلفزيوني أو الإذاعي والذي يشكل أيضاً جناحاً آخر من الأجنحة التي يحلق بها البرنامج المقدم..وكان لدي الكثير من الأفكار والملاحظات فيما يتعلق بالبرامج التي كنت أقدمها ..والتي كنت أتمنى تطبيقها لمعرفتي بما يمكن ان تقدمه من إضافة للبرنامج..ولكن دائماً كان لمخرج البرنامج رؤيته الخاصة..في بعض الأحيان كنا نتناقش وكنا نحاول أن نأخذ بآراء بعضنا كفريق يعمل في البرنامج..ولكن في كثير من الأحيان كان الأمر محسوماً بحكم الامكانيات المتاحة..أو الآراء التي كان يتفق عليها مسبقاً..بالعموم أنا أتمنى أن أقدم شكلاً من أشكال البرامج التي تحمل في مضمونها كل شيء..وتتضمن السياسة والاقتصاد والفن والثقافة وحتى الفكاهة ..وكلها في قالب مبتكر غير مكرر.. ربما في وقت لاحق أفاجئكم ببرنامج يحمل كل هذه المكونات..
س15: حازت أعمالك الإذاعية والتلفزيونية على الكثير من الإعجاب والجماهيرية وقد نلت بعض الجوائز والميداليات هل لكم أن تطلعونا عنها ؟
لم تكن الجوائز والتكريمات غاية بحد ذاتها..لكنني لا أنكر أن فكرة التفوق والسبق كانت هاجساً دائماً لي ..في كل الأشكال البرامجية التي قدمتها..بل وحتى في البرامج المشتركة التي قدمتها بالتعاون مع مقدمين آخرين ..او مع محطات أخرى.. وكان يسعدني دائماً أن يتم تقديمها كنماذج منافسة في المسابقات والمهرجانات الإعلامية لتمثل الإعلام الوطني إذاعياً وتلفزيونياً وهذه هي الجوائز والتكريمات التي نلتها: •فضية مهرجان القاهرة 2007 / برنامج نهار جديد – التلفزيون العربي السوري. •ذهبية الإبداع في الإعداد والتقديم في مهرجان القاهرة2008/ برنامج خط أحمر عن حلقة جرائم الشرف. •ذهبية الإبداع في الإعداد والتقديم في مهرجان القاهرة2008 /فئة التحقيق الإذاعي عن برنامج روح القانون أم أرواح البشر – إذاعة صوت الشباب. •جائزة تقدير من المنتدى الاجتماعي وجمعية (معاً) من أجل قضايا المرأة كأفضل إعلامي يعمل من أجل قضايا المرأةفي عام 2009 . •جائزة الإبداع لأفضل برنامج جماهيري تبثه الإذاعةالسورية بقنواته الثلاث في عام 2009.عن برنامج (خمسة منك خمسة مني) •تكريم من مهرجان نقابة الفنانين الثاني، 2009،اللاذقية، سوريا. •تكريم من مهرجان المونودراما الخامس للمسرح في اللاذقية، 2009. •تكريم من مهرجان التوحد الأول2010 للجهود المقدمة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة. •تكريم من مهرجان نقابة الفنانين المسرحي الثالث لعام2010. •مرشح لجائزة أفضل إعلامي في الوطن العربي في مهرجان (JORDANAWARDS)لعام 2010.
س16: رأيك بالتلفزيون والإعلام السوري ما له وما عليه وأين وصل ؟ الإعلام السوري وأنا أجزم أنك تقصدين الإعلام الرسمي المتمثل بالتلفزيون الوطني والإذاعة الوطنية ..هو إعلام يحمل هدفاً سامياً ويحاول بكل السبل الوصول إلى هذا الهدف…وظهرت أهميته وقدراته خلال هذه الحرب الممنهجة التي يتعرض لها وطننا في هذا الوقت..والتي كان الجزء الأكبر والأسوأ منها جزءاً إعلامياً..عبر محطات كثيرة مأجورة ومرتهنة لهذا المشروع التفتيتي للمجتمع والوطن السوري ..الإعلام الوطني خلال سنوات الحرب على سوريا قام بواجبه واجتهد..فأصاب أحياناً كثيرة..وأخطأ في بعض الأحيان..ولكن من يعمل لا بد أن يخطئ..المهم أنه كان خلال كل هذه الفترة إعلاماً يحمل هدف حماية الوطن والمواطن ..ويعليه على أية غايات فردية ومصالح شخصية وفئوية ..وكثيراً ما ظلم هذا الإعلام بمقارنته بالكثير من المؤسسات الإعلامية الخاصة الموجودة في سوريا وفي الوطن العربي ..وهذه مقارنة مرفوضة شكلاً ومضموناً…أنا إبن هذه المؤسسة ولدي معرفة كبيرة بعد أن عملت فيها بكل تلك التفاصيل ..ولدي أفكاري التي قلتها كثيراً لكل ذوي الشأن حول ما يمكن أن يطور هذه المؤسسة ويجعلها مؤسسة منافسة..ويخلصها من بعض مشاكلها التي تعاني منها..كما أغلب مؤسسات القطاع العام..,انا أؤكد لكم أن كل استحقاق والتزام وكل نشاط يضيف شيئاً إلى تجربة هذا الإعلام..الذي صقلته هذه الحرب أيضاً وساهمت في تطويره وتقويته وزيادة خبراته في مثل هذه الظروف القاهرة والاستثنائية التي تمر عليه….لقد ساهم في إيصال الكثير من الوقائع والتفاصيل في السنوات الماضية…ووقف وحيداً في وجه آلة إعلامية جبارة ..امتهنت الكذب وتزوير الحقائق … إذاً له الكثير وعليه الكثير..ولكن ماله أكثر مما عليه ..على عكس ما يروج الكثيرون. أحيي عبر موقعكم كل الزملاء العاملين في هذا الإعلام الوطني الذي لم يتوانى عن تقديم الشهداء خلال الفترة الماضية إيماناً منه بدوره وبأهميته.
س17: ماذا تقول لجمهورك ومتابعيك في سوريا والوطن العربي والعالم ؟
سأقول لهم عبر موقعكم المميز..أشكر لكم حبكم ودعمكم واهتمامكم..ولا تبخلوا علي بملاحظاتكم وأفكاركم ..وأتمنى عليكم أن تقفوا مع سوريا وجيشها الوطني في معركتها المصيرية التي بدأت تلوح بشائر النصر فيها بفضل كل الجهود الوطنية المبذولة بما فيها صمودكم الأسطوري وبفضل الدماء الزكية التي بذلت والتي ستدفعنا بالتأكيد لتحمل المسؤولية بشكل أفضل…لنعيد الإعمار..والبناء نحو سوريا أجمل وأعلى وأعظم .. وسأشكركم على اهتمامكم ..وحرصكم أنتم موقع المفتاح المميز على متابعة كل جديد ..وتقديم كل مميز للقارئ والمتابع السوري والعربي…وفقكم الله..وإلى الأمام دوماً..لكم تحياتي وتقديري..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أجرى الحوار :
Assia Zaffour

– الدكتورة سناء فريد إسماعيل
– المفتاح

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.