صورة رمزية حسين القروي
رئيس تحرير مجلة صور الكويت الالكترونية 
فن توزيع الظلال أو (توزيع الإضاءة) ـ

إن توزيع الظلال أو (توزيع الإضاءة) كما نسميه نحن مصوري الاستديو يمثل جوهر فن التصوير داخل الأستوديو وهو إحد المهارات التي يجب أن يتقنها المصور الناجح وهذه العملية تحتاج إلى خبرة طويلة وكثير من التجارب, كما تحتاج إلى شخص له (عين حساسة) قادرة على تمييز إتجاه سقوط الضوء وقوته ومستوى إنارة كل جزء في الموضوع المراد تصويره , فمهارة توزيع الإضاءة وعمل ظلال فنية يضفي على الصورة شكل أو لوحة فنية.

إن القدرة على توزيع الإضاءة ورسم الظلال هو ما يميز مصور الأستوديو الناجح عن غيره من المصورين, الذين يعمدون إلى إلتقاط الصورة دون إهتمام بعملية التوزيع. فالتصوير فن- وهنا تبرز عمليات الإبداع بالنسبة لمصور الصالة المحترف وإلا كان كل شخص دخل الصالة وسمى نفسه مصوراً حسب الإمكانيات المتاحة- أي تصوير بدون ظلال أو توزيع.

كذلك تظهر لنا ميزة مهمة وهي إمكانيات الصالة النموذجية، فكلما كانت الإمكانيات أعلى وأجود أعطت للمصور راحة ومرونة وإبداعات أكثر، وهذا متوقف على المصور وخبرته ومهارته ومعرفته بإمكانيات الأدوات والأجهزة المستخدمة في الصالة من امبريلات وسوفت بوكس وسبوت وخلفيات وغيرها.

حقيقة نحن المصورين المحترفين نعترف بمهارة وإحساس المصور أكثر من الإمكانيات التقنية والتكنولوجيا التي تحكمت في كل شئ فبات المصور أداة خلف الكاميرا وتلاشى إحساس المصور أمام التقنية .

فن التصوير عموماً أحساس بديع وموهبة يعطيها الله سبحانه تعالى لعباده ليميز بها البشر عن غيرهم .

كم استغرب كثيراً ! ! . . عندما ازور أصدقائي المصورين بمصر الذين يستخدمون كاميرات وإمكانيات متواضعة إلا أنهم يخرجون صور بديعة في التوزيع الضوئي الأبيض والأسود ويقول معظم هؤلاء المصورين إن أصل فن التصوير هو الأبيض والأسود لأنه يعطي أحساس دافئ للصورة ويعطي إمكانية في معرفة اتجاه الضوء وتوزيعه لاستخدام الكشافات العادية بالنسبة للموضوع بعكس الألوان الذي يستخدم فيه الشمسية العاكسة ( umbrella ) التي لا تستطيع تحديد اتجاه الضوء أو التحكم فيه بالقدر المطلوب إلا أن بعض الشركات المصنعة وضعت كشاف مصاحب للبيان ( Test ) ولكن هذا لا يفي بالغرض المطلوب بالكامل إلا أنه عامل مساعد، ونرجع هنا إلى إمكانيات وخبرة وإحساس المصور الناجح بتوزيع الضوء وقوته لإضفاء ظلال فنية على الصورة .

عادةً تستخدم توزيعات الإضاءة وظلالها الفنية على صور الأشخاص النصفية ( البورتورية ) سواء طفل أو شيخ أو حتى رجل عادي أو امرأة. فمع صور الأطفال مثلاً لا نستخدم ظلال صاخبة وقوية في التوزيع الضوئي بل نستخدم ظلال هادئة وتوزيع مخفف لأن الطفل يتعامل بتلقائية وبراءة وإذا استخدمت ( التوزيع الصاخب ) للإضاءة نكون قد أضعنا هذه السمة في الطفل وباتت محاولات المصور لعمل البوز ( الوضعية ) ثابتة للطفل ليتحكم في توزيع أضاءته ووصولها إلى المكان المراد وهذا صعب بل مستحيل لأن طبيعة الطفل دائم الحركة ومن الصعب تثبيته بالوضع الذي نري

وفي العادة يأخذ المصور الناجح عدة لقطات للطفل وهو جالس أو واقف حسب الوضعية وكل حركة تلقائية يقوم بتصويرها ومن ثم طباعتها مقاسات صغيرة
( Test ) مثلاً ومشاهدتها .

يلجأ المصورون كثيراً إلى استخدام شمسيات (umbrella ) ومعها صندوق تنعيم الضوء ( Soft Box ) وهو عبارة عن صندوق مغطى بقماش أبيض من الواجهة وذلك لتوزيع إضاءة وعمل ظلال فنية تضفي على الوجه شكل تدريجي لعدد من الظلال للوجه وهذا أفضل بالنسبة لتصوير البورتورية. ولعل إذا استخدم المصور امبريلات فقط للتصوير لكان موضوع الصورة جامد وحاد.

أن ما يتحكم في توزيعنا للإضاءة هو البوز أو الوضعية ( Position ) الخاصة بالموضوع أما السوفت بوكس أو الشمسيات فما هي إلا إكسسوار مكمل لرأس الفلاش الرئيسي للصالة

حيث أن هذا الرأس يعمل مع ضربة وميض الفلاش الصغير المحمول على الكاميرا فما هو إلا استشعار لأمر لحظة ومض الفلاش الصغير عن طريق تزامن عمل الخلية الضوئية ( Photocell ) فالإكسسوارات الخاصة برأس الفلاش المخصص لصالات التصوير ما هي إلا عواكس و فلترة للضوء لتحسينه والتحكم به لإضفاء ظلال فنية متدرجة .

وعموماً الإكسسوار سواء شمسية أو صندوق أو غيرها من العواكس ما هي إلا أسلوب لتهدئة حدة الضوء .

فالشمسية (umbrella ) ما هي إلا عاكس لضوء الفلاش المنطلق بدلاً من تسليطه مباشرة مما يؤدي إلى سقوط ضوء صاخب مباشرة على الوجه وهذا يجعل الضوء مسلط مباشرة على الوجه بمناطق دون الأخرى فيجعله ملطخ بالضوء .

أما السوفت بوكس ( Soft Box ) مهمته عمل عدة عواكس للضوء للتخفيف من حدته ومن ثم مروره خلال قماش شفاف مائل إلى البياض القاتم لفلترة وتهذيب وتحسين الضوء.

فن توزيع الظلال- إعداد المصور أحمد بو سميحة / ليبيا
مجلة التصوير الضوئي

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.