شروط فنية عالية وخبراء يتولون التحكيم في «جائزة حمدان بن محمد للتصوير». الإمارات اليوم

  • «حمدان بن محمد للتصوير» تنطلق مايو المقبل بآلية تواكب أهمية الصورة إعلامياً وفنياً

    جائزة عالمية تراعي خصوصية دبي

    المصدر: محمد عبدالمقصود – دبي

أعلن مجلس أمناء جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، عن فتح باب الاشتراك في فئات الجائزة المختلفة اعتباراً من أول شهر مايو المقبل، على أن يستمر استقبال الترشيحات عبر موقع إلكتروني سيعلن عنه لاحقاً حتى نهاية ديسمبر، وهو الموعد الذي ستحتاج بعده لجنتا الفرز والتحكيم إلى شهرين من اجل تحديد هوية الأعمال الفائزة، خلال شهر فبراير من العام المقبل.

وقال المدير الإعلامي لمكتب سمو ولي عهد دبي، ماجد البستكي، إن «سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، راعي الجائزة، وجّه مجلس أمناء الجائزة بالسعي إلى ترسيخ مكانة رائدة للفعالية الجديدة بين كبريات الجوائز الدولية المناظرة، منذ دورتها الأولى، والوصول إلى درجة رفيعة من المصداقية تواكب الأهمية البالغة التي أضحت تحوزها الصورة، سواء على صعيد الممارسات الوظيفية الإعلامية، أو على مستوى التذوق الجمالي والفني»، لافتاً إلى أن أحد أهم المكتسبات التي تنطلق بها الجائزة تحت شعار «حب الأرض» الذي انتخبه سموه، هو أنها جائزة عالمية، لا تغفل خصوصية دبي طبقاً لفئاتها المتعددة.

«أصدق إنباءً»

 

التغير هو أحد الملامح الأساسية في علاقة الفن بالمتذوق، وبعد أن كان «الشعر أصدق إنباء من الكُتب» مُقراً من قبل جمهور الشعراء خصوصاً، تحولت هذه الميزة إلى الصورة، حسب عضو مجلس أمناء جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، الشاعر ماجد البستكي، الذي اعتبر أن الصورة هي ما تتبوأ هذه المكانة حالياً، وقال لـ«الإمارات اليوم» «لماذا إذن يظل (النبأ) النقلي في وسائل الإعلام المختلفة، غير مرتقٍ إلى رتبة كامل الحيادية والمصداقية، إلا عندما ترافقه الصورة، سواء كانت فوتوغرافية أو خلاف ذلك؟»، وأضاف «الجائزة في أحد جوانبها تعد استباقاً عملياً لواقع أفرزته ثورة المعلومات، وهي في هذا المقام لا يتم التعامل معها في إطار وظيفي فقط، بل تكتسب هنا طابعها الجمالي والفني، وهي أحد الأهداف التي سترسخها الجائزة، لا سيما أنه في ظل إحالة محورها الأول إلى تلك العلاقة الحميمة التي تربط الإنسان بالأرض، فإن محورها الثالث يحيل إلى خصوصية دبي، من خلال تخصيصه لنتاج عدسات التقطت مشاهد معبرة لجماليات الإمارة، ليظل المحور الثاني مفتوحاً على كل الموضوعات التي تنحاز إليها مخيلة المصور».

جاء ذلك على هامش أول اجتماع لمجلس أمناء الجائزة، مساء أول من أمس، في فندق البستان روتانا، بحضور وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبدالرحمن العويس، الذي يرأس مجلس أمناء الجائزة، ونائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، نائب رئيس مجلس الأمناء الأديب محمد المر، ومختلف أعضاء المجلس الذي يضم ايضاً كلاً من علي خليفة بن ثالث أميناً عاماً، وماجد البستكي ومطر بن لاحج وسحر الزارعي ومحمد الحمادي وستو ويلامسون وهنري دلال.

ميزانية

قال بن ثالث إن الاجتماع شهد إقرار ميزانية الجائزة، بخلاف قيمة جوائزها المادية التي تصل إلى مليون درهم موزعة على 16 جائزة، وكذلك شعار الجائزة، والخطة الإعلامية، وتم التطرق إلى عدد من القضايا الأخرى منها تحديد مقر خاص للجائزة، وبعض المقترحات التي تتعلق بالصيغ المثلى للوصول إلى أهدافها، بما في ذلك الوصول إلى مختلف الشرائح التي يمكن ان تكون على تماس مع فن التصوير الضوئي سواء كمبدعين هواة ومحترفين، أو متذوقين، على اعتبار أن الجائزة ستُشفع بعدد من الفعاليات على مدار العام، من ضمنها ورش تدريبية ومعارض فنية.

وأكد بن ثالث أن جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي هي الأكبر من نوعها لناحية قيمة جوائزها بين مختلف الجوائز الدولية المناظرة، الأمر الذي يحفز مجلس أمنائها لطموح أن تكون كذلك أيضاً في ما يتعلق بالإطارين الفني والمهني ليس إقليمياً فقط بل عالمياً أيضاً، لافتاً إلى أن هناك الكثير من عوامل التمايز التي انطلقت بها الجائزة، أولها أنها على الرغم من كونها جائزة دولية، إلا أنها تشجع المصورين سواء كانوا هواة أو محترفين داخل الدولة لمنافسة متكافئة، من خلال تعدد محاورها التي تصل إلى ثلاثة محاور، يتقدمها المحور الأساسي الذي يأتي تحت شعار «حب الأرض»، ويتوقع أن يشهد منافسة عالمية على جوائزه .

ولفت بن ثالث أيضاً إلى أن مجلس أمناء الجائزة وضع آليات تضمن استمرار الفعاليات المرتبطة بالجائزة على مدار العام، ليس فقط من خلال الندوات والمؤتمرات التي ستعقد لتوضيح جوانب تتعلق بأطر الترشح للجائزة وفق فئاتها المتنوعة، بل ايضاً فعاليات تتعلق بفنون التصوير الضوئي، الذي يعني في مفهومه، مضموناً أشمل من فن التصوير الفوتوغرافي، وهو المسمى الذي يؤشر أيضاً إلى صيغة تضمن تنوعاً وخيارات أوسع لحقول المسابقة في نسخها المقبلة. وقال إن «موعد إطلاق الجائزة في مايو المقبل، لن يعني فقط فتح المجال أمام استقبال أعمال المصورين عن طريق الموقع الإلكتروني فقط، بل سيعني أيضاً بدء الكثير من الآليات والبرامج الهادفة إلى نشر الثقافة المهنية والتقنية لفن التصوير عالمياً ومحلياً، عبر تنسيق مع عدد من أعرق الجهات والأسماء العالمية في مجال التصوير الضوئي، فضلاً عن نشر ثقافة تذوق إبداعات الفنانين في هذا المجال، لا سيما أن كل دورة ستتوج بمعرض مهم، وموسوعة سنوية تضم مبدئياً أفضل 500 مشاركة على مدار العام».

شخصيات عالمية

حول هوية أعضاء لجنة التحكيم أشار بن ثالث إلى أن هناك عددا من أبرز الأسماء والشخصيات العالمية في مجال التصوير الذين تتم دراسة ترشيحهم لعضوية تلك اللجنة، لافتاً إلى أن الهيكلية الأساسية للجائزة تفرض معايير دقيقة تتعلق بالحيادية والشفافية، على رأسها الفصل بين هوية المرشحين ونتاج عدساتهم فصلاً تاماً، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه سيتم استبعاد أية أعمال يتم فيها اللجوء المبالغ فيه إلى البرامج المختلفة التي تغير من طبيعة الصورة وحقيقتها، مثل البرنامج الشهير «فوتو شوب» الذي يجب ألا يتعدى حدود استخدامه معايير ضبط الألوان وخلاف ذلك من المعالجات الضرورية السائدة.

وتوقع عضو مجلس الأمناء مطر بن لاحج أن تشهد الجائزة زخماً خاصاً بمجرد البدء في تلقي ترشيحات المصورين الهواة والمحترفين، سواء من داخل الدولة أو خارجها، لافتاً في هذا الإطار إلى شقين أحدهما يتعلق بالاهتمام الإعلامي العالمي الذي من المتوقع أن تحظى به الجائزة، في الوقت الذي يشكل ثراء إمارة دبي خصوصاً بالمحفزات الطبيعية والحضارية لالتقاط صور شديدة الخصوصية، على اعتبار أن المكان يبقى شريكاً رئيساً للموهبة في صنع صورة متميزة.

السيدة الوحيدة في مجلس الأمناء سحر الزارعي، رغم خلفيتها الفنية، ركزت في اللقاء الإعلامي على جوانب إجرائية وتنظيمية، مشيرة إلى أن هناك خططاً لإطلاق برامج تلفزيونية وإذاعية تخصص لمناقشة أمور تتعلق بالجائزة، مشيرة إلى أن البنود التي أقرها الاجتماع الأول للمجلس تضع ضمن أولوياتها البعد الدولي للجائزة التي ستعمل للوصول إلى مختلف الفعاليات الدولية المهتمة بفن التصوير الضوئي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.