المصّور : محمد عصام الحجّار

تولد دمشق 1973

باحث ومصوّر في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى
الهوايات :

التصوير الضوئي منذ العام 1987

الحياة الخلوية (المسير الجبلي – التخيّيم … الخ)

استكشاف المواقع الطبيعية والأثرية

أبحاث تاريخية وجغرافية

مطالعات مختلفة
النشاطات :

عضو منظمة “كشاف سورية” منذ عام 1979

عضو الجمعية الجغرافية السورية منذ عام 1998

قام ، بالتعاون مع الباحث أحمد إيبش ، بدراسة تفصيلية (تاريخية – جغرافية – أثرية) لمحافظة ريف دمشق ، تقع هذه الدراسة في ثمانية مجلدات . وهي حلقة من سلسلة بعنوان “إعادة اكتشاف سورية” ، الغاية منها دراسة جميع المواقع الطبيعية والأثرية المجهولة على امتداد أرض سورية.

عضو نادي فن التصوير الضوئي في سورية منذ عام 1998

عضو الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي في جنيف منذ عام 1999

أقام معرضه الفردي الأول في العام 1999 ، أقام بعدها خمسة معارض فردية

شارك بالعديد من المعارض العربية والدولية

حاز على الجائزة الذهبية ، عن محور الصورة الطبيعية ، في اللقاء الفوتوغرافي العربي الأوروبي الثاني – هامبورغ 2005

كلمة

سورية فسيفساء الأرض والإنسان

لا يختلف اثنان على أن سورية هي مهد الحضارة البشرية ، في كهوف جبالها نشأ الإنسان الأول ، على ضفاف فراتها وُجدت أولى الاستيطانات البشرية ، ومن شواطئ متوسطها انطلقت أول أبجديات الأرض ، ومن نهر بردى استُنبطت أعقد منظومات الري ، فكانت الواحة التي نشأت عليها أقدم عواصم الدنيا دمشق .

إنك تجد تراكم الحضارات في كل بقعة من أرض سورية ، ففي دمشق تجد كهوف الإنسان القديم في قاسيون، وآثار المعابد الكنعانية ومن بعدها الآرامية ، هياكل أساساتها هلنستية وجدرانها رومانية ومناراتها بيزنطية ، مساجد شيّدها بنو أمية وجددها صلاح الدين ووسعّها نور الدين الزنكي وزينَّ واجهاتها الظاهر بيبرس، منارات عثمانية رشيقة ، أبنية طرازها أوروبي كلاسيكي تجاورها أبراج حديثة مكسوة بألواح الزجاج.

إننا نرى مثقفو العالم يحجون إلى سورية لينهلوا من منابع حضارتها، بينما نحن أبناء سورية لا ندرك قيمةً لهذه الحضارة.

لقد تجولّت في أرض وطني سورية لأجد أجمل طبيعة ، أعرق تاريخ ، أطيب إنسان . وأثناء جولاتي هذه أدركت أن لهذا الوطن حق كبير علينا. لقد تولّد لدي هاجس بتوثيق ما تراه عيناي عن طريق الصور الضوئية . إن طبيعة سورية لا تقل جمالاً عن أجمل بقع الأرض. انظر إلى موقع سورية على الخارطة ، ستجدها تتوسط العالم ، نقطة التقاء الشمال بالجنوب والشرق بالغرب. هذا المزيج يبدو جلياً في طبيعة سورية ، فمن تدمر وسط البادية الصفراء يستطيع المرء الوصول إلى الغابات المتوسطية التي لا ترى الشمس ، في أقل من ساعتين. يقف المرء وسط صحراء اللجاة السوداء الملتهبة ، فيرى في الأفق الغربي قمم حرمون البيضاء حيث الثلوج التي لا تذوب أبداً.

بدأت في العام 1993 جولاتي في محافظة ريف دمشق ، وذلك لاستكشاف المعالم الطبيعية والأثرية المجهولة، استغرقت هذه الجولات حتى العام 2000 كنت خلالها قد استكملت التغطية الكاملة لجميع أنحاء محافظة ريف دمشق، ابتداءً من بادية الحماد الملهتبة شرقاً وصولاً إلى قمم جبال لبنان الشرقية وحرمون غرباً ، ومن تلال الجولان جنوباً حتى حوض العاصي شمالاً . وفي العديد من هذه الجولات كان المشي هو الطريقة الوحيدة لبلوغ معظم المواقع حيث يتعذّر وصول أي نوع من السيارات. وبالطبع فقد تعرضّت للعديد من المخاطر ، من ضياع ومسير ليلي وسط الجرود الموحشة ، وعواصف ثلجية قاتلة ، ونفاذ لمياه الشرب وسط الصحراء الملتهبة ، وغيرها مما لا مجال لذكره .

في هذه الجولات كانت آلة التصوير الصديق الذي لا يفارقني أبداً ، فمن الممكن نسيان بعض المعدات أو الطعام ، ولكن ليس الكاميرا ، لأن الصور هي أثمن حصيلة آتي بها من جولاتي.

بعد عام 2000 ، توسّعت جولاتي إلى بعض المناطق البعيدة عن دمشق ، كالغابات الساحلية وبعض المواقع في البادية. والآن أفكر في تغطية شاملة وتفصيلية لجميع المناطق السورية ، لأن معظم هذه المناطق لا زالت مجهولة تماماً ، فمعظم الدراسات والصور تتناول بضعة مواقع أثرية وطبيعية ، في حين توجد غيرها آلاف المواقع التي لا تقل عنها أهمية وجمالاً ، ولا ينقصها سوى بعض الاهتمام.

محمد عصام الحجّار

دمشق في 5 حزيران 2006

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.