أصغر مصور فلسطيني يلتقط الحياة من مخيمات اللاجئين

أصغر مصور فلسطيني يلتقط الحياة من مخيمات اللاجئين
غزة – سما حسن

غزة..رغم صغر مساحتها إلا أنها مليئة بالمشاهد التي تستحق التوثيق والتي لا يجب المرور عليها مرور الكرام، فهناك لحظات الفرح وهناك لحظات كثيرة من الوجع، وبين هذه وتلك استطاع هذا الشاب الصغير المنحدر من حي الشجاعية، الذي شهد أعنف مجزرة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، أن يوثق بكاميرته التي اشتراها من مصروفه الشخصي، ومن دون أن يستعين بأحد، لحظات ولقطات نادرة، تستحق الوقوف أمامها انبهاراً وإعجاباً.

بدأ الفنان الصغير عبد الكريم علاء الدين زيدية هواية التصوير الفوتوغرافي وهو في سن الخامسة عشرة، حيث استطاع أن يتعلم بجهوده الذاتية أسس التصوير من خلال الانترنت، وكان وقتها يسجل كل ملاحظاته لكي يستفيد منها مستقبلاً.

استخدم في البداية الكاميرا الخاصة بهاتفه المحمول في التصوير، وعندما أنهى الثانوية العامة، أصبح بإمكانه أن يشتري كاميرا احترافية متواضعة، وبدأ التدرب على استخدامها حتى تمكن من التعامل معها بصورة جيدة.

بعد التحاقه بالجامعة في كلية الهندسة المدنية، لم يتوقف عن ممارسة هوايته والتي يأمل أن يطورها مستقبلاً، إذ يرى فيها وسيلة لنقل صورة حية وواقعية للجمهور والعالم خارج غزة، فالعالم لا يرى مدينته على حقيقتها، فهي بقدر ما بها من وجع وظلم وفقر، فيها جمال وحب ينبغي التقاطه. فداخل مخيمات اللاجئين حياة وروح أيضاً.

استطاع عبد الكريم أن يطور أداءه بمرافقة كبار المصورين المحترفين في غزة، رغم أن كثيرين منهم كانوا يرفضون خروجه معهم بدعوى أنه لازال مبتدئاً وصغيراً، ولكنه وجد من يدعمه ويشجعه على التقاط الصورة التي تستحق الانفراد.

الطبيعة من المناطق التي يعشق تصويرها، رغم أن الخروج إليها محفوف بالمخاطر، فأجمل مناطق غزة المفتوحة والخضراء تقع تحت يد الاحتلال على الحدود، ورغم تكلفة الانتقال والوصول إليها، إلا أنه يجد متعة لا توصف حين يلتقط صوراً للطبيعة الفلسطينية.

ومن الصور التي التقطها عبد الكريم، ولاقت استحساناً من جمهوره ومتابعيه، صورة لثلاثة أطفال، اثنان يتوجهان إلى المدرسة حاملين حقائبهما، بينما يعاكسهما طفل يحمل أدوات العمل، في لفتة بصرية لمعاناة الأطفال الذين تضطرهم ظروفهم إلى الخوض في سوق العمل مبكراً. –

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.