10439471_509623689170266_6453538390013302757_n

13938238_1232413553459401_9060210548324503636_o

أما في مجال التصوير فقد عرف المصور السينمائي (خاجيك كيفوركيان)، وهو من أوائل الرواد في مجال التصوير السينمائي ومن الرواد القلائل في تقنية التصوير في العراق والوطن العربي والمصور الصحفي الرائد (امري لوسينيان) شيخ المصورين الصحفيين العراقيين الذي صور ملوك وزعماء العراق وارشف جزءاً كبيراً من تاريخ العراق، والمصورين الفوتوغرافيين المعروفين ارشاك (صاحب ستوديو ارشاك) وجان (صاحب ستوديو بابل) ومصور الآثار (كوفاديس ماركاريان) وغيرهم. وفي مجال الفنون، برز الفنان الرائد (بهجت عبوش) الذي رسم عماد يسوع المسيح على سقف كنيسة الأرمن الأرثوذكس في بغداد، وأقام له معرض في المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد والفنان التشكيلي (ارداش كاكافيان)، وممثلة المسرح (ازادوهي لاجينيان)، والمخرج (كارلو هارتيون)، والمخرج السينمائي العالمي (اشخان افيديس – حكمت لبيب)، والمخرجة (سيتا هاكوبيان) وفي الموسيقى برز (كريكور بارسوميان) و (آرام بابوخيان) و (آرام تاجريان) و (نوبار بشتيكيان)، وعازفة البيانو (بياتريس اوهانيسيان). وفي المقام العراقي برز (الأب نرسيس صائغيان) الذي عرف بوفرة معلوماته عن المقام وجميع قراءات المقام العراقيين ويرجعون إليه معرفة أدق المعلومات عن المقام العراقي وللأب( صائغيان) أيضا مؤلفاته في التاريخ واللغة ودراسة أصول ونسب العائلات المسيحية. اما الموسيقار (سيساك زار بهانيليان) فقد كان احد فلاسفة الموسقى الشرقية وعازفا برع على العود والكمان والف قطعا موسيقية مستخدما فيها مقامات صعبة لم يجرؤ موسيقار غيره التقرب منها. ومن الارمنيات (سارة تاتيوسيان) التي عرفت من أهل بغداد بـ (سارة خاتون) أو (سارة الزنكينة)، وسمي حي كمب سارة في بغداد باسمها، وهناك (ريجينة خاتون) التي أوقفت اراضيها للطائفة شيدت على إحداها دار للمسنين، وهي المؤسسة الأهلية الأولى التابعة للطائفة، وشيدت مدرسة ثانوية كانت قد اممت مع مدرسة الراهبات للبنات العريقة التي كانت بنات عائلة صدام قد اشتركن فيها لعلو سمعتها في الاوساط البغدادية. كما أدخل الأرمن إلى بغداد صناعة الكاشي الموزاييك والحواشي المزخرفة وصناعات الآلات الموسيقية والمأكولات وصناعة العجلات (الربلات) التي كانت شائعة في بغداد والبصرة والموصل والتصوير الفوتوغرافي. كما يمتهن الأرمن الصناعات الدقيقة والصياغة وميكانيكية السيارات.

CprK3GdXEAUj7la

الواقع ان الكثير من الارمن قد تزاوج مع المسيحيين من كاثوليك او اورثودكسيين وذابوا في العوربة منهم عائلة زوجتي جوليت اذ ان امها تعود الى (رزوقي كيورك) وكان خالها (كيورك رزوقي كيويرك) احسن صانعي الاحذية في الموصل. ومن احفاد (آل كيورك) من الموصل (الجراح امير خضر الدباغ) الذي كان عميدا لكلية الطب في اربيل ثم هرب لانه عالج جماعة من الاكراد فتلقي تهديدا من اكراد آخرين ثم حل اخيرا وعائلته في كندا. كما ان امرأة عمي تعود في دمها الى الارمن الكاثوليك من عائلة (ترزيان) وقد كان (ترزي باشي) اي رئيسا لجماعة الخياطين في عصره ومن احفاده الشاعر (رزوق فرج رزوق) الذي درس في (دار المعلمين العالية) وكان زميلا لـ (نازك الملائكة) و (عاتكة الخزرجي) و (بدر شاكر السياب). الشاعر (رزوق فرج رزوق) لم ينشر شعره وكان بعيدا عن العجعجات السياسية. اما (سعاد) اخت زوجتي (جوليت) فقد تزوجت (كربيت كراكوتليان) وهو ارمني فلسطيني اولادهما (جوني و جينا وجيفري) هنا في تورونتو – كندا فقد انغمروا في الكندشة فلا هم الان ارمن ولا عرب. كان هذا شأن الارمن فقد اندمج الكثير منهم مع المسيحيين في العراق فنسى اولادهم اللغة الارمنية اما الارمن الذين هاجروا الى اوربا او الامريكتين فقد ذابت اجيالهم في اللغات الفرنسية او الانكليزية او الاسبانية او غيرها من اللغات. من الطريف ان ازيد بانه عندما كنت في الثانوية في البصرة كان زميلي الحميم (انترانيك زنونيان) يقتني طابعة قديمة وكان يراسل الشركات الاجنبية فاصبح بعدئذ وكيلا للشركات يتجول في اقطار الخليج لبيع منتجاتهم وفي يوم ما وصل احدى مدن السعودية وكان يسير ظهرا فآذن الامام (حيوا عل الصلاة) واذا بـ (المطوع) يلقاه، فضربه بعصاه يأمره الذهاب الى الجامع للصلاة، فاجابه (انترانيك) انا ارمني، فكان جواب المطوع (شنهو ارمني انت مو مسلم) فذهب الى الجامع يصلي يقلدهم اذا وقفوا وقف واذا ركعوا ركع وبعد انتهاء الصلاة ما كان من (انترانيك) الا الركض الى الفندق للم حاجاته ثم الهرب الى المطار فالطائرة وعندما طارت استنشق نفسا، خوفا من اكتشاف امره بانه مسلم زائف فيجلد مائة جلده. ومن الطريف ان نقول اننا كنا في البصرة عن اخواننا المسيحيين غير العرب انهم يتحدثون بلهجة (شلوخ مللوخ) اما اخواننا الارمن فيتحدثون بلهجة (چاص ميص). على اي حال ان المذابح والابادات التي لاقاها الارمن من الفرس والعباسيين والعثمانيين ليسوا وحدهم فقد عاناها السريان في العراق وفي الشرق الاوسط اذ عانى المذابح والابادات كافة الاقوام في البلقان وفي العالم العثماني. الارمن الآن في الشرق الاوسط في محنة كمحنة المسيحيين اذ يعتبرونهم دخلاء وهم اصحاب البلاد. كانوا يعتبرون المسيحيين عملاء للانكليز في الماضي القريب وهم عملاء للامريكان الآن. اما في زمن اللعين (عبد السلام عارف) فقد وسموهم بـ (عملاء ا لفاتيكان). هذه التقدمة الموجزة لتعريف العراقيين النبلاء منهم بتاريخ اخوانهم الارمن العراقيين وما (سارة الزنكينة) الا واحدة منهم.
توما شماني – تورونتو عضو اتحاد المؤرخين العرب

ــــــــــــــــــــــــــ

10394676_476581905807778_4290842731676830379_n
تواجد الأرمن في العراق يعود لقرون عديدة حيث جاءت موجات من الأرمن من أرمينيا عبر إيران استوطنت جنوب العراق في بادئ الأمر حيث أنشأت أبرشية للأرمن في البصرة عام 1222 ثم بدأت ثم تتوجه في الفترة لاحقة نحو بغداد حيث سجلت طائفة الأرمن كطائفة تدين بالمسيحية في العراق منذ عام 1638 وتوجد أقدم كنيسة للأرمن في بغداد في (عقد التصارى) الميدان و هي كنيسة مريم العذراء التي شيدت عام 1639 في الفترة العثمانية بجهود طلب أحد القادة العسكريين الذي كان أرمنيا لكن أكبر موجات الهجرة الأرمنية للعراق كانت في بدايات القرن العشرين بعد مذابح ارتكبت ضد الأرمن في ارمينيا وتركيا. وكان تعدادهم يوما يقرب من 20 ألفا. أرمن العراق في غالبهم يعودون للكنيسة الارمنية الارثودوكسية وهناك ارمن كاثوليك. للأرمن كنائس في بغداد كنائس عديدة اقدمها كنيسة مريم العذراء للأرمن الارثودوكس في عقد النصارى واحدثها كنيسة القديس كريكور أو غريغور للأرمن الارثوذوكس وهي ضخمة تقف شامخة في الباب الشرجي. كما افتتحت مدرسة ابتدائية أرمنية في بغداد. كان اكثر المصورين الفوتوغرافيين يوم كان الفوتوغراف فنا ما بعده من فن العراقيين من الارمن. عرف خاصة في بغداد ألمصور (استوديو ارشاك) في مركز بغداد في بداية الجسر الرئيسي الذي يربط الرصافة بالكرخ وكان يعرف بـ (ساحة حافظ القاضي) كما كان يشار الى ألمصور (استوديو ارشاك) كمعلم. ومن الشهيرات (سيتا هاكوبيان) عازفة البيانو الشهيرة و (بياتريس اوهانسيان) و (آزادوهي صموئيل) الممثلة و (سيلفا شاكاكيان) ملكة جمال العراق (الشباب) عام 2006 وهي أول أرمنية عراقية تحمل هذا اللقب. ومن الارمن (شانت كندريان) الكاتب و (يعقوب سركيس) كاتب أشهر مؤلفاته كتاب (المباحث العراقية). (آرام ارميناك بابوخيان) الموسيقار الشهير. و (جيراير كايايان) رياضي حصل أول بطولة لكمال الأجسام في العراق عام 1949, و (وارتان مالاكيان) رسام مقيم في اميركا (السير آرا درزي) وزير الصحة البريطانية وأحد جراحي المملكة المتحدة المعروفين. منح لقب سير من الملكة إليزابيث سنة 2002.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

13906622_1232413550126068_5843964103701180115_n

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ الارمن والارمن العراقيون المنسيون


بقلم: توما شماني
02-08-2008 | (صوت العراق)
شخبطة على الحائط

تاريخ الارمن والارمن العراقيون المنسيون العراقيون يتذكرون سارة الزنكينة
تيقض العراقيون على مقال (سارة الزنكينة) ولاول مرة يتذكر العراقيون الارمن وفي (الغوغلة) وجدت المقال قد نقلته المئات من(شبكات عنتر) المقال جاء يقظة عل مكانة الارمن في العراق الذي حلوا على العراق لاجئين من المجازر العثمانية على الارمن باحتلا ل اراضيهم وسبي نسائهم والواقع ان الارمن كانوا في العراق منذ عهود كثيرة وفي ظني ان الارمن قد كانوا متفرقين في الديار العراقية ولم تكن لهم كنائس فراحوا يرتادون الكنائس الكاثوليكية فظهر (الارمن الكاثوليك). عانى الارمن المذابح في العصر العثماني شأنهم شأن السريان الذين عانوا الابادة بالمجازر حيث محى العثمابيون قرى لاعد لها محوها، من الوجود. وتكريت كانت على المسيحية قبل قرنين او اكثر سباها العثمانيون فبدلوا خارطتها الدينية بالسيف. الأرمن بالارمنية (Հայեր) شعب آري (الهند أوروبي)، تواجدوا في الهضبة الارمنية (أرض أرمينيا العظمى والصغرى) الممتدة في الأجزاء الوسطى والشرقية من آسيا الصغرى (تقع الآن في تركيا) تعود إلى الألف الثالث ق.م، وتمتد أرمينيا التاريخية الكبرى على رقعة واسعة من شرق المنابع العليا لنهر الفرات حتى بحر قزوين و إيران، وتحدها من الجنوب سلسلة جبال طوروس الأرمنية اما أرمينيا الصغرى فتمتد إلى الغرب من منابع نهر الفرات. مانت أرمينيا العظمى وأرمينيا الصغرى وكانتا معاً تبلغان، نحو 358 ألف كيلومتر مربع، وهي تعادل نحو اثني عشر ضعف مساحة جمهورية ارمينيا الحالية. وتنبع من أرمينيا أنهار رئيسة هي (آراكس) و (ألكر) ربما (الكرخ) و (دجلة) و (الفرات). عُرفت أرمينيا في مدونات (الملك سركون الاكدي) وحفيده (نرام سين) الألف الثالث ق.م باسم (أرماني – أرمانم). وقد دخلت الإمبراطورية الآشورية مع الجارة الشمالية مملكة ورارتو (آرارات) في أرمينيا في علاقات تحالف تارة وحروب تارة أخرى. ويذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس 484- 452 ق م عن علاقات أرمينيا بأن الأرمن كانوا ينقلون عبر نهر الفرات بالمراكب البضائع إلى بابل، حيث كانوا يبيعونها.

من القرن السادس ق.م. وحتى بداية القرن الأول الميلادي، حكم أرمينيا ملوك من الأسرة اليروانتية – الارداشيسية. ومن أشهر ملوك هذه الحقبة الملك(دكران نيكرانيس الثاني)95 – 55 ق م الملقب بـ (ملك الملوك) بعد أن تنازل عن اللقب الأخير باشارة من ملك فارس. وقد ضم إلى مملكته أجزاء من بلاد فارس وشمال العراق (نواحي نينوى و اربيل) وسوريا وفلسطين ولبنان. وكانت تلك بداية للعلاقات الأرمنية – العربية الفعلية في التاريخ. في عام 301 اعتنقت أرمينيا المسيحية وبهذه الخطوة، تكون أرمينيا أول دولة اعتنقت المسيحية في العالم. وفي عام 406 ابتكر (الراهب مسروب ماشدوتس) الابجدية الأرمنية فترجم (الانجيل) إلى الأرمنية، وبدأ عصر ذهبي للأدب الأرمني، إذ ترجمت المؤلفات العلمية والثقافية والتاريخية والدينية الموجودة آنذاك إلى اللغة الأرمنية، حتى أن الأصول لبعض هذه المؤلفات قد فقدت وبقيت ترجماتها الأرمنية. الدولة الأرمنية والدولة البيزنطية مرتا بين القرنين الرابع الميلادي والسابع الميلادي بحالات تقارب و تنافر في العلاقات الارمنية – البيزنطية. فبعد انشاء ارمينيا الكبرى برئاسة (ملك الملوك دكران) التي امتدت من البحر الاسود و قزوين شمالا حتى سوريا وفلسطين جنوبا, وقعت ارمينيا مجددا بين دولتين جبارتين هما الامبراطورية الفارسية شرقا و الامبراطورية الرومانية غربا وقد تناوب الجانبان على احتلالها لانها اوقعها الحظ بين متصارعين جبارين. و في بداية القرن الثالث الميلادي تشكلت مملكة ارمينيا مجددا, وفي القرن الخامس الميلادي احتلها الفرس و قد عرف في تلك الفترة اميرها (فارتان ماميكونيان) الذي حارب الفرس من اجل دينه المسيحي لانه رفض السجود للنار و قد قتل في هذه المعركة 100,000 ارمني و 100,000 فارسي الا ان ذلك اعتبر انتصارا للارمن. ولقد جمع الارمن والبيزنطينن الدين الا انهم اختلفوا في القومية ورغبة الارمن الشديدة للاستقلال و الحرية.
وفي العصر الاسلامي تحالف الأرمن والأمويون لوصول الامويون حدود ارمينيا الا ان ارمينيا وقعت بين جبارين الفرس من الشرق والبزنطيين من الغرب. ومع الاحتلال العباسي كان الامر بين فترات مد وجزر لم يكونوا كالامويين في علاقتهم مع الارمن فلقد كانت ارمينيا واحدة من اغنى الولايات فعين العباسيون حاكمها اميرا ارمنيا لها من (عائلة بقردونيان) االتي اصبحت حاكمة ارمينيا لفترة طويلة. و خلال هذه الفترة استقدم العباسيون شعوبا كثيرة فاسكونهم اراضي الارمن و منهم السلاجقة الاتراك اجداد هؤلاء الاتراك الحاليين. فلقد قام السلاجقة الاتراك بمحاربة البيزنطيين و احتلوا خلال هذه الحروب اراضي ارمنية كثيرة بمساعدة الخلفاء العباسيين و استمر هذا الصراع حتى قدوم الصليبيين.

وكان الاسوأ عندما استولى العثمانيون في عام 1514 بقيادة السلطان سليم الاول على أرمينيا بعد إلحاق الهزيمة بالفرس الصفويين في (معركة سهل جالديران). كان هذا السقوط تاريخا اسودا للارمن بمحاولات الاتراك ابادتهم لكن حاجتهم للارمن لعلوهم في المعرفة وكونهم حرفيين ماهرين الا انهم جرت ابادتهم قبل 300 عام. و في القرن السادس عشر استوطن الفرس 30.000 ارمني في اصفهان وبذلك دفع الحياة في اصفهان بسبب ما كان يتمتع به الارمن من مهارة حرفية. ومن عام 1832 قامت مذابح الارمن وفي عهد (السلطان عبد الحميد الثاني – الاحمر) الذي لقب بالاحمر لكثرة الدماء التي سفكها خاصة الارمن حيث ذبح بين اعوام 1848-1871 نحو 300.000 ارمني. لهذا سمي بجدارة بالاحمر. كان (السلطان عبد الحميدالثاني – الاحمر) يكره المسيحيين فذبح بالاضافة للارمن اعدادا هائلة من الاشوريين والسريان. بعد استيلاء (جمعية الاتحاد والترقي) على السلطة عام 1908 بقيادة كل من (طلعت باشا و انور باشا و جمال باشا) التي دعمها الارمن المتبقين املا بالتخلص من ظلم عبد الحميد, بدأت الجمعية بمرحلة طورانية الدولة و في بداية الحرب العالمية الاولى (1914-1918) بدات مرحلة ابادة الارمن الاخيرة اذ اتهم الارمن بالخيانة بتحالفهم مع روسيا القيصرية فتولت (الكتائب الحميدية) بقتل وتهجير واغتصاب مليون و نصف مليون ارمني وارمنية فاقتحموا مدن و قرى الارمن خاصة القرى في ارمينيا الشرقية المجاورة للعراق و دمروا مدنا كـ (فان وكارز وارزروم وقيصرية وارارات) و كان هذا في ربيع عام 1915. ولم يكتفي العثمانيون بهذه المذابح بل اخذوا في قتل وشنق مثقفي الارمن ثم تلوها بمذابح في ارمينيا الغربية (كيليكيا) و مدنها كـ (مرعش وزيتون واضنة ومرسين وانطاكيا) المدن التي انسحب منها الجيش الفرنسي تاركين الارمن ضحية لحراب الاتراك. ولم يسلم الارمن من الذبح وصولا الى دير الزور على ايدي الترك في سوريا و لبنان و الأردن و فلسطين ومنهم من اسعفهم الحظ و نقلتهم السفن الاوروبية إلى اوروبا. ومن واتاهم الحظ وصل العراق وسوريا ولبنان الا انهم في في مدينة معان جنوب الأردن تولى البدو سبي الارمنيات ممن احتموا بهم.

ومن الشخصيات الأرمنية العامة فوسكان مارديكيان (اوسكان أفندي) الذي كان وزيراً للبريد والبرق في الدولة العثمانية، وفي عشرينيات القرن الماضي أصبح خبيراً مالياً في وزارة المالية العراقية وطوًر النظام المالي في العراق وترجمها من التركية إلى العربية. وبرز (سيروب اسكندريان) مديراً للإدارة النهرية في بغداد عام 1910، و (سرابيون سيفيان) الذي شغل المنصب نفسه قبل الحرب العالمية الأولى، وشغل في عام 1921 منصب السكرتير لوزير المالية وعمل (ديكران ايكمكجيان) سكرتيراً لمجلس إدارة السكك الحديدية العراقية لسنوات طويلة، و (كاسبار بوغوصيان) رئيساً لأمناء صندوق السكك، و (ابكار هوفهانيسيان) مديراً عاماً للمواصلات الذي منح أيضاً وسام الرافدين من الدرجة الثالثة. أما (فاهي سيفيان)، فكان مسؤولاً مالياً في بغداد خلال حكم الدولة العثمانية، وعيًن في خمسينيات القرن الماضي مفتشاً للري العام، وقد أسهمت جهوده والإجراءات الطارئة التي اتخذها في إنقاذ مدينة بغداد وضواحيها من أسوأ فيضان تعرضت له بغداد في العام 1954. وفي مجال السياسة والدبلوماسية عرف (اسكندر ستيبان ماركاريان) الذي انتخب عام 1947 في البرلمان العراقي ممثلاً لجميع المسيحيين في بغداد، اما (سيمون غريبيان) فقد كان قنصلا فخريا لبلجيكا في البصرة وكان وكيلا لشركة تنتج (الشلمان) وكان يعيش وكانه امير في بيت العشار يبدو كقلعة.اما الثري الأرمني (كالوست كولبنكيان) فقد قدم للعراق خدمات كبيرة. كان (كولبنكيان) يتقاضى 5% من دخول شركات النفط التي طورها. لذا عرف بـ (السيد 5% (Mr. وكانت له حصة 5% من أسهم شركة النفط العراقية (IPC). وقد أنشأت (مؤسسة كولبنكيان)، التي تهتم بالمشاريع الثقافية والفنية في العالم، اقامت ملعب الشعب الدولي وقاعة الشعب في بغداد كما منحت الزمالات الدراسية للطلبة في العراق ودول العالم كافة بغض النظر عن ديانتهم أو قوميتهم أو طائفتهم. وقد استفاد عدد كبير من الطلبة العراقيين من هذه الزمالات، ومنهم من وصل إلى مناصب رفيعة في الدولة. كما ساهمت (مؤسسة كولبنكيان) في بناء القسم الجديد لمدرسة الأرمن المتحدة الأهلية في بغداد والمستوصف الملحق بها عام 1962، وأنشأت مدرسة في زاخو عام 1969 وملعباً في كركوك. كما ساهمت المؤسسة في بناء كنيسة في ساحة الطيران ببغداد من 1954 – 1957.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.