من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي من أعمال أنطون مزّاوي

 من أعمال أنطون مزّاوي

 من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

أنطون مزّاوي
1964 – ولد في دمشق ، سورية
– مصور وباحث فوتوغرافي
– عضو نقابة المحامين في سوريا.
– عضو الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي FIAP، سويسرا.
– عضو نادي فن التصوير الفوتوغرافي، سوريا.
– صوره مُقتناة لدى المتحف الوطني بدمشق، ومتحف الفن الحديث في سورية، وعدد من المجموعات الشخصية، وصوره منشورة في كتاب الأمم المتحدة، نيويورك 2001، وفي عدد من الفصليات والدوريّات الفنيّة
– يبحث وينشر دراسات عن الفن الفوتوغرافي وآفاقه في مجلة الحياة التشكيلية (وزارة الثقافة)
– معارض خاصة
– الجوائز
موقع الإنترنت: http://www.antounmezzawi.com

الفنان الفوتوغرافي أنطون مزّاوي يدخـل عالـم الدراويـش ويعيـش طقوسهـم

من أعمال أنطون مزّاوي


من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاويمن أعمال أنطون مزّاويمن أعمال أنطون مزّاوي من أعمال أنطون مزّاوي من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

يحاول إعادتنا الى الجذور بعدما أجبرتنا الحياة العصرية على ترك كثير من المشاعر والمشاهد والتجارب الطيبة من  الماضي، فهل هو الانتماء الى الجذور، أو هو التعلق بجماليات الماضي أم هو احترام للتراث أم لعله هذا كله، نعم فأنطون الفنان الباحث عن الكمال والجمال وسط فوضى نعيشها اليوم ، قد تهيأ لذلك فدرس وبحث وتثقف في الفن وغيره من روافد الثقافة، عمل كل ما في وسعه ليكون على قدر ما حلم به وطمح اليه يستند في هذا الى موهبة نشأت معه منذ الصغر يقول: لم ينتبه أحد لموهبتي في الرسم وأنا صغير لينميها لي، فكبرت مع هذا الهاجس، وكان لا بدّ من البحث عن وسيلة تعبير، فريشة الرسم تستعصي عليّ وكان خياري الكاميرا، ولم آخذها كمعادلة سهلة، بل درست تقنياتها والمعايير الفنية للصورة الفوتوغرافية، فقد أردت للوحاتي ان تحمل فكراً قبل ان ترصد الجمال..
ويمضي في حديثه عن الموهبة والفن لينسبه الى كل  سوري ففي جيناتنا الوراثية توجد بذرة الفن ألسنا من أرض تعاقبت عليها حضارات وثقافات كثيرة، ومع زفرة حزن يستدرك: (لكننا ورثة غير حقيقيين، للآن لم نصل لابداعات أجدادنا، ويسترسل في حديثه عن سورية أرض الحضارات التي يريد لصورتها اليوم ان تستعيد ذاك الألق، وعن حبه الكبير لها الى حد التماهي حتى لتغرورق  عيناه بالدموع في حالة من الوجد وتخنق صوته العبرات (فيطلب مني إيقاف آلة التسجيل) لنتجول في (خان أسعد باشا) حيث المعرض وأمام اللوحات يستعيدالفنان الحديث عن طقس الدراويش ويقول: هو تحية الى روح المتصوف الكبير جلال الدين الرومي فقد مرّت على ولادته ثمانمئة عام، وقد بدأت العمل على هذا المعرض منذ عام (2003)، مئات من اللوحات صورتها فأتلفت منها الكثير واستبعدت الكثير حتى تبقّى ما ترينه في المعرض (56) لوحة، فأنا شديد الحرص على المستوى الفني للمعرض وعلى جمالية اللوحة وتحقيقها للمعايير الفنية والتقنية، مثلما أنا دائم البحث عن مواضيع غير تقليدية أصوغ منها لوحاتي، ورغم معارضي القليلة فقد حزت على جوائز عديدة، عشر منها عربية ومحلية وخمس عالمية هي دليل لعملي وحافز على الاستمرار وبذل الجهد..
-في الحوار ما يضيء جوانب التجربة:
جذبتني العوالم الروحانية…لكني انطلقت في عملي من التحدي التقني والبصري
<  لننطلق من عنوان المعرض (طقس الدراويش)ما الذي جذبك الى هذه العوالم، كيف تبادر الموضوع الى ذهنك وهو الذي يكاد ان يكون منسياً؟
<<  أنا باحث في شؤون الصورة ومشروعي الأساسي هو الانسان بكل تجليات حالاته، ومعرضاي السابقان يشيرا لذلك (بورتريه ونساء شرقيات)، وكل معرض أعتبره بمثابة مشروع، فأقرأ الكثير من البحوث حوله، وأرسم مخططه بذهني  ومخيلتي حتى يصبح هاجسي الملحاح، فإن اختمرت فكرته واكتملت عناصره أمسكت كاميرتي وسجلت،  وهذا بالضبط ما حصل معي بهذا المعرض، فقد قرأت عن الصوفية وطرقها ومتصوفيها وعن الدراويش القريبين من الصوفيين، ودخلت حلقات الذكر التي يعقدونها كما تابعت رقص المولوية المعروفين به، عشت تفاصيل أجوائهم لأعرف من أين أبدأ دراستي  الفوتوغرافية، وماذا أرصد من عوالهم، ولقد جذبتني محاولة انعتاق الدرويش وهو في طقس رقصه الخاص من أسر جسده ومن الأرض، وتحليقه بما يشبه الطيران الى عوالم روحانية فترتسم على ملامح وجهه اشراقة لكأن روحه تبدو مجذوبة الى الحضرة الإلهية.
أيضاً كان هناك في أجواء الرقص المولوي للدراويش تحدٍ تقني وبصري لي كفنان إذ كيف عليّ التقاط  حركاتهم ودورانهم وتثبيت ذلك في  صورة تحمل كل المعاني التي ذكرتها..!
<  لِمَ كل هذا الجهد في الاختيار، ومحاولة انتقاء الأصعب وهناك الكثير من المواضيع العفوية والمعبرة بآن معاً؟
<< أنتقي المواضيع التي تحمل اشكالية ما، وأعمل على تفكيكها ودراستها، تجتذبني دوماً هذه المواضيع التي تحمل تحدياً لقدراتي الذهنية والعملية والتي هي بالوقت نفسه تحمل قيماً تعبيرية وفكرية، فالانجاز فيها يشكل لي متعة حقيقية.
بحثت عن المكان الذي يحمل
خصوصية فنية ودلالة  تاريخية
<  في هذا المعرض تبدو أنك حضرت له مسبقاً، أي الفكرة مرسومة بذهنك لكنك رتبت ذلك مع (الدراويش) من حيث الاتفاق معهم على الموسيقا واللباس والمكان الذي سيؤدون به (رقص المولوية) لتتابع أنت بحثك عبر الكاميرا، هل صحيح هذا التصور، كيف تم؟
<< التحضير لم يكن بأكثر من اختيار المكان الأنسب لأجواء طقسهم ولخلفية اللوحة التي سأصورها،وقد اخترت جامع الرومي في حلب وخان أسعد باشا في دمشق لحميمية وجمال المكانين ولدلالتهما التاريخية ولعناصر التكوينات المعمارية، فالجدران مؤلفة من حجارة ألوانها الأبيض والأسود وهذه الألوان لها علاقة بالفكر الصوفي، فهناك كلمة للمتصوف جلال الدين الرومي «كنت نيّئاً فنضجت فاحترقت» يشير بها الى اختصار مراحل الانسان في الحياة وتفسيرها بالألوان كان أبيضاً ثم أحمراً فأسود…أما الدراويش فقد اخترت فرقة  الشام للمنشدين بقيادة حمزة شكور وفرقة حلب للتراث بقيادة صديقي شيخ الدراويش  يحيى حمامي، أما اللباس  فمتعارف عليه، والموسيقا هي في رصيد الفرقتين، وقد جرت الأمور بعدئذ دون أي  تدخل مني، كان الدراويش يمارسون طقس رقصهم بحرية ودون تصنع، وكنت أتابع حركاتهم  وحالات تجليهم محاولاً رصد الأعمق والأكثر جذباً للضوء وللكاميرا لأوثق بذلك للوحة فنية وتاريخية جميلة.
صورت بألواني العوالم
الجوانية الزاهدة والمتقشفة للدراويش
<   لماذا العودة الى تقنية الأبيض والأسود في حين ان السائد اليوم هو التصوير بالألوان هل لأن الموضوع يتطلب ذلك؟
<<  يبدو ان ما انطبع في ذهنك كما في ذهن أغلب من شاهد المعرض، هو أنني استخدمت لوني الأبيض والأسود، وهذا أعتبره مديحاً لي لأن هذه التقنية تضفي على العمل بعداً جمالياً وفنياً وروحياً، لكن أنا استخدمت الألوان إنما لشدة اختصارها ولأنها بدرجات خفيفة ظهرت كأنها لونان فقط، وبالطبع تقصدت ذلك كدلالة على ان عالم الدراويش حزين وقاتم وكإشارة أيضاً إلى تقشف وزهد أعمق في حياتهم الجوانية، لقد صورت بأماكن وظروف صعبة وبتقنيات كذلك، وكل غايتي الحصول إلى الايماءات التي رأيتها.
< أين  تجلت هذه الصعوبات؟
<<  من ناحية تثبيت الحركة الراقصة للدرويش بالصورة في حين هو يتحرك بلا توقف، ومن ناحية إضاءة  المكان وانعكاسها على الدراويش، وكما ذكرت تقنية الألوان وتكثيفها، ولم أرصد الحركة التي تحمل مبالغة، بل ركزت على تثبيت البسيط منها لأني أردت أخذ كامل تعابير الجسد وبشكل مفصّل (اليد، الرأس، ملامح الوجه، القدمين، الجذع) فعنوان بحثي الأساسي هو البورتريه وليس معقولاً ان أضع بورتريهاً مشوهاً بما يحيله حسب الايماء الى مدرسة ما بعد الحداثة أو المدرسة الفرنسية الحديثة وأنا لا أميل إليهما، بل الى المدرسة  الواقعية التسجيلية وكذلك الانطباعية، .
المعرض وحدة فنية متكاملة 
بعض عناصرها الموسيقا والمكان
<  ترافق لوحات المعرض موسيقا (خاصة) حتى تبدو كأنها رافد فني آخر للموضوع ماذا تقول؟
<<  في البداية اخترت المكان لخصوصيته، كذلك أردت ان تكون الموسيقا جزءاً متمماً، فالمعرض بما فيه وحدة متكاملة لا يجوز اهمال أي جزء فيه،  لقد انتقيت الموسيقا ورتبتها بالتعاون مع فرقة الدراويش، وهي خليط من موسيقا تركية وفارسية وسريانية قديمة وعربية سورية، كذلك صوت مياه البحر الموجودة في ساحة الخان استخدمتها كخلفية صوتية تضاف الى صوت الموسيقا الرافد لجمالية المكان ودلالات الموضوع المطروح.
أعمل على مشروع في التصوير ..
عنوانه الانسان
<   محور أعمالك الانسان نراه في كل معارضك، لِمَ هذا التركيز؟
<<   أحب الانسان واشتغل على الجانب الروحي عنده، والبورتريه ليس كما يفهمه البعض صورة وجه فقط كالتي تستخدم للهوية أو لجواز السفر بل البورتريه كل صورة انسانية رأس وجسد بكامل   أجزائه وحركاته والانسان مشروعي الأساسي في التصوير، ولا يعني هذا أني لا أجيد تصوير المواضيع الأخرى كالطبيعة، وهي ربما مطلوبة في السوق أكثر ويمكن جني ربح مادي من خلال رصد جمالياتها المتعددة والمتوفرة..
لوحات بين التوثيق والفن
<  يبدو في عدد من لوحات المعرض قليل من التباين، فبعضها كأنه يوثق لجانب من التراث، وبعضها يشكل لوحة فنية كاملة المعايير، كيف تفسر هذا؟
<<  لا شك ان الجانب الفني يعنيني أولاً فهو أساس عملي، لكن في مضمون ذلك عملت على التوثيق ومن منطلق الموازنة بين الواقعية التسجيلية والرؤية الفنية الجمالية لعناصر المشهد كانت لوحات هذا المعرض، وأؤكد ان هذا التراث (طقس الدراويش) يجب الاهتمام به والمحافظة عليه مخافة من الزوال، ومن هنا فإني أناشد الدوائر المهتمة بذلك (السياحة والثقافة) لتوليه عنايتها ورعايتها.
الخوف على هذا الإرث الفني من الزوال
< لك وجهة نظر فنية وفكرية حملتها لوحات هذا المعرض، هل تشرحها لنا أكثر؟
<<  لقد حاولت تصوير الدراويش في أرقى حالاتهم لأنني كثيراً ما   أتضايق من بعض حالات استهلاكهم لاسيما عندما أراهم في أماكن  لا تليق بحضورهم (كتقديم فقرة لهم في المطاعم أو المقاهي  أو افتتاح محل ما)   في هذا ابتذال واستهتار بمعلم تراثي هام وجميل يجب ان يؤدى في أماكن تليق به، فالدراويش  طقوسهم مزيج كل من استحضار عوالم روحانية ورومانسية ولباسهم جميل الشكل يحمل رموزاً من التراث أيضاً، ورقصهم فيه ابداع من نوع خاص، أفلا يجب ان ننظر اليهم باحترام ونتعامل  معهم بتقدير!!..لقد حاولت ان أقدم  ما أستطيع لعلني أطبع عوالم هذا الارث الفني في  ذاكرتنا لا سيما  أن ما تبقى من عدد هذه الفرق قليل وقد يندثر بمرور الزمن دون أن ننتبه..
البعث ـ أحلام الترك

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.