ترى في قلة «الغاليرز» في «ديرة» تقييداً للموهوبين

مريم قريبان: الفوتوغرافيا توثيق حضاري يحفظ التاريخ

اصعد سيارتك في يوم، وقرر دون الآخرين، أن ترى شيئاً مختلفاً في مدن وطرقات الإمارات، وستلاحظ مفارقتين، أن هناك أماكن تعتبر من أجمل المدن المعاصرة في العالم، وسترى أخرى، تمثل هويتنا بكل تفاصيلها التراثية الثرية، وهي بالنسبة لنا تاريخ، وثقافة عهدتها المدن المحلية، على مدار 40 عاماً. مريم قريبان، مصورة فتوغرافية إماراتية، تمسك عدسة الكاميرا يومياً، وتوجهها بإيمان أن عينيها، تسجيل حيّ، لهذه الأماكن، لسنوات طويلة مقبلة، ومشروع توثيقي سيبقى لتاريخ. هكذا عبرت قريبان.

وقالت: (أصحب ابني إلى الأماكن التراثية الإماراتية، ويسألني دائماً، هل فعلاً كنتم تعيشون، بهذه الطريقة، وأفكر لحظتها، بالأجيال القادمة، وأهمية حضورالصور، الممزوجة بين لحظات خاصة لهويتي، وإحساسي الثري بزوايا حضاراتنا العريقة). وبينت سعيها إلى إقامة (غاليري) خاص، في منطقة ديرة تحديداً، لكثرة الموهوبين الراغبين في الالتحاق والتعلم، والمقيدين عادةً بالتوجه إلى منطقة (بر دبي) الزاخرة بالمراسم والمعارض المتنوعة، والتي لا يستطيعون الذهاب إليها، بشكل يومي.

رؤية وطنية

بدأت انطلاقة قريبان بتصوير العائلة، والمناسبات المختلفة، مشكلاً لها طريقاً للإبداع في كيفية، صناعة أفكار، تدعم رؤيتها الوطنية، والمساهمة في توثيق تاريخ بلدها، عبرالتصوير الفوتوغرافي. واستثمرت تفاعل المؤسسات الثقافية، في تنظيم معارض عامة، وتشجيع المبدعين، باعتبار أن المعارض مساحة مفتوحة للنقاش، لإقامة العلاقات الفنية، واحتكاك نوعي يقدم معرفة استثنائية، ويحقق تطوراً في المجال. ويعد معرض “بعيون إماراتية”، كما لفتت قريبان أحد تلك النماذج، والتي رعتها مؤسسة سلطان العويس الثقافية أخيراً، مبينة قريبان أنها دعت كل من يعمل في مجال التصوير، وخاصة الفتيات الإماراتيات، الراغبات في الظهور، وعرض إبداعاتهن.

مرسم خاص

حلمها الحقيقي هو إقامة مرسم خاص بها، يعتني بالتوجهات التراثية، وألا يكون مختصراً فقط، على التصوير، بل مشمولاً بالرسم والطباعة والخياطة التطريزية، وكل ما هو يصنع باستخدام اليد. وتأمل بإقامته في منطقة (ديرة) لندرة المراسم والمعارض الفنية فيها. مما يقلل فرص التواصل بين المصورين، الذين لا يستطيعون التواصل بشكل مباشر. وفي المقابل فإن منطقة (بر دبي) تعيش زخما أكبر، في حضور المراسم و(الغاليريز) وستستهدف قريبان في مرسمها، فئة النساء والأطفال، أولا: بسبب قلة المراسم والمعارض الإماراتية المتخصصة، بشكل مركز على هاتين الفئتين، داعية فعلاً أن يتم الاهتمام في هذا الجانب محلياً. وثانياً: لأن التأهيل المبكر في المجال الإبداعي، يضمن الصقل، وتعزيز الثقافة الجمالية عبر الصورة.

 

تسويق الصورة

 

أشارت المصورة الإماراتية مريم قريبان، إلى أن ما يميز التصوير المحلي، انتشاره بشكل رهيب، بسبب توفر الأجهزة والتقنيات بشكل كبير، مبينة أن جهاز “البلاك بيري” مثلاً، ساهم في تسويق الصورة المحلية، وأصبح الجدل في مدى قدرته في عرض الصورة، بشكل جمالي ومتقن، أو تشويهي وغير دقيق، باستخدام برامج التعديل المتعددة. ومن جهة أخرى، ترى قريبان أن ما يلتقط، باستخدام أجهزة الهاتف الذكي، أغلبها توثيق شخصي للمستخدمين، ولا تعتبر مخزونا عاما، نستطيع اعتماده، كمرجع أو مصدر للمعلومة حول البيئة الإماراتية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.