إستهلاك المستهلك (قبل أن تشتري كاميرا إقرأ أولاُ)

إستهلاك المستهلك (نظرة تحليلية لواقع سوق ادوات التصوير)

السلام عليكم:
ما سأتحدث عنه اليوم سيكون غريباً لبعضكم في معظم نقاطه
لكن كونه وجهة نظر لاينافي إحتواءه على الكثير من الحقائق.

~~~~~~~~~~~~~~~

تعمد كثير من الشركات لتسويق منتجاتها عن طريق بيع الوهم:

الأيزو:
تجد كاميرات وصلت درجة الحساسية لها لأكثر من 102,400!
و لا أدري ما الغرض حيث ان زيادة الأيزو ستزيد التشويش أيضاً
سواءً الخارجي أو من داخل دوائر الكاميرا. (A7s تملك 409600)

أعذار التسويق للأيزو:
1- انت تحتاجه للطوارئ مثل التصوير الرياضي أو السباقات الليلية:
مزج أيزو عالي مع إضاءة خافتة هو ناتج سئ للعين،
حتى التقنية الحديثة لها حدودها الفيزيائية التي لا تستطيع مجاوزتها
كاميرات الفل فريم تفقد جودتها بعد أيزو معين.
و حسب ما رأيت في الإضاءة الخافتة فهو لا يتجاوز الـ12800 (رأي شخصي).

2-بعض الصور تستخدم للتوثيق فلا مانع من بعض التشويش:
قرأت ان حساسية العين البشرية تتراوح بين 500 و 1000
فلنجعلها 1600 ثم نضيف وقفتين مما يجعلها 6400 فلنقل 12800
الان: خارج هذا النطاق هو شي لن تلاحظه في الظلام فكيف ستصور مالم تراه؟


-البيكسل:

بدءً من 12 لـ16 لـ20 لـ24 .
أ-كم منكم قام بطبع إحدى صور بالحجم الكامل؟
ب- حتى لو طبعتها فستكون كافية لشغل حجم ما يقارب من 3X3 شاشات عرض ذات 12 بوصة
و لكنك لن تنظر لها من مسافة تساوي المسافة بينك و بين شاشة حاسوبك بل مسافة أكبر تسمح لك أن تراها ككل.

أعذار التسويق للميجابيكسل:
1-يزيد الوضوح:
لو قمت بأخذ كاميرتين
و قمت بطباعة كامل الصورتين من كليهما بوضوح مثلا 300PPI
فالفوارق ليست درامية هاك الجدول التالي للمقارنة:

هذا مثال بصري للفروق الضئيلة بين الكاميرات:

لاحظ أن أخر كاميرا فل فريم لسوني A7s لها 12 ميجابكسيل.
لابد أنها موجهة لمصورين زاهدين في بيع صورهم المنتاهية الصغر!

2-إمكانية الإقتطاع منها:
في أي صورة تحتاج أن تتبع قواعد معينة للتأطير framing
أخذ صورة تحوي الكل ثم إقتطاع الجزء الجيد, منطق غريب و غير عملي, لماذ؟
لانه يعمل عمل التقريب الرقمي digital zoom
و يؤثر على جودة الصورة

-المجال الديناميكي DR و عمق الألوان و غيرها:
هل نظرت إلى موقع الفلكر مؤخراُ؟
لا شي يبدو طبيعياُ
مجموعة من الصور الشديدة التباين و الصارخة الألوان تحاكي ما يراه مدمن عقاقير الهلوسة!
لما لا؟ فلهذا الكثير يصورون بتقنية الصور الخام RAW
لكي يشبع الصورة تبايناُ و تشبعاُ لونياُ و حدة.

لو إفترضنا أن عينة الناظرين للصور الجمالية (المعاملة على انها فن) مقسمين الى نصفين:
نصف يرى أن الصورة لا تكذب و أنها توثيق لواقع
و الأخر يرى أنها توثيق لإبداع فني
فأظن انه من الطبيعي أن يتم تنبيه النصف الأول أن هذه الصور لا تمثل الواقع!

~~~~~~~~~~~~~~~~~

تقنية الحساسات بدأت متسارعة حتى وصلت مرحلة النضوج حالياً.
لا يوجد ماهو خارق للعادة فيها الان
حساس الموديل الحالي أفضل بالكاد مما سبقه
الفرق بين الشركات هو بالتضحية بعامل من أجل أخر (مجال ديناميكي مقابل الأيزو)
أو في خطط تسويق خطوط الأنتاج: تحجيم موديل أرخص لكي لا يؤثر على مبيعات الموديل الأغلى

ما يحدث الأن هو تغذية الشعور بالنقص لدى المستهلك
ليشعر أنه لن يصل بالنتيجة المذكورة ألا بشراء هذا الموديل أو ذاك
ماتريده الشركات: البيع للمزيد.
ما يريده المستهلك: الوصول للنتيجة المطلوبة بأقل التكاليف!

هو بيع للسراب ,لن ينفعك شرائك لمنتجات أفضل في بلوغ الهدف:
“في 90% من الحالات :الكاميرا هي أداة,
في الـ10% الباقية :المصور هو الأداة -رسم ساخر”

أذا أحسست أنك تتمنى أن تجمع الكاميرات و العدسات
لو كان لديك المال فأنت قريب!؟
هل تعلم ان هنالك مصطلحاً يشرح الهوس بشراء الأدوات؟
GAS:gear acquisition syndrome متلازمة شراء العتاد!

أذا أخذنا في الحسبان
-الدعاية المباشرة من الشركات المصنعة
-الدعاية الغير مباشرة من أفراد أو مواقع (قد تكون مدعومة من هذه االشركات)
-نتائج مواقع مشاركة الصور مثل فلكر و غيره

فسترى انه من السهل معرفة لماذا معظم من يقتني كاميرا يشتكي من شئ, أي شئ:
إما غياب شاشة اللمس أوعدم ملائمة قبضة الإمساك بالكاميرا أو حتى من علو صوت الغالق!!!!
( الشعور بالنقص مقارنةُ مع الاخرين)

ناهيك عن ثقافة معاينة الصور بتكبير كامل (100%) pixel peeping
لنجد عذرا يبرر لنا لماذا لا نستعمل كاميراتنا!

كثرة الخيارات و سهولتها أفسدت رؤية المصور:
قبل سنين لم يكن بمقدورك أن تغير الأيزو ألا بتغير الفلم كاملاً و ذلك بالإنتهاء منه ثم وضع فلم جديد!

لمن لا يعرف ما هو الفلم (جيل الديجيتال):

الأغلب أصبح يظن أن الكاميرا تصنع الفرق;
قرأت مقولة تنسب لأحد مدراء شركة عالمية مختصة في تصنيع الكاميرات:
“من الصعب أن تلتقط صورة سيئة تقنياُ – لاحظ لم يقل من الناحية الجمالية- بكاميرات الوقت الحالية”

و مقولة أخرى أوضح:
“95% من الكاميرات أفضل من 95% من المصورين!”

أستثمر في ماهو خلف الكاميرا:

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.