..اتصل بي يوم أمس الصديق الاستاذ صبري عيسى ..و سألني عن أصل المقولة المشهورة التي بات الاعلام السوري يرددها صباح مساء .. خلال العقدين الماضيين .. وهي ..( لكل انسان في العالم وطنان وطنه الاصلي .. و سورية ) مستفهما عن شخصية هذا العالم الذي أطلقها .. و بما أن هذه المقولة كانت لأكثر من خمسة عشر عاما عنوانا ..أثيرا لدي ..للزاوية التاريخية و الاثرية المصورة التي عملت عليها في الصحافة السورية .. كنت مطمئنا الى أني كموثق و مصور أثاري .. يدرك وثائقية ما يكتب و يصور .. لذلك عملت على توثيق من كان قائل هذه المقولة لاول مرة من فم قائلها مباشرة .. في لحظة اطلاق اكتشاف الابجدية الاوغاريتية .. في المحفل العلمي و الاثاري في باريس ..و كان قائلها هو شارل فيرلو .. قارى الرموز المسمارية الاوغاريتية .. و بين بينها الأبجدية الاولى في التاريخ الانساني .. و نسبت خطأ الى اندريه بارو .. مكتشف مملكة ماري .. على الفرات و مدير متحف اللوفر فيما بعد .. ووضعت كل معلوماتي حول هذه النقطة العلمية التاريخية بالذات بتصرف الاستاذ صبري .. مع تأكيدي هذا .. أصر على تعيمم هذا الخطأ .. مرة أخرى في مقاله الاخير .. استنادا الى غوغل التي نسبت هذه المقولة بذات الخطأ ..الى بارو .. و بما أني امتلك كل المصادر البينة حول هذه المقولة بالذات .. و بأنها قيلت بصيغ و جمل مختلفة عبر التاريخ .. كان أولها عبر الاسكندر المقدوني عندما دخل سوريا فاتحا 333 ق.م و خيم و عسكره الجرار .. في محيط حاضرة انطاكية السورية و شرب من ماء النبع القريب منها .. مطلقا مقولته الشهيرة .. بأن ماء هذا النبع يذكره بحليب امه مذ كان رضيعا .. و أن سورية هي وطنه الثاني ..!!

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.