• Image result for ‫أيمن لطفي‬‎Image result for ‫أيمن لطفي‬‎
  • Image result for ‫أيمن لطفي‬‎ Image result for ‫أيمن لطفي‬‎Image result for ‫أيمن لطفي‬‎
  • Image result for ‫أيمن لطفي‬‎
  • 3-6-154x150
  • بقلم : فريد ظفور
  • أيمن لطفي طاقة إبداعية تجاوزت الجغرافيا وحلقت في الفضاء العالمي
  • لم يكن لطفي فناناً عادياً كغيره من الضوئيين بل كان مختلفاً في كل شيء منذ البداية ..وبذلك تمتع بميزات خاصة تفرد في لوحاته التشكيلية الضوئية وفي أحاديثة عن الفن الفوتوغرافي والتشكيلي..ونراه مبتعداً عن التقليدي ويبحث عن الأشكال الفنية الأكثر حداثة وتفدماً وتجديداً فهو همزة وصل بين جيل الرواد وجيل الشباب ..ولهذا فقد واجه المصاعب والتحديات في شق طريقه الفني حتى وصل الى تحقيق مايريد وتجاوز حدود أم الدنيا مصر وحلق في رحاب ومصافي العالمية مع جهابذة الفن الضوئي ..أو مايسمى بالفن المفاهيمي أو التجريد الضوئي..
  • فقد جدد في الإنطباعية الضوية التي تحاكي الواقع والشارع وتقليد الآخرين…فقد عالج المواضيع الشعبية والقضايا الإجتماعية الراهنة من منظور فني مختلف عن أقرانه من رفاق دربه ..
  • لقد كان مطلعاً على حضارة بلاده الفرعونية وعلى حضارات بلاد الشام وبلاد الرافدين  واليونان والرومان وعلى التجارب والمدارس التشكيلية ومن بعدها الفوتوغرافية ..فكان مخزونه الثقافي والمعرفي غزير ويساعده في سرعة نضوج أعماله وتوصيل رسالته الضوئية عبر وجوهه البشرية التي كانت بأقنعة ومن دون أقنعة أو رتوش..والشيء الهام إعتماد لطفي على تراث بلده الموجود والأصيل أو على شكل ثقافي يحمله الفنان أيمن معه وذلك لأن التراث موجود فينا بشكل عفوي
  • فهناك علاقة حميمة بين لوحاته وبينه بخصوصية تشكيلية فيها الموروث من فن العمارة والخط العربي والفن التشكيلي والفن الضوئي ..كيف لا وهو سلسل من منبع كان أحد روافده الأستاذ الراحل عبد الفتاح رياض رائد ومعلم وأستاذ الأجيال في فن التصوير الضوئي ..الذي يعود له الفضل على الكثير من عشاق التصوير في القرن الماضي ..
  • ونلاحظ بأن أشخاص ووجوه الفنان لطفي بلون واحد أو بألوان الطيف يقدم لنا عبر الوجوه البشرية رؤاه الفلسفية الخاصة متجسدة بقيم فنية وتعبيرية ونفسية عالية تجسدت بالمضامين الإنسانية فالوجه يتكرر تصويرها في حالات متنوعه فكأنه أصبح أكثر إقتراباً من العالم الداخلي  ..وبدأ لطفي يقدم بدل الإهتمام بالحركة المسرحية الخارجية لأشخاص لوحاته ..بدأ الإهتمام بالحركة الداخلية للشخص المصور وكأنه يسلط الأضواء على الوجوه ويقترب منها بعدسته المقربة أو كما يفعل التصوير السينمائي الذي يأخذ مقطعاً معيناً على شكل وجهي أو جانبي يساري أو يميني من أعلى بمنظور خاص  أو من أسفل أم يختار مقطعاً هاماً يسلط الضوء عليه ليقدمه لنا بشكل مختلف عن المألوف.. وقد اكتسب الفنان أيمن من خلال المعالجة ببرامج التعديل والتصحيح كالفوتوشوب وغيره  شيئاً هاماً سيما وأن الفنان كان مصوراً تشكيلياً زيتياً فيعالج موضوعاته كما يجب أن تعالج بألوانه التي يدرك خصائصها وتدل على خبرة واسعة تتصل بكبار الفنانين العالميين
  • ويبقى التساؤل عن أعمال لطفي الخلاقة وصلتها بالتعبيرية والرمزية والسريالية والدادائية وغيرها من المدارس الفنية ..فمن الواضح بأنه شديد الصلة بها ويترجم حالاتها التي عاشها وإكتسب منها ..ولكنه تخلص من كل آثار غير ضرورية وبذلك يحول الفكرة الى لون وعلاقة وأشكاله وصياغاته اللونية تعني بأنه دوماً يعود لأصوله التشكيلية باحثاً ومجرباً واضعاً لنفسه ترجمة لما يريد إيصاله لنا ..وبذلك وصل الى العلاقات التصويرية التعبيرية بكل دسامتها وكل قدراتها على التعبير مفضلاً أن يكون فنه حديثاً ومجرداً وفيه الجانب الإنساني الشخصي..ويحمل بين جنباته التراث والأصالة والمقولات التي تتدفق خلال الألوان والأشكال التي يعبر عنها فنياً وهكذا حققق الفنان أيمن المعادلة الصعبة بخصوصية عالية وتجريدية ومفاهيمية لاتجارى..
  • ولكن ماهي الرمزية عند ايمن لطفي..حيث يعتبر الرمز لغوياً هو الإشارة والإملاء للشيء..والرمزية عند جموع الناس هي: رمز الصداقة والحب ورمز شعري ورمز فني ورمز عدالة وللألوان كذلك رمزيتها فالأسود رمز الحداد وطائر البوم يرمز للحزن عند بعض الشعوب  وعند آخرين للذكاء والعبقرية…ويمكن أن يكون الرمز رقماً أو حرفاً فهو إشارة واضحة محددة تشير الى شيء..ومحصلة القول يكون الرمز شكلاً ملموساً أو مدركاً من أشكال الإختزال معبأ بمخزون كاف للدلالة على موضوعه..وهكذا حتى أصبحت وازهر الرمز في القرن التاسع عشر والعشرين وأصبحت إتجاهاً في الفن والأدب..
  • لقد استل فناننا لطفي سيف الرمزية من خلال الأشكال والصور الواقعية تحويرات تدل على ضنك الحياة ومعاناتها وتمحورت هذه التحويرات والإشتقاقات حول الإنسان الذي برز في أعمله في البورتريه كمحور لحركة الأحداث ومن كانت تدور حولهم الدراما الإنسانية بأكملها..وينفرد الفنان أيمن بخصوصية رمزيته التي أساسها الإشارة الى العذابات البشرية لاسيما المرأة العربية والشرقية..فقد امتزجت رمزيته برؤى سريالية حتى بات من الصعب أن نجد حدوداً  بينها لكنه متجه غالباً نحو تأكيد الرمزية في صياغته الشكلية الإبداعية فلم يدع المضمون الفني يطغى على تشكيلاته وكوادره الضوئية..ان خياله المتألق في صياغة أعماله تجعل القيمة التشكيلية في المقام الأول عنده..فهو يعرف متى يضفي اللون على أعماله أكانت غامقة أم فاتحة..ناعمة أورقيقة ويعرف كيف يضع أشكالًا هندسية في منتهى الدقة والرصانة والإتقان والإتزان في وسط أعماله الضوئية المنجزة..و وسط أشكال حرة وعفوية دلت على رؤية عبقرية تتصل بالعوالم الميتافيزيقية ..دونما أن تفلت منه قواعد ومبايء الفن التشكيلي الذي يسخره في خدمة لوحته الضوئية ..كيف لا وهو سليل المدرسة التشيلية قبل ولوجه عالم الفوتوغراف..
  • وهكذا تكشف الدلالة عن لب المشكلة والمأساة التي تعيشها المرأة – الرمز أو الإسطورة التي يستقي أبجديتها من الحضارة الفرعونية ومن حضارة بلاد الشام وبلا د الرافدين وبعدها من رما واليونان ومن الغرب وأمريكا..كلها جاءت من مخزونه الثقافي المعرفي الذي الذي جعلنا نفهم أسلوبه في توظيف كل العناصر وكل شيء من الأشياء لتقديم لوحة التصوير الدرامية بغية أن يخدم هدفه الأساسي بكيفية البحث عن تعميق الظاهر من الجمال بحركة أو بإيماءة لنصل الى ماهو عميق وبسيط وليعطي لنا واقعية المضمون عن طريق واقعية الرمز عنده..ويخرج لوحاته من الإطار التقليدي وعن طريق المزج بين الواقع والخيال وعن طريق ايجاد امتدادات للصورة أو اللوحة في الواقع الذي نعيشه وهكذا تتحور رمزيته الفنية الضوئية الى لغة واقعية محببة بعيداً عن المفاهيم الواقعية التقليدية ..وعن طريق إضافات تتحول الأشكال المستخدمة الى رموز و أقنعة وبالتالي ينزع عن الصورة المنجزة المضمون الكلاسيكي المألوف ويعطيه معنى تجريداً جديداً لم نكن نعرفه من قبل..وهكذا نفهم سراً هاماً من أسرار تجربة الفنان المصري المبدع وندرك معنى الشكل البسيط الذي يحمل أعمق المعاني التجريدية المفاهيمية…
  • ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏17‏ شخصًا‏، ‏‏أشخاص يقفون‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.