طقوس فوتوغرافية
بقلم صالح الدغاري

 

السعودية

 

الفوتوغراف، قصة للعشقِ، مكبوتةٌ بطبعها، مُتعثرةٌ بطابعها، زواياها تُشجي الروح إحساساً، أجمل ما رُصع به تاج الفنون البصرية، بصيرة وعاطفة، وحفظاً للتاريخ.

 

السهل المتناهي، والصعوبة المُمتنعة، تَجدُ الحقيقة، وتنبش جثمان الزور، تُناضل للإنسان، وإن شاء حاملها طَمسَ بها الإنسان وحمل هو تبعات ذلك، فهي تنقاد لما قال السيد، وكل سيد له سيد، ولايجدُر بها إلا روح عصرها، وآوانها، ابن بيئته الفنان الذي يعتبرها أقدس من أن تكذب، هو سيدٌ، لا سيدَ له.

 

الروح الجميلة تبحث دائماً مايُكملها، ونور الفوتوغراف وسواده يَدرسُ مشاعرها ويفحص عناصرها، ويزيل عنها غبش الشذوذ الفني، على أعتبار أن لكلِ أحدٍ عقله الخاص ، لاعقل مجتمعه.

 

ولكل عصرٍ في الفوتوغراف مذاهبه ومشاربه، وطريقته التي يُحب أن يتحدث بها، وحين يكون السقف عالياً، تبحث عن سقف أقل إرتفاعاً، لتكون كل السقوف سواء، لتموت بعدها كل فكرة فاسدة أو ملتوية.

 

ولكي نحب الفوتوغراف، يجب علينا قبوله على جميع علاته، كما اراد له خيال الفنان، في حال إن كنا طُلاباً للجمال، ونعنيه بالضرورة كمحرك للروح وموقظ للمشاعر، ومحرج للإنسانية.

 

تنفجر في قلب المصور«الفنان» وتنصهر أصوات الطبيعة في قالب معزوفة يتناهي صداها ارجاء الفضاء، كيف لا وتمرده انشودة حب وحمد، من اعماقه.

 

شرفاء الفوتغراف، يحتفظون بحياة غيرهم، وينقذون ارواحها، ويجلبون لهم كل مسرات الأرض، لم يفعل غير الفوتوغراف ذلك، وهذه فروع ترجع لأصل اسمه الإنسان.

 

وبما ان الكلام يجر الكلام، فالحديث عن الفوتوغراف، وابنائه، كالحديث عن النهار والليل أيهما أجمل وأكمل وأنفع، مُرديه في قالب نزق، لا يميلون في العادة للحدود المكانية، ولا يعطون بالاً لترهات وساخفات المجتمع، فلهم مملكتهم الخاصة، وخيالهم الرقيق الذي لايشوبه كدرة او إغبرار، وكل ماقيل أعلاه هو إلقاء الضوء على الضوء حد الإحتراق لا أكثر.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.