بقلم : سناء صبوح
عينٌ ترسم المشهد كاملاً قبل الالتقاط … تجول و تبحث بين حنايا ضوء و خطوط و كأنها ترسم المعالم من جديد برؤيا حسية و تذوق للجمال و الضوء… لترصد لنا تحفة فنية من معالم الحضارة الإسلامية و كأن هناك دعوات…صلوات حاضرة دائماً تحت قبابها تضيء روحنا بأسرار المحبة .
من نوافذ تتالت تستقبل النور ، تعشقت بزجاج معشق ليمنحنا الدفء الإيماني ، نحيا تلك اللحظات بكل تجلياتها و روعتها ، الغامرة بالنور و الضياء…. انطوت و تطوينا و تلقي بنا في رحاب واسعة من محبة الله و الخشوع .
بناء فتح أذرعه مرحباً بكل من غمر الإيمان قلبه ، بأقوسٍ تتالى لتعطي العمق و القوة للعمارة..تلك التحفة المعمارية الأبدية من زخارف و خطوط أضفت جمالاً نوعياً في تكرار أشكال هندسية تآلفت ، و جعلت الدقة و الوضوح هي رمزها في بناء سقف هذا المسجد… حيث أحدثت ذلك الشعور الغريب فينا بين تعقيد و بساطة في آن واحد.
هو الفن المعماري المذهل بنقوشه البديعة تضيء لنا إحساسنا بالجمال ، حقيقة حتمية يؤكدها لنا أسلافنا أن الجمال مسألة فطرية متأصلة في أعماق النفس البشرية من خلال عمارتنا الإسلامية ، صُممت لتكون راحة للنفس و التعبد …..- لنتوغل بقلب صلواتنا- من تضرع و خشوع بصفو عن كدر هذا العالم.
شكر خاص للفناء ضياء الذي أتاح لنا رؤية فن معماري بكل إيقاعاته من ضوء و ظل حيث جعلنا نرى ما وراء العمل بإحساس رهيب هو فن و ضوء بشقيه المرئي و الروحاني.

11012733_454778041350715_8138624850326810576_n