عنكاوا كوم – نسيم صادق – دهوك

دهوك: المئات من الأرمن يحيون الذكرى ( 99 ) لمذابحهم، وسط دعوات لاعتراف الحكومة التركية بها رسميا

ضمن احتفالات تأبينية أقيمت في مناطق متفرقة من محافظة دهوك أحيى المئات الأرمن مساء أمس الخميس الموافق 24 نيسان الجاري الذكرى ( 99 ) لمذابح الأرمن الجماعية التي أرتكبت عام 1915 من قبل السلطة العثمانية والتي راح ضحيتها نحو مليون ونصف شهيد، وسط دعوات لاعتراف الحكومة التركية بها رسميا.

الحفل التأبيني الذي أقيم في مركز دهوك نظم في كنيسة القديس ” نرسيس شنور هالي ” للأرمن الأرثوذكس جرت مراسيمه بحضور ” ماسيس شاهينيان ” كاهن الكنيسة والنائبين” مؤيد طيب، وحميد بافي ” أعضاء مجلس النواب العراقي، وكل من ” يرفانت نيسان، ولينا عزريا، وعبد الله جاسم، وابرهيم أحمد، ودلشاد شعبان ” أعضاء برلمان إقليم كوردستان، وجمع من أتباع كنيسة الأرمن.

وقال ” فارتكيس ساركيسيان ” رئيس اللجنة الفرعية لكنيسة الأرمن في دهوك ” بعد مرور ( 99 ) عام على مذابح الأرمن جاء رئيس الوزراء التركي ” رجب طيب أردوغان ” ليقدم تعازيه مؤخراً للشعب الأرمني على ضحاياه ”

وتابع ” اعتراف أردوغان هو شخصي لكننا ننظر إليه كخطوة أولى باتجاه اعتراف رسمي بالمجازر التي ارتكبت ظلما بحق الشعب الأرمني المسالم والمثقف والمخلص لوطنه بذرائع واهية جرى التخطيط لها من قبل ألمانيا  ”

من جانبه أكد ” مؤيد طيب ” عضو مجلس النواب العراقي عن قائمة التحالف الكوردستاني في كلمة له بالمناسبة بان ” مطالبة أرمن العراق الاعتراف بمذابحهم ليست مسؤوليتهم لوحدهم، بل مسؤولية العرب والكورد وكافة الأقوام المتعايشة في العراق، انطلاقا من مبدأ نبذ سياسة إلغاء الآخر التي أفرزتها الثقافة الرجعية السائدة أنذاك، لان زمن هيمنة  الدين الواحد قد ولى دون رجعة لان الناس ليسوا جميعا أبناء قومية واحدة، ولا يتكلمون لغة واحدة، أو يعتنقون دينا واحدا ”

مثمنا طيب مبادرة رئيس الوزراء التركي بتقديم تعازيه للشعب الأرمني في ذكرى مذابحهم معتبراً إياها ” خطوة جيدة تصب بخدمة الشعب الكوردي أيضا، وخدمة كافة شعوب المنطقة التي أتركب بحقها حملات الإبادة الجماعية المننتظر الاعتراف بها رسمياً ودولياً ”

مشددا في الوقت ذاته بان الكورد ” لن يسمحوا لأنفسهم أن يمارسوا أي ظلم على أي مسيحي أو أرمني في العراق، لان من يظلم اليوم سيكون غداً موعده ليلاقي الظلم ”

من جهته قال ” يرفانت نيسان ” عضو برلمان إقليم كوردستان ممثل كوتا الأرمن في كلمة له بالمناسبة ليست العبرة فيما نطلقه على المناسبة ” جينوسايد أم مذبحة أم مجزرة بل المهم استذكار أبشع جريمة ارتكبت بحق الأرمن لم يسلط ويركز عليها الضوء الإعلام الدولي آنذاك ”

مؤكدا نيسان بان الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن مثلت كافة أشكال وصور الإبادة الجماعية في استهدفت إبادتهم جنسيا وقوميا وعرقيا ودينياً والقضاء عليهم من الوجود ”

مبيناً بان الإبادة الجماعية التي ينتظر أن يعترف بها رسميا من قبل تركيا حظيت باعتراف من قبل ( 24 ) دولة في العالم، و ( 42 ) ولاية أمريكية، ومنظمة الأمم المتحدة بالإضافة إلى جمعيات ومنظمات دولية إنسانية أخرى ”

إلى ذلك أوضح ” ماسيس شاهينيان ” كاهن كنيسة الأرمن الأرثوذكس في دهوك خلال كلمة له بالمناسبة بان ” الأرمن الموجودون في العراق والإقليم هم امتداد لتضحيات آبائهم واجداهم الذين بذلوا الغالي والنفيس لأجل الحفاظ على هويتهم القومية والدينية من عمليات الإبادة التي مارستها السلطات العثمانية ضدهم ”

ودعا أن ” تتحالف شعوب العراق عربا وكوردا وكلدان سريان آشوريين للضغط من خلال ممثليهم في الحكومة العراقية وإقليم كوردستان لأجل اعتراف تركيا بمذابح الأرمن وحصول الشعب الأرمني على كافة حقوقه المسلوبة ”

من جهتها طالبت المواطنة الأرمنية ” زفارت ستراك  بغدساريان ” من خلال موقعنا ” عنكاوا كوم ” ” أن تعترف دول العالم ذات الصلة والحكومة التركية بالإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الأرمن وتمنح حقوقهم الشرعية بالطرق الحوار والدبلوماسية، وان تعاد الأراضي التي لاتزال تركيا تبسط سيطرتها عليها إلى جمهورية إرمينيا ”

مؤكدة ستراك التي قدمت من الموصل للمشاركة في الحفل التأبيني بان ” الشعب الأرمني مسالم ومتسامح، غير انه لن ينسى ما ارتكب بحقه من مذابح حتى بعد قرن من الزمان ”

وتضمن الحفل العديد من الفقرات منها إلقاء الكلمات الرسمية بالمناسبة، وعزف مجموعة من الأناشيد القومية الوطنية الأرمينية التي قدمت التحية للشهيد الأرمني، ونشدت بحرية الشعب ألأرمني، وصلادة فدائييه في التضحية لأجل الحفاظ على هوية شعبهم الدينية والقومية، قدمها طلاب مدرسة الأحدية وجوقة الكنيسة أداء فرديا وجماعيا.

إضافة إلى فقرة وضع الوفود الرسمية والضيوف المشاركين في الحفل التأبيني أكاليل الزهور والورود على النصب  التذكاري لشهداء مذابح الأرمن الموجود في ساحة الكنيسة، الذي تم تزيينه وتهيئته للمناسبة من قبل الفنان ” فاروش نيرسيسيان ” والفنانة  ” سيفان سامي “.

كما تضمن الحفل في جانب منه افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية من أرشيف الفنان الأرمني ” آراز نيرسيسيان ” التقطت بعدسة السفير الأمريكي في حينها ” هنري مور غنطار ” الذي يعتبر شاهد عيان لإبادة الأرمن ومؤلف كتاب ” قتل أمة ” أهم ما كتب عن المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن من قبل الأتراك.

وبحسب الإحصائيات غير الرسمية يصل عدد الأرمن المتواجدين في أنحاء العالم إلى نحو ( 12.000.000 ) مليون نسمة بما فيها موطنهم جمهورية أرمينيا، منهم ( 4.000.000 ) مليون نسمة يعيشون في روسيا، بينما يتواجد في عموم العراق نحو ( 10.000 ) آلاف نسمة فقط، منهم نحو ( 3000 ) نسمة يعيشون في مختلف محافظات الإقليم.




























من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.