خليل فرح (مغني)

خليل فرح
معلومات شخصية
الاسم عند الولادة خليل فرح بدري
الميلاد 1 يناير/ كانون الثاني 1924
وادي حلفا /قرية دبروسة، ولاية نهر النيل، السودان
الوفاة 30 يونيو / حزيران 1932
الخرطوم، السودان
الجنسية السودان سوداني
الحياة العملية
الاسم الأدبي خليل فرح
الحركة الأدبية فنانو الحقيبة
المهنة شاعر و ملحن و مغني
أعمال بارزة قصيدة وأغنية عزة في هواك
تأثر بـ أعمال الرواد الأوائل في فن الحقيبة
الجوائز
ميدالية العلم الذهبي من جامعتي الخرطوم والنيلين
P literature.svg بوابة الأدب

خليل فرح مغني سوداني مجدد وملحن وشاعر في الوقت نفسه كتب أشعاره باللغة العربية الفصحى و العامية السودانية ويعد من أبرز رواد التجديد في الغناء والأدب الشعري الغنائي في السودان، وكان يمارس نشاطا سياسيا كبيرا من خلال عضويته في الحركات الوطنية المناوئة للإستعمار البريطاني للسودان مثل جمعية الاتحاد السوداني السرية التي تكونت في 1921 و جمعية اللواء الأبيض، وشارك في ثورة عام 1924م، ويدل شعره الوطني على ارتباطه بقضية الحرية ومكافحة الاستعمار في السودان. وقد اشتهرت أغانيه حتى أصبحت رمزًا للحرية والاستقلال فيما بعد وفي مقدمتها الأغنية الشهيرة عزة في هواك.[1]

الميلاد والنشأة

ولد خليل فرح في قرية دبروسة بجزيرة صاي بشمال السودان مركز وادي حلفا في عام 1894م [2] وفيها نشأ وترعرع قبل أن يهاجر إلى أم درمان ليقيم مع أسرة والده فيها.[3] ووالده هو الشيخ فرح بدري ووالدته الست زهرة الشيخ محمد.

وكان والده يعمل بالتجارة ويتنقل كثيرا في المنطقة الواقعة بين حلفا و دنقلا مصطحبا في كثير من الأوقات إبنه خليل. وتوفى والده في سنة 1915 ووالدته في سنة 1927 م. وتزوج خليل من السيدة سلامة أغا ابراهيم أرملة شقيقه بدري وذلك بجزيرة صاي في عام 1923. وله من الأولاد إثنان فرح وعائشة.[4]

التعليم

بدأ خليل تعليمه في خلوة الشيخ أحمد هاشم بجزيرة صاي، وتلقى تعليمه الأولى بمدرسة دنقلا ثم التحق في عام 1908 بمدرسة الصنائع ، قسم البرادة الميكانيكية بكلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم حاليا) حتى نال شهادة الإجازة بالهندسة الميكانيكية. وخلال وجوده بالكلية أبدى اهتماما بالأدب الجاهلى ومتابعة الأعمال الأدبية لكتاب مصريين أمثال طه حسين و محمود عباس العقاد و أحمد حسن الزيات وبدأ في حفظ قصائد الشعر العربى.[5]

مسيرته المهنية

عمل في ورشة الصيانة بمصلحة البريد والبرق السودانية في 24 نوفمبر / تشرين الأول عام 1913، براتب سنوي مقداره اثنان وثلاثون جنيهاً وأربعمائة مليما، وتدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح ميكانيكي في الدرجة الثامنة في عام 1929. ثم إعتزل الوظيفة العامة بعد ذلك.[6][7][8][9]

مسيرته الفنية

أشتهر خليل فرح اثناء تدريبه المهني بكلية غوردون التذكارية بكتابة الشعر في فترة برز فيها شعراء سودانيون كبار امثال عمرالبنا و ود الرضي و محمد سعيد العبادي و سيد عبدالعزيز، وتزامن ذلك مع ظهور مطربين بارزين أمثال عبد الكريم كرومة و محمد أحمد سرور و الأمين برهان. وقد تركز شعر خليل فرح على إذكاء الروح الوطنية والتعبير عن حب الوطن. وكان أول ما كتب في ذلك هو قصيدة بعنوان أم درمان، حيث قال: أذكر بقعة أم درمان

وأنشر في ربوعها أمان

ذكر بي شبابنا زمان

دارنا ودار أبونا زمان

فيها رفات جدودنا كمان

توسع خليل فرح فى اشعاره من خلال إحتكاكه بأعمال الأدباء والشعراء السودانيين وتمكن من ارتياد المنتديات الأدبية المنتشرة في العاصمة المثلثة ، كمنتدى أب روف، ومنتدى الهاشماب، ومنتدى الموردة، ثم منتدى (دارفور) في أدرمان وهناك نشر معظم أناشيده وأغانيه الوطنية. وساهم في تأسيس جمعية إتحاد الأدباء التى تكونت لجنتها في داره بالخرطوم. [3]

لونية خليل الغنائية واسلوبه الشعري

يعتمد خليل فرح كثيرا على الرمزية في اعماله الشعرية والغنائية، وعلى توصيف الحالة الشعورية التى لا تبوح مباشرة بالحبيب. فيقول:

يا حبيبي فؤادي طبعا يهواك

وأنا أرضى هلاكي ولا أرضى سواك

يا الزهر اليانع والرايق فى صباك

وقد أحدث فرح ثورة نوعية في بناء الأغنية السودانية ومصامينها إذ نقلها من حالة الابتذال التي كانت عليها إلى مرتبة أكثر عمقا وجدية في تعبيرها عن قيم المجتمع وطموحه. وأجاد النظم بالعامية وباللغة العربية الفصحى، وكان يميل في شعره الفصيح إلى بساطة التعبير وقوة إبراز العاطفة، والمزج بين وصف الطبيعة وقضية التحرر الوطني في آن واحد مستخدما في ذلك الرمزية.

ففي قصيدة الشرف الباذخ ينتهج خليل نهج الحماسة والفخر فيكتب ويقول :

نحن ونحن الشرف الباذخ، دابي الكر شباب النيل

نحن حمايتك ونحن فدايتك نحن نموت ويحيا النيل

وعن حب الطبيعة وجمالها يقول:

فلق الصباح حن قولي ، أهو نورك لاح خِلي

يا خفيف الروح هو هذا نداك أم ندى الأزهار

كذلك يتصف الخطاب الشعرى الغنائى لخليل بانه يعبر عن حالة من الكبت الاجتماعى الذى هو وليد تقاليد عصره، فكان التغنى بمفاتن الحبيبة والإغراق فى وصفها يأخذ شتى الصور:

من جناين الشاطئ وبين قصور الروم

حي زهرة روما وأبكي يا مغرور

دره سالبه عقولنا لبسوها طقوم

شوف عناقد ديسها تقول عنب في كروم

شوف وريدا الماثل زي زجاجة روم

القوام اللادن والحشا المبروم

والصدير الطامح زي خليج الروم [10]

عزة في هواك

كانت أغنية «عزة في هواك» أولى اغنيات خليل فرح التى استخدم فيها الرمز «الحبيبة» للتعبير عن حب الوطن.[11] وفيها استخدم الخليل الرمزية بطريقة لم يسبقه عليها أي شاعر [10] قبله في السودان. وقد لاقت الأغنية رواجا منقطع النظير ليس في السودان فحسب حيث أصبحت من أبرز الأغانيات الوطنية التي مازالت تردد منذ عقود طويلة، بل تغنى بها مطربون وفرق غنائية في بلدان أخرى من بينها إثيوبيا وفرق صينية وروسية وفرنسية وتعتبر عزة في هواك أغنية سياسية رمزية من الطراز الأول ألفها فرح ضد الاستعمار، في قالب شعر غزلي وصفي ورومانسي ويقول:

عازة في هواك، عازة نحن الجبال

وللبخوض صفاك عازة نحن النبال

عازة ما بنوم الليل محــــال

وبحسب النجوم فوق الرحال

عازة ما سليت وطن الجمــال

ولا أبتغيت بديل غير الكمــال

وقلبي لي سواك ما شفتو مال

خذيني باليمين وأنا راقد شمال

ويقول أيضاً:

عزة في الفؤاد سحرك حلال

نار هواك شفي وتيهك دلال

ودمعي في هواك حلو كالزلال وأيضاَ: عازة شفت كيف نهض العيال

جددوا القديم تركوا الخيال

شجوا الفؤاد حيوا محسور الليال

عازة في الفؤاد سحرك حلال

ونار هواك شفا وتيهك دلال

ودمعي في هواك حلو كالزلال

تزيدى كل يوم عظمة إزداد جلال [10]

نشاطه السياسي

كان خليل فرح عضواً بجمعية الاتحاد السوداني التي تكونت عام 1921م، ومن أعضائها توفيق أحمد البكري وبشير عبد الرحمن و عبيد حاج الأمين وبابكر قباني و توفيق صالح جبريل، والتي كانت تهدف إلى وحدة وادي النيل. وشكلت ثورة 1924 م ، عندما خرجت الكلية الحربية السودانية آنذاك في مظاهرة قوية طالبت بوحدة وادي النيل، فرصة للشاعر خليل فرح ليظهر الروح الوطنية والثورية في أشعاره.

الإنتاج الشعري

صدر لخليل ديوان شعر بعنوان «ديوان خليل فرح: خليل عزة»، نشرته دار جامعة الخرطوم وحققه وقدم له علي المك في عام 1977، حيث قال في مقدمة الديوان: «خلود خليل فرح من خلود وطنه، هذا أمر محتوم، لكون خليل يذكر حين يذكر الوطن».[12][13] وقد نشر بعض قصائده في مجلة الفجر السودانية.

انتاجه الغنائي ودوره في تطوير الإغنية السودانية

يعتبر خليل فرح رائدا ً من كبار رواد الغناء السوداني الحديث وقد عاصر فترة أغنية الحقيبة وهي أغنية شعبية حضرية تأثرت بالإنشاد الديني في شكلها العام وبنائها الشعري. وأخذت كثيراً من من المدائح النبوية في ألحانها وكانت تغنى شفاهة دون مصاحبة أية آلة موسيقية. تمرد خليل على هذا النمط الموسيقي شكلا ومضمونا وانفلت من قالبها اللحني ليتحول به إلى لحن هاديء في غاية البطء، مما أكسبه شيئاً من الحزن والضبابية مستخدم إيقاع الفالس وهو أصلا إيقاع ثلاثي راقص اشتهر في أوروبا يتباري فيه الراقصون الأرستقراطيون.

كما ادخل خليل الآهات (جمع آهة) في البناء اللحني لزيادة عمق المعنى وكاستدعاء لللإ ستماع أو استطراد لتأكيد مهارة المغني على غرار ما هو مستخدم في أداء الدوبيت و المواويل و الأوبرا.

وكان خليل فرح أيضاً من أول المجددين في البناء الميلودي الموسيقي للأغنية السودانية بإدخال البيانو و الكمان.[14][15][16]

وقد شملت قائمة أغانيه:

  • عزة في هواك
  • الشرف الباذخ
  • بقعة أم درمان
  • جناين الشاطيء
  • خمرية
  • الشرق لاح
  • ما هو عارف قدم المفارق
  • في الضواحي وطرف المدائن

جوائزه وتكريمه

أقام له نادى الخريجين حفل بالخرطوم تأبين إبان الحكم الثنائي، وقامت جامعة الخرطوم و جامعة القاهرة فرع الخرطوم (جامعة النيلين حاليا) بتكريمه بميدالية العلم الذهبي.

مرضه ووفاته

أصيب خليل بنزلة شعبية في أوائل أبريل / نيسان سنة 1929م، ورقد بسببها في مستشفى الخرطوم الملكي في العام نفسه حتى وافته المنية 30 يونيو / حزيران 1932 وهو نزيل بمستشفى النهر بالخرطوم ، ودفن في مقابر أحمد شرفي بالخرطوم.[7][8][9][17]

نموذج لموسيقاه

أضغط للإستماع إلى أغنية عزة في هواك بصوت خليل فرح [18] أضغط للإستماع إلى أغنية عزة في هواك أداء كورال كلية الموسيقى والدراما السودانية [18] أضغط للإستماع إلى أغنية عزة في هواك أداء فرقة صينية [18]

مراجع

  1. ^ محمد سليمان دخيل الله:”خليل فرح قيثارة الفرح النبيل”،صحيفةالصحافة،عدد 22 نوفمبر 2011م، الخرطوم.
  2. ^ وفي بعض الروايات ولد في عام 1892

 

المصدر: يوتيوب

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.