نادي التصوير الضوئي السوري

نادي التصوير الضوئي السوري

 

نادي التصوير الضوئي السورينادي التصوير الضوئي السوري

نادي التصوير الضوئي السوري

تاريخ وتأريخ لأحداث عصفت بالبلاد ورحلة معاناة لم تنتهِ

أُسس نادي التصوير الضوئي عام 1979 بجهود ثمانية عشر فناناً وكان الرئيس الفخري للنادي هو العماد أول مصطفى طلاس، وشهدت صالة الرواق بالعفيف أول معارضه بمشاركة خمسين عضواً من المؤسسين والمنتسبين الذين جهدوا بأنفسهم لإنجاح المعرض وإطلاق النادي رسمياً، ليتجاوز عدد أعضائه اليوم أربعمائة وعشرين عضواً من جميع المستويات العلمية والثقافية (أطباء، ومهندسين، ومخرجين وممثلين، وفنانين تشكيليين) وعلى مستوى جميع المحافظات السورية.

لم يكن للنادي هنات أو مراحل ركود وتثبيط نشاط، فلم تتوقف مسيرته المهنية الفنية منذ أعوام تأسيسه رغم جميع الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عصفت بالبلاد، بل عمل بدأب على توظيف الصورة في خدمة العملية الإعلامية وخدمة توثيق المراحل أياً كان نوعها حينئذ.

معارضه الثابتة والمتجددة
يقيم نادي التصوير الضوئي سنوياً عدداً من المعارض لها صلات بمناسبات وطنية وقومية واستثنائية مختلفة حال ما أقامه النادي بمناسبة دمشق عاصمة الثقافة العربية، وبالتالي فنادي التصوير الضوئي له وجود فني مهم وجيّد في سورية.

يأتي معرضه السنوي في أواخر شهر كانون الأول من كل عام، وهناك معرض موسمي صيفي ليس له وقت محدد ولكنه ضمن فصل الصيف، وهناك جملة من المعارض الدورية عن «الطفل، والمرأة» وبمناسبة الجلاء والبيعة، ومعرض الزهور في التكية السليمانية الذي سيقام هذا العام في 26 – 27 – 28 من شهر أيار 2008 بالتعاون مع وزارة السياحة والزراعة.

كما شارك النادي في مهرجان الياسمين الأول والثاني لعام 2008، وكما أسلفنا، بمناسبة دمشق عاصمة للثقافة العربية شارك في معرضين في خان أسعد باشا وفي المركز الثقافي أبو رمانة بمناسبة تأبين المرحومين قتيبة الشهابي وعبد الكريم الأنصاري من مؤسسي نادي التصوير الضوئي السوري.

خطوات وطموحات وعراقيل
الجدير ذكره هنا هو أن ما قام به المركز الثقافي الفرنسي مؤخراً الذي قدم عروضاً للتصوير الضوئي المخدَّم بالتقنيات الرقمية وتقنيات الفن التشكيلي بغية الخروج بلوحة ضوئية جمالية، أمرٌ لم يكن غريباً علينا إذا علمنا -وفق ما قاله رئيس النادي عبد السلام عبد السلام- أن النادي منذ ثمانينات القرن المنصرم (1983) قد أدخل الفن التشكيلي على فن التصوير الضوئي عبر جملة من الأعمال التي شارك فيها النادي في معارضه السابقة وهي ما زالت حتى اليوم موجودة في مستودعاته الفنية التراثية.

لقد كان طموح المؤسسين الأوائل للنادي كبيراً وكانت لديهم رغبة لعمل شيء مهم، لكن للأسف -والحديث لرئيس النادي- «لم يلقَ النادي وخصوصاً في السنوات الأخيرة تجاوباً من قبل المسؤولين والقائمين على الشأن الثقافي، علماً بأن النادي يقيم معارض داخلية وخارجية في جميع الأقطار العربية التي يتواجد فيها نوادي تصوير ضوئي مدعومة من جهاتها الثقافية وتلقى كل المساعدات والتسهيلات، في حين أننا حتى الآن نعاني من عدم وجود مقر ثابت للنادي، وأكثر ما فعلوه لأجلنا هو أنهم منحونا غرفة في المركز الثقافي باليرموك لا تتجاوز أبعادها عشرة أمتار، لنادٍ عدد أعضائه أربعمائة وعشرون عضواً ومخزونه الفني يتجاوز الملايين من الصور واللوحات».

إن أسوأ ما يعانيه النادي، بحسب تعبير عبد السلام، عدم وجود عنوان محدد للنادي لاستقبال مراسلاته من الدول العربية والأجنبية التي تدعوهم سنوياً للمشاركة في معارضها، وعن ذلك يقول عبد السلام «عرضنا على شبيبة الثورة التي تملك العديد من المقرات المهجورة المغلقة منْحنا بناءً مستقلاً مقابل مساهمة النادي في تعليم جميع شبيبة الثورة في سورية أنواع التصوير الضوئي والتشكيلي والمهن اليدوية وصنوفها وفنونها كافة ولكن من دون نتيجة تُرجى والطلب ذاته صدر إلى الاتحاد النسائي لنلقى النتيجة ذاتها».
علاقات إقليمية دولية بجهود فردية
قام نادي التصوير الضوئي ببناء علاقات صداقة جيدة مع عدد من الدول العربية والأوروبية وهناك مراسلات ومعارض ثقافية متبادلة وقائمة بجهود فردية مع دول مثل الأردن، والكويت، وأبو ظبي، والمنظمة العالمية «الفياب» التي تعتمد معارض دول العالم، وقد كان للنادي محاولة في العام الفائت لإقامة معرض بعنوان «سورية في عيون العالم» وكان نصيبه التأجيل كغيره من الأفكار الطموحة بسبب عدم توفر مقر لاستلام الأعمال التي سترسل من الدول المشاركة!

يقول في ذلك عبد السلام «عندما نريد إقامة معارض فذلك يعني جهوداً مضاعفة بغية الحصول على صالة أو مقر، ونفضل المشاركة في معارض الآخرين على دعوتهم لمشاركتنا معارضنا بسبب عدم وجود مقر، ومن جانب آخر فإن عدم توفره جعل الأعمال الفنية للنادي مرمية مهملة فوق بعضها البعض».
أرشف كبير ومقتنيات متحفية
تناولت اللوحة الضوئية السورية العديد من المواضيع الإنسانية والمراحل التاريخية والعمرانية المختلفة التي أرشفتها ووثقتها، فمثلاً هناك أكثر من خمسة ملايين صورة للجامع الأموي الذي تناوله الفنانون كل بحسب اختصاصه ومعرفته، ما يعني أن هناك عيناً تبحث عن اللقطة الجميلة وذلك هو فن التصوير الضوئي.
أما فيما يتعلق بالتراث، فقد وثقت الصورة الضوئية التراث على صعيد جميع المحافظات السورية، وكانت البدايات من دمشق القديمة، وهنا يقول عبد السلام «هناك الكثير من المعالم والبيوت والمنشأت الدمشقية التي تهدمت وزالت آثارها تماماً من على الأرض ولكنها في صورتنا ما زالت موجودة».
لا يقف الأمر عند حد الصورة الضوئية ففي حوزة النادي أيضاً العديد من الأدوات والقطع المتحفية والكاميرات القديمة، وكما قيل فإن في حوزة الفنان المرحوم عبد الكريم الأنصاري وحده أكثر من مائة وخمسين كاميرا ترجع إلى أعوام مختلفة بدءاً من عام 1920م. كما يملك العديد من الأعضاء أدوات ومقتنيات يمكن أن تؤسس لمتحف تحت اسم «متحف فن التصوير الضوئي السوري».
للنادي نظام داخلي
يخضع النادي في آليات عمله لنظام داخلي تابع للجمعيات الفنية، وهو بذلك تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في نظام العمل، لكنه ثقافياً ونشاطياً تابع لوزارة الثقافة.

المؤسسون لنادي فن التصوير الضوئي الدولي السوري: الياس طراب وبطرس خازم وتميم حرايري وجورج عشي وجورج فرنسيس وحسن الحريري وسليم صبري وعبد القادر الطويل وعبد الكريم الأنصاري وطارق الشريف وفواز جابر وفيصل الست وقتيبة الشهابي ومحمد الوسي ومحمد طالو ومروان مسلماني وهشام شربتجي وهيثم كواكبي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.