ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏لحية‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏

عاشق الفوتوغرافيا الدكتور :

هيثم فاروق المغربي ..

يعلمنا فن العوم في بحر الضوء المفاهيمي..

بقلم المصور : فريد ظفور

مقدمة:

في جو مدلهم بالغيوم  في السماء ومشبع بالمطر المعرفي الضوئي  التشريني على أرض الفوتوغرافيا العربية..جاء فارس الضوء يمتطي صهوة حصانه الأبيض ليختطف عروس الفن الفوتوغرافي ..مستلاً سيفه الثقافي التعليمي للذود عن حياض الوطن الضوئي العربي.. صارحاً بوجه الخطأ مشيراً بالبنان لكل من حاول المساس بحرمة وقدسية الفن ..فجاءت لوحاته التصويرية تعبيراً عن مشهدية رائعة لمفكر ضوئي متمرد على القديم والتالف من أفكار معلبة ومسبقة الصنع ..ليعيدها بسياقه الصحيح وبقالب فني متقن ومبدع

لعل التقديم الممتليء عمقاً وثراء لفناننا يغني عن أي بيان فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بالفوتوغرافيا وإشكالياتها وتأريخها وآفاقها المستقبلية..وكذلك دروسه التعليمية لفن التصوير التي قدمها وكان يتحف عشاق التصوير ومتابعيه بالمجلة ..تضيف أبعاداً كاشفة عن خبرة فنية راقية وسمات وأفكاراً حديثة وجديدة ومتنوعة حول تلك العلاقة ..ثم نقرأ محاولة لفهم رؤيته الفلسفية لفن التصوير ..آميلن أن تستمتعوا بما إحتواه المقال من مناقشات وتحليلات ربما تضيف جديداً لرؤيتكم لأعماله وأفكاره والآن تعالوا معنا نرحب معاً بالأستاذ والفنان والدكتور ..هيثم فاروق المغربي ..

  • تستفيد وتعنمد الدراسات النفسية  إبداعاً وأدباً على موضوعات وأفكار عديدة من الفن والأدب ..بيد أن التفاعل الخصب المثمر المأمول قد تأخر كثيراً ..بسب إهتمال علم النفس القليل بالموضوعات الجمالية عموماً  ..ولذلك أسبابه: لإعتقاده بأن الموضوعات الجمالية غير قابلة للتناول التجريبي المحكم..فهي تروغ من التحديد وتهرب من التكميم..ولأن بعض علماء النفس شعروا بضرورة عزله عن مجال الإنسانيات والجماليات ..وأيضاً لطبيعة الفن والأدب وخصوصيتهما..وكانت صعوبة التناول الموضوعي في الأدب وأيسر في الفن..وحالة اللامبالاة من قبل علماء النفس تجاه الجماليات في الفن والأدب.. وأيضاَ تأخر الدراسات النفسية للأدب والفن..لرفض الفنانين والأدباء التعاون مع علماء النفس..
  • بيد أن مدخل علم النفس إلى بوابة الفن والأدب ستكون عبر ثلاثة طرق..عن طريق متابعة أعمال المصور الفنان أو الأديب أو الموسيقي أو التشكيلي..من خلال نشاطاته الإبداعية المميزةومدى شموليتها على الثقافة البصرية والمعرفة الوجدانية…ومن ثم دراسة الناتج الإبداع للفنان الضوئي أو الأديب ..لكي نتوصل إلى بعض النتائج حول إبداعات الفنان أو الأديب والعوامل المؤثرة والمساهمة فيها..وأخيراً السبيل الموصل للمتلقي أو المشاهد أو القاريء..ناهيك عن بعض المسارت الفرعية والثانوية..كعلاقة شخصية المصور أو الكاتب بإبداعه..أو علاقة سمات شخصية المتلقي أو القاريء للفن أو الأدب ..أو بعض الصور المهملة أو الأوراق التي تكون خارج النص ..حبيسة في الأدراج.. ويسلك المنحى الموضوع في الدراسة النفسية للفن والأدب ..وتحليل المضمون والدراسة السيرية أو البيو جرفية تندرج ضمن الدراسات الموضوعية..
  • أما موضوعات تذوق الفن والأدب عند علماء النفس..عبر التذوق والتفضيل..وتشمل وجوه وأبعاد ومكونات أربعة..وجه عقلي معرفي ..وجمالي ..وإجتماعي ثقافي..ووجه وجداني….وكذلك التوسط بين البساطة والتركيب..كإهتمامنا بمثيرات الأعمال الفنية والأدبية التي تملك التركيب والجدة والتباين والتضاد اللوني والتدرج الرمادي أو التغاير والإدهاش ..أو المباغته والغموض..والخ من الخصائص المميزة للمثير الجمالي..وأيضاً بعض الدراسات حول الأعمال الفنية والأدبية..كتعبير الفن والأدب عن الإتجاهات والدوافع والإنفعالات..والتعبير عن العمليات المعرفية والثقافية ..وبنية الصورة وتكوينها وألوانها .. أوبنية النص الأدبي..وبالرغم من أن الحركة الضوئية العربية جيدة ..ولكن بحاجة لتجمعات حقيقية بعيدة عن القطرية ويكون هدفها الفن والأدب فقط..لأننا مازلنا في الوطن العربي في مرحلة التأمل ..ورغم ذلك أصبح العالم ينتبه إلى مبدعينا ومصورينا العرب الذين ينتجون أعمالاً رائعة وغير خطابية ولفتت أنظار المهتمين والنقاد في بلاد العم سام..ولكننا نعيش التناقض أكثر من الغربيين..لأن العربي مهاجر فكرياً عبر الزمان الضوئي..وعلينا جميعاً إعاة تشكيل وبناء ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا  ..ليواكب ركب الحضارة العالمية..في ثورة المعلومات والشبكة العنكبوتية ومواقع السي شول ميديا من مواقع التواصل كالفيس بوك وغيره..حيث غدت الدنيا حارة صغيرة في مدينة كبيرة..
  • إن الفنان هيثم مبدع بل عاشق الفوتوغرافيا..بمنظورها التجريدي أو المفاهيمي بلغة الضوء..متألق بالفكرة التي ينفذها بأدواته التقنية والمعرفية ويرسمها وينفذها بأشعة الضوء..و روح الفنان صبها في ترجمة بعض الأفكار القريبة من المتلقي وتبعث المتعة في عيونهم وتشكل مثلاً لهم..لأن الدكتور المغربي فنان عركته الحياة الضوئية وتميز بخياله الفني الضوئي الثري بما يتعلق بلوحاته السريالية المفاهيمية التجريدية وما يتعلق بتكوينه وخطوط الهداية بلوحاته والألوان والمهارة التعبيرية بالعدسة أو بالخيال الفني  وطرقه ودروبه ولغته المعبرة.. وليس من السهولة الوقوف أمام إبداعات المصور هيثم..أو محاولة الدخول والتغلغل في مضامينه  السريالية أو في رموزه الفوتوغرافية..وإستجلاء معاناته الشخصية وظروفه الموضوعية والذاتية لكل عمل منفذ..بعد أن يصوره بإبداع جديد يلونه بمشاعره العاطفية الخاصة وبتجاربه الفنية وثقافته الضوئية ..فتحول بذلك إلى إبداع ضوئي جديد يحمل مضامين وخصائص مستقلة بنكهة هيثمية مغربية..ومتعة متفردة عن أقرانه المصورين..يبهر الأثر الفني المصور ..فيحاول التعبير عنها في صور سريالية تجريدية..فيقف الأديب أمام الصورة الضوئية ليحاول التعبير عنها في صورة شعرية..ويقف المصور أمام الصورة الشعرية فيترجمها لوحة فوتوغرافية..
  • لقد وجد الدكتور الفنان نفسه بين كم كبير من المصورين السوريين والعرب..ولكنه أعطانا وجهة نظر خاصة به مليئة بالمشاعر والأحاسيس..مرتكزة على سعة الخيال والقدرة على تحريك عدسات كاميراته والإبتكار بالألوان..بطريقة فنية هادئة مليئة بالعمق الفلسفي  ..
  • إن رغبة الفنان في إنطلاق التعبير الفني الضوئي وفي معالجة لوحاته بشكل أكثر حرية وتلقائية ..وبلمساته الإبداعية العريضة ..تلخص لنا الفكرة التي يقدمها بصوره..وإعطائها نفحاً ذاتياً..كل ذلك أدى إلى تطوير أدواته ومعداته التقنية ..بعد أن وجد الفنان المصور هيثم ضالته المنشودة ونتج عن ذلك إمكانية تدرج اللون في الظل والإبداعات بتدرجات اللون الأحادي .وأضحت الحاجة لتدرج وتضاد الألوان ..لمعالجة البورترية أو الصور الطبيعية بحرية وإلتقاط اللحظة الضوئية المناسبة..والإيحاء بالبعد الثالث ..لأن جمال العمل الفني الضوئي..لم يكن يعتمد على جمال التصوير فحسب..بل إلى جمال الصنعة..أقصد طريقة معالجة الصورة..وإن إعطاء الإنسان أبعاده الزمانية والمكانية أدى إلى تجسيد صورته بإعطائها بعدها الثالث عن طريق الخلفية أو الإضاءة من الخلف أو بتكبير رقم فتحة العدسة من 8 وما فوق..وبعد الخوض في غمار الفيلم الأبيض والأسود وتحميضه وطبعه ثم تطور الفن إلى الفيلم الملون ومخابره وتقنياته..حتى وصل إلى عصر الديجيتال ..والإستغناء عن الطرق القديمة وتخزين الصور إما بالسي دي أو دي في دي أو بطاقات الذاكرة التي وصلت إلى أرقام مذهلة..وصولاً للتخزين السحابي الفضائي للمعلومات والأرشفة..وبدأ الفن يكشف أن الحقيقة في الواقع ..وأضحت الصورة أكثر أثراً من ألف كلمة وتربعت الصورة كل مرافق الحياة ونمى دورها الإيجابي والسلبي في تغيير وتأثيرها في الرأي العام ..ومن هنا إنبرى الفنان هيثم وتصدى للعمل بأن وضع مخططاً لأفكاره لينفذها واقعاً بالفن المفاهيمي المعبر..
  • حين أعلن المضيف الدكتور هيثم إستعداده للهبوط على مدرج مطار فن التصوير ..تطلعت من نافذة صفحته على الفيس بوك وعبر الشبكة العنكبوتية لأحاول أن أقدم شيئاً مغايراً لبعض ماقيل عنه..رأيت خيوط المساء تودع النهار وخطوط النور تسابق الزمن متسارعة ومودعة مدينة الياسمين  ومهرجان ألوان الورود ..بل حارات وأزقة دمشق  حيث يقيم ضيفنا..وبالرغم من أن يد القهر والظلم التي إمتدت على مدينة الشاعر نزار قباني ..فلم تثنها عن تنفس الحياة وولادة الأعمال الفنية وتألق مبدعيها وفنانيها ومصوريها..ورغم الجراح النازفة والتي ضمدها فناننا  هيثم و وضع ملحاً على الجراح.. كان يمارس طقوس التصوير والعمل مع فريق جوالة سورية بالرحلات والترحال ضمن الأماكن الآمنة..وصمد وبقي يتنفس عبق وشذى عطر الفن من منبع وضرع أقدم مدينة مأهولة في العالم دمشق..لأن للإنسان السوري خصائص وميزات يتفرد بها ..وهي أنه كما طائر الفينيق يولد من الرماد ..وهكذا كان الفنان هيثم المغربي يزرع الأمل بين طلابه ليحصدوا المستقبل الأفضل ..وبكرا أحلى بعيون وبعدسات المصورين ..

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الدكتور هيثم فاروق المغربي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

  • السيرة الذاتية للفنان :هيثم المغربي
  • ولدت في دمشق سنة 1981 لأسرة ميسورة الحال بين اخ و اختين أنا اكبرهم، درست في مدارسها و تخرجت من جامعتها حاملا شهادة الرعاية الطبية من المعهد الصحي و تابعت دراستي لأحصل على بكالوريوس في الطب البشري و اختصصت بالتدريب على البدائل الكلوية الصناعية.
    عملت كاستشاري تدريب لتطبيقات الكلى الصناعية بمرتبة مدرب دولي معتمد من شركة فريزينيوس ميديكال كير العالمية في سوريا مشرفا على / 136/ قسما لغسيل الكلى مابين عامي 2005 – 2015 لأتفرغ بعده للعمل الفوتوغرافي بشكل كامل لمدة عامين و عدت لأمتهن التجارة حاليا واضعا الفوتوغراف في مرتبة الهواية المقدسة و العشق.
  • متزوج و لي ابنتان روبينا الكبرى و ريمي الصغرى هما مصدر قوتي و الهامي و ناقدي الأول زوجتي صديقتي و رفيقة الدرب.
    منذ ريعان شبابي اتضح عشقي للفنون البصرية متأثرا بلوحات والدي المختص في التصميم الداخلي من الجامعة الأمريكية في بيروت و مهارات والدتي اليدوية التي تعلمتها في معهد اعداد المدرسين و بدعم منهما ابتدأت مشوار هوايتي بدخول عالم الفوتوغراف كمتدرب في مركز وليد عزت للفنون التطبيقية عام 1995 م و من ثم اتجهت إلى الرسم الكاريكاتوري أيام الجامعة لكن عشقي لهذا الصندوق الأسود الصغير لم يخبو بل استمر في ملاحقتي في كل جانب من جوانب حياتي و بعد تخرجي من الجامعة و ابتداء مشواري المهني تمكنت من اقتطاع وقت لهوايتي التي تطورت سريعا بفعل التجارب و التدرب و السفر المتكرر إلى دول عدة أوروبية وعربية لتنمو ذاكرتي البصرية و تصبح أكثر احترافا و من ثم انتسبت إلى نادي التصوير الضوئي السوري و بعده إلى اتحاد المصورين العرب كمصور محترف وإلى اتحاد المصورين العالميين المستقلين كمصور صحفي إضافة إلى عملي في موقع سيريا لايف الإخباري كمصور صحفي رسمي للموقع التابع للمجلس الوطني للإعلام في سوريا مابين عامي 2014-2015 و قمت بتدريس مادة الفوتوغراف في المعهد العالي للفنون الطباعية التابع لوزارة الاعلام عامي 2014-2015.
  • كما شاركت في عدد من المعارض المشتركة جنبا إلى جنب مع العديد من المبدعين فوتوغرافيا كمعرض الهوية الذي أقيم برعاية اتحاد المصورين العرب في صالة الشعب للفنون بمشاركة 50 فناناً و معرض أبواب و نوافذ المقام في المركز الثقافي العربي في أبورمانة برعاية نادي التصوير الضوئي بمشاركة 30 فناناً و معرض شباب في جسور غاليري بمشاركة 35 فناناً ومن ثم ابتدأ مشواري كمدرس للفوتوغراف و التعديلات الحاسوبية التابعة له مع الجمعية السورية للاستكشاف و التوثيق معتمدا على الخبرة الفوتوغرافية المتراكمة بفعل السنوات الطويلة والتتلمذ على يد العديد من أساتذة هذا الفن في سوريا بالإضافة إلى مهاراتي المهنية كمدرب محترف منذ العام 2005 م و تطورت العملية إلى مركز خاص بتعليم الفوتوغراف و استوديو مجهز و لاحقا إلى مؤسسة للإنتاج الفني و قد بلغ عدد تلامذتي / 140 / طالبا خلال عامي 2013-2016
  • انتسب منهم / 52 / طالبا إلى نادي التصوير الضوئي في سوريا.
    توقفت عن التدريس حاليا و اغلقت الاستوديو و المعهد و اكتفيت بالتصوير للهواية و المتعة الخاصة و بمتابعة النتاج العالمي و ذلك بسبب الظروف التي يمر بها بلدنا الحبيب و لأني لست على توافق مع التيار المراهق الذي يغزوا الفوتوغراف مستغلا التطور التقني و مواقع التواصل الاجتماعي ناسفا كل الأصول و ضاربا عرض الحائط بقيمة هذا الفن العالية مكتفيا ببعض المشاركات الافتراضية و المقالات البسيطة و النقد في موضع او آخر.

 

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏18‏ شخصًا‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏طعام‏‏‏‏ ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏7‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏

لا يتوفر نص بديل تلقائي.  ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏28‏ شخصًا‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏‏ ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏5‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏لحية‏‏‏‏

 

   

 

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.