
RAW Compressed VS Uncompressed VS Lossless compressed

اللون … هذا العنصر العجيب الذي نراه منذ ان فتحنا أعيننا على هذا العالم، أحسسناه و أدركناه قبل أن ندرك معاني الأشياء شكلا و مضمونا.
اللون كدلالة على المشاعر من أهم عناصر الأعمال الفنية اذ ارتبط اللون مع المجتمعات و تطور معها مُطوراً تعريفه للحالة و الشعور راسخا في العقل الباطن كرسائل مشفرة ترسل تنبيهاتها حالما يقع النظر عليه فهل يكون له هذا التأثير أيضا في الفوتوغراف؟
لاشك في أن التكوين و توازن الكتل و الخطوط من العناصر الهامة في العمل الفوتوغرافي لكن هذه التكوينات و الخطوط و الكتل تتحول إلى مجرد كتل صماء ان لم يكن اللون صحيحا في تسجيله أو في انتقائه و هذا ينطبق على الصور بالتدرج الرمادي فبعكس الدارج ظنا أن الصورة التي تحمل خللا في لونها يمكن اصلاحها بالتحويل إلى التدرج الرمادي أو كما يعرف ( الأبيض و الأسود ) فما التدرج الرمادي إلا انعكاس مقابل لكل لون بتدرجاته وصحة اللون تعني صحة مقابله في التدرج الرمادي و خير شاهد على ذلك أعمال الفنان آنسل آدمز الذي استطاع أن ينقل لنا مشاهد طبيعية آسرة للقلب و العين معا بالتدرج الرمادي رغم اعتماد المشاهد الطبيعية على الألوان بشكل كبير جدا و ذلك لوعيه وفهمه لطبيعة اللون و تأثيره و كيفية تسجيله بالطريقة المثلى ليخلق المقابل الرمادي المثالي له.
من هنا نأتي لجوابنا على السؤال المطروح: هل يملك اللون تأثيرا على الفوتوغراف؟
الجواب ببساطة : نعم يملك من التأثير ما لا يمكن نكرانه أو تجاهله فعدا عن ارتباط اللون بالتشكيل الكتلي و الخطي و الفراغي للعمل الفوتوغرافي لإنتاج عمل يطابق معايير الجمال العامة والخاصة بحسب كل مجتمع و زمن فإنه يملك القدرة على التأثير بالمشاعر و بالتالي خلق ارتباط عاطفي بين المتلقي و العمل الفوتوغرافي شكلا و رسالة بحيث يصل الخطاب البصري في العمل إلى المتلقي عقلا بتكوينه و ارتباط عناصره ببعضها، و قلبا بتحريك المشاعر و التأثير عليها لإيصال الحالة التي يريد المصور ان يوصلها من عمله و ما على المصور إلا أن ينظر حوله و يرى اللون في كل مكان و ارتباطه به و تأثيره على محيطه نفسيا و شعوريا فاللون مرتبط بالشعوب مذ خلقت و جزء لا يتجزأ من حضاراتها في أطعمتها و لباسها و سكنها و حلها و ترحالها و من ينظر جيدا يستطيع استقراء فلسفة اللون تبعا لمكانه و زمانه و تقليده و ثقافته ليكون رسولا للون ناقلا لثقافته و شعوريته أو يكون خلاقا منتجا لفكر و شعور جديدين تماما يُحمِلهما لرسائله اللونية في كل عمل ينتجه.
ولننتقل إلى الألوان بذاتها و لنتحدث قليلا عن طبيعتها و رمزيتها بإيجاب و سلب، و أول ما نستهل به هو تقسيمها حسب الطبيعة إلى تدرج حار و تدرج بارد، أما الحار فهو يحوي الأحمر و البرتقالي و الأصفر و ما ينتج عنها، بينما البارد يحتوي الأخضر و الأزرق و الأرجواني و ما ينتج عنها، ولدينا طرفا اللون الأبيض و الأسود.
كل لون يحمل معانٍ متعددة و أحيانا متضادة حسب موقعه و استخدامه و إليكم بعض الأمثلة:
الأسود:
يرمز ايجابا إلى : القوة – السطوة – الثبات – الرقي – الالتزام – الجدية.
يرمز سلبا إلى : العزاء – الحزن – الدراما – البرودة – الوحدة – الشر – الظلمة.
و نرى اللون الأسود متربعا على عرش الملابس مثلا المدراء يرتدون الأسود في استعراض للقوة و كذا رجال القوات الخاصة في استعراض القوة و السطوة و نراه أيضا في لباس الحزن و العزاء كرمز للحزن و الوحدة و الانكسار و نراه في الظلال رمزا للفقد و في لباس التخرج رمزا لثبات الخطوة.
الأبيض:
يرمز إيجابا إلى : البراءة – النقاء – النظافة – الانتعاش – الهالة البريئة الملائكية.
يرمز سلبا إلى : العمى – المرارة – البرودة – المسافات و البعد.
و نرى اللون الأبيض رمزا للبراءة و الأمان و الطهارة كما في فستان العرس و سياج المنزل الريفي و ملابس الأطباء و نراه أيضا قاسيا في لون الكفن و الضماد و مساحات الثلج و العواصف.
الأحمر:
يرمز إيجابا إلى : الحب – الرغبة – الإيروتيكية – السرعة – الشغف – القوة.
يرمز سلبا إلى : الغضب – عدم الصبر – العنف – الإكراه – الانتقام – الحرب.
يتميز اللون الأحمر بقدرته على إعطاء العناصر أو الرموز التي يرتبط بها عددا كبيرا من التنوعات الشعورية النفسية، فهو على وردة رمز للحب و على سيارة سباق رمز للسرعة و الجموح و القوة و على اليد رمز للخطيئة و الرموز و التعابير كثيرة و نستطيع ايجادها في محيطنا و في تراث الشعوب و ثقافاتها لذا يعتبر من أقوى الألوان و أقلها وجودا في الطبيعة و يتميز بسيطرته على المشهد حينما يوجد فيه و لا مجال لتجاهله في العمل إن وجد عدا عن أنه يملك تأثيرا قويا على الدماغ يحفزه على إفراز الإندروفينات الداخلية مما يعزز حالة النشوة عند الفرد.
الأصفر:
يرمز إيجابا إلى : الحذر – الإشراق – الذكاء – الفرح – التفاؤل.
يرمز سلبا إلى : الغيرة – الانتقاد – السخرية – الكسل.
لارتباطه بالشمس فإن اللون الأصفر يعتبر محفزا دماغيا و منشطا للأعصاب و دالا على المستقبل الواعد و التأثير الإيجابي و لذا نراه كثير الاستخدام في المجالات الإعلانية و نراه على المقابل مرتبطا بالمرض و الموت و الحسد فعلى عكس اللون الأحمر الذي يظهر على البشرة نتيجة محفز عاطفي نرى اللون الأصفر يقفز إلى الوجوه عند وجود حالة الخوف أو السلبية أو الغيرة و الحقد.
الأزرق:
يرمز إيجابا إلى : الهدوء – السلام – الحب – الراحة – الوئام.
يرمز سلبا إلى : الخوف – البرودة – الوحدة – الاكتئاب.
يعتبر اللون الأزرق أكثر لون موجود في الطبيعة ( السماء و الماء ) و يؤثر هذا اللون على الدماغ بتحفيز المرخيات الكيميائية و ذلك لارتباطه عاطفيا بالسماء الزرقاء التي ترمز لليوم المشمس الهادئ مما يعطي الشعور بهذا الصفاء و الراحة عند عرض اللون و على النقيض من ذلك لكونه باردا كلونٍ يمكن أن نراه رمزا للإكتئاب و الوحدة فالسعادة و الحب و التواجد مع الأقران ينتج عنه تفاعل شعوري يتمثل في الحركة و الطاقة التي ترمز لها الألوان الحارة بينما الجلوس وحيدا يعطي الحس بالبرودة و الازرقاق و الكآبة.
الأخضر:
يرمز إيجابا إلى : الحياة – الطبيعة – التكاثر – الاستمرار- الصحة – التناغم.
يرمز سلبا إلى : الحسد – الطمع – الجشع.
يعتبر اللون الأخضر ثاني أكثر لون منتشر في الطبيعة بسبب الغابات و النباتات و المروج و غيرها و يتميز عن باقي الألوان بأنه أكثر الألوان التي تستطيع العين البشرية أن ترى و تدرك تدرجاته و هذا يفسر لما حساسات الكاميرا قد صنعت من بيكسيل أحمر و آخر أزرق و بيكسلين خضر و ذلك لإنتاج تدرجات لونية كما تراها العين البشرية و لارتباطه بالطبيعة فإنه يملك تأثيرا نفسيا مهدئا و على النقيض من ذلك لارتباطه بالتكاثر والجشع فإنه يستخدم للتعبير عن الطمع كما يقال في الأمثلة الشعبية عن الرجل المزواج محب النساء ( نفسه خضراء ).
البرتقالي:
يرمز إيجابا إلى : المرح – الطاقة -الشجاعة – الثقة – الدفء.
يرمز سلبا إلى : الجهل – الدونية – البطئ.
يستخدم البرتقالي رمزا للانتقالية و التغيير كما نراه في أوراق الخريف و نجد له حالتين الإثارة و الحركة إن كان ميالا للأحمر و الهدوء و السكون إن كان ميالا للأصفر و رمزه للجهل و الدونية في كونه حالة وسط بين الأحمر ذي القوة و الأصفر ذي الإشراق اللعوب حيث انه يرمز بطبيعته الوسطية للحالة الإنتقالية أي أنه ليس حاسما كما يرمز لحالة الكمود كما في لون الجبال و الصحاري فما البني إلا تدرج غامق من البرتقالي.
الأرجواني:
يرمز إيجابا إلى : الملكية – الثروة – التكلف و الأناقة – التدين في الغرب.
يرمز سلبا إلى : الكدمات – التعنيف – الضرب و الاعتداء.
ارتبط هذا اللون برداء الملوك و الملكات و أوشحتهم لصعوبة تأمينه في الماضي و كان حكرا على الأثرياء لذا رمز إليه بالسلطة الملكية و الثروة و كذا الأمر مع الألبسة الكنسية و الوسائد و الأوشحة و يمكن لهذا اللون أن يكون محفزا او مهدءا تبعا لتدرجه و اشباعه، أما الناحية السلبية فهي غنية عن الشرح في ما يتعلق برمزه للعنف إذ من منا لم يره في كدمات الجسد.
في الخلاصة :
إذا أراد المصور أن يفهم المشاعر في التصوير الفوتوغرافي فعليه أولا أن يفهم اللون و يعامله على أنه حالة شعورية لا مجرد طيف ضوئي بلون معين فكما رأينا في الأمثلة أعلاه يمكن للون أن يأخذ منحا مضادا لنفسه حسب طريقة استخدامه و ارتباطه بالرمز المستخدم فيه و حسب الحالة الزمانية و المكانية و المجتمعية و العادات و التقاليد و حتى الرائج من صرعات العصر و الموضة، و إذا كنت عزيزي القارئ قد وصلت إلى هذه الفقرة فهذا يعني التزامك و رغبتك في نقل عملك الفوتوغرافي إلى مستوى مختلف فما رأيك أن تصور كل لون من الألوان التي ذكرتها على حدة دون النظر إلى العناصر لكن حاول أن تكون الصور تعكس الرموز الإيجابية تارة و السلبية تارة لكل لون، فخلق المشاعر في العمل الفوتوغرافي يعني أن تدخل إلى باطن عقل المتلقي الذي ترغب بالوصول إليه، مراعيا اختلاف الناس بتجاربهم الحياتية و النفسية و ارتكاسهم للون و لنذكر مثالا درسته في مادة علم النفس عن عروس هربت ليلة زفافها عندما رأت اللون الأحمر في غرفة نومها و السبب في أن والدتها كانت تبيع جسدها و حدث أن كانت موجودة في إحدى المرات و تعرضت والدتها للضرب و نزفت على ملاءات السرير فارتبط اللون الأحمر في عقلها الباطن مع ملاءات السرير البيضاء و الرجل بالعنف و الضرب و القهر مما دفعها للهرب دونما وعي منها للسبب، لذا كلما تعمقت في دراسة الحالة الشعورية و ارتباطها باللون كلما زادت قدرتك على تسخير اللون في أعمالك لتعكس الموضوع من مناظير متعددة و بالتالي ستلقى أعمالك قبولا و تكون ذات تأثير و ارتباط عاطفي أكبر بشريحة أوسع من المتلقين و من الأمثلة على ذلك نجد أكثر الصور التي تنال إعجابا على انستاغرام تلك التي تحتوي الأزرق لما تبعثه من احساس بالراحة و الهدوء تليها صور الخريف التي تعكس المزاجية العامة التي تعيشها المجتمعات من حالات انتقالية اجتماعية و ثقافية و سياسية متسارعة في زمننا هذا.
دمتم بكل الحب.
هيثم فاروق المغربي
نعيش اليوم ثورة فوتوغرافية تقنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فمن تطور الكاميرات و مستقبلاتها الرقمية إلى العدسات المتنوعة و خصائصها الرائعة وصولا إلى سبل النشر الميسرة التي تتيح للمصور عرض أعماله متجاوزا كل العوائق من التكاليف المادية للطباعة و النشر إلى صعوبة التنقل بين البلدان فلايخفى علينا اليوم أثر مواقع التواصل في تقريب الرؤى و امكانية الوصول إلى جمهور يتناسب مع الفكر المطروح في الخطاب البصري لكل مصور و ارتباطها بالتطور السريع في المعدات الفوتوغرافية ، و يجب علينا أن نقف هنا وقفة بسيطة و نخرج من هذه الدائرة لنستطيع الحكم بشكل صحيح فكما لهذا التطور محاسنه و ايجابياته نجد كمَا من السلبيات و المساوئ التي إن حكمنا العقل فيها تجاوزناها لنستمتع بكل المزايا التي تمنحنا إياها هذه التطورات التكنولوجية، و أهم موضوع نتحدث فيه ابتداءاً هو عدة المصور و حقيبته:
في الحقيقة باتت حمى تطوير العدة هاجسا يطارد الكثيرمن المصورين آخذة جل تفكيرهم، فبدل أن يتطور المصور على صعيد التكنيك و الفكر بات يتطور على حساب العدة مما يعطي صورا مكررة بتناغمات لونية توافق أحدث الكاميرات و حدة في التفاصيل و عزلا غير مسبوق، إنما نجدها تخلوا من روح المصور ذاته و من فكره و رسالته التي يريد أن يوصلها للمتلقي و هو أمر لا يخلو من خطورة لما له من تأثير سلبي على التوجه الفوتوغرافي عموما ليكون التصنيف للمصورين ماديا على حساب العدة لا النتاج.
إذا كيف يمكن أن نتخلص من هذا الهوس و كيف لنا أن نستمتع بتجربتنا الفوتوغرافية دون إرهاق فكرنا بآخر الإصدارات و تكاليفها و نظرتنا لحقائب زملائنا و العبث بآلاتنا الحاسبة و استنزاف جيوبنا بلا طائل؟
فليجلس كل منا في مكان هادئ و ليمسك ورقة و قلما و ليكتب في رأسها ما يلي
أحتاجه / لا أحتاجه / استطيع دفع ثمنه
و قم بكتابة خصائص قطعة العدة التي تريدها واحدة تلو الأخرى جانبا و ضع اشارة تحت أحد البنود الثلاثة بما يتوافق مع حاجتك لترى حقيقة الوضع احصائيا لا عاطفيا فالخيار الذي يحوز نقاطا أكثر منطقيا هو الذي يجب أن يُعمل به، و على سبيل المثال لا الحصر سأذكر السيناريو التالي:
لنقل أني أمتلك كاميرا نيكون D700 و هي من كاميرات الإطار الكامل باثني عشر ميغا بيكسل و أرغب في التحديث إلى طراز نيكون D850 ذات الخمس و أربعين ميغا بيكسل مثلا…
و لتكن الرغبة في التطوير نابعة من الرغبة في امتلاك هذه البيكسيلات الكثيرة فماهي الميزات لهذه البيكسيلات و التي ستجعلني ادفع فارق المبلغ الكبير و التبديل إلى طراز أحدث؟
و اليكم الطريقة :
لماذا أحتاج عددا أكبر من البيكسيلات ؟
الجواب : أنا مصور إعلاني لشركات إعلانات طرقية تطبع بقياسات عملاقة؟
ان كان الجواب نعم فامتلاك هذه البيكسيلات الزائدة ضرورة حتمية لتطوير عملي لذا ستكون النقطة لصالح خيار ( أحتاجه ).
إن كان الجواب لا لست مصورا إعلانيا و لن أطبع بقياسات كبيرة فستذهب النقطة إلى خيار ( لا أحتاجه )
ولكن إن كان الجواب ( لا أحتاجها ) لكني أمتلك مالا يكفي لشرائها مما يلبي رغبتي في امتلاك أحدث الطرازات فهنا لا يسعنا إلا أن نقول بارك الله لك في مالك و ما تشتريه به.
من المثال السابق نجد أنه يجب على كل مصور أن يضع قائمة باحتياجاته و متطلباته ويقارنها مع ما يتوافر بين يديه من عدة وفي حال كانت عدته قاصرة عن تلبية احتياجاته فليبحث عن العدة التي تحقق هذه المطالب فإن كانت عدته الحالية تحقق ما يريد فما الجدوى من التبديل أو الشراء ؟ إلا إن كانت الغاية رغبة كما أسلفت في التباهي بامتلاك أحدث الطرازات.
و هذا الأمر ينطبق على شراء العُدد الجديدة أو تطوير و استبدال العُدد الموجودة بين يدي المصور.
في الختام و عن تجربة أحب أن أقول لكل الزملاء:
ليست العدة هي من يصنع المصور بل المصور هو من يجعل عدته على ضعفها و قوتها امتدادا له و أداة في التعبير عن فكره و فلسفته و رؤاه و كم من العظماء الذين أتحفونا بأعمال خالدة لم يمتلكوا من العدة إلا أقلها و أبسطها و إن ابداعهم المتمثل في تطوير ذواتهم و تقنياتهم و أسلوبهم في صياغة الخطاب البصري و توجيهه بالشكل الأمثل ليصل إلى متلقيه المنشود بكل وضوح و صدق و شفافية هو المفتاح الحقيقي لصندوق الكنز كما يقال.
لذا يجب على المصور أن يقوم بصقل أداته الحقيقية ( العين التي ترى المشهد و حواريته و عمقه و توناته و ظلاله ) و من خلفها فكره الذي يبحث في حنايا المكان و الزمان عن رسائل لا يستطيع أحد أن يترجمها كما المصور الفوتوغرافي الحقيقي، و لنترك العدة و العتاد إلى النهاية فما هي إلا وسيلة نترجم فيها فكرنا ليكون مقروءا بعيون الآخرين.
و دمتم بكل حب و إبداع
هيثم فاروق المغربي
ولهذا النظام ثلاثة انماط
عام ( Matrix )
نقطي ( Spot )
متوسط ( Centerweight )
1- النظام العام ( Matrix ):
يستخدم هذا النظام حساس CCD ليقيم إضاءة المشهد كاملا من الزاوية إلى الزاوية و من المقدمة إلى العمق خصوصا مع العدسات من نمط D و التي تقدم لمعالج الكاميرا معلومات عن مسافة العنصر الهدف و عندها سيقوم المعالج الخاص بالكاميرا باحتساب المسافة إضافة للإضاءة و اللون ليعطي قيما تعريضية متوازنة استنادا على اللوغاريثمات المبرمجة مسبقا في ذاكرة المعالج.
أفضل الأوقات لاستخدام هذا النمط هي عندما يكون المصور بحاجة لتقييم إضاءة المشهد كاملا بغض النظر عن الفروقات في الإضاءة و الاشراق بين العنصر الهدف و المشهد المحيط.
و يلجأ العديد من المحترفين للعمل بهذا النظام مع نمط اولوية الفتحة للحفاظ على عمق ميدان ثابت و يتم التعديل حسب الحاجة عن طريق تعديل قيم EV و يقوم البعض الآخر بالقياس العام مع نظام العمل اليدوي ( Manual ) بحيث يمكنهم تعديل التعريض حسب الرغبة في الحفاظ على عمق ميدان أو تثبيت الحركة و تسجيلها.
في حال كان الهدف المراد تصويره مختلفا في إضاءته و إشراقه عن المشهد العام بشكل واضح فإن نظام القياس العام سيقوم بإنقاص أو زيادة التعريض لهذا الهدف كونه يوازن التعريض للمشهد عموما لا الهدف خصوصا و عندها يجب على المصور ان يقوم بالتعديلات اللازمة على قيم EV في حال كان يعمل بنظام أولوية الفتحة أو الغالق أو أن يقوم بتعديلاته يدويا على الفتحة و الغالق و الآيزو في حال كان العمل من نظام التحكم اليدوي الكامل.
2- النظام النقطي (Spot ):
يستخدم هذا النظام لقياس إضاءة و إشراق العنصر الهدف بحد ذاته، و يكون القياس في نقطة محددة تتبع عادة نقطة الفوكس و يمكن اختيار اي نقطة فوكس من الموشور في بعض الكاميرات لأخذ القياس الضوئي و يكون ثابتا في نقطة الفوكس المركزية في كاميرات أخرى و عندما تقوم بتوجيه هذه النقطة إلى المكان المراد قياسه في العنصر سيقوم المعالج بتحديد التعريض حسب درجة 102 رمادي و في حال كان الجسم متحركا فإنه من المستحسن الاستعانة بزر قفل التعريض EV lock أو الانتقال إلى نمط القياس العام و من ميزات هذا النمط أنه يقدم للمصور إمكانية قياس نقاط محددة و متعددة في المشهد ليقوم باختيار التعريض الأنسب لهذه النقاط مجتمعة او منفردة في حال كان التصوير يشمل عدة عناصر متفاوتة في الإضاءة و الإشراق، و أفضل السيناريوهات لاستخدام هذا النمط هي عندما يكون الهدف ساكنا أو أنه يختلف بشكل كبير بإضاءته و إشراقه عن المشهد عموما.
3- النظام المتوسط ( Centerweight ):
يعتبر هذا النظام كنظام نقطي عملاق متمركز في وسط الكادر و يمكن تعديل هذه الرقعة من خلال الإعدادات الخاصة بأنظمة التعريض في الكاميرا ضمن عدة خيارات بين 6 – 8 – 12 ملم و تختلف باختلاف الكاميرات و يقوم هذا النمط بضبط التعريض بشكل معتدل في مركز الكادر حسب درجة 102 رمادي و تتسع الرقعة و تضيق حسب الإعداد الذي يحدده المصور كما ذكرنا اعلاه و يستخدم بشكل فعال في تصوير البورتريه مثلا لأن معظم لقطات البورتريه تتطلب توسيطا للموديل في مركز الكادر و كما في النظام النقطي يجب أن يبقى الموضوع ضمن المركز و إلا ستتغير قيم التعريض و بالطبع يجب أن يقوم المصور بالتعديلات اللازمة على قيم EVفي انظمة الأولوية أو تعديل مدخلاته في النظام اليدوي حسب ما يراه مناسبا للموضوع.
و طبعا للاستفادة من هذه الأنظمة القياسية يجب على المصور أن يكون ملما بكيفية تحديد مستويات الإضاءة و قراءة مخطط الهيستوغرام و تحديد مناطق الظل و الإضاءة و مناطق التونات المتوسطة.
في مايلي أمثلة عن كل نمط
النظام العام ( Matrix ):
النظام النقطي (Spot ):
النظام المتوسط ( Centerweight ):
المصدر:
Digital photography
Acquisition and processing techniques
Ron Reznick
في البداية يجب أن نحدد الفرق بين الناقد و بين الفنان، فالفنان هو شخص امتهن التعبير بطرق شتى يميل إلى أحدها و يبتعد عن الآخر و يتبع في تعبيره أساليب و قواعد تمكنه من التعبير عن فكره و رسالته بحيث تصل إلى المتلقي بالشكل الأمثل تكنيكيا و جماليا فالفن الجميل بلا تكنيك كوجبة مطهوة جيدا و مقدمة بطريقة خاطئة و الفن التكنيكي بلا جمال كوجبة مطهوة قبل أيام و مقدمة بأبهى حلة و في كلا الحالتين لم تحقق هذه الوجبة غرضها كاملا بالشكل الأمثل و قد يميل الفنان إلى إهمال جانب على حساب الآخر أحيانا أو إلى انتقاص جانب من الجوانب عمدا ككسر للقواعد أو دون عمد في غمرة تدفقه الحسي و التعبيري و هنا يأتي دور الناقد الذي لا يتقن الطهو لكنه يتقن التذوق لذا فالاثنان متكاملان طاه يقدم هذه الوجبة الفنية و ناقد يتذوقها و يصوب اندفاع الفنان الذي يتبع أحاسيسه و مشاعره و الإرهاصات التي يعيشها خلال مراحل إنجاز تعبيره الفني ليكون الناقد صوت المنطق و راسم الحدود و القواعد و قد يحتج بعض الفنانين على النقاد متعللين بشعبية فنهم عند المتلقي العام و هنا يجب الانتباه إلى أن المتلقي العام يخضع لتأثيرات عدة منها الموضة الرائجة و التقاليد و العرف و المجتمع المحيط و حتى الوعي الجمعي العالمي المتمثل بالتيارات الفكرية و الثقافة العالمية التي أصبحت أسهل انتشارا بفضل مواقع التواصل الاجتماعي بينما النقاد يبقون معزولين نوعا ما أكثر من العامة عن هذه التأثيرات لنجد تقاربا يصل إلى حد التماثل أحيانا بين النقاد عالميا دون أن يلتقي هؤلاء النقاد وجها لوجه، و لأن معظم الفنانين يعتبرون فنهم جزءا منهم و ابنا و ليدا لروحهم فإنهم لا يتقبلون أي إشارة سلبية من أي ناقد حتى لو كانت في محلها و هو أمر يؤدي بالفنان إلى التحجم وتوقفه عن التطور و الصقل لأدواته التعبيرية و الفنية حيث أنه يقدم عمله عندما يكون قد رضي عنه و أضاف له لمساته الأخيرة ليكون بمعتقده كاملا مكتملا و الأجدر به تقبل النقد حتى لو آلمه لأن في هذا النقد رؤيا لمتذوق محترف يرى عمل هذا الفنان دون العاطفة الفنية لمنتج العمل بل بحدة المتلقي العارف و عليه فإن الناقد يحمل مسؤولية لا تقل عن مسؤولية الفنان في حمل الفن على التطور و التقدم من خلال التعاون مع الفنان على تصويب دفة التوجه الفني شكلا و مضمونا و ان يكون نقده عمليا قواعديا بعيدا عن الشخصنة و أن يكون في المقدمة منفتحا لا متأثرا أو متعصبا لتيار فكثيرا ما نرى ناقدين متعصبين إلى مدرسة تشكيلية رافضين لأي تطوير و تحديث و بذلك يشكلون صخرة في وجه تيار التقدم و التحديث الفني، بينما الأجدر بهم أن يتقبلوا هذه التيارات الجديدة و يعملوا يدا بيد مع الفنان المبتكر ليرسموا خطوطا تحدد ماهية هذا التوجه الجديد و ترسي ركائزه عند جيل جديد من الفنانين و النقاد يقومون بدورهم بإكمال سلسلة التطور التفاعلية للفنون عامة.
و الحديث يطول في مابين المدارس الفنية النقدية و أساليبها و طرق النقد و خطواته و علم الجمال و قواعده و ارتباطه بالنقاد و الفنانين و استقلال كل منهم و ارتباطه بالآخر في سيرورة العمل الفني، و تبقى الرسالة الموجهة لكليهما أن تقبلا بعضكما فلا غنى عن الفنان المنتج و لا غنى عن المتذوق المحترف في رفع سوية المنتج الفني و على هذه العملية أن تتم باحترافية و حب و بلا شخصنة فعلى الناقد أن لا يهاجم في نقده و ألا يكون لاذعا و على الفنان أن يتعلم التقبل و الانفتاح على آراء أخرى حتى إن لم تعجبه ولو لم تكن على هواه.
هيثم فاروق المغربي
أولا قبل أن نجيب على هذا السؤال علينا أن نعرف الفن بأنه حرفة تقديم الجمال أو التعبير الجمالي و عليه يجب أن نحدد طبيعة الجمال فهناك الجمال المقبول تبعا للعرف و التقاليد و الرأي العام و الموضة السائدة و التيارات الثقافية و السياسية و حتى الدينية و هو متغير بتغيرها وهناك الجمال المطلق أو الجمال العام هو ما تقبله النفوس جميعا دون تأثر بعوامل خارجية و هو أمر لا ضد له فما حدد جميلا لا يمكن أن يكون قبيحا و ماحدد عكس ذلك كذلك، و لفهم الفرق بينهما أطرح مثالين:
الجمال المقبول عرفا:
كانت النساء الجميلات في عيون العرب هن البدينات عريضات الورك و سبب هذا الإعجاب يعود إلى الأعراف و التقاليد و غريزة البقاء فالمرأة ذات الورك العريض يكون حوضها اكبر و بالتالي هي أقدر على الحمل و الإنجاب و تطورت هذه الفكرة مع الوقت لتصبح مبطنة ضمن قيم جمالية نالت فيها البدينات الحظوة و مع تطور العلم و الطب و تغير الأزمان فقدت البدينات مكانتهن لتحل محلهن النحيلات و ذلك بعد تغير النظرة للمرأة و عملية التوالد و ما إلى ذلك.
الجمال المطلق:
الغروب – الورود – الابتسامة … سم ما شئت هي أمور جميلة لأننا نقبلها في نفوسنا كبشر و هي أمور لا ضد لها فلا يوجد غروب جميل و غروب قبيح بل فقط غروب جميل.
مالذي يجعل الصورة عملا فنيا؟
بكلمة واحدة … الرسالة
إن أي صورة تؤخذ لما سميناه جمالا طبيعيا أو جمالا مطلق تعتبر مقبولة في جميع النفوس و بذلك تجد لها صدى واسعا حتى لو لم تكن ذات تكنيك عال أو رسالة و هنا يمكن أن نسميها بمسمى التصوير الصحيح ألا و هو التعكيس حيث يقوم المصور بعكس مشهد ما بحرفية عالية على سطح ما ( فيلم – بللورة – حساس ) و بهذا تنحصر القيمة للعمل في كونه انعكاسا احترافيا لجمال مطلق كغروب أو زهرة.
و على النقيض فهناك المصور الذي يخلق المشهد بعناصره و إضاءته طبيعية كانت ام اصطناعية أو حتى مزيجا منهما طارحا فيها رسالة تعبر و تتحدث عن معضلة أخلاقية أو عن تقليد أو عرف أو حتى عن تيار فكري مسخرا كاميرته و أدواته المحيطة و حتى العناصر الجميلة جمالا مطلق لتخرج من إطار كونها جماليات مألوفة إلى كونها رموزا و أدوات للتعبيرعن فكر المصور الذي قد يتعدى ذلك إلى أن يستخدم عناصر قبيحة أو غير موافقة للذوق العام في أعماله مسخرا إياها كأدوات في التعبير الفني تكون في حال أجاد استخدامها أشد تعبيرا و أكثر بقاءاً.
و عليه يمكن أن نقسم الصور الفوتوغرافية إلى صورة تعكيسية تخدم هدف الترفيه و التزيين، و عمل فوتوغرافي فني يقدم رسالة تجعل المتلقي يقف و يفكر في ماهيته و خفاياه جاعلا نفسه مكان المصور في محاولة لسبر أغوار الفكر القابع خلف هذا العمل و الرسالة الموجهة منه و بالتالي إطلاق سلسلة من التفاعلات النفسية و المجتمعية و هو أمر يهدف له كل فنان حقيقي أن يحدث أثرا في المجتمع لا أن يكون مجرد مرفه و مزين.
أما ما يجعل هذا العمل الفني جميلا فهو التكنيك و الحرفة، إذ كما أسفلت يمكن للمصور أن يقوم باستغلال عناصر غير مقبولة اجتماعيا كشخص مشوه أو ورود ذابلة أو فاكهة متعفنة مما يمكن ان يخدش البصر و الذائقة العامة الكلاسيكية و هنا تتصدر الحرفة و التكنيك اللذان يجيران هذه العناصر جميلة كانت أم قبيحة لجعلها تتعدى شكلها و حجمها و طبيعتها وحتى مفهومنا عنها في عمل هادف يوقف المتلقي أمامه و يجعل هذا العمل متفردا عن باقي محتوى الويب الموجود يوميا بالملايين بحيث يصبح ضمن قائمة المقبول نفسيا، و يكتسب بذلك صفة الجميل لأنه أوجد لذاته حاضنة نفسية عند المتلقي قد تخالف أحيانا المعترف به و المعتاد.
الخلاصة:
إن العمل الفوتوغرافي يصبح فنا برسالته و جميلا بتكنيكه و حرفته، و لا غنى لأحدهما عن الآخر فغياب الرسالة يعطينا عملا تعكيسيا خاويا من الداخل و غياب التكنيك يسيء للرسالة، فلا بد من تواجدهما معا مترافقين متوازيين.
على أمل الرقي بالفوتوغراف العربي إلى مرحلة الفن الجميل.
دمتم بكل الود
هيثم فاروق المغربي
ملاحظة:
الصورة المرفقة من أعمالي بعنوان أنوثة معلبة
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من المجموعات الفوتوغرافية على مواقع التواصل الاجتماعي و على رأسها موقع الفيس بوك و هي بقدر نفعها في انتشار هذا الفن الجميل أدت إلى وجود خلل كبير ناتج عن أن معظم المشرفين في هذه المجموعات من الهواة و محبي هذا الفن لا من الأكاديميين و هنا لا مشكلة في كونهم مشرفين منظمين لعمل هذه المجموعات و لكن تبدأ المشكلة عندما يقومون بعمل تقييمات لهذه الصور و توزيع جوائز افتراضية كصورة اليوم و صورة الشهر و غيرها من الجوائز و هي على الرغم من لطافتها و فائدتها كتشجيع للهواة إلا أنها على الجانب الآخر أصبحت معيارا لدى الهاوي على جودة عمله مما جعل العديد منهم يصلون إلى حد التعجرف في التعامل عند نقد صورهم بشكل علمي مستندين إلى أن أعمالهم تلاقي رواجا و تلقى تهليلا و ترحيبا على هذه المجموعات مما يؤثر سلبا على المستوى الفوتوغرافي العربي كونه في هذه الحالة يتبع الرائج و موضة السوق كما يقال عازفا عن أن يكون فنا مطواعا لأدوات و قواعد صنعت منه أداة تعد الأهم في عصرنا هذا.
في ما يلي من سطور سأسلط الضوء على بعض العناصر التي يجب على من يرغب في النقد أن ينظر إليها في العمل الفوتوغرافي كي يحدد جودته بعيدا عن الإحساس الشخصي بحب هذا العمل أو كرهه أو حتى الانحياز لمصور ما تبعا لاعتبارات شخصية أو غيرها.
1- التعريض:
يجب النظر إلى تعريض الصورة هل هو صحيح أم زائد أم ناقص، و هل استطاع المصور في عمله أن يوزع الأقنية اللونية على المناطق الخمسة ( Black – Shadow – Midtones – Highlight – white ) تبعا لقراءة الهيستوغرام و هل الصورة تتبع التعريض المتوسط أم ( Highkey- Lowkey ) و ذلك لاختلاف توزيع التونات فيها و قراءة الهيستوغرام لها.
2- التوقيت:
هل اختار المصور التوقيت الأنسب لتصوير العمل إن كان يعمل تحت الإضاءة الطبيعية أو المشتركة.
3- الفتحة:
هل اختار المصور الفتحة الأنسب لكي يضمن عمق الميدان الأنسب لعمله.
4- الغالق:
هل اختار المصور سرعة الغالق المناسبة بحيث يضمن تجميد الحركة أو امتدادها حسب موضوعه.
5- الآيزو:
هل استطاع المصور اختيار الآيزو ( حساسية الفلم ) الأنسب للتعريض مع الأخذ بعين الاعتبار الخسارة في الجودة و تشكل التحبب ( Nois ) و تناقص التدرج اللوني.
6- العدسة الملائمة:
هل استطاع المصور أن يختار العدسة الأنسب من حيث الطول البؤري الذي يضمن زاوية رؤية معينة و ضغطا مناسبا للعناصر و تلافي حدوث التشوهات و باقي أمراض العدسة كالتلاشي ( vignette ) أو الانحراف اللوني ( Chromatic aberration ).
7- الضوء:
هل استطاع المصور أن يوظف الضوء الطبيعي في المكان بشكل صحيح من حيث الجهة و الزاوية و الحرارة و النعومة أو القساوة، و هل استطاع الدمج بينه و بين الإضاءة الاصطناعية إن فعل و هل كان اختياره لطبيعة الإضاءة كمستمرة أو وامضة حسنا و هل كانت المعدلات المستخدمة ( سوفت بوكس – شمسية – أوكتا – سنوت … إلخ ) في محلها الصحيح بما يخدم العمل و هل كان توزيعه للإضاءة صحيحا في حال كان يعتمد على الإضاءة الاصطناعية فقط و هل استطاع الوصول إلى التعريض الأمثل بها دون حصول خسارة في التفاصيل على حساب الهايلايت أو الشادو وهل الانعكاسات إن كان العمل المصور ذا سطح عاكس تخدم العمل جماليا دون خسارة تفاصيل فيه.
8- توازن الأبيض:
هل استطاع المصور أن يضبط إعدادات التوازن الأبيض على الكالفن الملائم لنوع الإضاءة التي يصور تحتها بحيث يضمن ألوانا صحيحة بلا انحرافات لونية معممة.
9- نمط الألوان:
هل استطاع المصور اختيار النمط اللوني الأنسب الذي يضمن تباينا لونيا يدعم عمله و هل اختياره للتدرج الرمادي إن اختاره في محله و هل استطاع أن يكون هذه التدرجات بالشكل الأمثل.
10- التباين العام:
هل استطاع المصور تبعا لاختياره لطبيعة الموضوع و المعالجة و التعريض أن يحصل على صورة ذات تباين ( Contrast ) مناسب يخدم العمل.
11- الحدة:
هل استطاع المصور أن يضمن للتفاصيل في عمله حدة أو نعومة تخدم عمله.
12- الكادر:
هل استطاع المصور أن يؤطر عمله بالشكل الأمثل من حيث اختيار الكادر العرضاني أو الطولاني و هل اختار النسبة الباعية الأنسب لطبيعة عمله و هل استطاع توزيع العناصر بشكل صحيح تبعا لقاعدة الأثلاث و نقاط القوة أم كسر هذه القاعدة و هل كسرها بطريقة صحيحة تخدم العمل و هل توزيع العناصر كتليا يؤدي لتوازن ثقل العمل دون انحراف لأحد الجهات ضامنا التوازن بين الفراغ الإيجابي و الفراغ السلبي و هل عدد العناصر في العمل كاف أم أنه زائد أم ناقص و هل اعتمد على القوة البصرية للعنصر لونيا و تركيبيا أم اعتمد على القوة الفيزيائية ضمن ساحة العمل و هل عناصر العمل متناسقة من حيث الشكل و النوع و الطبيعة العامة أم أنها متنافرة و هل نجح في جمع التنافر بما يخدم فكرة العمل و جماليته البصرية و هل الخلفية متناسقة مع العمل أم متنافرة معه و هل خدم التناسق أو التنافر هذا العمل و هل استطاع توظيف الخطوط القائدة في عمله بحيث يقود عين المتلقي إلى نقطة محددة أم لا.
13- اللون:
هل استطاع المصور أن يشمل في الكادر توازنا لونيا صحيحا و أن يرتب العناصر تبعا لحرارتها اللونية و تناسقها من حيث التدرج اللوني و الحراري أم عمد إلى وضع تباينات لونية و هل نجح في جمع هذه التباينات.
14- المعالجة الحاسوبية:
هل استطاع المصور أن يقوم بالمعالجة اللازمة لعمله لإخراجه بالشكل الأمثل أم أن المعالجة زائدة عن الحد أم ناقصة.
15- الفكرة:
هل استطاع المصور أن يوصل لي فكرته أم عجز عن ذلك و هل استخدامه لكل ما سبق أو كسره له خدم فكرته و التعبير عنها أم أنه لم يجد توظيف جميع العناصر كي يصل إلى المتلقي بالشكل الأمثل.
و قد يسألني البعض هل استطعت أن توظف جميع ما ذكرته أعلاه في أعمالك و سأجيب دون تفكير ( لا ) فالكمال لله و لكن السعي للكمال يعد كمالا بحد ذاته و كلما فكر المصور أكثر في عمله قبل أن يضغط زر الغالق كلما استطاع أن يخرج عملا أكثر اكتمالا و قد ينجح في مرات و يفشل في أخرى و لكن مع الممارسة و التفكير و تلقي النقد العلمي و تطبيق التعديلات ستصبح المرات التي لا ينجح فيها المصور في أن يخرج عملا شبه متكامل أقل فأقل حتى يصل يوما إلى ما يكون أقرب للكمال و إن سألت أي مصور ما هي أجمل صورة التقطتها فسيجيب تلك التي لم ألتقطها بعد !! إذ أنه يعي تماما انه في رحلة تطور و شحذ و تهذيب تبدأ في اليوم الذي أمسك فيه كاميرته و لا تنتهي فالعلم لم و لن يتوقف عند حد و مهارة الإنسان كذلك.
ختاما أقول لجميع الزملاء:
تقبلوا النقد الذي يوجهكم نحو نواقص أعمالكم بشكل علمي و أحبوه و اتركوا العناد جانبا، فهو إن أتاكم فقد أتاكم عن حب و غيرة عليكم و لم يكن أحد من الخلق قد خلق كاملا و متعلما بل هي رحلة مستمرة ما استمر الزمن.
و دمتم بكل الود
هيثم فاروق المغربي
لمن لا يعرف يستخدم هذا المصلح كتيرا في دمشق للاستهزاء من المصورين و من مهنة التصوير حيث كان يوجد العديد من المتعيشة تحت جسر فيكتوريا و قرب ساحة المرجة يقومون بتصوير الناس بمبلغ لا يتجاوز خمسا و عشرين ليرة سورية في ذاك الوقت و أصبح هذا المصطلح عبارة أزلية يوصف بها المصورون حتى من قبل شخصيات فنية و سياسية بارزة و في حضوري مرة من المرات !!
فما السبب في استمرا استخدام هذا المصطلح رغم أنه يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي؟
أولا بسبب انتشار الكاميرات الرقمية و التي سهلت على كل من يرغب أن يدخل في هذا المجال دون خبرة أو دراية أو علم مما أدى لانحطاط المنتج و المحتوى الصوري عموما.
ثانيا نتيجة لرداءة المنتج فسد الذوق عند العامة بحيث لم تعد العامة تفرق بين الغث و السمين و شمل هذا الانحطاط في الذوق معظم المجالات الفنية فبعد أن كان الناس يطربون لأم كلثوم باتوا يتراقصون لهيفا !!!
ثالثا و هو ما أريد أن أتفرد في شرحه في مقالي ألا و هو تدني الأجور التي يتقاضاها المصورون مقابل أعمالهم و التي تصل إلى 200 ليرة مقابل كل صورة ما يعادل ( 35 سنت تقريبا ) !!!
و هنا أحب أن أقول لأصدقائي و زملائي المصورين على اختلاف توجهاتهم و مستوياتهم ما يلي:
حين يأتيك زبون و يطلب خدمة منك و تطلب منه مثلا 100 دولار مقابل الصورة و يقول لك لا أملك ميزانية أعلى من 20 دولارا فما الذي يجب عليك فعله؟
الصحيح أن تعتذر منه بكل لباقة و إيجابية و أن تقول له أعتذر منك فأنا أتقاضى هذا المبلغ و يمكن أن تجد في السوق مصورين يصورون بهذه الميزانية و إن استطعت أن ترفع الميزانية فأنا في خدمتك، هكذا بكل بساطة.
الخطأ أن تقول له لا بأس سأقوم بحسم خاص لك و أصور لك بهذه الميزانية و هنا تكون ارتكبت أكبر جريمة بحق نفسك فما الذي حصل؟
في الخيار الأول حافظت على قيمة عملك و بالتالي قيمتك في مستوى أعلى من استطاعة الزبون مما سيجعله بحكم الطبيعة البشرية تواقا لكي يصل إليك و يوظفك لتحسين صورته أمام نفسه أولا و للحصول على خدماتك التي يجب أن تكون على قدر هذا المبلغ الذي طلبته.
في الخيار الثاني فهم الزبون فورا عندما قدمت له الحسم أنك تتبع أسلوب المبالغة في الطلب و تنجر و راء الكسب مهما كان منخفضا و بالتالي فقد حجمت نفسك و قيمتك بهذا المبلغ البسيط الذي عرضه الزبون، و ثق تماما أن هذا الزبون حين يستطيع رفع ميزانيته سيذهب لذاك المصور الذي اختار الخيار الأول لأنه يعتبره مصورا من الميزانية العالية و المستوى العالي و لن يعود إليك حتى لو كان إنتاجك ممتازا لأنه سيعتبرك مصورا أدنى من الميزانية المخصصة لعمله و بالتالي تكون قد قللت من قيمتك و تعبك و جهدك و خسرت فرصا إضافية مقابل قروش قد لا تكفي لصيانة قطعة صغيرة في عتادك التصويري، عدا عن أن الضرر سيمتد إلى باقي زملائك فحين تصور بمبالغ تافهة تكون قد خفضت من مستوى سعر الخدمة في السوق عموما مما يؤثر سلبا على باقي زملائك و ذلك لأن الزبون يهتم دائما بالسعر و من ثم يلتفت إلى باقي الأمور و لا أعمم طبعا و لكن الغالبية كذلك و هناك أمثلة على مهن اتفق أصحابها على أن لايقللوا من قيمة عملهم كالصياغ مثلا، إذ لم أسمع في حياتي أحدا دخل إلى صائغ و قال الجملة العربية الشهيرة ( راعينا ) لا لأن الذهب تحكمه بورصة عالمية بل لأن الصياغ اتفقوا على أن تكون أجورهم ( الصياغة ) موحدة و غير قابلة للنقاش و بالتالي فإن الزبون يدفع و يستلم دون نقاش مما حافظ على سمعة طيبة لهذه المهنة و لم نسمع يوما جملة ( شقفة صايغ ) كما نسمعها اليوم عن المصورين.
و في ما يلي أورد بعضا من التكاليف التي تتحملها كمصور لتخرج عملا فنيا لائقا و لك القرار فيما إذا كنت ستستمر في التقليل من قيمة جهدك و تعبك :
كاميرا حساس مجتزأ 500 دولار وسطيا
كاميرا حساس كامل تبدأ من 1500 دولار للمستعمل
عدسة واحدة للحساس المجتزأ وسطيا 350 دولار
عدسة واحدة للحساس الكامل وسطيا 1000 دولار
فلاش محمول وسطيا 200 دولار
كروت ذاكرة وسطيا 75 دولار للكرت الواحد
بطاريات إضافية 80 دولار وسطيا للبطارية الواحدة
طقم إضاءة استوديو فلاش 500-750 دولار لطقم صيني من 3 رؤوس
جهاز كمبيوتر محمول أو مكتبي 1000 دولار وسطيا لجهاز من الفئة المتوسطة
هاردات خارجية للأرشفة 200 دولار وسطيا
خط إنترنت 10 دولار شهريا
حقيبة محترمة لحماية كاميرتك 100 دولار وسطيا
كهرباء لشحن البطاريات و تشغيل الإضاءة ( استوديو ) و الكمبيوتر 1 دولار يوميا في الحد الأدنى
بطاريات خارجية و محولات طاقة ( إنفيرتر ) للعمل أثناء انقطاع التيار الكهربائي 500 دولار للمجموعة المتوسطة الكاملة
تنقلات و مصاريف عامة 2 دولار يوميا وسطيا
أجور مكان 150 دولار كحد أدنى حسب الموقع و قد تصل إلى آلاف الدولارات
خبرة و جهد في التعلم و التطور لا تقدر بثمن
اهتلاك جسمك و آلام الظهر و المفاصل و تعب العيون لا تقدر بثمن
وقت التعديل و الأرشفة لا يقدر بثمن
وقت التسويق و العمل على نشر أعمالك و الرد على العملاء و التخطيط و التنظيم لا يقدر بثمن
مصاريف إضافية تضاف حسب كل اختصاص من عواكس و خلفيات و حوامل و طاولات و شاشات و أرضيات و لوازم ….إلخ…. إلخ قد تصل إلى آلاف الدولارات
مما نرى أعلاه إذا اخترنا الخيارات الأخف سنصل إلى ميزانية قد تصل إلى ما لا يقل عن 3000 دولار لتجهيز العدة هذا إن لم يطرأ عطل أو احتياج جديد فهل ستصور و تبيع بما يعادل 35 سنتا أو حتى دولارا واحدا في أحسن الأحوال !!!
لك الخيار زميلي المصور و لا تعتقد بأنك بتبخيس السعر ستأكل السوق بل ستأكل نفسك و عدتك و ستصل يوما إلى وقت تقف فيه أمام عدة مهترئة لم تستطع أن تأمن لك عيشا كريما و لا حتى أن أن تعيد لجيبك ثمنها فلكل قطعة عمر افتراضي و ستتوقف عن العمل عنده.
و ثق أن ما تجنيه بعمل أسبوع مع أسعار مهلهلة يجنيه مصور عرف قدر نفسه و قيمة عملة بيوم واحد و مع زبون واحد.
اجعل شعارك النوع لا الكم
و دمتم بكل الود
هيثم فاروق المغربي
تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي من أقوى أدوات المصور في نشر أعماله و التعريف عنها و هي الوسيلة المثلى للوصول إلى العملاء المحتملين بأسرع و أسهل و أرخص طريقة فكل ما يلزم المصور حاليا جهاز ذكي لوحي أو هاتف و خط إنترنت ليصل إلى العالم، و لكن كما لكل شيء جانبه المضيء فهناك الجانب المظلم و جانب المواقع الاجتماعية المظلم و على رأسها الفيس بوك هو الحالة الإدمانية للمديح الذي يكال على المصور غدقا بلا حساب من المتلقين الذين يوزعون المعسول من التعليقات كما توزع حلوى العيد على الأطفال، و هنا يجب على المصور أن ينتبه كي لا يقع في فخ تعاظم الأنا و انتفاخها كبالون مطاطي أجوف هش.
من منا يحب أن يقال له عملك غير كامل، أو ينقصه كذا و كذا، أعتقد لا أحد و هي طبيعة النفس البشرية و لا ضير في هذا إن استطاع الإنسان استغلال هذه الحالة في أن يزيد من جهده و يتلافى نواقصه وصولا إلى الكمال في عمله، و لكن ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي مخالف لذلك فلا ضوابط للتعليق و لا التقييم و عليه فإن العديد من المصورين يصبحون عتاولة و دكتاتوريين في حال وجه النقد لهم معتمدين على شهرة زائفة بفعل الكم الكبير من الإعجابات التي تأتي لصورهم و التي قد تكون نابعة من جمال العمل أو من الموضة الرائجة في أنماط التصوير بين المتلقين و التي قد يرغبون في رؤيتها حتى و إن كانت مخالفة للقواعد الفوتوغرافية و الفنية و هذا بكل أسف لا يجعل منها أعمالا فنية فانتشار التدخين و الأرجيلة مثلا بين الشباب لا يجعلها أمرا صحيا و محببا، و هنا يجب أن نفرق بين النقد الفني و بين الهجوم الشخصي، فالنقد الفني يأتي بأسلوب راق محترم و موجه نحو المشكلات الفنية و التقنية للعمل و لا يتوجه باتجاه الشخص نفسه و على المصور أن يتقبله و يرحب به بل و يطلبه و هذا النقد لا يأتي إلا من أهل الاختصاص، و هناك النقد الأعمى و الذي يكون مشخصنا و يظهر واضحا بأنه هجوم على المصور لسبب ما و هو أمر يجب على المصور أن لا يلقي بالا له فكل مثمر مرمي بحجر، و لا مانع من أن يسعى المصور لحصد العدد الأكبر من الإعجابات فمن منا لا يحب التقدير على عمله و لكن عليه أن يحافظ على هذه الإعجابات في خانة الرضا الذاتي المؤقت و المرحلي عن عمله و أن يسخر النقد الفني الصحيح ليرفع من سوية عمله فلا تضاد بينهما لكن أن يغلب أحدهما على الآخر فهنا تكمن المشكلة، إذ لو أن المصور قام بملاحقة النقد و السعي للوصول إلى الكمال الفوتوغرافي دون مراعاة ما يطلب في السوق فسيتحول إلى فنان يقدم فنا عالي المستوى قد لا يروق للعامة و بالتالي سيعاني ماديا من ضائقة قد تطول و إن راعى المتلقين فيما يرغبون دون أن يهتم لمستوى العمل فنيا فسيقع ضحية الابتذال و يهبط بمستواه الفني و لكن قد يربح ماديا، كما يجب الانتباه إلى أن الناقد حتى و إن كان خبيرا قد يصيب و قد يخطئ فهو أولا و أخيرا بشر و من منا بلا أخطاء و من منا وصل حد الإتقان و ختم العلم كمايقال، لذا إن أتاك نقد و رأيته خاطئا فعليك بكل ود أن تشير إلى الخطأ و أن توضح المسألة وتأكد بأن الناقد إن كان خبيرا فعلا فسيتقبل ردك و يتراجع عن هفوته مما ينشئ قنوات حوار ودي هدفها النمو و التطور لا حلبات جدال هم أطرافها تكسير الآخر و تحطيمه، و إن لم يتقبل و أصر بلا حق فاعلم أنها مسألة شخصية و هنا تجاهل هذا الشخص فليس من جدوى في النفخ في قربة مثقوبة.
فالهدف هو التوازن بين ما يجب أن يقدمه المصور أكاديميا و فنيا و بين ما ترغبه العامة من المتلقين.
و عليه صديقي و زميلي المصور إن النقد الذي يوجه لك بأسلوب علمي راق هو محبة لك أولا من قبل الناقد الذي يريد لك أن تتطور و محبة ثانيا لفن الفوتوغراف الذي نريد جميعا له أن يتطور، فلا تجعل من حصد الإعجابات إدمانا نفسيا و لا تعتبرها مقياسا لنجاحك الفني بل هي مقياس لانتشارك بين المتلقين و دليل قدرتك العالية تسويقيا.
و دمتم بود
هيثم فاروق المغربي