ولي عهد دبي كرّم الفائزين في دورة الجائزة الثانية

«حمدان بن محمد للتصوير» تحتفي بــمبدعي «جمال الضوء»

التاريخ::
المصدر:

  • محمد عبدالمقصود – دبي

تحول ختام مسابقة جائزة حمدان بن محمد للتصوير الفوتوغرافي في دورتها الثانية، مساء أول أمس، إلى كرنفال يحتفي بفن التصوير الضوئي وجمالياته، سواء من حيث التنظيم والفقرات التي تضمنها، أو من جهة المحتوى الفني للأعمال التي شهدت مشاركات من ‬121 دولة، عبر عدسات أكثر من ‬16 ألف مصور ما بين هاوٍ ومحترف، شاركوا بما يزيد على ‬26 ألف صورة.

وكرّم سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسموّ الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، الفائزين في الفئات المختلفة للجائزة، في احتفال أُقيم بمناسبة اختتام الحدث استضافه مركز دبي المالي العالمي.

وفي ساحة مكشوفة تحيطها مداخل مبنى البوابة المتعددة في مركز دبي المالي العالمي، وعبر أجواء مثالية للاستمتاع بأفضل الأعمال التي التقطتها أنامل المصورين، جاءت لحظات ترقب الكشف عن هوية الفائزين في محاور الجائزة المختلفة، إذ تمت دعوة أعداد كبيرة من المشاركين لحضور الحدث الختامي، الأمر الذي جعل البعض يعتقد أن الدعوة بمثابة تسريب لفوزهم بإحدى الجوائز، ما زاد من ترقبهم بشكل أكبر.

بن ثالث: دبي تلهب المخيلات

قال الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، علي خليفة بن ثالث، إن «اللجنة المنظمة للحدث كانت تستلهم رؤية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في تأكيد عالمية الجائزة التي انفتحت هذا العام على مزيد من المشاركات الخارجية، في الوقت الذي بذلت فيه أقصى جهد لتشيع أصحاب المواهب المحلية».

وأضاف: «حرص سموّ ولي عهد دبي على أن يتابع أدق مراحل الجائزة، وهي مرحلة الدعاية التي تم تكثيفها بشكل خاص في إفريقيا التي تعد الأفقر في مجال (جمال الضوء)، وفقاً على الأقل للقبها (القارة السمراء)، فجاء بمخيلة الفنان الذي تربطه علاقة خاصة بالكاميرا، ما حفز أسرة الجائزة، وأسهم إضافة إلى الهدف الترويجي في صياغة مشروعات تصويرية مبدعة».

ورأى بن ثالث أن عنوان الدورة الجديدة وشعارها الرئيس الذي تم الكشف عنه خلال الحدث الختامي، وهو «صنع المستقبل»، سيشكل تحدياً ومحفزاً أمام المصورين، مضيفا: «دبي دائماً ملهبة ومحفزة للمخيلات، من أجل مزيد من الإبداع، وعندما تنطلق جائزة تخاطب الخيال مثل جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، فإن هذا التحدي يغدو محورياً، لذلك فنحن أيضاً متحفزون لمطالعة رؤى إبداعية متميزة لأفكار متميزة باتجاه صنع المستقبل ضمن منافسات الدورة الثالثة».


ليوا.. الفأل الحسن

يتفاءل الموهوب الإماراتي في التعامل مع الكاميرا، أسامة الزبيدي، الذي فاز بجدارة بالجائزة الكبرى عن صورة اعتبرها المحكمون الدوليون الأفضل من بين أكثر من ‬26 ألف صورة نافس ملتقطوها على اللقب، وأرسلوا إسهاماتهم من ‬121 دولة.

الزبيدي الذي يعمل مهندساً في شركة «أدنوك» للبترول، لم يكن يتوقع بأن يتصدر مشهد حفل التتويج، لكنه كان يـأمل أن يـعود دائمـاً من تلك المنطقة «التلقائية الجمال» بغنائم كبرى دائماً من الصور المرتبطة بخصوصية المكان، وكلما رافق «الربع» إلى هناك، حرص أن تكون الرفيقة الدائمة «الكاميرا» أيضاً بصحبته.

تفاصيل الإبداع ولحظتها ينقلها الزبيدي لـ«الإمارات اليوم» قائلاً: «دائماً ما ألامس كاميرتي وقت الغروب، وأتحسس أوضاع استعدادها للتصوير، وفي غروب يوم التقاط الصورة الفائزة، وجدت رفاقي يصعدون إلى مرتفع رملي مشكلين سواتر تزيد من جماليات تشكيل الضوء، رغم أنهم كانوا تلقائيين في تحركاتهم، ليشكل المشهد لوحة تلقائية سارعت في التعامل معها بالشكل الذي رأيته مناسباً من حيث الموقع وزاوية الالتقاط».

للمفارقة، فإن الفائز بالجائزة الأهم في المسابقة التي أصبحت الأغلى عالمياً من حيث قيمة الجوائز، لم يتمكن أن يفوز في أي من دورات مسابقة الإمارات للتصوير الضوئي، لكنه بحساسية الفنان حول الإحباط إلى قوة محفزة وملهمة تحرض باتجاه مزيد من التجويد والإبداع.


سحر الزارعي: مفاجأة «متوقعة»

قالت الأمين العام المساعد لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، سحر الزارعي، إنها «فوجئت بفوز الفنان الإماراتي أسامة الزبيدي بالجائزة الكبرى»، مؤكدة أن الجائزة تسير على نحو يضمن الشفافية واستقلالية آراء المحكمين بشكل تام. لكن الزارعي التي لها أيضاً إبداعات تشكيلية متعددة، أكدت أن الخبر اكتسى مفهوم المفاجأةب من حيث ترقب هوية فائز واحد من بين آلاف المشاركين، مضيفة: «في المقابل، فإن المتتبع لإبداعات الزبيدي يتوقع حتماً أن يتم تقدير نتاجه نظراً لمهارته وحساسيته الشديدة في التعامل مع الكاميرا، وقدراته الفنية في توظيف أدواته على نحو مبهر».

وتوقعت أن تتوسع الفعاليات التي تقيمها الجائزة في الدورة الجديدة لتشمل دولاً أوسع، بعدما زارت اللجنة المنظمة خلال الدورة الثانثة كلاً من مصر وألمانيا وفرنسا وماليزيا، وقالت إن «صنع المستقبل عنوان عريض لدورة جديدة لدى أسرة الجائزة إصرار على أن تكون أكثر نجاحاً».


الزعابي: التصوير إحساس

قال الفائز بالمركز الثاني في المسابقة الخاصة بالإماراتيين، عمر الزعابي، على اهتمامه بفن التصوير رغم تخصصه في دراسة الكمبيوتر،وعمله رئيساً لقسم التراخيص البحرية في أبوظبي: «لا يمكن أن يكون التصوير مهمة تقنية محضة، بل هو بالنسبة لي طاقة عنوانها الإحساس في المقام الأول».

وأضاف: «ليس هنا كتأكيد بأن المصور المحترف قادر دائماً على إمدادنا بصور تخاطب وجداننا أكثر من نظيره الهاوي، لكن هذا لا يحول دون ضرورة أن يسعى الهاوي أيضاً إلى تطوير إدواته، من أجل أن يتمكن من عكس هذا الإحساس على نحو أكثر نجاعة».

وتصدر فقرات الحفل عرض مادة فيلمية مصورة للدعاية للجائزة في القارة السمراء، وتحديداً في تنزانيا، أشـرف على إبداعها راعي الجائزة سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، كما رصد العرض جانباً من العلاقة بين سموّه والكاميرا، واهتمام الجائزة بنشر ثقافة الصـورة، عبر دورة تحمل شعار «جمال الضوء» في أكثر القارات تواضعاً في هذا الثراء بالإحالة إلى اسمها «القارة السمراء».

فقرات

تتابعت فقرات الحفل، الذي قدمه المذيع بقناة «دبي إف إم» إبراهيم استادي، حيث انسجمت حركات أفراد فرقة بدوا وكأنهم أوركسترا موسيقية مع ما تعرضه الشاشة التي تتوسط المسرح من صور تحتوي ثقافات العالم وبيئاته المتنوعة، وهي العروض التي رافقها تبدل المؤثرات الضوئية والصوتية أيضاً، ليدخل الحضور إلى عوالم الصورة بكامل شغفها وإثارتها وخيالاتها المتبدلة، من خلال تواتر عروض أبرز المشاركات، فيما بدا المكان نفسه خلفية كبرى أخرى لتلك الصور التي أصبحت أثناء عرضها تتوسط إطلالة «أبراج الإمارات».

وقام سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في حضور وزير الصحة عبدالرحمن العويس، عضو مجلس أمناء الجائزة، بتكريم قائد عام شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، عُرض خلال تسلمه صورة بالأبيض والأسود تحمل كثير اًمن معاني الوفاء والمشاعر الصادقة والولاء، بدا فيها خلفان مع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.

مشاركات وفائزون

انعكست ثقافة الصورة التي عملت جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، وغيرها من الجوائز المحلية على نشرها ليس في كثافة المشاركات الإماراتية فقط، بل أيضاً في عدد الجوائز التي حققها الإماراتيون، الذين سيطروا على أكثر من نصف الجوائز، إذ تمكنوا من الحصول على سبع جوائز مختلفة، من جملة ‬13 جائزة، من ضمنها الجائزة الأهم في المسابقة وهي الجائزة الكبرى التي تمنح لأفضل عمل شارك في مختلف فئات المسابقة، إذ حصل عليها الإماراتي الشاب أسامة الزبيدي.

وفاز بالمركز الأول في المسابقة المخصصة للإماراتيين عبدالعزيز بن علي، وفاز بالمركز الثاني عمر الزعابي، فيما كان الحضور النسائي الوحيد في منصة التتويج الإماراتية ممثلاً في صاحبة المركز الثالث آلاء المطوع.

وفي المسابقة المخصصة للإماراتيين في المحور العام، جاء عبدالرب سواد في الصدارة، تلاه منصور المناعي، الذي اقتنص بعدسته مشهداً نادراً لقطيع من الجمال يلتفت كل جمل فيه باتجاه مختلف في ذات الوقت الذي يلتفت فيه قائد القطيع على نحو يتعذر معه تماماً للمشاهد أن يتعرف إلى هويته.

وجاء في المركز الثالث في الفئة ذاتها محمد السويدي، عبر صورة التقطها بشكل مدهش لمجموعة من الكتب المتراصة من زوايا جعلت بالفعل الضوء عنصراً أساسياً في جمالياتها.

وفي المحور العام للدوليين، فاز بالجائزة الأولى جوانجي جي من الصين، تلاه بوريس زولج من كرواتيا، وحل كلاوس بيتر سيلز من ألمانيا ثالثاً، أما في المسابقة الرئيسة للدوليين فجاء الصيني جينج شنغ لي في المركز الأول، تلاه أوسكار بجارنكسون من ايسلندا، ثم الصيني شياو بينغ بينغ ثالثاً.

إقبال كبير

من جانبه، عبّر الأمين العام للجائزة، علي خليفة بن ثالث، عن بالغ سعادته بالأعمال التي تلقتها الجائزة لهذه الدورة على نحو يفوق التوقعات ليس من جهة العدد فقط، بل حسب المعايير النوعية أيضاً، مضيفاً «منذ فتح باب قبول المشاركات ونحن نراهن على أننا سنستقبل أعمالاً مبهرة بمعنى الكلمة، ما سيزيد من قيمة الجائزة وهذا ما لمسناه فعلاً، من خلال لقاءاتنا مع الفائزين عند وصولهم، وسنعمل جاهدين على أن تكون أهدافنا للدورة الجديدة أكثر تطلعاً لإبراز القيمة الحقيقية للجائزة».

وأوضح أن «إدارة جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي أسعدها ما وجدته من إقبال منقطع النظير من حضور لدورتها وورش عملها التدريبية التي عقدتها على هامش انعقاد لجنة التحكيم، وهو ما أود أن أعد فيه كل متابعينا ومحبي التصوير أننا عازمون على المضي قدماً في هذا المجال حتى نصقل مواهبكم بمعلومات أكاديمية تتلقونها من خبراء هذا المجال».

من جهتها، قالت الأمين العام المساعد للجائزة، سحر الزارعي: «في العام الماضي بدأت الجائزة رحلة الوفاء بوعدها لموهوبيها حين قامت برحلة عالمية ترويجية مصطحبة معها أبرز أعمال قدمها المتأهلون والفائزون في الدورة الأولى، وعرضها في أكبر تجمعات عالمية لفن التصوير من ألمانيا وفرنسا وماليزيا ومصر»، مشيرة إلى أن «السنة الماضية كانت مجرد بداية وما سيأتي هو الأفضل، كما عودتكم الجائزة في كل الجوانب».

وأضافت الزارعي أنه «مع ختام دورة جمال الضـوء سيكون لدينا متسـع من الوقت نأمل أن يكون كافياً لتسويق أعمال الفائزين والمتأهلين في مختلف بلدان العالم التي من المقرر زيارتها هذه السنة، وسنبدأ من هنا من دبي ملتقى الحضارات والثقافات، ومنذ يومنا هـذا ومـع الحفل الختامي سنطلق معارض للفائزين والمتأهلين في مختلف أنحاء دبي، بعد أن اخترنا مواقع تزخر بالمرتاديـن والمتذوقين للفن بشراكـة مع (آرت دبي) ذات الباع الطويل في هذا المجال».

وستمضي المسيرة مـع الموهوبين، ولن تتوقف عند تحقيق انتصار ما، مهمـا بلغت الأوسمة التي نحصدها، فلازال للطموح بقية، ومازالت أهدافنا أبواباً مفتوحة على مصراعيها».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.