“قدمنا خمس لوحات مختلفة من واقع سورية تحاكي واقع الحرب بعرض مسرحي راقص وهي توليفة من القصص التي تحاكي الواقع , وهو عبارة عن مقاربة للجرح السوري ومحاولة لعكس التجليات الإنسانية دون ألم , ابتسمنا مرة و بكينا أخرى, فكنا حريصين على الأبيض أي الفرح خلال العرض مقابل السواد الذي يملأ الشوارع بالدمار , والعرض يقدم لأول مرة على خشبة المسرح وأغلب الممثلين صعد إلى المسرح لأول مرة باستثناء شاب وصبية , وهذه مشكلة المسرح الشبابي الجامعي  كل اربع سنوات يتغير الفريق….” بهذه الكلمات وصف المخرج حسين ناصر عمله المسرحي بعنوان “كائنات من ضوء” لأتحاد الوطني لطلبة سورية فرع جامعة البعث  في نهاية العرض المسرحي بختام مهرجان حمص المسرحي 23 حيث قام المعنيون بتكريم مخرج العمل  .

 

كان العرض  رائعاً وخصوصا أن الممثلين ارتدوا الأبيض فكان مريحا للبصر وكانوا يقفزون في الهواء كفراش طائر داخل المسرح المظلم إلا من بعض الضوء فظهر التضاد بين الأبيض والأسود , فتناولت إحدى اللوحات ما أفرزته الحرب من مشكلة العنوسة و الانتظار انتظار الرجل الذي لا يأتي , هؤلاء النسوة المحبوسات في المرايا …

وتناولت لوحة أخرى الشاب الذي فقد بصره نتيجة الحرب  فتتخلى عنه حبيبته وهي مشكلة اجتماعية يعاني منها مصابي الحرب , والشاب الذي يقرر الرحيل فيبيع البيانو الذي يمتلكه ولكنه خلال ذهابه لوداع أصدقائه يرى فتاة تحمل النوتة تحت القصف لتذهب إلى درس البيانو , فيخجل من نفسه ويقرر عدم الرحيل فيرمي جواز السفر ويقبلها…

وعلى هامش العرض المسرحي ألتقينا ممثل نقيب الفنانين بسورية هادي بقدونس فقال: كان ختام المهرجان المسرحي مسك  مع هذه الفرقة التي قدمت فن حقيقي وإبداع فيه الغناء والرقص والموسيقا والتمثيل بممثلين أعمارهم صغيرة وبرأيي تدرس المادة التي قدمت اليوم في المعهد العالي للموسيقا, فالذي رأيته هو أكثر من المطلوب , والحمد لله أنه لدينا هكذا إبداع في سورية ,ويبشر بالخير لمستقبل سورية من خلال ما رأيناه , أما جمهور حمص فهو ذواق دائماً و مخيف من خلال فنه فعندما أقدم مادة على المسرح يناقشني فيها وليس غريب على جمهور حمص فهو أجمل ما رأيت فلديه خبرة بالموسيقا و الدراما…

أما رئيس فرع نقابة الفنانين بحمص أمين روميه فقال: كان الحضور لافت  من قبل الجمهور وخصوصا المتابعة من قبل جيل شباب التي  كنا نفتقدها في مهرجانات سابقة , ويسعدنا ويشكل قيمة كبيرة لمدينة حمص بأن هذا الجيل بدأ يهتم بالمسرح ويعطي بالا لهذا النمط من الفنون , و أن هناك حب لهذا الفن وعشق من هذا الجيل الذي نعلق أمالنا عليه من أجل إعادة الحركة المسرحية والفنية في حمص إلى سابق عهدها بل إلى الأفضل ,انا متفائل جدا فهذا الجيل عاشق للفنون ونستطيع أن نكسبه بتراكم العروض والنشاط الفني والمسرحي , وأود أن اشكر كل من قدَّم في المهرجان عروضاً  وأتمنى أن يستمروا , ونحن كنقابة فنانين سنقدم كل ما بإمكاننا تقديمه لهؤلاء المسرحيين , ونحن الآن على أبوب الاحتفال باليوم العالمي للمسرح  في أذار وأيضا  وسنقيم في العام القادم مهرجان حمص المسرحي 24 إضافة إلى  مهرجان الثقافة الموسيقية 19….

وفي اليوم التالي خلال الندوة النقدية التي افتتحها تمام العواني بحديثه غن الفرقة وتعريفها سنقتطف أجزاء مما ورد فيها:

سلام اليماني : الشكر للمخرج على قدرته على  إدارة هذه الفرقة الكبير بهذه الفنية التي رأيناها , كان عرض مسرحي  ومن فنون العرض التي لا تجرب التوليف فقط  ولا المسرح السردي فتم خلط الأجناس خلال العرض الموسيقا والباليه والسرد ….

محمد بري العواني :أرى أن المخرج لو لم يضع البيانو وسط المسرح لأكله المسرح الكبير , فكسر هذا الفراغ المرعب الكبير بوضع البيانو ,فكان  له دور فعال وخلاق على مدى  العرض كامل , كأنه مركز المكان بوجود أصوات منسجمة متألفة تصعد إلى السماء بعكس ليكون مركز الحياة بالموسيقا فجعل مركز البيانو لتجتمع كل الكائنات حوله منهم الدمعة ومنهم الطيور…

نحن  أمام فراغ كان قاتل تحول لفضاء مسرحي وبالأول والأخر , بما أنني وجدت أمامي ممثل شخصية  ملئ هذا الفراغ فتحول إلى فضاء فما بالكم بكل هذه الكائنات التي تخرج من الموسيقا وتعود إلى الموسيقا لتنتج فضاء موسيقي مسرحي راقص حكائي سردي المخرج حسين يحول جسد الراقص إلى أكثر من حالة ….

حسن عكلا : المسرح أب لكل الفنون الإبداعية ..

وتساءل مدير الثقافة معن ابراهيم : وجود الراقص المولوي هل هو شكل من أشكال الصراع بين الأديان؟ أم هو متصوف ومسألة دورانه ما الغاية منها؟

أخيرا قام  المخرج بإيضاح وجهة نظره وأجاب على كافة الأسئلة وكان نقاش مثمر حيث قدّمت عدة مقترحات لمصلحة العمل …