عودة فرقة اشبيليا هي عودة الحياة , وهذا المهرجان هو مثل الروح رغم الصعوبات أحببت أن أشارك فيه , وأقدم لجمهور حمص الذي تعود على فرقة إشبيليا أن تقدم له المتعة والراحة وتخليصه من همومه…” بهذه الكلمات تحدث مخرج مسرحية اللص الشريف فهد الرحمون في اليوم الخامس من فعاليات مهرجان حمص المسرحي 23 المأخوذة عن عمل للكاتب “داريوفو” لفرقة إشبيليا .


تعتبر مسرحية اللص الشريف هي عودة لفرقة إشبيليا بعد انقطاع دام من2010حتى الآن , حيث أعاد العرض الحاضرين للزمن الجميل كمسرحيات سمير جبر وفرقته… فكانت القاعة تضج بالمهتمين فعلت الضحكات وساد جو من المرح , حيث يدخل اللص إلى منزل ليسرقه فيعلم خفايا المنزل من خيانة زوجية لدى الزوجين ومن انحطاط أخلاقي, فتكون سمة الكذب هي الغالبة لتغطي الرزيلة التي تمارسها هذه البيئة المخملية فيظهر اللص برغم فداحة فعله أكثر صدقاً وإخلاصاً منهم ….


نشأت فرقة إشبيليا في التسعينات وهي قديمة , ومن مؤسسيها فهد الرحمون وحسن أبو قرعة حيث قاما بتجميع عدد من الشباب بهدف إعادة ألق الفرقة والوقوف على قدميها من جديد , حيث لديهم رصيد فني مسرحي يتألف من 15 عمل لكبار الكتاب, ويبلغ عدد أعضاء الفرقة 14 ممثل وممثلة الآن حيث كانوا قبل انقطاعها يتراوحون بين 30و40 ممثل وممثلة, والممثلين على المسرح اليوم هم رامي جبر وندى جوخدار ونغم زخو ورهام دياب وعلي دياب وعروة الأشقر ….


التقينا على هامش العرض الممثل القدير أحمد منصور ليحدثنا عن رأيه بالعروض فقال: نلاحظ أن العروض ليست على سوية واحدة ويفترض أن لا تكون كذلك , ولكن الشيء الجميل أن هنالك جيل جديد يأتي إلى المسرح ويشارك وهذا شيء إيجابي للأجيال القادمة, ويعتبر المهرجان نقطة مضيئة بحمص وإنشاء الله تستمر وأود أن أشكر الفرق المسرحية القادمة من بقية المحافظات التي حضرت إلى حمص وعانت , وشخصياً أرى المهرجان إيجابي جداً جداً.
وفي اليوم التالي افتتح الندوة النقدية تمام العواني بالحديث عن كاتب المسرحية وأعماله وعرض نبذة عن فرقة إشبيليا : داريوفو ظاهرة مسرحية بحق والضحك وسيلة فعالة في أعماله , واشتهر هذا الكاتب بأنه رجل مسرح كان يقوم بكامل العملية الإبداعية بعروضه المسرحية فهو المؤلف والممثل والمخرج وهو من أهم الكتاب المعاصرين وحصل على جائزة نوبل للآداب ولديه العديد من المسرحيات واعتمد في مسرحياته على كوميديا الفن…………

اما الدكتور نايف سلوم فقال: بعض المشاهد كانت طويلة ويمكن اقتصاص أجزاء منها , كان العرض باللغة العامية لكنه لم يؤثر على العمل , اعتمد على إثارة الرغبة في بعض المشاهد , أما الديكور فكان جيداً مناسب للعرض , والممثلين كانوا متألقين …
تتميز العائلات البرجوازية بأن نصف حياتها ملل والنصف الأخر مشاحنات من أجل المال…
مدير الثقافة معن الإبراهيم عبر عن سعادته بعودة فرقة إشبيليا …


الناقد حسن عكلا فقال: المخرج عمل على التعبير المباشر الدلالي , فنتج عنه إن إيقاع العرض كان متوازنا ومدروساً ,وتلقاه الجمهور بشكل جميل وحقق تواصل مع العرض المسرحي وحقق جذب المشاهدين…
الناقد سلام اليماني دعا أن تقدم لهذه الفرقة التي هي مؤسسة بحد ذاتها مكافأة نقدية نظير الديكور وليس الجهد …
وأضاف: تقديم العرض المسرحي برقصة على أنغام أغنية إيطالية تقول لنا أن فرقة إشبيليا ودارفور المتمرد المكافح سيقدمان لكم عملاً ترفيهياً فيه فكرة واحدة اللص من أجل غذائه هو الشريف إذ قيسَّ بمن يسرقون المجتمع قانونيا أو غير قانونيا ….
أما الناقد محمد بري العواني : الفكرة التي طرحها العمل مرفوضة في مجتمعنا , لكن العرض كان بمستوى جيد بدءاً من الصورة البصرية لتوزيع الديكور على المسرح وفيه أناقة البيت البرجوازي وقد ترك للممثلين مساحة كافية للحركة وبرغم رفض الموضوع مجتمعياً تم تقديمه بقابلية عالية……….
ورد المخرج الرحمون على الأسئلة: يعود اختياري للنص أنه استهواني لما فيه من مضامين فكرية , كان هدف العمل الأول المتعة و أن يستمتع الناس ويضحكون, وقد عرى اللص الشخصيات البرجوازية فظهرت على حقيقتها القذرة ,والثاني الكذب حيث لم نرى في العمل شخصية إيجابية والتضاد في العمل يبين رغم وجود السيء يوجد أسوء منه حيث اعتبر العمل الجريمة الأكبر هي الكذب , حيث تعتبر جريمة الكذب أهم من السرقة, فالكذب سرقات مختلفة , وأخيرا اتمنى أن تلقى الفرق المسرحية دعماً حيث أنه ليس هناك جهة تدعمنا وأناشد المعنين بتحمل مسؤولياتهم فالمسرح يموت ,
وقد شعرت أنني حققت هدفي من العمل حيث رأيت الفرح في عيون الحاضرين بنهاية العرض …

http://thawraonline.sy/index.php/cultureandarts-list/160367-2018-12-15-09-28-01?fbclid=IwAR100QOiNHO37xM6bcmSRjZZSj77MjmWwmfl0PGcOUa-wTY2u0ZUX99Dx8Q