لا يتوفر وصف للصورة.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏لا يتوفر وصف للصورة.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏

Salman AlAhmadإلى الغرف الزراعية السورية

شجرة التين Ficus carica L………الجزء (2/1)…..

مقدمة:
يعتبر القطر العربي السوري مركزاً مهماً من مراكز نشوء الأنواع النباتية ويزخر بكثير من الأصناف المحلية التي تشكل أساس الزراعات التقليدية حيث تقطن بيئات متباينة من حيث الظروف البيئية وطبيعة التربة والارتفاع عن سطح البحر.
تتميز هذه الأنواع والأصناف بتحملها للعوامل الممرضة والظروف البيئية المختلفة نظراً للتباينات الوراثية التي تؤمن لها الحماية، كما تعتبر مورداً للتنوع الوراثي وثروة إنسانية لاتقدر بثمن.
اليوم نحن بصدد الحديث عن شجرة التين، هذه الشجرة المباركة وهي من أقدم النباتات التي عرفها الإنسان، شجرة معمرة تنمو بعلاً ولثمارها أشكالاً وألواناً تبهج النفس وتغذي الجسد وتتمتع بقيمة غذائية وطبية واقتصادية هامة.
تتركز زراعة التين عالمياً في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط حيث ينتج 80% من الإنتاج العالمي، أما في سوريا فيحتل التين المركز الرابع من حيث المساحة المزروعة وتجود زراعته في كافة البيئات تقريباً وهي لا تستوجب مستلزمات إنتاج كبيرة وتنتج ثمار طبيعية وصحية خالية من الأثر المتبقي للمبيدات نظراً لقدرتها على التأقلم والعيش في ظروف بيئية قاسية لاتستطيع كثير من الأشجار المثمرة العيش فيها كما أنها لاتحتاج إلى كميات كبيرة من الماء والأسمدة ومقاومة للآفات والأمراض. كل هذه الصفات تجعل هذه الشجرة تحتل مكانة مرموقة ومادة نباتية تستحق الدراسة والاهتمام والعمل على النهوض بها.

لمحة تاريخية والموطن الأصلي والانتشار:
شجرة التين واحدة من الأشجار المباركة، وهي من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان، وتعتبر هذه الشجرة إحدى أطول الأشجار المثمرة عمراً وشكلت مع الزيتون والعنب والنخيل أقدم مجموعة من النباتات التي قامت عليها زراعة البساتين في العالم القديم.
لقد وفرت هذه الفاكهة عبر آلاف السنين ثماراً طازجة في الصيف وثماراً مجففاً قابلة للتخزين وغنية بالسكر على مدار العام، لقد عرفه الفينيقيون والفراعنة والإغريق كغذاء ودواء. يعتقد معظم الباحثون بأن الموطن الأصلي للتين هو جنوب شبه الجزيرة العربية ثم انتقل إلى بلدان آسيا الصغرى في الأناضول وتركيا وأفغانستان.
وقد نقل إلى أوروبا عن طريق الفينيقيين والإغريق ، وعندما جاءت الفتوحات العربية انتقل التين إلى معظم البلدان التي وصل إليها العرب، وانتقل إلى الشرق عن طريق سوريا ووصل إلى الهند في القرن الرابع عشر الميلادي وانتشر في الصين حوالي القرن السادس عشر ودلت الكثير من الآثار التي تعود إلى 2000 عام قبل الميلاد بأن زراعة التين كانت من الزراعات الرئيسية في بلدان آسيا الصغرى وكانت عمليات التجفيف والتصدير لثماره من التجارات الهامة في ذلك الوقت يزرع التين في الوقت الحاضر بكثرة في بلدان البحر الأبيض المتوسط وفي أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية وفي بلدان أواسط آسيا وتنتشر شمالاً حتى شواطئ البحر الأسود وبحر قزوين.

الوصف النباتي:
يتبع التين Ficus carica L. إلى العائلة Moraceae والجنس Ficus الذي يضم حوالي 1000 نوع أغلبها مستديمة الخضرة، لكن التين المعروف هو متساقط الأوراق وثماره صالحة للأكل ويعتقد كثير من الباحثين بأن الاسم العلمي للتين آتي من منطقة Caria القريبة من بحر ايجه في آسيا الصغرى.
أما التين البري فيسمى Caprifig وينتشر في كثير من مناطق العالم ومنها سوريا، ويمكن أن نجده تحت اسماء كثيرة منها F.Virgata ، F.Persica ، F.Palnata ، F.Serrata وهذا الأنواع متقاربة جداً فيما بينها والتي يعتقد إنها الأصول للتين المزروع وذلك عن طريق التهجينات المستمرة وهذا مايفسر ربما الاختلافات الكثيرة لخواص هذه الشجرة في مختلف مناطق زراعته.

التين شجرة كبيرة أو شجيرة قد يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أمتار ويمكن أن يكون لها أكثر من ساق، محدودة التفرع وغير متشابكة الأغصان تأخذ أشكالاً مختلفة من هرمية إلى كروية وأحياناً مظلية ويمكن أن تكون مفترشة. تخرج في العادة أفرع كثيرة وسرطانات من تحت الأرض حول الجذع.
تعيش الشجرة بالمتوسط 50-70 عاماً وقد يصل إلى 100 عام في الظروف البيئية الملائمة وفي حال عدم انخفاض درجات الحرارة في الشتاء إلى الحدود التي تؤذي الشجرة.
الساق قائم وغير قابل للتشقق مع تقدم الشجرة بالسن، ذو لحاء سميك يختلف لونه من فضي إلى رمادي غامق أملس أو خشن قليلاً ويوجد عليه أحياناً تدرنات يعود أصلها إلى وجود براعم ساكنة ميتة قمتها وبقيت قاعدتها متصلة بالأوعية الناقلة. إن خشب التي طري ولاقيمة اقتصادية له بالمقارنة مع خشب الأشجار الأخرى.
للتين مجموع جذري ليفي: يتوقف حجمه ونظام توزعه وتعمقه حسب الصنف وطبيعة التربة وتركيبها وتوفر الرطوبة ، ولكنه بشكل عام متفرع جداً ومتعمق وكثيف وهذا ما يسمح لشجرة التين بالعيش في المناطق الجافة جداً ومقاومة الجفاف.
الأفرع: تختلف باللون والطول والسلاميات حسب الصنف وتقسم إلى أربعة أقسام حسب طولها وإثمارها:
1- قصيرة : ذات طول 1-2 سم غير مثمرة.
2-متوسطة: ذات طول 10-15 سم قليلة الإثمار.
3-فروع الثمار: ذات طول 15-45 سم غزيرة الإثمار.
4- قوية النمو: ذات طول يصل على 100 م وتتركز على الجزء السفلي للشجرة.
الأوراق : بسيطة سميكة جلدية كبيرة الحجم ذات شكل قلبي دائري أو مهمازي غالباً زغبية الملمس ذات لون أخضر إلى أخضر غامق للسطح العلوي وأخضر فاتح للسطح السفلي، يتراوح عدد الفصوص من 3 إلى 7 وقد تكون كاملة لحافة أو مسننة.
كما تختلف أصناف التين فيما بينها بوجود الزوائد والأذينات ووجود تقعر في مكان اتصال الورقة بالحامل، كما وتختلف الأصناف أيضاً بحامل الورقة من حيث الطول والثخانة واللون.
البراعم: خضرية مفردة أو متجمعة (2-3 براعم خضرية وزهرية) والبراعم الخضرية ذات شكل مخروطي أما البراعم الزهرية فتكون كروية الشكل وأكبر حجماً من الخضرية.
الثمار: مركبة كاذبة (تينية Syconium) والثمرة من الناحية النباتية عبارة عن تخت receptacle منفرد يوجد في إبط الورقة. وتنمو الثمرة من حامل زهري يحمل بداخله العديد من الأزهار وكل زهرة لها أيضاً الحامل الزهري الخاص بها والملتحم مع الحامل الزهري الكبير. ويتصل التجويف الداخلي لثمرة التين بالخارج عن طريق فتحة تسمى (عين) حيث توجد في قمة الزهرة وتكون مغلقة بحراشف صغيرة . إن خصوصية هذه النورة يتمل بأن الأزهار ليس ظاهرة من الخارج.
تختلف صفات الثمار من حيث الشكل والوزن ولون الجلد وصفات اللب حسب الأصناف. ونبات التين كباقي نباتات الفصيلة يحوي على عصير لبني لاذع في جميع أجزائه وذو رائحة مميزة .
إن ثمار التين الطازجة لها رائحة معينة مميزة إلا أن ثمار التين البري تنشر رائحة محددة تجذب إليها إناث حشرة البلاستوفاجا.
الأزهار:
1- الأزهار المذكرة: توجد في الثلث العلوي لتجويف ثمرة التين البري وتتكون الزهرة من 2-5 متوك كبيرة ببيضية الشكل ذات لون أصفر محمولة على خيوط رفيعة قصيرة.
2- الأزهار المؤنثة: وتوجد في أقسام التين التي تحتاج ثمارها إلى التلقيح ليتم نضجها وتتكون من ميسم قمعي مقسم إلى قسمين ويوجد على سطحه غدد يحمل الميسم قلم طويل محمول على المبيض، هذه الأزهار يمكن تلقيحها وتكوين البذور.
3- الأزهار العقيمة: وهذه الأزهار لاتكون بذوراً أقلامها متوسطة الطول ومياسمها غير مقسمة ويوجد هذا النوع من الأزهار في أصناف التين التي لاتحتاج ثمارها إلى تلقيح كي تنضج.
4- الأزهار الدرنية: وهي أزهار مؤنثة ذات قلم قصير ولايحوي الميسم على غدد والمبيض كبير مهيأ ليستقبل بيض حشرة البلاستوفاجا وإذا لم تتم هذه العملية تضمر الثمرة وتسقط. وتوجد الأزهار الدرنية في التين البري فقط في ثلثي التجويف السفلي للحامل الزهري.

القيمة الغذائية للثمار :
لثمار التين قيمة غذائية عالية حيث إنها تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم و كذلك الحديد و النحاس و لهذين العنصرين أهمية كبيرة في تجديد الدم، كما تحتوي الثمار على نسبة عالية من الكربوهيدرات كما أن لها أثراً مليناً بالإضافة إلي استعمالها طبياً في أمراض الصدر والحلق و الجهاز التنفسي.
كما أن أوراق التين السلطاني تحتوي على كميات كبيرة من مادتي السورالين و البرجايثين و لها أهمية كبيرة في علاج البهاق كما أن الأوراق و الأفرع تتميز بوجود إفراز لبني يكسب اللحوم مذاقاً و نكهة.
يحتوي كل 100 غم ثمار طازجة علي 50 وحدة حرارية، 79 غرام ماء ، 11 غرام كربوهيدرات، 1.5 غم بروتين، واحد غرام دهون، 1.7 غرام ألياف بالإضافة إلى أن الثمار غنية بفيتامينات أ ، ب ، ج.

واقع زراعة التين في سوريا:
تحتل زراعة التين المرتبة الرابعة من حيث المساحة بعد الزيتون والكرمة والتفاح وتنتشر زراعته في مختلف المحافظات السورية حيث تزدهر زراعته في مواقع بيئية شديدة التباين فنجده في مناطق لايتجاوز معدل هطول الأمطار 200 ملم سنوياً وفي مناطق أخرى يصل فيها المعدل لأكثر من 1000 ملم ويزرع في مختلف أنواع الترب. وينجح في الأراضي الصخرية ويتحمل الجفاف وحرارة الصيف المرتفعة.
كما تتواجد شجرة التين على ارتفاعات تبدأ من الصفر إلى أكثر من 1500 م عن سطح البحر، كل هذه الاعتبارات تجعل منها نباتاً ملائماً لزراعة مستديمة وحافزاً نحو الاهتمام والحفاظ على هذه الثروة، لكن في الوقت الحاضر أصبحت زراعته هامشية أو تزيينية في أغلب المناطق وتشهد انحساراً كبيراً في المساحات المزروعة خلال العقدين الماضيين.
يوجد في القطر أصنافاً كثيرة جداً لم يتم حصر عددها بشكل كامل وتختلف هذه الأصناف بمواصفاتها المورفولوجية والفيزيولوجية ومواصفات الأفرع والثمار والأوراق وغيرها، كما أن الدراسات المتعلقة بخواص هذه الشجرة مازالت محدودة. لذلك وبدعم من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ومديرية البحوث العلمية الزراعية تم القيام بجولات حقلية واسعة شملت مختلف مناطق القطر لحصر الأصناف والسلالات المحلية بغية تحقيق الأهداف التالية:
1- حصر أصناف وسلالات التين المحلية ودراسة مواقع الانتشار وأهم الصفات النوعية والشكلية وسلوكها الحيوي.
2- تقييم هذه الأصناف والسلالات وتوحيد مسمياتها والاستفادة من طاقاتها الوراثية في التحسين.
3- إصدار هوية بمواصفاتها والعمل على إكثار المهم منها ونشر زراعته.
4- إغناء المجمعات الوراثية بالمادة النباتية لحفظها من الضياع والانقراض وإجراء الدراسات العلمية عليها.

الظروف البيئية المناسبة لزراعة التين :
• الجو المناسب :
تخشى شجرة التين الانخفاض الشديد للحرارة في الشتاء، إذ تبدأ الأضرار بالحدوث على المجموع الخضري عند حرارة -7 مْ ، إن شدة هذه الأضرار تختلف حسب عمر وقوة الشجرة ومدة انخفاض الحرارة. وتعتبر درجة الحرارة -17 مْ ومادون مميتة لكامل الشجرة.
أما الصقيع الربيعين فيمكن أن يؤثر في بعض السنوات على المحصول الأول (تين زهر) في الأصناف التي تنتج موسمين، لاسيما عند انخفاض الحرارة إلى -4 مْ.
تتطلب النوعية الجيدة من ثمار التين درجة حرارة عالية في الصيف ورطوبة جوية معتدلة، أما ارتفاع الحرارة عن 45 مْ تؤدي إلى سماكة قشرة الثمرة وتصبح جلدية.
والثمار النامية في صيف بارد رطب بالقرب من المناطق الساحلية تكون أكبر من مثيلاتها النامية في المناطق الداخلية الحارة كما تختلف في لونها وقوامها إلا أن ثمار المناطق الداخلية تكون أكثر حلاوة من الثمار الساحلية وإن حدوث الضباب والمطر مع برودة الجو أثناء نضج الثمار يؤدي على تشققها وتعفنها.
إن تأثير الهواء على التين يكون نسبياً ضعيفاً بالمقارنة مع الأنواع الثمرية الأخرى، فهو لايؤدي إلى سقوط الثمار ولكن قد يؤثر على جودتها نتيجة احتكاكها بالأغصان كما يؤدي إلى تمزق الأوراق.

• التربة المناسبة :
ينمو التين في أنواع مختلفة من الأراضي على أن تكون جيدة الصرف، كما يمكن للأشجار أن تتحمل نسبياً الجفاف و الملوحة و بعض القلوية كما تتحمل الأشجار ارتفاع نسبة الكالسيوم بالتربة إلا أن نمو الأشجار يكون محدوداً و بالتالي يقل إثمارها بالمقارنة بالأراضي الصفراء الجيدة و الخالية من الأملاح.

أقسام التين والتلقيح:
تقع أصناف التين تحت أربعة أقسام رئيسية هي :
1- التين البري Caprifig: من أقسام التين الرئيسية التي يعتقد أن أصناف التين المحسنة الأخرى نتجت عنها، يحمل الحامل الزهري الأزهار المذكرة وتوجد ثلاث محاصيل متتابعة تمضي فيها حشرة البلاستوفاجا دورة حياتها. الثمار كبيرة الحجم ولكنها غير صالحة للأكل نظراً لجودتها المنخفضة باستثناء بعض الأصناف التابعة لهذا القسم مثل Cardelia و Croisic.
يعطي التين البري ثلاث محاصيل خلال فصل النمو هي:

أ‌- المحصول البروفيشي Profichi: وتبدأ براعمه الزهرية في التكوين في شهر كانون الأول وتنضج الثمار في نيسان – أيار وتحمل الثمار على خشب بعمر سنة.
ب‌- المحصول الماموني Mammoni: وتبدا براعمه الزهرية بالتكون في بداية فصل الربيع وتنضج ثماره في فصل الصيف (آب) وتحمل الثمار على خشب حديث.
ت‌-المحصول المامي Mamme: وتبدأ براعمه الزهرية في التكوين في شهر تموز وتبدأ الثمار في النمو إلا أنه لايلبث أن يتوقف خلال فصل الشتاء وتعاود الثمار نموها في فصل الربيع وتنضج في شهر نيسان، وتحمل الثمار على خشب حديث.

إضافة إلى ماسبق فإن الأزهار المذكرة توجد في ثمار المحاصيل الثلاثة في الثلث العلوي من تجويف الثمرة وبالقرب من فتحة الثمرة. كما توجد الأزهار الدرنية في ثلثي التجويف السفلي للثمار ، وتوجد الأزهار المؤنثة فقط في ثمار المحصول الثاني (الماموني) والأزهار الدرنية مهيأة لكي تضع أنثى حشرة البلاستوفاجا بيضها في مبايض تلك الأزهار. وهذه العملية ضرورية لتنشيط نمو ونضج الثمار وبدونها تضمر الثمرة وتسقط قبل وصولها إلى مرحلة اكتمال النمو.

2- التين الإزميرلي Smyrna fig: تنضج ثمار الأصناف التابعة لهذا القسم بعد تلقيح الأزهار المؤنثة وتكوين البذور. وبدون هذه العملية فإن الثمار تكون غير مكتملة النمو لكلا المحصولين وتسقط عندما يصل قطر الثمرة إلى 2.5 سم، ومن ثم فإن تكون ونضج البذور يعتبر أمراً ضرورياً لتحسين جودة الثمار.
والأصناف التابعة لهذا القسم تنتج أجود الثمار ومعظم صفات الجودة ترجع أساساً إلى الزيت الموجود بالبذور من أهم الأصناف نذكر كاليمرنا، ازندجار، شيكر، انجر، مارابوت وتامريوت.
والتلقيح في التين الإزميرلي يتم بأن الثمار التي تحوي على أزهار مؤنثة قابلة للتلقيح وكذلك لإخصاب البويضات وتكوين البذور. لايمكن للثمار أن تنضج ويكبر حجمها إلا إذا حدثت عمليتي الإلقاح والإخصاب. ويتم التلقيح عن طريق لقاح من التين البري وتسمى هذه العملية بالكبرج Caprifigation وتتم على الشكل التالي:
عند خروج حشرة البلاستوفاجا من ثمار التين البري، يحتك جسمها بمتوك الأزهار المذكرة الموجودة في الثلث العلوي لتجويف الثمرة حول العين حيث تعلق حبوب اللقاح الناضجة بجسمها وعندما تدخل الحشرات ثمار التين الإزميرلي من خلال العين تفقد أجنحتها وتبحث الحشرات عن الأزهار الدرنية لكي تضع بيضة في مبايض تلك الأزهار (لاتوجد أزهار درنية) وأثناء بحثها تمر على الأزهار المؤنثة ومن ثم يحدث التلقيح، يحتاج محصول التين الإزميرلي للتلقيح ، فالمحصول الأولي (الثانوي) ، يبدأ تكوين البراعم الزهرية لهذا المحصول في أوائل فصل الربيع وتنضج الثمار في حزيران ويكون مصدر اللقاح هنا الحشرات الكاملة الخارجة عن ثمار التين البري (المحصو الثالث – المامي) أما الثمار فتحمل على خشب عمره سنة وعددها قليل وحجمها كبير ولكن حلاوتها منخفضة.
أما المحصول الثاني (الرئيسي) تنضج ثماره في شهري آب وأيلول ويكون مصدر اللقاح هنا الحشرات الخارجة من ثمار المحصول البروفيشي للتين البري والذي تنضج ثماره في نيسان وأيار وقد يمتد إلى شهر تموز.
وتتم عملية التلقيح بأخذ عدداً من ثمار التين البري وتعلق في الأفرع السفلية لأشجار التين الإزميرلي ، وعادة يمرر خيط سميك في عنق الثمرة المحتوية على الحشرات وتربط في الأفرع، تخرج الحشرة الكاملة المحملة بحبوب اللقاح لتدخل الثمار ويحدث اللقاح.
تحتاج الشجرة الواحدة إلى حوالي 20 إلى 30 ثمرة، وتكرر العملية عدة مرات عند خروج ثمار تين إزميرلي جديدة لضمان الحصول على محصول أفضل.

3 – تين سان بدرو الأبيض White Sanpedro fig: تقع احتياجات ثمار الأصناف التابعة لهذا القسم من ناحية التلقيح بين احتياجات التين الإزميرلي واحتياجات ثمار التين العادي، إن ثمار المحصول الأول ( الثانوي) تتكون بدون حدوث التلقيح والإخصاب ومن أهم الأصناف التابعة لهذا القسم : دولفين ، الملك ، ودراب.

4- التين العادي Adriatic (Common): تنضج ثمار هذا القسم بكرياً دون الحاجة إلى تلقيح وإخصاب ويمكن زراعة أصناف هذا القسم في المناطق الباردة بالدرجة التي لاتلائم انتشار حشرة البلاستوفاجا، لاتحوي الثمار على بذور، ولكن يوجد غلاف صلب لايحوي بداخله بذرة أو حتى جنين. أهم الأصناف التابعة لهذا القسم نذكر: ميشين، أدرياتيك، كادوتا ، سيليست ، وبراون تركي.

طبيعة الحمل في التين:
تحمل الثمار في التين جانبياً في آباط الأوراق وعلى نوعين من الخشب:
على الخشب القديم: ( أفرع العام السابق) وهذه البراعم تتكون في موسم النمو السابق وهي التي تحمل المحصول الأول (الربيعي) وهذا المحصول قليل وثماره كبيرة وقليلة الحلاوة وينضج في أوائل الصيف.
على الخشب الحديث : الناتج عن النموات الحديثة التي تظهر في أوائل الربيع وهذه البراعم هي التي تكون المحصول الثاني أو المحصول الرئيسي. وهذا المحصول يبدأ تكوينه في الوقت الذي يبدأ فيه نضج ثمار المحصول الأول.
ثمار هذا المحصول أصغر حجماً من المحصول الأول ولكنها أكثر حلاوة. تجدر الإشارة أنه يحدث ظهور بعض الثمار في أواخر موسم النمو وقد تنضج هذه الثمار في أواخر الخريف أو قد تبقى على الأشجار خلال الشتاء وتنضج مبكراً في الربيع وهذا المحصول يعتبر جزءً من المحصول الثاني.
يلاحظ عند أغلب أصناف التين بأن البراعم الزهرية عند العقدة القاعدية على الغصن تفشل في النمو وفي بعض الأصناف تفشل براعمها في إعطاء الثمار عند الورقة الحادية عشرة، أما أكثر أجزاء الفرع حملاً للثمار فهي عند الأوراق (3-5) من قاعدة الفرع.

دورة النمو السنوية ونمو وتطور الثمار:
تبدأ براعم التين بالتفتح عادة في النصف الثاني من شهر آذار وحتى بداية نيسان حسب الظروف الجوية ومنطقة الزراعة والصنف المزروع، في البداية تكون سرعة النمو بطيئة لاتلبث أن تزداد بسرعة حتى نهاية شهر حزيران. ثم تبدأ سرعة النمو بالتباطؤ حتى التوقف التام في أواخر تموز وبداية آب حيث تتوقف البراعم عن النمو تماماً وتتشكل الحراشف الواقية حولها معلنة دخول النبات في طور السكون، وبعد فترة من الزمن ( بداية تشرين الثاني) تبدأ الأوراق بالسقوط وتتعرى الأشجار تماماً.
أما بالنسبة لنمو وتطور ثمار التين فقد بينت الأبحاث بأنها تتبع في نموها نمط النمو للثمار ذات النواة الحجرية حيث تتوسط الثمار النامية فترة ينخفض فيها معدل نمو الثمار في الحجم والوزن انخفاضاً حاداً ويكون النمو خلالها بطيئاً للغاية كما يسبق هذه المرحلة ويتلوها معدل مرتفع بالنمو.
إن بدء تشكل الثمار للمحصول الرئيسي يبدأ في لحظة تكون فيها سرعة النمو الخضري ومعدل خروج الأوراق منخفض وهذا يصادف في نهاية أيار وبداية حزيران بشكل عام هذه الموجة الأولى من تشكل الثمار ثم يتبعها موجة أخرى من ظهور الثمار خلال الصيف وربما قد تظهر موجة أخرى في نهاية الصيف عند توقف النمو الخضري.
من خلال دراسة المنحني البياني لنمو وتطور الثمار نلاحظ وجود ثلاثة مراحل للنمو مختلفة عن بعضها البعض . الأولى: ويكون النمو سريعاً من بداية تمايزها إلى أن تصف إلى حوالي 70% من حجمها النهائي خلال فترة زمنية (45-50) يوم . المرحلة الثانية: ويكون النمو بطيئاً للغاية إذ لاتتعدى نسبة النمو 10% من الحجم وخلال فترة زمنية طويلة حوالي 40 يوم. أما المرحلة الثالثة:وهي قصيرة ولاتتعدى عشرة أيام لكنها سريعة النمو وفيها تبلغ الثمرة حجمها النهائي (شكل 3) وفي المرحلة الأخيرة: من تطور الثمار نلاحظ تضخم الثمار بشكل مفاجئ في بضعة أيام وهناك زيادة في الحجم والوزن واللون الخارجي يتحول ويأخذ اللون المميز لنضج الصنف.
كما يلاحظ أن بذور الثمار الملقحة تكون متطورة ومحاطة بغلاف قاسي أما البذور في الثمار العاقدة بكرياً تبقى الأغلفة طرية.

الأصناف:
إن التمييز بين أصناف التين أمراً صعباً وذلك لعدة أسباب نذكر أهمها:
1- وجود تشابه كبير بين أصناف وسلالات ناتجة عن زراعة البذور (برية) والتي تتميز ببعض الصفات المرغوبة أو ذات الأهمية الاقتصادية. وهذه الأشجار يتم إكثارها بواسطة المزارعين وتكون صنفاً أو سلالة وبالتالي زيادة عددها الأمر الذي يزيد من تعقيد عملية التصنيف.
2- وجود اختلافات شكلية كثيرة لنفس الصنف والمزروع في بيئات متباينة.
3- عدم وجود مجمعات وراثية لأصناف التين والوثقة من حيث الصفات المختلفة لاستخدامها كمرجع في التمييز والتصنيف.
يوجد الآن طريقتين ذات مبدأ بيوكيميائي للتميز بين الأصناف:
أ‌- تقنية الرحلان الكهربائي للبروتين.
ب‌-تقنية تعتمد على DNA.
في الواقع لقد استطعنا من خلال الجولات الحقلية في مناطق عديدة من القطر من حصر ودراسة أهم المواصفات الشكلية لثمانين صنفاً من أصناف التين والتي أدخلت إلى المجمع الوراثي في مركز البحوث العلمية الزراعية بإدلب ليتم دراسة صفاتها الشكلية والفيزيولوجية والبيولوجية وتقييم أدائها في ظروف بيئية واحدة.

الإكثار :
الإكثار البذري لا يستعمل من الناحية العملية و لذلك يعتبر الإكثار الخضري و هو الأكثر شيوعاً و يتم بعدة طرق.

العقل :
و هي أكثر الطرق انتشاراً و يتم تجهيز العقل أثناء التقليم الشتوي في ك1 و ك2 من الأجزاء القاعدية لأفرع عمرها لا يقل عن سنة و تكون بطول 25 سم و سمك من 1-2 سم و تزرع عقب تجهيزها مباشرة و يمكن دفنها مقلوبة في خندق و تغطي بالتراب و تندي بالماء من حين لآخر حتى ميعاد الزراعة في آذار فتزرع على خطوط في أراضي المشتل بين الخط و الآخر 60 سم و بين العقل و الأخرى 25 سم بحيث يظهر منها برعم واحد فوق سطح الأرض ثم تروي ريه غزيرة عقب الزراعة و توالي بالري المناسب لحين تكوين الجذور و نمو البراعم و بعد سنة تقريباً تنقل إلي الأرض المستديمة.

الترقيد :
يتم بواسطة دفن فرع سنة في الأرض أوائل الربيع فتنمو عليه نموات خضرية و تتكون الجذور. و بعد سنة تفصل هذه الأجزاء و تزرع كنباتات مستقلة.

التطعيم :
يستغرق وقتاً طويلا لإنتاج الشتلات المطعومة و يستخدم في حالة الأصناف ضعيفة الإكثار بالعقلة أو إذا أريد تغيير صنف بأخر، وكذلك لاختيار أصول قوية تطعم عليها الأصناف الضعيفة كما في حالة استخدام أصول مقاومة للديدان الثعبانية في الأراضي الخفيفة و يجري إما بالعين في أيار أو بالقلم في شباط إلى أخر آذار وقت سريان العصارة و يفضل طريقة التطعيم بالعين لارتفاع نسبة نجاحها و يراعي عدم إجرائه في أيام الحر الشديد حتى لا تتعرض الطعوم للجفاف.

زراعة الغراس في المكان المستديم:
بعد اختيار موقع زراعة البستان الملائم من حيث الظروف المناخية والتربة (لاسيما خلوها من المسببات المرضية والنيماتودا بشكل خاص) ، تجهز أرض البستان جيداً وذلك بحرثها مرتين متعامدتين، ثم تسوى وتخطط الأرض حسب التصميم المحدد مع مراعاة ترك ممرات للخدمة، تحدد أماكن الغراس وتحفر الجور بأبعاد 50 × 50 × 50 سم طولاً وعرضاً وعمقاً ويوضع تراب السطح من جهة وتراب القاع من جهة أخرى.
تقلع الشتول من المشتل ملشاً في شهر شباط وتلف بأكياس من الخيش مبللة للمحافظة عليها من الجفاف.
قبل زراعة الشتول تقلك أطراف المجموع المكسورة والطويلة ويغمس بروبة من الطين والسماد العضوي المتخمر جيداً وتوضع في الحفرة المعدة لها ، يردم التراب حول المجموع الجذري حيث يهال تراب السطح أولاً ثم يليه تراب القاع وتدك الجور جيداً حول الغراس وتروى بغزارة مباشرة بعد الزراعة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه يجب أن تغرس الشتول في الأرض المستديمة على نفس العمق الذي كانت مغروسة عليه في أرض المشتل .
تختلف الكثافة النباتية حسب الصنف وطبيعة التربة وتوفر إمكانية الري بشكل عام ، تتراوح المسافات من 3-6 متر بين الشجرة والأخرى و 5-9 م بين الخطوط أو الصفوف.

الزراعة التحميلية: يلجأ بعض المزارعون في بعض مناطق زراعة التين إلى الاستفادة من المساحات الخالية بين أشجار التين وذلك بزراعة أنواع أخرى من أشجار الفاكهة. فمثلاً تزرع بين أشجار التين الكرمة ذات التربية الرأسية وتطبق هذه الطريقة في سوريا وفي بعض دول أوروبا. بعد ذلك تزال أشجار الكرمة بعد فترة من الزمن قد تمتد عشرون عاماً بعد زيادة حجم أشجار التين, كما يمكن زراعة أشجار التين مع أشجار الزيتون في بستان واحد، كما يستخدم في بعض البلدان مثل كاليفورنيا في الولايات المتحدة نموذجاً آخر للزراعة التحميلية حيث يزرع في البستان بشكل متقارب صنفان من التين أحدهما متأخر وآخر مبكر وبعد الحصول على الصنف المبكر على إنتاج عدة سنوات تزال أشجار الصنف المبكر بعد أن تكبر أشجار الصنف المتأخر ودخولها في مرحلة الإثمار.

خدمة مزارع التين :
العزيق:
تعزق أرض البستان للتخلص من الأعشاب التي تنافس غراس التين على المواد الغذائية والماء وأيضاً لحمايتها من الأمراض والحشرات التي تتخذ من الحشائش عائلاً لها.
ويجرى العزيق في الشتاء وعند إضافة السماد العضوي والأسمدة الشتوية، بحيث يكون سطحياً حتى لاتتعرض جذور الشتول للتلف.

الري :
تتحمل أشجار التين العطش و الجفاف و قد نجحت زراعته في المناطق قليلة المياه بدرجة كبيرة إلا أن كمية المحصول تتوقف بوجه عام على مدي توفر الماء .
ينصح بضرورة توفر المياه خلال شباط و قبل خروج الأوراق حيث تروى الأشجار ريه غزيرة ثم توالي بالري الخفيف أثناء فترة التزهير و خلال الصيف حيث يكون معدل التبخير كبير و يتم الري أثناء تكوين الثمار من نيسان إلى حزيران مرة كل عشرة أيام بالنسبة للأراضي الرملية و مرة كل أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع في الأراضي الطميية علي التوالي، و عند مرحلة نضج الثمار يقلل الري حيث إن كثرة مياه الري تسبب تشقق الثمار و تخمرها و قلة جودتها و بعد الجمع يقلل الري بقدر الإمكان إلي آخر فصل الشتاء.
وقد ثبت أن أشجار التين تتحمل الري بالماء المالح حتى تركيز 4000-6000 جزء في المليون و قد وجد أن الصنف الجيزي أكثر مقاومة من الصنف السلطاني الذي يعتبر أكثر حساسية إذا زاد تركيز الأملاح عن 4000 جزء في المليون، يمكن زراعة بعض المحاصيل المؤقتة في بداية عمر المزرعة بحيث لا تتعارض احتياجاتها المائية في المحصول الأساسي.
و يستخدم نظام الري بالتنقيط في الأراضي حديثة الاستصلاح و يتم الري باستخدام النقاطات و ينصح عادة بعدم تعطيش النباتات أكثر من 24 ساعة و خاصة إذا كانت هناك نسبة من الملوحة بمياه الري أو التربة، و يتم الري بمعدل 4 لتر / ساعة بدل 6 ساعات يومياً و يجب زيادة الري مع كبر حجم الأشجار حيث عند وصول الأشجار إلى عمر 2-3 سنوات يضاعف عدد النقاطات ليصبح 2 نقاط للشجرة الواحدة و خلال 6 سنوات قد يصل عدد النقاطات للشجرة الواحدة حوالي 4 نقاطات.
كما ينصح بإجراء الري عندما تفقد التربة حوالي ثلث ما بها من ماء من السعة الحقلية.

التسميد :
يعتمد بعض المزارعين على عدم تسميد أشجار التين في بادئ الأمر و لكن قوة نمو الأشجار و محصولها و جودة ثمارها يتوقف الى حد كبير على مدي العناية بالتسميد. يضاف السماد البلدي النظيف الخالي من بذور الحشائش و الأمراض بعد خلطه بسماد السوبر فوسفات بمعدل 5 كغم لكل و احد م3 من السماد البلدي .. و يضاف للأشجار الصغيرة حتى عمر 4 سنوات 3 كغم للشجرة الواحدة ثم من 5-10 كغم كل عامين للأشجار الأكبر سناً و يجب خلطه جيداً بالتربة حول الأشجار في محيط دائري مع ملاحظة اتساع هذا المحيط بتقدم عمر الشجرة.
التسميد الآزوتي :
يضاف السماد الآزوتي عادة علي دفعتين الأولى عند بدء تحرك البراعم و بدء انتفاخها و الثانية بعد شهرين من تفتحها – ويضاف بمعدل 100 غم للشجرة من عنصر الآزوت الصافي و تتضاعف الكمية في السنة الثانية حتى تصل إلي 550 غم / للشجرة من عنصر الآزوت من عمر ثلاث سنوات فأكثر.
التسميد الفوسفاتي :
يضاف علي ثلاث دفعات متساوية في آذار وحزيران وأيلول حتى تصل الأشجار إلى عمر خمس سنوات فيمكن إضافته دفعة واحدة في شباط و المقنن السنوي لعنصر الفوسفور و هو 20 غم فوسفور صافي للشجرة عم سنة واحدة تزداد تدريجياً حتى تصل إلى 40 غم فوسفور للأشجار من عمر أربع سنوات فأكثر.
التسميد البوتاسي :
يضاف بالتبادل مع السماد الآزوتي يفصل بينها ريتين متتاليتين و بمعدل سنوي 200 غم من سلفات البوتاسيوم للشجرة تضاعف سنوياً حتى تصل إلى 1200 غم سنوياً للأشجار من 4 سنوات فأكثر مع ملاحظة أنه رغم توافر عنصر الكالسيوم بالأراضي إلا أن هذا لا يمنع من إضافة نترات الكالسيوم مرة كل 3-4 سنوات و كذلك ربع كيلو جرام كبريت قابل للبلل للشجرة يضاف مرة كل أربع سنوات، الأراضي التي يتبع فيها نظام الري بالتنقيط فيضاف السماد الآزوتي بمعدل نصف ما هو متبع في الري بالغمر ذلك علي دفعات من آذار حتى ت1 مع توقف الإضافة خلال تموز و يفضل استخدام كبريتات النشادر 20.5% كمصدر للآزوت. كذلك التسميد البوتاسي بمعدل نصف الكمية المتبعة في الري بالغمر و تكون بالتبادل مع السماد الآزوتي عند الإضافة، أما التسميد الفوسفاتي فتنخفض الكمية إلى خمس الكمية المقررة في الري بالغمر و يضاف علي ثلاث دفعات أذار – أيار – أب للأشجار الأقل من 5 سنوات و دفعتين متساويتين للأشجار الأكبر عمراً (آذار – أيار) و لا ينصح بإضافة السوبر فوسفات مع التنقيط لأنه صعب الذوبان في الماء و يفضل إضافته في المنطقة المبتلة حول الشجرة و لكنها طريقة مكلفة حيث تحتاج لأيدي عاملة، وبصفة عامة يلاحظ ألا تزيد كمية الأملاح السمادية المضافة عن 10 غم في اليوم للأشجار الأقل من 3 سنوات و تزداد حتى تصل إلى 45 غم في اليوم للأشجار الأكبر عمراً و يجب ألا يزيد تركيز الأملاح عن نصف غم / لتر في المحلول النهائي للنقاطات.

التقليم:
يقسم التقليم إلى تقليم تربية وتقليم إثمار:
1- تقليم التربية : يوجد طريقتين:
أ‌- طريقة التربية الطبيعية: وتستخدم هذه الطريقة عادة في الأراضي الجبلية حيث تترك الأشجار تنمو نمواً طبيعياً من غير توجيه باستثناء إزالة الأفرع المتزاحمة والمتعارضة أو المتراكبة بعضها فوق بعض، وكذلك تزال الأفرع المريضة أو الجافة أو في حالة نمو فرعين من نقطة واحدة تقريباً يجب تقليم إحداهما بشدة لإضعافه دون الآخر.
وتمتاز هذه الطريقة بأنها تعطي شجرة قوية لاتكسر فروعها نتيجة الحمل الغزير أو شدة الرياح، لكن للحصول على إنتاج غزير ومنتظم وبنوعية جيدة لابد من تدخل الإنسان في أي طور من أطوار تكوين الشجرة وخصوصاً في الأماكن ذات الظروف المناخية الصعبة.

ب‌-التربية الكأسية: بعد الزراعة، إذا كانت الشتول قوية تحمل أفرع جانبية، نختار منها 3 أو 4 أفرع جانبية موزعة بشكل منتظم حول الساق الرئيسية وهذه الأفرع تمثل الأفرع الرئيسية للشجرة.
أما إذا كانت الشتول غير قوية، تقلم إلى ارتفاع حوالي 80 سم من سطح الأرض وتترك الشتول تنمو على طبيعتها خلال موسم النمو الأول. في الشتاء الأول نختار 3-4 أفرع وتقصر إلى طول 50 سم تزال الأفرع الجانبية الأخرى مع الأفرع الموجودة على النصف السفلي للشتلة مع تقصير بعض الأفرع إلى طرود صغيرة حتى تكون أوراقاً خلال موسم النمو لتظلل ساق الغرسة وتحميها من الشمس. أثناء موسم النمو الثاني ينتخب على كل فرع رئيسي مختار 2-3 أفرع جانبية وهذه الأفرع تمثل الأفرع الجانبية الثانوية.
تختار هذه الأخيرة من الأفرع المتجه نموها نحو الخارج لمنع تزاحم وتكاثف النمو داخل قلب الشجرة. وبنفس الوقت تقلم الأفرع الأخرى لإيقاف نموها وفي التقليم الشتوي الثاني تقصر الأفرع الجانبية الثانوية إلى طول 50 سم وتزال جميع الأفرع غير المختارة التي قلمت قممها خلال موسم النمو الثاني. كما تزال الأفرع الأخرى المتكونة على النصف السفلي من جذع الشجرة وبذلك يتكون الهيكل.

يمتاز هذا الشكل من التربية بما يلي:
1- تكون ثمار الأشجار سهلة القطف وذلك لقلة ارتفاع الشجرة.
2- تكون الأفرع قوية وموزعة بشكل منتظم على محيط الشجرة.
3- تتعرض الثمار للضوء والهواء مما ينعكس إيجاباً على صفاتها النوعية.
في بعض الأحيان تربى أشجار التين على أكثر من ساق، وفي هذه الحالة تغرس عقلتين متعامدتين على بعضهما، وتترك كل غرسة لتنمو بطبيعتها على أن تكون كل واحدة منها في اتجاه معاكس للأخرى. وتعامل كل مها على إنها شجرة مستقلة مع إزالة الأفرع القريبة من سطح التربة والأفرع المتزاحمة وخف بعض الأفرع من قلب الشجرة.
كما يمكن دفع الشجرة إلى تكوين أكثر من جذع وذلك بقص الساق الرئيسي للشتلة بالقرب من سطح الأرض بعد الزراعة وبذلك يتكون عدد من النموات نختار 2-3 نموات قوية متباعدة عن بعضها وتزال النموات الأخرى.
وفي الشتاء التالي يجرى تقليم خفيف لهذه النموات وتترك لتنمو على طبيعتها خلال موسم النمو الثاني. وفي الشتاء الثاني تزال الأفرع القديمة القريبة من سطح الأرض والأفرع المتداخلة والمتزاحمة في قلب الشجرة.

2- تقليم الأشجار البالغة المثمرة:
يتضمن هذا النوع من التقليم إزالة الأفرع المتداخلة والمكسورة والمصابة وإجراء تقليم خفيف بإزالة بعض الأفرع التي يتراوح طولها بين 5-10 سم وأيضاً تقصير الأفرع الطويلة التي عمرها سنة حيث يقص الثلث أو الربع حسب الطول والقطر لتشكيل أفرع حديثة التي تحمل المحصول الأساسي.
إن طريقة إجراء التقليم تتوقف حسب طبيعة وقوة نمو الصنف فإذا كان من طبيعة الأشجار التي ترتفع كثيراً فيمكن تقصيرها بقص الأفرع العالية إلى أقرب فرع جانبي بفرض تنشيط تكوين خشب جديد قوي على الأفرع الرئيسية وتكوين أفرع جانبية تمتد نحو الخارج، أما الأصناف ذات طبيعة النمو المتدلية أو الأفقية فنقوم بإزالة الأجزاء السفلية المدلاة وبقص الأفرع الداخلية لمنع ازدحام الشجرة وتكوين أفرع متجهة نحو الأعلى وذلك لحفظ الشجرة في الحدود المطلوبة.

3- تقليم وتجديد الأشجار المسنة:
نلجأ إلى هذه الطريقة عند كبر سن الأشجار حيث يضعف نموها ويقل محصولها لذلك نقوم بإجراء تقليم جائر حتى تخرج أفرع جديدة صغيرة السن تحمل محصولاً مناسباً في السنة التالية.
تقص الأفرع الثانوية والرئيسية للشجرة على ارتفاع 1-1.5 م من سطح التربة حسب حالة الشجرة حيث تترك الأشجار لتربى وتقلم من جديد كما في الطريقة العادية، كما نلجأ إلى هذه الطريقة من التقليم في حالة الإصابة الشديدة بالحشرات القشرية وسوسة القلف وحفارات الساق وتعذر مقاومتها لشدة الإصابة.

المحصول وجمع الثمار:
تبدأ أشجار التين في إعطاء ثمار في العام الثالث أو الرابع من زراعتها بالمكان المستديم، وفي بعض الأحيان يمكن أن تبدأ بالإثمار من العام الثاني، وهذه الثمار يجب إزالتها وذلك لتوجيه طاقة الشجرة نحو تكوين هيكلها ، تبدأ الأشجار بإعطاء محصول تجاري اعتبارً من السنة الخامسة أو السادسة. تعطي أشجار التين العادية محصولين:
1- المحصول الأول:
وهو ثانوي ويدعى التين الريحي (تين زهر) ويخرج عادة من أطراف الأفرع التي نمت سابقاً في العام السابق وأحياناً من قواعد الأفرع القديمة من براعم ثمرية ساكنة تنمو وتكبر وتكون الثمار مباشرة. وتنضج ثمار هذا الصنف في شهر أيار وحزيران حسب المنطقة .
ونذكر على سبيل المثال: الصنف الخضيري ، الغزلاني، البريغلي. تكون عادة ثمار هذا المحصول كبيرة الحجم، قليلة العصيرية وأقل حلاوة من المحصول الثاني (الأساسي) .
إن نسبة هذا المحصول لاتزيد عن 5-6 % بالنسبة للمحصول الكلي ولايحمل هذا المحصول إلا على أشجار بعمر 4-5 سنوات وما فوق.

2- المحصول الثاني:
وهو المحصول الأساسي تحمل ثماره على النموات الحديثة وتكون ثماره أصغر حجماً من المحصول الأول ولكنها أكثر حلاوة، يبدأ النضج من بداية تموز وحتى بداية فصل الشتاء حسب الصنف ومنطقة الزراعة فالصنف بريغلي مثلاً في الساحل السوري يبدأ نضجه في بداية تموز أما أبكر الاصناف المنطقة الداخلية فهو الزعيبلي إذ يبدأ نضجه في منتصف تموز أما أصناف المناطق المرتفعة التي يزيد عن 1000 متر فيبدأ اعتباراً من بداية تشرين الأول كما في بعض مناطق حمص وريف دمشق والقنيطرة والسويداء.
يقدر إنتاج الأشجار البالغة 15-25 طن في الهكتار من الثمار الطازجة أو 5-10 طن بالهكتار ثمار مجففة وذلك بحسب الصنف والخدمات الزراعية المقدمة للأشجار. وتعتبر ثمار التين أكثر صعوبة بالمقارنة مع ثمار الفاكهة الأخرى ويرجع ذلك لطراوة ثمار التين وتبقى شديدة الالتصاق بالأفرع الحاملة رغم اكتمال نموها وبلوغها النضج المناسب للقطف.
هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن ثمار التين لاتنضج دفعة واحدة لذلك نلجأ إلى جمع الثمار بمعدل 1-2 مرة كل يومين لمدة قد تمتد إلى 80-120 يوم.
يجب قطاف التين في مرحلة النضج الملائم للاستهلاك حيث تأخذ الثمار اللون المميز وبدء ليونة حامل الثمرة ويفضل أن يكون القطاف من بعد شروق الشمس بعد زوال الندى حتى لا تتعرض الثمار للتخمر بعد التعبئة. تجمع الثمار بحذر لمنع خدشها ويفضل ارتداء قفازات قطنية أثناء القطاف لحماية اليدين من تأثيرات المادة اللبنية التي تسيل من الأفرع والثمار ويفضل وضعها في عبوات صغيرة الحجم لتجنب التلف والتخمر.
أما قطاف الثمار لتسويقها جافة فيمكن إبقاءها معلقة على الأشجار وإلى أن تسقط من تلقاء نفسها حيث تجمع لحين التصنيع أو يمكن قطافها عند النضج ونشرها تحت أشعة الشمس حتى الوصول إلى مرحلة الجفاف المناسبة.
إن حفظ ثمار التين طازجة لفترة طويلة أمر بالغ الصعوبة نظراً لطبيعة الثمار، لكن الأبحاث توصلت إلى إمكانية حفظ هذه الثمار لمدة تتراوح 2-3 أسابيع بحفظها بالبرودة على درجة حرارة 0-2 مْ مئوية ورطوبة نسبية 90-95% ويمكن إطالة مدة الحفظ إلى 4 أسابيع بإغناء غرف التبريد بالغازات CO2 أو NO2 بتركيز 20%.
تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة نقل الثمار مباشرة من الحقل إلى غرف التبريد.

تسريع نضج الثمار: لتسريع نضج الثمار يمكن اللجوء إلى عدة طرق نذكر أهمها:

  • يمكن رش الأشجار بمادة الأثيفون بتركيز 250-500 جزء من المليون وذلك قبل جمع الثمار بأسبوع إلى أسبوعين. فقد وجد أن هذه المعاملة أدت إلى نضج الثمار في وقت واحد تقريباً مما يساعد على جمع معظم المحصول دفعة واحدة.
  • يلجأ بعض المزارعون إلى تسريع نضج الثمار عن طريق وضع قطرة من زيت الزيتون على فتحة الثمرة بواسطة قطعة خشب مدببة مثلاً وبعد 8-10 أيام من المعاملة تصبح الثمار جاهزة للقطف.
    إن تنفيذ هذه الطريقة تحتاج إلى عناية ودقة بالعمل ويجب إجراءها في المساء أو في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس وتجنب إجراءها في الطقس الحار لأنه يسبب توقف نمو الثمرة وسقوطها.

عدم نضج الثمار: يلاحظ أن كثيراً من ثمار التين لاتنضج بتاتاً وتظل عالقة بالأشجار حتى تسقط في الشتاء وهي خضراء. ويرجع ذلك إلى بضعة عوامل أهمها مايلي:
1- عدم ملائمة المنطقة لنضج بعض الأصناف بها.
2-شدة إصابة الأفرع بحشرة التين الشمعية أو إصابة الأوراق بالأكاروس أو الفيروس مما يؤدي إلى تساقطها وضعف الأشجار وذلك بسبب قلة أو انعدام الغذاء النباتي المجهز بتلك الأفرع.
3- قلة الماء حول الجذور وقت نمو الثمار كما يحدث في السنين القليلة الأمطار.
4- استمرار النمو الخضري إلى مابعد الصيف وظهور ثمار لاتجد فترة كافية للنضج لانخفاض درجة حرارة الجو الملائمة لنضج الثمار في أوائل الخريف.
5- وجود بعض أصناف من التين التي تتبع مجموعة التين الإزميرلي لاتنضج ثمارها إلا إذا لقحت فهذه تتكون وتسقط خضراء أيضاً في الصيف.

التجفيف: وهذه الطريقة التقليدية الأكثر شيوعاً في العالم لحفظ ثمار التين مدة طويلة ويتم إما في الهواء الطلق بالشمس وتكون الماد المنتجة ذات صفات نوعية جيدة عندما يكون الطقس حار وجاف مع مراعاة التقليب. كما يمكن استخدام أفران خاصة لهذا الغرض وهي طريقة سريعة.
وفي كلا الحالتين يجب أن تكون رطوبة الثمار بعد التجفيف 20-22% وبعد إتمام التجفيف تعقم الثمار في غرف محكمة الإغلاق بمادة بريمور الميتيل ملدة 24 ساعة لوقف نشاط الكائنات الحية الدقيقة ومن ثم إجراء عملية التصنيف والمراقبة الصحية للثمار.

تستخدم ثمار التين في عدة أغراض أهمها:
1- الاستهلاك الطازج : ويشترط في الثمار مايلي:
طراوة اللحم مع تماسكه بحيث لايسمح بتشقق الثمار
لون الجلد الأحمر الفاتح أو البنفسجي أو الأخضر.
يفضل الأصناف التي تحتوي ثمارها بذور طرية أو قليلة البذور

2- الحفظ بالعلب : يجب أن تتوفر بالثمار الصفات التالية:
أن تكون الثمار متوسطة الحجم
أن تكون البذور لينة أو قليلة
لون الجلد أصفر واللب حلو المذاق
أن لاتكون الثمرة طرية أكثر من اللازم عند اكتمال النضج.

3- التجفيف: يجب أن تتوفر الصفات التالية:
أن تكون الثمار كبيرة الحجم.
أن يكون لون الجلد فاتح واللب وردي وحلو جداً
أن تكون البذور قليلة أو لينة.
أن يكون اللب متماسك وقليل الرطوبة عند النضج.

إعداد المهندس: ماهر حسن.
بإشراف: أ.د. سهيل حداد.
كلية الهندسة الزراعية – جامعة دمشق.

لا يتوفر وصف للصورة.
لا يتوفر وصف للصورة.
لا يتوفر وصف للصورة.
لا يتوفر وصف للصورة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏فاكهة‏ و‏طعام‏‏‏لا يتوفر وصف للصورة.
لا يتوفر وصف للصورة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
لا يتوفر وصف للصورة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.