الألبوم ‏”مصوّر رفيق شرف”‏
تمت إضافة ‏‏١٠‏ صور جديدة‏ بواسطة ‏‎Saleh Rifai‎‏ إلى الألبوم: ‏”مصوّر رفيق شرف”‏.
أمس الساعة ‏٥:٣٧ م‏ ·
“مصوّر رفيق شرف”
في العام ١٩٧٨ تعرفت إلى الفنان التشكيلي رفيق شرف بمعية الفنان والناقد التشكيلي فيصل سلطان.
كان شرف ذا شخصية صارمة، له قواعده الفنية، ويشكو عدم وجود مصورين يتفاهم معهم حول كيفية التعامل مع اللوحة… نَمَتْ بيننا صداقة متينة حينها، مبنية على الصدق والثقة، استمرت حتى وفاته في العام ٢٠٠٣.
قررت أن أكون المصور الخاص لرفيق شرف، من دون سواه من الفنانين، ومن دون أجر، ليس بخلاً منه، لا سمح الله، إنما لم يكن وضعه المادي، في ذلك الوقت، يسمح له بتخصيص ميزانية لتصوير أعماله… كنت أقبل منه أن يؤمن لي أفلام السلايد بنفسه، وكان يفضل (Positive films) لدقة ألوانها، ولكونها مفضلة في أعمال الصحافة والطباعة لجودتها، وفي الوقت نفسه كانت تتناسب مع حرصه على عدم تسرب أعماله قبل عرضها.
الصداقة وحدها هي التي كانت تربط علاقتنا، وكنت حقاً سعيداً ومتباهيا بأنني المصور الخاص لفنان كبير كرفيق شرف، ولم أهتم للعروض التي أتتني من بعض زملائه الفنانين لتصوير أعمالهم. كنت أعتذر منهم لقناعتي بأن ارتباطي به كان أخلاقياً بالدرجة الأولى، وهو أيضاً لم يعتمد في تصوير أعماله على أحد غيري.
كنت اتردد باستمرار إلى منزله بداية، ولاحقاً إلى محترفه في المبنى نفس بمنطقة برج أبي حيدر، مرة لالتقاط صور شخصية لزوم النشر والمقابلات الإعلامية، ومرات لتصوير أعماله، حيث كان يفضل أن يوزع صوره وصور أعماله التي أقوم أنا حصراً بالتقاطها.
مع نهضته في التسعينيات، وتحسن وضعه المادي، كان كريماً بعرض بدل أتعاب مالي عليّ، عن تصويري أعماله لسنوات عدة، وكنت أرفض ذلك بشدة، لأنني منذ البداية اعتبرت أن الصداقة هي التي تحكم علاقتنا، لا العلاقة التجارية، إضافة إلى أنني لم أكن محتاجاً، فمهنتي كانت تنتج عليّ ما يكفي.
إلا أن رفيق شرف كان يريد أن يعبر عن امتنانه لي، بأن يهديني من حين الى آخر أحد أعماله، حتى بلغت هداياه عشرة أعمال، أحدها لعنتر وعبلة. وللأمانة، فهو طلب من زوجتي تعهداً، في حينه، ألا تبيعها، بل تورثها لأبنائنا… لكن للأسف، وبعد عشر سنوات من رحيله، اضطرتنا ظروف إصابة زوجتي بمرض عضال، لم تنجو منه، إلى استخدام كل مدخراتنا، بما فيها لوحات رفيق شرف، لتغطية نفقات العلاج.
عندما أستعيد هذه الواقعة اليوم، أتذكر أن ما قدمه صديقي الفنان رفيق شرف لي من لوحات فنية، تفوق قيمته بعشرات الأضعاف كلفة أتعابي عن تصوير أعماله على مدى خمس وثلاثين سنة. إضافة إلى أن هذا الفنان الكبير حقق لي، من ناحية ثانية، بكونه مدير كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية إحدى أمنياتي الثلاث في حياتي، ألا وهي التعليم… ففي العام ١٩٨٤ طلب الاستاذ في المعهد الفنان فيصل سلطان من المدير شرف أن يستحدث في المعهد مختبراً للتصوير، ويعينني لهذه المادة أستاذاً متخصصاً، فوافق رفيق شرف من دون تردد، واستدعاني على عجل، طالباً مني، وبوجود فيصل سلطان، أن أجهز محترفاً للتصوير، وأكون أول أستاذ متخصص لمادة الفوتوغرافيا في الجامعة اللبنانية، فهو يعرف إمكانياتي الثقافية والفنية والأكاديمية.
كان شرف يعشق التصوير، حتى أنه قبل وفاته طلب مني مساعدته لاقتناء كاميرا احترافية، حيث كان يتأبطها مسروراً متباهياً، عند جلوسه في ركنه الخاص بمقهى “السيتي كافيه”.
في العام ٢٠٠٣، وبمتابعة من مدير معهد الفنون في حينه المهندس محمد عطوي، تألفت لجنة لإحياء ذكرى الأربعين لوفاة مدير المعهد والفنان المبدع والمميز رفيق شرف، من رئيس قسم الديكور الأستاذ عادل عويني والاستاذ محمد شمس الدين وكاتب هذه السطور. وتحت عنوان “تحية إلى رفيق شرف” قدم الفنان الصديق الراحل محمد شمس الدين أعمالاً فنية عن رفيق شرف، أما أنا فقدمت مجموعة أعمال تمثل رفيق شرف والحداثة الرقمية، إلى جانب بعض صوره الشخصية التي التقطتها له خلال مسيرته، مع نص عبرت فيه عن مشاعري نحوه. وأقمنا بهذه الأعمال معرضاً في قصر الأونيسكو، ضمن احتفالية تكريمية نفذت بأسلوب مسرحي رمزي، تخللها أيضاً عرض فيلم عن الراحل.
ومنذ ذلك التاريخ، وللأسف، عجزنا عن القيام بأي تكريم رسمي يليق بأكرم وأصدق فنان ورفيق… كله شرف.
تهافتت عليّ هذه الخواطر، وأنا أقرأ باستمتاع عن أخلاق “حلاق بيكاسو”، النادرة، التي من الصعب أن يمتلكها سواه… لكن الشيء بالشيء يذكر!!

Rafik_Cahara

painter_rafik_charaf

Faycal Sultan
Ahmed Bazzoun
Dima Raad
Raed Charaf
Lida R. Charaf
Adel Oueini

arts

fineart

painter

photographers

digitalart

الفنانرفيقشرف

فنالتصويرالضوئي

فوتوغرافي

مصورون

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.