سمية الدخيسي.. عندما يحترف الجنس اللطيف فن التصوير

سمية الدخيسي.. عندما يحترف الجنس اللطيف فن التصوير

 سمية الدخيسي مصورة تقطن بمدينة آزرو، بينما أصولها تعود إلى مدينة الراشيدية، بدأت في سن مبكرة إلتقاط الصور، ودخلت هذا المجال بحب كبير، حيث تحاول من خلاله معالجة مجموعة من المواضيع، إضافة إلى إبرازها بعض الظواهر الطبيعية عن طريق عدستها.

للتعرف على سمية أكثر، “الخبر البريس” أجرى معها الحوار التالي:

كيف بدأت علاقتك مع التصوير؟

كنت على علاقة وطيدة مع الكاميرة منذ صغري حيث كنت التقط صورا للعائلة.. ومع مرور الوقت إرتأيت بعد الباكلوريا أن أدرس إختصاص “l’infographie et multimédia” ما جعلني ارغب في اقتحام هذا العالم بشكل رسمي.

هل كان بحوزتك كاميرا محترفة في البداية؟

لا, بدأت بآلة تصويررقمية عادية..

هل يوجد أحد من أفراد عائلتك ملم بمجال التصوير ما جعلك تحبينه؟

لا أحد من أفراد عائلتي يجيد التصوير، إلا أن والدي كان يحب الرسم كثيرا وأنا أيضا، ربما لأنهما قريبين بعض الشيء من بعضهما.

هل تتذكرين كيف بدأت في هذا المجال بشكل رسمي وإحترافي؟

نعم أكيد، اقتنيت آلة تصويرمحترفة منذ اربع سنوات وفي كل مرة أخرج فيها لالتقاط الصور يزيد عشقي لهذا المجال كونه يقربني من حياة الناس على اختلافهم.

هل مجال التصوير يحتاج أكثر للسفر أو يمكن الإكتفاء بالمكان الذي تتواجدين به؟

يمكن إلتقاط صور ومعالجة مواضيع كثيرة في مكان واحد إلا أنه لا بد من السفر برأيي لما له من حافز يدفعني أكثر للتعرف على ثقافات اخرى.

إنطلاقا من مجموعة الصور التي تنشرينها عبر حسابك الرسمي عبر مجموع صفحاتك على مواقع التواصل الإجتماعي”فيسبوك، أنستغرام” يتبين أنك تميلين أكثر للطبيعة عوض المدينة، هل هذا صحيح؟

فعلا، وبدون شك، أحب أكثر تصوير الطبيعة النائية عن المدينة بكل مكوناتها كما أحب تصوير البورتريه وأحيانا حياة الشارع لكن ليس كثيرا.

كيف ذلك؟

في تصوير الطبيعة يجب مراعاة وجود الأرض، السماء والماء فالمزج بين هذه التكوينات الطبيعية بزاوية وإضاءة معينة يعطي المصور نتائج مبهرة.

سبق لك أن إلتقطت صورا جميلة لبعض المناظر الطبيعية، كيف قمت بذلك؟

لتصويرالمناظر الطبيعية يجب على المصور كيفما كان ، المراقبة عن كثب أوقات الغروب أو الشروق مع وجود السحب ومراقبة تحركها وتكون الظلال وما إلى ذلك…

هل تجدين صعوبات في إلتقاطك الصورالتي تريدينها بسبب جنسك، أي كونك إمرأة؟

ضروري من الصعوبات إلا أنها ليست كثيرة، أما بخصوص كوني إمرأة ففعلا تبقى نظرة الناس لك كأنثى خاصةً وللكاميرا عامةً.. نظرة “ناقصة”، وأحيانا تصل إلى مستوى الإستغراب والتعجب، كما أن هناك من يفهم في أغلب الأحيان الغرض من إلتقاطي للصور هو لعوامل سياسة أو لغرض مصلحة ما.

قلت على أنك تفضلين إلتقاط بورتريهات فكيف تقنعين الشخص الذي أمامك؟

(تضحك) لا أخفيك سرا، في بعض الأحيان فورإلتقائي بالناس أنسى صراحة مبتغاي كوني أدخل معهم في مناقشات وأحاديث بعد جهد وعناء خصوصا الذين أحدثهم بالأمازيغية، لأنني لا أجيديها كثيرا رغم أنني “شلحة”، معبرة عن ذلك بقولها:” نسولهم ويسولوني حتى على أشياء غير جدية وكنجاوبهم كنتصور معاهم سيلفي باش تبقى ذكرى عندي”.
بعد ذلك أتذكر أنني في حاجة لإتقاط صور لهم “بورتريه” فأقترح عليهم الفكرة، هناك من يرحب بها وهناك من يتهرب بحجة أنه ليس جميلا أو جميلة، بقولها:” كيقولو لي راه مافي مايتشاف وسناني طايحين اش غادي تصوري فيا واخا هما بالعكس كايكونو زوينات ودكشي لي كنقولهم.. كنقولها بالعكس راكي زوينة وداك الوشام لي معجبكش راه زايدلك الزين”.

ما هي أهم قاعدة تعتمدين عليها في تصوير البورتريهات؟

أهم شيء في التصوير هو ضرورة إنسجام المصورمع بيئة الشخص الذي أمامه والتصرف مثله تماما كي يحصل توافق بين الإثنين، لكن أن أصور دون علم أو موافقة الشخص مستحيل إلى منعدم، فعلا أنا هدفي الرئيسي هو إلتقاط الصور لكن برضى الأخر وفي حالة الرفض القاطع أعتذر للشخص “وكنخليه على راحتو” .

من من المصورات المحترفات اللواتي يلهمنك كثيرا؟

أحب كثيرا صور المغربية ليلى علوي رحمة الله عليها، والأمريكي “Steve McCurry”، والأمريكية “Vivian Maier”.

ما نصيحتك للمصورين المبتدئين؟

نصيحتي هي أن يبقى الشخص الملم بالتصوير مصرا على إلتقاطه الصور وأن لا ينتظر إلى أن تتوفر لديه أحسن المعدات، بل العكس، الأساس في كل هذا هو الإستمرارية، وأيضا عليه أن يتميز بقدرته و قابلية التأقلم مع المكان الذي يصور فيه، مع ضرورة إندماجه مع الأشخاص كما ذكرت من قبل، ويحاول ما أمكن التعامل ببساطة ولباقة وأن يبقى مبتسما دائما “ماشي معبس”.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.