ـ 2 ـ
الإمبراطور كاراكلاّ Caracalla
( 211 ـ 217 ) م


تركَ سيفيروس المُلْكْ من بعده لولديه كاركلاّ وجيتا Jeta اللذين سبق أن أشركهما معه في الحكم وأعطاهما لقب ( قيصر ) وذلك تفادياً من تغلُّب أحدهما على الآخر بعد وفاته , فحكما البلاد معاً سنة 211 م حوالي سنة واحدة ، وإن الضغينة كانت في قلب كل واحد على الآخر، لكن والدتهما جوليا كانت تُصْلِح بينهما باستمرار فلم يطل الأمر على هذا النحو وأثاء عتاب بينهما وبحضور والدتهما هجم كاراكلاّ على أخيه جيتا وفتك به سنة 212 م . ورأت والدته أن تقف إلى جانب إبنها كاراكلاّ وهو في ريعان الشباب ولم يتجاوز عمره 23 سنة ، الذي حملَ إسم كاراكلاّ لأنه كان يرتدي الكاركال وهو رداء سوري يُشبه العباءة . ولعبت والدته دور الوزير الأمين خلال العامين 214 ـ 215 م ،ومن أعماله إنه أنشأ الرواق والعرَصة أمام الهيكل في بعلبك وأصدر القانون الذي منح بموجبه الجنسية الرومانية لكل سكَّان الإمبراطورية ، فأدّى ذلك إلى إملاء الخزينة بالرسوم التي تقاضتها الإمبراطورية من الجميع الذين كانوا يؤدُّونها بطيبة خاطر لحصولهم على الجنسية الرومانية ، وكان يمدّ يد العون لكل من يلوذ به ، وبالرغم من حسناته فإن ضميره كان يوبِّخه على قتل أخيه جيتا . وقتل الفقيه بابنيانوس وهو في عمر 37 سنة ،وعيَّن أولبيانوس Ulpianus (وهو من مواليد بيروت أو صور وتلميذ بابيانوس )مستشاراً له ورئيساً على الحرس وكان كاراكلاّ كثير التجوال في الولايات التابعة لإمبراطوريته . وفيما كان يحاول إخضاع البرثيين في الشرق ، اغتاله رئيس الحرس مكرينوس في الرها شمال سوريا سنة 217 م . وأرسل رماده إلى أمّه التي استقرّت في أنطاكيا وحزنت عليه وامتنعت عن الطعام حتى توفّيت بنفس العام ثم أعيد رفاتها إلى المقبرة الإمبراطورية (أوغست ) في روما باحتفال مهيب برعاية وتدخُّل أختها جوليا ميسا وخلّدت روما إمبراطورها كاراكلاّ بإنشاء الحمّامات الكبيرة على إسمه التي مازالت آثارها قائمة وتتّسع لـ 1600 زائراً .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.