من أرشيف صحيفة الثورة

ثقافة
الثلاثاء 27-6-2017
سلوى الديب

يعتبر علماء الآثار أن سورية ايقونة الشرق , تشكلت فيها أقدم الحضارات وكانت نقطة انطلاق البشر نحو الحضارة من حيث توجههم للاستقرار وانشاء أول مدن في التاريخ ومن حيث اكتشافهم أول ابجدية وقامت ببناء حضارتها عن طريق التجارة ولابد أن تترافق الحضارة بحلي وملابس تناسب كل عصر.

‏‏

قامت مديرية الثقافة بحمص باستضافة الباحثة في آثار سورية روكسانا كاسوحة لتسلط الضوء على الحلي والنقود والمراحل التي مرّت بها سورية في هذا الاتجاه من خلال محاضرتها «الحلي والنقود في التراث السوري القديم» نقتطف بعضا مما ورد في محاضرتها:‏‏

تعد سورية موسوعة حضارية وتاريخية نتيجة لتنوعها وارثها الثقافي الممتد عميقا في التاريخ , منذ العصور الحجرية مروراً بالحقب في الفترات الزمنية المتعاقبة حتى وقتنا الحاضر , وإن الاستمرار والديمومة المذهلة لحضارتها منحتها دوراً هاماً على الدوام في مختلف ميادين الحياة, فكانت بحق موطنا رائدا للثقافة والتنوع الثقافي.‏‏

‏‏

وتعتبر الملابس إحدى أهم الاحتياجات الحياتية , وأحد أدق مقاييس رقي الأمم ليعبر عن المستوى الذي وصلته حضارتها المادية من انتعاش اقتصادي وفني وتجاري.‏‏

وتزودنا اللقى الأثرية المكتشفة عبر تاريخ سورية الطويل بالكثير من أنواع وأشكال الملابس والأنسجة من صوفية وكتانية وقطنية وحريرية وجلدية والأزياء المتنوعة بتنوع الأغراض والمناسبات والفصول للنساء والرجال في حياتهم اليومية واحتفالاتهم الدينية والاجتماعية بما تحمله هذه الملابس من تفاصيل ونقوش وزخارف وما تعكسه من تأثير متبادل في المناطق المجاورة.‏‏

كان الزي الديني عبارة عن زي صوفي يسمى الكوناكس يرتديه القائمون على خدمة المعابد في مواقع ماري وتل الحريري ودير الزور في الألف الثالث قبل الميلاد , وقد عثر على تماثيل جصية لمتعبدين يرتدون هذه الملابس.‏‏

‏‏

أما الزي الحربي فعثر على تمثال من البازلت لجندي يرتدي درعاً مع ثوب قصير ورداء معلق بالكتف بمشبك وتمثال آخر من البازلت لربة النصر ترتدي ثوباً طويلاً فوقه رداء قصير بثنيات مشدود بحزام وشعرها مصفف ومتوج تعلوه الخوذة الحربية.‏‏

وقد عثر في تدمر على لوحة لعشتار ولوحة جنائزية تظهر فيها ملابس تلك المرحلة وعلى تماثيل لنماذج من ملابس من إيبلا وملابس أوغاريت ومملكة ماري والمشرفة، وكذلك ملابس الفترة الرومانية والبيزنطية ونماذج ملابس الفترة الإسلامية وقد عثر في تدمر على نماذج من نسيح الحرير الصيني…‏‏

مما يدل أن مجموعة الحلي المكتشفة عبر تاريخنا الطويل تظهر الولع الشديد لدى النساء بالحلي ورغبتهن بالتزين في حياتهن اليومية كما في الاحتفالات والمناسبات على أهمية الحلي في جميع المجتمعات السورية، ومن الواضح أن هذه الحلي والمجوهرات صنعت من الأحجار الكريمة والأصداف والعاج و المعادن الثمينة كالذهب والفضة ويلاحظ أن المجتمع التدمري وصل لحدّ البذخ الكبير والترف في التزين بالحلي , وقد تفنن وأبدع الصناع في صياغتها ودقتها وجمالها.‏‏

وقد عثر على شواهد جنائزية لسيدات أو أميرات في تدمر يتزين بالقلائد والخواتم والأساور والأقراط في القرن الثاني الميلادي.‏‏

واختتمت الباحثة محاضرتها بعرض العديد من الصور لنماذج أساور ذهبية مرصعة بالياقوت ومجموعة حلي ذهبية وفضية من سورية خواتم وأقراط وعقد من الذهب فأذهلت الحاضرين بجمال الحلي في ذلك الزمن.‏‏

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=1738442902017062623550919250301_2023732644524918_1361489854_o 19369064_2023732647858251_688965223_o 19369543_2023733051191544_810238899_n 19369895_2023732867858229_900763486_n 19389419_2023732687858247_612787330_n