أقام الشعر في مدينة حمص منذ سكنها عبد السلام بن رغبان أو ديك الجن الحمصي مدينة الشعر، ربما يكون لديك الجن وقصته الوجدانية والشعرية مع حبيبته أثر واضح في حالة الحب التي

لاتزول في حمص، حيث اقتدى به شعراؤها فعزفوا على القلوب بأروع الأنغام، ونحن اليوم أمام مهرجان شعري بعنوان «مهرجان تشرين الشعري» الذي أقيمْ بالتنسيق بين فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب وكلية الآداب بجامعة البعث لمدة يومين متتاليين تضمن المهرجان العديد من النماذج الشعرية الوطنية والغزلية.‏

فافتتح المهرجان بكلمة لرئيس فرع اتحاد الكتاب بحمص عبد الرحمن بيطار تحدث عن ضرورة التعاون بين كلية الآداب وفرع اتحاد الكتاب كونه الساحة الأساسية لمختلف الفنون الأدبية والتي هي محور اهتمام اتحاد الكتاب.‏

الشاعر الدكتور غسان لافي طعمة كانت مشاركته مميزة تباينت بين الشعر الحر والعمودي فتغنى بشوق وحنين لقريته ولأشجارها وعصافيرها وأزهارها بلمسة حزن واضحة بقصيدة (أشواق) ولم ينس الشهيد البطل عصام زهر الدين بقصيدة مميزة بعنوان «الشهيد» تفخر ببطولته وإقدامه وعدم مهابته للموت:‏

حمل الروح فوق كفيه نسراً‏

يتسامى، فتضمحل البيدُ‏

وغدا الدرب شعلة من ضياء‏

تتلظى،فيستغيث الحديدُ‏

شارك فراس فائق دياب بعدة قصائد نثرية بلغة بسيطة سهلة منها «مستطيل ألق»:‏

أضمرت غيمتي كل هذا الورق‏

من يقايضه….من يقايضني‏

برسوم رفاقي وصورة أمي‏

وتألق الشاعر الدكتور محمود عزو الحسن بقصائد غزل لامست شغاف القلب، فغنت القلوب معه ورقصت وكانت من الشعر الحر, وكان تأثره بأشعار نزار قباني واضحاً،‏

ولم تعد قصائده أكثر من أحلام شاعر حالم /جنون – خاتمة النساء – من شرفة ثغر/ بتفاعل واضح من الحضور الكثيف في القاعة قصيدة جنون:‏

تعيرني كبرتُ ولست أدري‏

بأن العمر يحبُ بالسنين‏

وبي لهباً وإعصار وثلج‏

جاءتنا من طرطوس تحمل قصائد حب برائحة نسمات البحر العليل إنها لينا حمدان، شاركت بعدة قصائد نثرية «تحية الصباح – لوحة – خلق» من قصيدتها «تحية الصباح» التي تلونت بخلجات شوق وحنين لمدينة حمص:‏

وهفت حجارة حمص‏

تحضن دمعتي‏

وهفوت أحضنها بأهداب‏

تألق الشاعر طالب هماش بحضوره وشارك بعدة قصائد من الشعر الحر من مجموعته الشعرية «شباك الموسيقا» تنوعت بين الحزن والشجن،الفرح والأمل:‏

قبل الليل وبعد الليل،صوت البئر‏

منذ زمان وأنا أسمع في هذا الليل العنين..‏

رجع بكاء آت من جهة البئر‏

يناديني إن غنت‏

وأكد الشاعر عبد النبي تلاوي على أهمية المهرجان كونه تظاهرة ثقافية كبير من خلال الحضور اللافت للمهرجان, شارك بعدة قصائد من الشعر الحر غلب عليها الحزن منها «رحيل،هجر, الشاعر، عودة السنونو» ومن قصيدته «حوارية بين عاشقين»:‏

وأنت حبيبي‏

وأنت الدموعُ بعيني حين يطول الغياب‏

وأنت حنيني إلى الماء والكون حولي سراب‏

في اليوم الثاني قدم الشعراء الراقي دائما محمد بري العواني فكان أبرز المشاركين الشاعر الكفيف البصر النافذ البصيرة محمد عبد الحدو قدم عدة مقطوعات عذبة المعاني ولكنها أقرب للنثر «بطاقة أنا في حمص» و«اعتذار إلى حبة العنقود» قال:‏

إهداء لابنتي صفاء ذات الثلاث سنوات عندما سألتني بابا لماذا لا تراني ؟ قلت لها: أراكي مثلما أرى كل الأطفال في الوطن العربي من الأشعار ما كتب واستعذبي ما رقَّ أو عذب قولي من الأشعار أروعها ثم ارفضي…‏

وقدم الشاعر عبد الكريم يحيى عبد الكريم عدة نماذج شعرية من الشعر الحرمنها غزلية ووطنية بعنوان النرجس العاشق وتقاطعات مع محمود درويش ودقيقة صوت ووداعا دمشق.‏

عبر الشاعر محمد علي خضور عن سعادته بهذه المشاركة فقدم عدة مقاطع شعرية نثرية بإحساس عميق ومناجاة للماضي كاف ونون، ليل ولا أنت، دمشق.‏

وكان للشعر المهموس حضور من خلال ريما خضر بعذوبتها الأنثوية وحضورها قدمت: ما غاب، من يشرح قلبي، أغنية على الرصيف، على سبيل الزنبق، أشواك ناعمة.‏

وتألق كعادته أمير الشعراء حسن بعيتي فقدم عدة مقاطع من الشعر الحرّ منها ثلاثيات: يمرُّ عمري أمامي، لا أصيح ُ به، إني سأخسر عمري حين أحرسه.‏

واختتم المهرجان الشاعر المتألق محمد الفهد الذي تميز بحضوره وتقديمه للشعراء في اليوم الأول فشارك بعدة قصائد منها ما قاله وادي بحمدون.‏

التقينا على هامش المهرجان مع الناقدة سحاب شاهين: كان المهرجان متنوعا مع خصوصية لكل شاعر ونلاحظ تفاوت مستوى الشعر بين الممتع والمتوهج وبين المنطفئ الخابي والتقليدي، فكان منهم الجيد ومنهم العادي حيث لم تتجاوز تجربتهم الصور التقليدية، وتأثر بعضهم بجمل محمود درويش وأخر بنزار قباني من خلال استعارة مباشرة لعباراتهم فكانت مشاركاتهم أقرب للشعر العادي فتوهج البعض أحياناً فكانت بعض المقطوعات الشعرية بمستوى أعلى من غيرها ما أضفى جمالية شعرية وموسيقية وأعطى جمالية الصورة.‏

مقالتي بجريدة الثورة http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=91724022820171123214008