ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏ليل‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏‏

الفنان المصري أحمد شحاتة Ahmed Shehata..

ملك اللون الأحادي ..حينما يعزف سمفونية الأبيض والأسود بسلَّم التدرجات الرمادية..

بقلم المصور : فريد ظفور..

  • وراء الأكمة في حديقة المصورين..يحمل في ثنايا القلب الضوئي أغنية فوتوغرافية..ويتلو في دجى ظلام عينيه بعض قصائد الإبداع الأحادية اللون..فيمنحنا من طعم الغيث المعرفي بعد مواسم العطش الفني ..دفئاً من قرص الشمس الفوتوغرافي..يحمل بطاقة السفر ويخترق كل حواجز الموانيء..وصوره تصير منديلاً ..تصير حمامة بيضاء ..قنديلاً على شباك عشاق الأبيض والأسود..فهل يجيد العشق خلف شواطيء الغربة ..وأشرعة الحنين تناديه..ليضسء من فنه وعبر ضباب هذا الليل الكانوني كل مفارق الطرقات وكل منائر الأفق الثقافي ..وينادينا بأن نعود كما الوشم أيام الزمن الجميل بالفيلم الأبيض والأسود لنتعمد في محراب عشقه الأحادي..لنبحث بين جدائل الفل والحبق والياسمين الشامي..لنقدمها لضيفنا الكبير الفنان أحمد شحاتة..
  • الأبيض والأسود حينما يتحول إلى عشق عند الفنان أحمد شحاتة..فعندما شمر عن ساعديه وحمل كاميرته وراح يرصد جوانب اللقطة وتكوينها وتضادها اللوني وتدرجاتها الرمادية التي ما برح يعزفها على سلم التدرجات الرمادية بحرفية وتقنية عالية تعود بنا إلى الزمن الجميل أيام الفيلم الأيض والأسود والفيلم الملون..فقد كانت تعتبر من الأسرار معرفة فن التصوير العادي والملون وكان حكراً على طبقة معينة لاتسمح لأحد من معرفتها أو الإقتراب منها..ناهيك عما يجري في معمل التصوير من عمليات تحميض للأفلام وطبع وتكبير للصور وما قد تسلتزمه هذه الخطوات من عمليات أخرى للصور السلبية أو الموجبة لإصلاح ما يحتمل أن يقع فيه المصور من أخطاء مثل الرتوش في النيجاتيف والبوزاتيف وغيرها..
  • يوم كان المصور يقوم بأعماله الفوتوغرافية منذ وضعه الفيلم فيكاميرته ومروراً بتصويره ومن ثم تحميضه وطبعه وتكبيره وتجهيزه في إطار ليكون جاهزاً للعرض ..ولا يستطيع أي شخص العمل في تلك الظروف الصعبة الماضية التي كابدها المصورين من تعلمهم تراكيب المواد المظهره ومواد التثبيت والمواد المعتدلة أو حمام الإيقاف المؤلف من حامض خليك بتركيز 28% ويمكن إضافة سلفات الصوديوم….فيكون لديه فكرة عن المظهر الخاص بالورق والخاص بالفيلم وتركيبته تتألف من ميتول وسولفيت الصوديوم وهيدروكينون وكربونات الصوديوم والبروميد أو البرومير مع الماء وبدرجة حرارة معينة وحسب درجة الحرارة ونوع الحمض قاسي أو طري ..للبورتريه أم للطبيعة.. ..ثم محلول التثبيت المؤلف من هيبو ( محلول سلفيت الصوديوم) ومن بيسلفيت الصوديوم طبعاً مع الماء وبدرجة حرارة معينة  …وهناك حمض خاصة بالورق وأخرى للفيلم ويجب أن يتم العمل داخل غرفة مظلمة ومانعة للتسرب الضوئي ويوجد لمبة صغيرة بإستطاعة 15 واط في العمل بالورق وأخرى خضراء أثناء تحميض الأفلام..ويمكن أن يكون التحميض في تانك ويوضع فيه الحمض ثم الماء ومن ثم المثبت..ولا ننسى ميزان الحرارة والسخان وصندوق الطبع الملامس والمكبر والنشافة أو الطنبور والملاقط والجاطات والعلاقاط والقشاطة لمسح الماء عن الأفلام وربما يكون خزانه للتنشيف عند رجة حرارة معينة..وأما الفيلم الملون فمواده مختلفة وأوراقه مختلفة ويحتاج لعمليات كيميائية معقدة ولمخابر غالية الثمن على المصورين الهواة..وأما الآن فأضحى بين يدي الجيل الحديد إمكانية العمل بعيداً عن المواد الكيميائية من خلال كاميرا الديجيتال وبعض الإعدادات فيها..وكذلك من خلال البرامج التي يتم التعديل فيها مثل الفوتوشوب وغيره..
  • بالرغم من أن الفنان أحمد شحاته صليل إرث فني بصري عريق من أم الدنيا مصر..حيث كان الكثير من الرواد ممن أرسوا قواعد المجد الفوتوغرافي في مصر والوطن العربي..ولعل رائد التصوير والمعلم للكثير من المصورين العرب الأستاذ عبد الفتاح رياض الذي ألف العديد من الكتب عن الفن الضوئي عن الفيلم والكاميرا والإضاءة والعدسات والتصوير بالأشعة غير المنظورة وتصوير المستندات والتصوير الملون وأغنى بذلك المكتبة العربية التي كانت تفتقد للكثير وجاء جهده وأعماله لتبني قواعد وأسس الفن الفوتوغرافي العربي..وبعد أن تعمد الفنان أحمد شحادة في معمدان الفن المصري السليل من الحضارة الفرعونية إنتقل ليتابع تحصيل الفن وشرب لبناته من عاصمة الصولرة من إمارة دبي التي تقيم الورش والروس والمسابقات في معظم الإمارات ولكن لمسابقة وجائزة حمان للتصوير في دبي وقع آخر وبصمة مميزة بدأتها منذ ماينيف عن السبع سنوات من العطاء الفني في عالم الفوتوغرافيا والتي أصبحت جائزة عالمية تستقطب الفنانين والأساتذة والمصورين من شتى أصقاع المعمورة..كل هذه العوامبل صقلت موهبة الفنان وجعلته يتقدم بسرعة ويسير على سكة النجاح الفني والتقني ليحقق الإنجاز تلو الإنجاز والنجاحات العالمية..وهكذا يعتبر الفن الأحادي والملون من أقدر الآثار الفنية التي تمثل علاقة الأستاذ أحمد بالبيئة وبتصوير العادات والتقاليد والآثار وحركة الشارع وتصوير الطبيعة والاند سكيب..ليثبت للقاصي والاني ولمتتبعيه على صفحاته في مواقع التواصل بأنه نجم فوتوغرافيي لا يشق له غبار..أثبت مقدرة عالية وخساً فنياً عالياً على تقديم أعماله بحرفية متميزة جعلت عدسته تقدم أبهى اللوخات الفوتوغرافية البصرية وبتكوين جميل وبفلسفة خاصة لقراءة فنه الضوئي الأحادي,,
  • شمر الفنان أحمد عن ساعديه وحمل كاميرته وراح يرصد جوانب الحياة المدنية التي يعيشها في عاصمة الصورة إمارة دبي..ويعامل مع كوادره الضوئية وموضوعاته بكثير من العمق والموضوعية ويتعامل مع الوثيقة والأرشفة بحرفيته العالية التي حولها لمقولة شاعرية فوتوغرافية بالألوان وتضادها وباللون الأحاي وتدرجاته الرمادية..ومن ثم يحول صوره الوثائقية إلى مقولة ضوئية..وإستطاع المبدع أحمد أن يشد الإنتباه لأعماله مقدماً روائعه بالأبيض والأسود الذي عشقه حتى الثمالة..بحيث غدى تحفة ضوئية توثيقية  تسجيلية فنية بصرية ..وأضحى إسم المصور شحاته يحتل مكانة بارزة في دنيا وذاكرة نقاد الفوتوغرافيا ..لأنه يتعامل مع كوادره وصوره بموضوعية نادرة وحيادية عذبة ..لا يمسها سوى التطرف في حبه للأبيض والأسود..حيث إستلهم التاريخ وعاش سطوره ولحظاته الإبداعية.. مستخلصاً الدروس والعبر التي تحولت إلى عبر ومقولات فلسفية تأكدت بمشهدية رائعة..وفق حياكة تشكيلية وتكوينية جميلة وصافية وعذبة على المشاهد والمتابع لأعماله..وكان يُصّر على ترابط بين الموضوع والقضية الفنية من أجل إثراء وتحقيق الهدف الذي يريد الوصول إليه..متجاوزاً التسجيلية والأخبارية إلى العمق والتحليل ورصد التطورات التي رافقت تجارب الآخرين ..لتأتي صوره كنتيجة حتمية للتجربة العريضة التي خاضها المصور الفنان أحمد شحاته..بمنهجية متفردة بمنح اللون الأحادي النبض والخصوصية لتحريض المشاهد والمتابع لصوره للإستفادة من تجاربه ..
  • صورة وينطلق جنون الإبداع ويبدأ تألقه المدجج باللوحات الشاعرية..فحين تمتشق الولادة خبزها الفني الضوئي اليومي من رحم الإرادة البصرية والتحدي والشموخ ..كأن خارطة التميز وحدها هي البلسم لجراج الفنانين المحترفين..لتصبح صرخة الإيمان بالحق الفوتوغرافي المقدس في مواجهة التخلف البصري..من هنا ندلف للقول بأن الفنان الأستاذ أحمد شحاتة..القادم من أرض الكنانة إلى جنة الخليج ..قد أصبح هو الفعل المدجج بالإبداع والتألق وتحول من معجم الصمت إلى ميادين التحدي ليقدم للعالم ولعشاق الفن الضوئي أمثولة الفنان المكافح والرذين ..لايعبأ بشيء فصوره عرس سماوي ونزف تكويناته الفنية وحي للقصائد الضوئية..وندلف للقول بأن المبدع أحمد شحاتة يستحق التقدير والإحترام لما قدمه في خدمة الفن الفوتوغرافي العربي والعالمي ..

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان أحمد شحاتة ـــــــــــــــــــــــــــ

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏ليل‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏
أحمد شحادة
العمر 47 عاما.
يعمل في مجال الخدمات اللوجيستية في الرعاية الصحية.
كان يحب الرسم منذ الصغر وعندما إبتعد عنه لظروف متعددة رجع اليه من خلال الكاميرا..
ولكن البداية الحقيقية كانت خلال عام 2011 ..
عندما بدأ يقرأ ويدرس في فن التصوير ..
يحب من فروع التصوير … ال لاندسكيب… سيتي سكيب… البورتريه.. وحياة الناس …
اما عشقه للاحادي فغير نهائي…
نبذة مختصرة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏ناطحة سحاب‏، و‏ليل‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.