التصوير الفوتوغرافي الرياضي موهبة أم صناعة؟

لست خبيرا ولا ملما كثيرا بالتصوير الفوتوغرافي الرياضي ولكن شدني كثيرا كثرة هؤلاء المصورين في ملاعب كرة القدم في الفترة الأخيرة حتى اصبحت اعدادهم في ازدياد بشكل ملحوظ.

¿ في السنوات الماضية اقتصر التصوير في ملاعب كرة القدم على المصورين العرب والأجانب بشكل كبير وكان تواجد السعوديين بشكل محدود جدا.

¿ والآن الوضع اختلف تماما واصبح السعوديون هم الأكثر تواجدا في ملاعبنا واصبح تواجد العرب والأجانب قليل جدا ولا نعرف سر توجه الكثيرين للتصوير وهل لمواقع التواصل الاجتماعي دور في دخولهم في هذا المجال.

¿ هؤلاء المصورون كل منهم يتبع جهة معينة فهناك من يتبع ناديا او صحيفة او موقعا معينا ولكن هناك مصورين خاصين لبعض اللاعبين فهم يأتون الملعب لتصوير هذا اللاعب فقط وهذا اللاعب هو من يتكفل بكل مستلزمات التصوير له.

¿ احيانا يراودني سؤال: هل التصوير الفوتوغرافي الرياضي هو موهبة وتتطور بالممارسة ام انها صناعة مكتسبة وبإمكان اي شخص ان يتعلمها ومع مرور الوقت يبدع فيها.

¿ عندما نشاهد هذا الكم الكبير من المصورين في الملاعب يتردد في اذهاننا سؤال آخر: هل المصور يجب ان يجتاز دورة معتمدة في التصوير من وزارة الإعلام حتى يتم اعتماده مصورا؟ ام ان الموضوع شراء كاميرا وانتهى الموضوع!.

¿ وهل المصور الفوتوغرافي يجب ان يكون مارس سابقا لعبة كرة القدم حتى يكون مبدعا في التصوير لالتقاط صور مميزة أم ان هذا الأمر ليس شرطا مهما في تميزه.

¿ نعرف ان هناك اشخاصا منذ زمن بعيد يعشقون التصوير ومغرمون به وهذا الشيء نلاحظه عند الكثير منهم ولكن ما سر اقبالهم على التصوير في كرة القدم تحديدا؟ والبعض منهم لم يلعب كرة القدم !!.

¿ هل لأن كرة القدم في نظرهم هي من سوف تعطيهم الشهرة وتقدمهم بشكل اسرع ولهذا اختاروا التصوير الفوتوغرافي بالملاعب حتى يختصروا الكثير من السنوات للوصول للهدف الذي يسعون اليه.

¿ اعتقد ان الكثير من المصورين اصبح يستمتع بالأجواء والأضواء في مباريات كرة القدم بالملعب عن غيرها من الرياضات المختلفة حتى اصبح البعض منهم عندما يذهب للتصوير في لعبة أخرى يشعر بالوحدة والغربة.

¿ ما تحدثنا عنه لا يجعلنا نتجاهل ان المصورين يعانون كثيرا في الملاعب ويقضون اوقاتا طويلة في التحضير للمباراة ويجلسون في اماكن محددة ومتعبة لأجل التقاط عدد من الصور.

¿ الجلوس خلف المرمى ليس بالأمر السهل للمصور فقضاء 90 دقيقة واحيانا اكثر امر مرهق نفسيا وبدنيا ولكنه عشق التصوير وهو يعيش في قلوب الكثير من المصورين الفوتوغرافيين.

¿ ايضا المصورون ليس كما يتصور الكثيرون بأنهم يستطيعون ان يتواجدوا في اي مكان بالملعب حتى يصوروا ما يريدون كما كان سابقا.. فهم الآن ملتزمون بالتواجد في اماكن محددة لهم مسبقا.

¿ الشيء الآخر لا اغرف ما السر التنظيمي من (رابطة دوري المحترفين) في وضع المصورين في زوايا الملعب؟ ولماذا لا يعطى لهم المجال في الجلوس على المضمار في اليمين واليسار عند مدرج الدرجة الثانية؟!!.

أخيرا…

رغم التعب وخسارة مبالغ كبيرة من حسابهم الشخصي للكاميرا والعدسات وملحقات التصوير فهناك للأسف من لا يقدر عملهم ويعطيهم حقهم.. ما يحتاجونه فقط قليل من الاهتمام والتقدير.

*نقلاً عن اليوم السعودية

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.