حكاية ظريفة من مذكرات الملكة زنوبيا..
بتحكي زنوبيا عن دراستها : ” … وبعد ما طفشت كل اﻷساتذة والمعلمين اللي اجوا ليدرسوني.. استدعى والدي أستاذ من إيميسا (حمص) اسمو مولوخ (يعني = زين) هو من مدرسة زينون الرواقية .. ليعلمني القراءة والكتابة ..وهالمولوخ كان غليظ ..طبعه قاسي وشديد وجدي بإسلوبه..ووو حرقلي قلبي ﻷنو اﻷستاذ الوحيد اللي ما قدرت طفشوا.. ﻷنه فرض احترامه وأثر علي بدراستي وتعليمي كل حياتي “..طبعا كان يحضرالدرس مع زنوبيا الحرس والمرافقة ومربيتها العجوز الشمطاء مبروكة (متل ما كانت تسميها زنوبيا)
ولمن اﻷستاذ مولوخ يسأل زنوبيا سؤال..الحرس والمرافقة ومبروكة ..الكل يجاوب عنها … أما زنوبيا فكان عقلها مو بالدرس..برا عند الوﻻد اللي رايحين عالمدرسة بمركز المدينة (بتدمر..نعم كان في مدارس لا تندهشوا) وهنن عم ينطوا ويلعبوا ويضحكوا بالطريق..وهي محرومة من الدراسة معهم كونها عايشة بالقصر ..
ومرة بعد مرة انزعج اﻷساذ ملوخ من زنوبيا وعدم انتباهها وتركيزها بالدرس ومن الحرس والمرافقة وطردهن ومنعهن يحضروا الدرس مع زنوبيا وخلا معها بس مبروكة ..زنوبيا ما كانت تقبل تتعلم شي مو فهمانتو..مثلا كان معقدها علاقة الحرف الساكن بالصوتي والمقاطع الصوتية وما كانت تقدر تستوعبهن .. ولما يسألها مولوخ عنن ..ماترد وتسكت فيبهدلها ويعاقبها..وزنوبيا مايفرق معها متل كل الطلاب بهالحالة …بس مبروكة (طبعا هي أمية وغير متعلمة) انزعجت عليها وطلع ببالها فكرة مبدعة لتجبر زنوبيا انو تتعلم ..قامت عملت حلويات على شكل الحروف (من الطحين واللوز والعسل ..بعدنا لهﻷ منعملها اسمها قرن الغزال) وصارت تفرجيهن لزنوبيا وتحزرها اياهن ..واذا عرفت تاكلن للحروف مكافأة ..وصار لمن يسأل اﻷستاذ زنوبيا عن الحروف والمقاطع ..تفرجيها مبروكة الحلويات اللي عاشكلن (يعني عبث ما فينا بلا منغش مع ولادنا)..فتجاوب فورا ﻷنو بتحب هالحلويات..واندهش اﻷستاذ من هالتطور السريع عند زنوبيا ..وافتكر انو تصرفو بطرد الحرس والمرافقة هو السبب..لكن مبروكة خبرتوا شو عملت..وانبسط اﻷستاذ واعترفلها بانو طريقة رائعة ومبدعة كوسيلة تعليم لﻷطفال الكسولين والجلقين اللي متل زنوبيا (حسب رأيه) وطلب انو تعمل حلويات عاشكل اﻷرقام واﻷعداد مشان دروس الحساب..وهيك من دون ماتعرف مبروكة ابتكرت وسيلة لطيفة للتعليم ..عم نستخدمها هﻷ ..

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.