المصور الجزائري فيصل ميمون : فشلي الاول هو سبب نجاحي فيما بعد

المصور فيصل ميمون من مواليد ولاية الوادي بالجنوب الجزائري ، قاطن بمدينة تقرت ، بدايتي مع التصوير الفوتوغرافي عموما سنة 2005 بحكم عملي كمصمم غرافيكي فالصورة من الأساسيات التي أتعامل معها يوميا في تصاميمي ، فكنت أضطر لتصوير العديد من الصور من منتجات وآليات و مكاتب ومباني وغيرها، وبدأت التفكير بتصوير الماكرو حين حصلت على مشروع لإحدى المؤسسات وكان من بين منتجاتها أدوات صغيرة الحجم كان يجب تصويرها بطريقة أوضح بها كل التفاصيل الدقيقة ، للأسف لم أكمل المشروع لعدم علمي بهذا النوع من التصوير وثانيا لم أكن أملك المعدات التي تتطلبها هذه التقنية، والحمد لله على كل شيء ففشلي هذا هو سبب نجاحي فيما بعد ، وهذه أول نصائحي للأخوة المصورين لا تيأس بعد أول فشل بل أجعل منه حافزك وطريقك نحو الأفضل، وأعلم أن الفشل بداية النجاح ، بداياتي مع الماكرو كانت العام 2010 وهذا النوع من التصوير أحيا في حب الحشرات وعالمها الغريب والرائع منذ كنت في 12 من عمري، كنت التقط العديد من الحشرات وأضعها على فراش من القطن في صناديق زجاجية وأكتب اسم كل حشرة وقياساتها في ورقة صغيرة وكنت أستعين بالكتب العلمية الخاصة بأنواع الحشرات ، وهذا ما جعلني أيضا من المتفوقين في مادة العلوم الطبيعية ، ومع التطور الحاصل الآن في شتى المجالات خاصة التصوير الفوتوغرافي فٌتحت أمامي آفاق واختيارات عديدة لممارسة عشقي القديم بأساليب أحسن و أفضل والحصول على نتائج رائعة. صدقوني إن قلت لكم أن تصوير الماكرو يزيد من قدرة التحمل والصبر لدى المصور لأنه من بين أصعب أنواع التصوير، سواء كان التصوير في الطبيعة أو تصوير الإستوديو، فقد كنت أمضي قرابة 8 أو 9 ساعات في الغابات وبين الأعشاب وسط الحشرات منها اللاسعة وغيرها، وكنت لا أبالي حيث كان اهتمامي الوحيد هو الحصول على صورة مميزة ، أعلم أخي وأختي قبل أن تبدأ تصوير الماكرو، وخاصة الحشرات ، يجب عليك أن تقرأ وتبحث عنها، كيف تعيش بما تتغذى أي الأعشاب أو الزهور تفضل ، من منها كثيرة الحركة ومن هي قليلة الحركة، أي الحشرات خطيرة على الإنسان وخاصة العناكب لكي تحافظ على سلامتك وهو الأهم في الأمر، ثانيا حاول إتقان الإضاءة فدائما ما أقول أنه من أهم الأمور على المصور دراستها وإتقانها بشكل صحيح هي الإضاءة فهي أهم شيء، وعليه سمي التصوير بالتصوير الضوئي لأن أي صورة هي عبارة عن نقاط ضوئية لونية وبدونه لن نحصل على شيء، خاصة تصوير الماكرو، إن لم تتقن الإضاءة فلن تحصل على صورة ناجحة، ومن هنا يجب عليك معرفة جميع الأدوات والاختيارات المتاحة لديك من فلاشات ومشتتات لتوزيع الإضاءة وتنعيم الظلال الحادة ، ثالثا أختر خلفيات جميلة لصورك لتكون جذابة وملفتة للنظر، أنا عن نفسي أختار الخلفية قبل الموضوع أحب الخلفيات الهادئة وأحادية اللون ذات العزل الجميل فإن نجحت في هذه الأمور أضمن لك صورة جيدة وملفتة، وتبقى بعض الأمور الأخرى قد تكون من نصيبك يوما ما ، مثل اللقطات الغريبة واللحظات المميزة فهنا يتدخل الحظ و التضحية بالكثير من الوقت. خلاصة نصائحي لكم أخوتي الأعزاء بحكم تجربتي المتواضعة، إن أردتم الحصول على نتائج مرضية في تصوير الماكرو يلزمكم بعض الأمور منها المعدات الخاصة من عدسات وإضاءة ومشتتات ، الصبر والمثابرة ومعاودة الكرة تلوى الأخرى لأن التجربة هي من توصلك للنتيجة الأفضل وليس طرح الأسئلة المتكررة على من سبقوك، أبحث وأقرأ عن كبار المصورين متى وكيف بدأوا ووصلوا للمستوى الذي هم عليه الآن وتتبع أعمالهم وصورهم ، وأسأل نفسك لماذا صورهم بهذا الجمال وما الذي جعلها مميزة وتخطف الأبصار للوهلة الأولى وحاول دوما مقارنة صورك بصورهم وحاول معرفة ما ينقص صورك لتصبح مثلهم.






 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.