١٦ سبتمبر ٢٠١٤

الشخصية الرابعة عشرة

الأستاذُ اللغويُّ المربِّي يوسُف الصَّيداوي
( 1930م – 2003 م )

أيها السيدات والسادة الســــــــــــــــــــــلام عليكم!

بهذه العبارة كان يحيّي مشاهدي برنامجه اليومي (ثم الأسبوعي) بأسلوبه الخاص ونطقه المتميز…

طبعًا
بعد شارة البدء التي تفتتح بالبيتين الشهيرين:

لغة إذا وقعت على أسماعنا ….كانت لنا بردًا على الأكبادِ
ستظل رابطة تؤلف بيننا …..فهي الرجاء لناطقٍ بالضادِ

إنه الأستاذ اللغوي الأديب يوسف الصيداوي
في برنامجه الذي لا بد لكل سوري من ذكريات معه!
(اللغة والناس)
الذي قدمه أستاذنا الصيداوي طَوال إحدى عشرة سنة
من عام 1982 إلى 1993م

وإليكم ترجمة موجزة للأستاذ كتبتها بعد وفاته،
نشرت في (ذيل الأعلام) للأستاذ أحمد العلاونة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يوسف الصيداوي عالمٌ باللغة، أديبٌ، مُرَبٍّ، خبيرٌ بالموسيقا والأنغام.

ولدَ بدمشقَ لأسرة فقيرَة، فألجأَته قلَّةُ ذات اليد إلى تَرك مَقاعد الدِّراسَة لكَسْب الـرِّزْق من أعمالٍ يدويَّة.

مُنحَ صَوتًا رائعًا بديعًا فاختيرَ وهو طفلٌ في نحو العاشرَة لأداء أُنشودَةٍ في احتفالٍ كبير، بين يَدَي الرئيس السُّوري تاج الدِّين الحَسَني ( ت 1362 هـ = 1943 م )، والجنرال كاتْرو، أيامَ الانتداب الفَرَنسِيِّ، وهي من كلماتِ الوزير د. مُنير العَجْلاني ( ت 1425 هـ = 2004 م )، وتلحين شيخ الموسيقيِّين السُّوريِّين فؤاد مَحفوظ.

قرأ علومَ العربيَّة والتجويدَ في دراسة حُرَّة على الشَّيخَين: علي الجَمَّال، ومحمَّد علي صُنْدُوق، في المدرَسَة الْمُحْسِنيَّة، وحَظِيَ برعاية مؤسِّسها ومُديرها الشَّيخ مُحسِن الأَمين العامِليِّ ( ت 1371 هـ = 1952 م ).

أتمَّ حفظَ القُرآن الكريم صغيرًا، وأتقَنَ تلاوَتَه وتَجْويدَه، وقرأ قدرًا كبيرًا منه على العالم المقرئ الشيخ محمَّد بشير الشلاَّح ( ت 1405 هـ = 1985 م ) في جامع السَّادات، واختيرَ مُقْرئًا للقُرآن في الإذاعَة السُّوريَّة في أوائل افتتاحِها، ولمَّا يَبلُغِ العشرينَ، وأجازَهُ على ذلكَ شيخُ قُرَّاء الشام محمَّد سَليم الحُلْواني ( ت 1363 هـ = 1944 م ).

عملَ مُحاسبًا في المدرسة الْمُحْسِنيَّة، وانتَسَبَ إلى كُلِّيَّة الآداب بجامعَة دمشقَ في سنٍّ مُتَقَدِّمَةٍ قليلاً، وتَخرَّجَ في قسم اللغة العربيَّة فيها سنة 1959 م.

تولَّى تدريسَ اللغة العربيَّة لجَميع المراحِل في مَدارس دمشقَ ومَعاهِدِها، وكان مُعَلِّمًا ناجِحًا ألمَعِيًّا.

وفي كُلِّيَّة الآداب اتَّصَلَت أسبابُهُ بأسبابِ شَيخِه الكبير الأستاذ سَعيد الأفَغانيِّ ( ت 1417 هـ = 1997 م )، فلازَمَهُ مُلازَمَةً، وصارَ من أوثَقِ الناس صِلَةً به، ومن أوفى طُلاَّبه له.

قدَّمَ في التِّلفاز السُّوريِّ بَرْنامَجًا لغَويًّا مُمتِعًا بعُنوان: اللغة والناس، على مَدى إحدَى عَشْرَة سنةً، بَدْءًا بعام 1982 م، قدَّمَ فيه أزيدَ على 400 حَلْقَة.

كانت له عنايَةٌ خاصَّة ومَعرفَةٌ عَميقَةٌ واسِعَةٌ بإعجاز القُرآن الكَريم وبلاغَتِه.

وكان له مُشارَكاتٌ في بَعض نَدوات مَجْمَع اللغة العربيَّة بدمشقَ.

جَمَعَ مكتبةً عَظيمةً غَنيَّةً، أَوصَى أن تُوقَفَ بعـدَ وَفاتِه على طُلاَّب العلم بالمدرسَة الْمُحْسِنيَّة؛ وَفاءً للمكان الذي تعَلَّم فيه وتثَقَّف،

ومَلَكَ مكتبةً سَمعيَّةً ضَخمةً ضمَّت تَسجيلاتِ أساطينِ الطَّـرَب والغِناء والتَّلحين.

تُوفِّيَ بدمشقَ ودُفِنَ فيها.

وفي ذكرى الأربعينَ على وَفاته ( في 2 / 6 / 2003 م ) أقيمَ حفلُ تأبينٍ كبيرٌ له، في مكتبة الأسد الوطَنيَّة، ألقى فيه عَددٌ من الأعلام والوُجَهاء كلماتٍ تأبينيَّة.

كتبه :
( اللغة والناس ) نشرَ فيه 100 حَلْقَة من حَلَقات بَرْنامَجِه التِّلْفازي،

و( بيضَة الدِّيك ) وهو رَدٌّ على كتاب المهندس الشُّيوعيِّ د. محمَّد شُحرور: الكتاب والقُرآن قراءة مُعاصرَة،

و( الكَفاف ) كتابٌ يعيدُ صَوْغَ قواعد اللغة العربيَّة، وقد كانَ له صَدًى قويٌّ واسِعٌ، بين مُؤَيِّدٍ له ومُعارِض،

و( العربيَّة بين خَراكُوفِسْكي ودَك الباب ) وهي رسالةٌ في الـردِّ على الشُّيوعيِّ د. جعفر دَك الباب،

و( على هامِش اللغة في القُرآن خ ) وهو دراسةٌ لغويَّةٌ مُعَمَّقَة لألفاظ القُرآن الكَريم،

و( المُتَدارَك خ ) جمعَ فيه ما نَشَرَهُ من مَقالات، وما ألقاهُ من مُحاضَرات.

كتبَ في ترجَمَته صديقُه العالم الفيزيائيُّ أستاذنا د. مَكِّي الحَسَني عضوُ مجمع اللغة العربيَّة بدمشقَ مقالةً بعُنوان: اللغويُّ يوسُف الصَّيداوي صاحبُ ( بَيضَة الدِّيك )، نُشرَت بمجَلَّة الفَيصَل بالرِّياض، العَدَد 334، ربيع الآخِر 1425 هـ .
منقولات من النت
صفحة أيمن ذوالغنى
بتصرف

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نظارة‏‏‏

شخصيات من بلدي
الشخصية الرابعة عشرة

الأستاذُ اللغويُّ المربِّي يوسُف الصَّيداوي
( 1930 – 2003 م )

أيها السيدات والسادة الســــــــــــــــــــــلام عليكم!

بهذه العبارة كان يحيّي مشاهدي برنامجه اليومي (ثم الأسبوعي) بأسلوبه الخاص ونطقه المتميز…

طبعًا
بعد شارة البدء التي تفتتح بالبيتين الشهيرين:

لغة إذا وقعت على أسماعنا ….كانت لنا بردًا على الأكبادِ
ستظل رابطة تؤلف بيننا …..فهي الرجاء لناطقٍ بالضادِ

إنه الأستاذ اللغوي الأديب يوسف الصيداوي
في برنامجه الذي لا بد لكل سوري من ذكريات معه!
(اللغة والناس)
الذي قدمه أستاذنا الصيداوي طَوال إحدى عشرة سنة
من عام 1982 إلى 1993م

وإليكم ترجمة موجزة للأستاذ كتبتها بعد وفاته،
نشرت في (ذيل الأعلام) للأستاذ أحمد العلاونة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يوسف الصيداوي عالمٌ باللغة، أديبٌ، مُرَبٍّ، خبيرٌ بالموسيقا والأنغام.

ولدَ بدمشقَ لأسرة فقيرَة، فألجأَته قلَّةُ ذات اليد إلى تَرك مَقاعد الدِّراسَة لكَسْب الـرِّزْق من أعمالٍ يدويَّة.

مُنحَ صَوتًا رائعًا بديعًا فاختيرَ وهو طفلٌ في نحو العاشرَة لأداء أُنشودَةٍ في احتفالٍ كبير، بين يَدَي الرئيس السُّوري تاج الدِّين الحَسَني ( ت 1362 هـ = 1943 م )، والجنرال كاتْرو، أيامَ الانتداب الفَرَنسِيِّ، وهي من كلماتِ الوزير د. مُنير العَجْلاني ( ت 1425 هـ = 2004 م )، وتلحين شيخ الموسيقيِّين السُّوريِّين فؤاد مَحفوظ.

قرأ علومَ العربيَّة والتجويدَ في دراسة حُرَّة على الشَّيخَين: علي الجَمَّال، ومحمَّد علي صُنْدُوق، في المدرَسَة الْمُحْسِنيَّة، وحَظِيَ برعاية مؤسِّسها ومُديرها الشَّيخ مُحسِن الأَمين العامِليِّ ( ت 1371 هـ = 1952 م ).

أتمَّ حفظَ القُرآن الكريم صغيرًا، وأتقَنَ تلاوَتَه وتَجْويدَه، وقرأ قدرًا كبيرًا منه على العالم المقرئ الشيخ محمَّد بشير الشلاَّح ( ت 1405 هـ = 1985 م ) في جامع السَّادات، واختيرَ مُقْرئًا للقُرآن في الإذاعَة السُّوريَّة في أوائل افتتاحِها، ولمَّا يَبلُغِ العشرينَ، وأجازَهُ على ذلكَ شيخُ قُرَّاء الشام محمَّد سَليم الحُلْواني ( ت 1363 هـ = 1944 م ).

عملَ مُحاسبًا في المدرسة الْمُحْسِنيَّة، وانتَسَبَ إلى كُلِّيَّة الآداب بجامعَة دمشقَ في سنٍّ مُتَقَدِّمَةٍ قليلاً، وتَخرَّجَ في قسم اللغة العربيَّة فيها سنة 1959 م.

تولَّى تدريسَ اللغة العربيَّة لجَميع المراحِل في مَدارس دمشقَ ومَعاهِدِها، وكان مُعَلِّمًا ناجِحًا ألمَعِيًّا.

وفي كُلِّيَّة الآداب اتَّصَلَت أسبابُهُ بأسبابِ شَيخِه الكبير الأستاذ سَعيد الأفَغانيِّ ( ت 1417 هـ = 1997 م )، فلازَمَهُ مُلازَمَةً، وصارَ من أوثَقِ الناس صِلَةً به، ومن أوفى طُلاَّبه له.

قدَّمَ في التِّلفاز السُّوريِّ بَرْنامَجًا لغَويًّا مُمتِعًا بعُنوان: اللغة والناس، على مَدى إحدَى عَشْرَة سنةً، بَدْءًا بعام 1982 م، قدَّمَ فيه أزيدَ على 400 حَلْقَة.

كانت له عنايَةٌ خاصَّة ومَعرفَةٌ عَميقَةٌ واسِعَةٌ بإعجاز القُرآن الكَريم وبلاغَتِه.

وكان له مُشارَكاتٌ في بَعض نَدوات مَجْمَع اللغة العربيَّة بدمشقَ.

جَمَعَ مكتبةً عَظيمةً غَنيَّةً، أَوصَى أن تُوقَفَ بعـدَ وَفاتِه على طُلاَّب العلم بالمدرسَة الْمُحْسِنيَّة؛ وَفاءً للمكان الذي تعَلَّم فيه وتثَقَّف،

ومَلَكَ مكتبةً سَمعيَّةً ضَخمةً ضمَّت تَسجيلاتِ أساطينِ الطَّـرَب والغِناء والتَّلحين.

تُوفِّيَ بدمشقَ ودُفِنَ فيها.

وفي ذكرى الأربعينَ على وَفاته ( في 2 / 6 / 2003 م ) أقيمَ حفلُ تأبينٍ كبيرٌ له، في مكتبة الأسد الوطَنيَّة، ألقى فيه عَددٌ من الأعلام والوُجَهاء كلماتٍ تأبينيَّة.

كتبه :
( اللغة والناس ) نشرَ فيه 100 حَلْقَة من حَلَقات بَرْنامَجِه التِّلْفازي،

و( بيضَة الدِّيك ) وهو رَدٌّ على كتاب المهندس الشُّيوعيِّ د. محمَّد شُحرور: الكتاب والقُرآن قراءة مُعاصرَة،

و( الكَفاف ) كتابٌ يعيدُ صَوْغَ قواعد اللغة العربيَّة، وقد كانَ له صَدًى قويٌّ واسِعٌ، بين مُؤَيِّدٍ له ومُعارِض،

و( العربيَّة بين خَراكُوفِسْكي ودَك الباب ) وهي رسالةٌ في الـردِّ على الشُّيوعيِّ د. جعفر دَك الباب،

و( على هامِش اللغة في القُرآن خ ) وهو دراسةٌ لغويَّةٌ مُعَمَّقَة لألفاظ القُرآن الكَريم،

و( المُتَدارَك خ ) جمعَ فيه ما نَشَرَهُ من مَقالات، وما ألقاهُ من مُحاضَرات.

كتبَ في ترجَمَته صديقُه العالم الفيزيائيُّ أستاذنا د. مَكِّي الحَسَني عضوُ مجمع اللغة العربيَّة بدمشقَ مقالةً بعُنوان: اللغويُّ يوسُف الصَّيداوي صاحبُ ( بَيضَة الدِّيك )، نُشرَت بمجَلَّة الفَيصَل بالرِّياض، العَدَد 334، ربيع الآخِر 1425 هـ .
منقولات من النت
صفحة أيمن ذوالغنى
بتصرف

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نظارة‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.