ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏لحية‏، و‏لقطة قريبة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

“علي حميشة”: النثر هو الأقرب إلى الروح

كمال شاهين

الخميس 28 آذار 2013

هو أحد شعراء التسعينيات في سورية ومن الذين اشتغلوا بصمت على قصيدتهم فجاءت متزنة وهادئة وملأى بالمفاجآت الشعرية.

تكبير الصورة

مدونة وطن eSyria التقت الشاعر “حميشة” بتاريخ 20/3/2013 وكان هذا الحوار:

* نبدأ بسؤالك عن جيل التسعينيات الشعري، ما الذي يميزه في سورية عما سبقه وما تلاه خاصة جيل المؤسسين لقصيدة النثر السورية؟

** أغنى تجربة هي تجربة التسعينيات فما بعد، ولكن للأسف حتى تحصر ميزاتها بدقة لابد أن نقول إن جيل التسعينيات جيل تعرض للظلم بينما جيل المؤسسين أخذ كامل تجربته في صياغة مشروعه الشعري، ولذلك بقي جيلنا مغموراً إلى حد ما، يضاف إلى ذلك تردي العلاقة مع الشعر، ففي السبعينيات كان هناك نافذة وزارة الثقافة التي خلقت إبداعاً حتى ضمن التجربة الرسمية ومنها الصحافة اليومية، جيل التسعينيات بما حققه جيل مكافح بذل جهداً مضاعفاً للوصول، وهناك تجارب مهمة جداً فيه مثل تجربة “فراس سليمان” المقيم حالياً في أميركا وحقق حضوراً عالمياً.

* إذاً هل يتحمل الجهاز الرسمي مسؤولية تردي الإبداع وعدم انتشار الشعري بين الجمهور؟ وما هو دور الشعر كفرد هنا؟

** هناك نصوص كتبت في أزمنة مختلفة فيها من الشعرية الكثير، وهي نصوص لا تقل أهمية عن شعراء أصبحوا في الصف الإعلامي الأول، فما هو معيار وصول النص إلى المتلقي، وكجواب أقول هو النشر، وفي تجربتي طبعت على حسابي الخاص إضافة إلى الأعباء الكثيرة هنا، لذلك هذا النص لن يلفت الانتباه، كيف يمكنك تقييم النص؟ في المعيار النقدي هناك نصوص نشرت قد تكون رديئة ولكن حضورها يختفي نقدياً فور التلقي وهو المفصل هنا.

* كيف نفك هذا الاشتباك بين النشر الرديء والجيد؟

** المسؤولية أولاً على صاحب النص وعلى المتلقي أيضاً، نحن نلوم الشاعر لماذا لم يهتم بنصه، نلوم ولكن يصل النص أفضل عند وجود ناقد يهتم به يفيد التجربة الشعرية، الكتابات الصحفية تصنع اسماً

تكبير الصورة
ضربات حادة

والنص أيضاً ولكن كل هذا يساعد على تكريس الشاعرية، المشكلة في الإعلام تكريس الشخصانية والاتكاء على الفردية بشكل يسيء أحياناً إلى النص نفسه.

* مجموعة أناشيط نشرت عام 1995 ولقيت انتشاراً واسعاً، فماذا تحدثنا عنها؟

** نشرت المجموعة على حسابي الخاص وهناك أقنية بحثت عن المادة الجيدة ووجدت في المجموعة ما يستحق النشر والنقد معاً، وهذه المجموعة وزعت بشكل سليم، التقي دائماً بأناس يبحثون عن النص الجيد ولا تركض وراء الوهم الإبداعي، ولذلك تجد انتشارها في العالم العربي جيداً جداً.

* مشروعك الشعري أين يصل بعد هذه المجموعات الشعرية؟

** أنا لا أستطيع أن أفلسف الفكرة التي أقدمها، لا يوجد شيء اسمه مشروع شعري، هناك هاجس شعري يجعلك تكتب أمراً مميزاً، أنا أهرب من قصائد النمط، ولا تعنيني أية تجربة إلا بقدر ما يمكن أن أتقبلها جمالياً، أشعر بأن الجانب النفسي والسيكيولوجي مهم جداً في القصيدة، وأشتغل بالتالي على اللغة بحيث يكون هناك أكثر من مستوى ويهمني وضوح الآخر الشعري اذا فرضنا وجود فكرة معينة، هي الحالة تحدد طبيعة النص.

* هناك جانب نفسي في نصك أوضح من المعرفي، وهناك شغف فيه يصلك دوماً بينابيع الطفولة الأثيرة إلى قلبك، كيف تفسر هذه الرؤية؟

** المرحلة الوحيدة التي شعرت بها بالحرية على الرغم من قساوتها كانت هي الطفولة في الريف، عشت في الريف وكل ما يخطر على بالك هناك علاقة مع الأشياء مع الطبيعة مع الريحان وهي مخزون هائل، الأطفال يسمون الزهور ويخلقون قاموسهم الخاص، يتجلى هذا المخزون بطريقة معينة ترتبط بالذاكرة الجمعية للمكان والزمان الذي نعيشه.

* وما رأيت أن المدينة غائبة عن نصك.. هناك غرفة ضيقة لها في نصك، لا مدينة في شعرك وهذه حالة جمالية معينة

تكبير الصورة
في احد ادوار ناطحة السحاب

إلى ماذا ترجع هذه السمة؟

** لشعري طابع تجريدي مرتبط بالحالة الذهنية ولكنه لا ينفصل عن منظومة الواقع المعيش، هناك كثير من الأسماء التي يعتمد عليها الشعراء لإبراز مكان أو زمان، المكان ليس بالضرورة أن تسميه باسمه، ويظهر طالما أن هناك مدينة في روح النص، وأي شخص يقول لك إنه شاعر أرصفة فهو ليس شاعر، هناك شعر ريفي أكيد ولكن بما أنني عشت طفولتي في الريف فهناك مزيج لا يتحدد بقصيدة أو بمجموعة معينة ويصعب فصله بالتالي، هناك ذاكرة ريفية وكثير من مفردات الريف تحتل حقها في نصي.

* في سؤال يخطر دائماً كمقارنة بين قصيدة النثر والتفعيلة خاصة في الحالة السورية التي شهدت معارك طاحنة إعلامياً منذ سنوات طويلة تقريباً منذ عام 1965 وحتى اليوم، أيهما برأيك أقدر للوصول إلى الجمهور؟

** أقبل قصيدة التفعيلة دون شك ولكن هذه القصيدة حقيقة تفرض الوعي، هي أقرب إلى نظم الشعر وهي امتداد للخليل الفراهيدي، وكل ما فعلته التفعيلة أنها خففت القيود فقط، أما قصيدة النثر فهي الأقرب إلى الروح، والشعر في الأساس نثر بناء على الكتابة دون التفكير بأي شيء دون قالب تضع فيه نصك، وعندما تفكر في هذه القوالب يفتقد النص إيقاعه الروحي والداخلي، شعر النثر عودة حقيقية إلى مفهوم الشعر الحقيقي الأصلي دون زوائد.

* الشعر أبدي من نص جلجامش على أسوار أوروك إلى نصوص أوغاريت إلى الراهن، ما الذي يجعل النص خالداً؟

** النص خاضع لإبداع الشاعر نفسه، الشعر ليس يومي، الشعر يفرض نفسه وليس بالضرورة أن يبقى النص خاضعاً لهذا التجاذب، الخلود في الشعر يحكي رؤيا لا ترتبط بمعيار وهي حالة تجريدية بحتة جداً، عندما تقرأ لشاعر ألماني كهولدرلين مثلاً أو للنفري وتشعر بأن هناك

تكبير الصورة
علي حميشة

شيئاً ما يربطك بهذا الكلام يكون هناك شبهة خلود، هناك تصعيد للحالة يعطيها قدرة على ملامسة الآخر الإنساني في المتلقي، هنا يكمن الخلود الشعري.

يقول الشاعر السوري “منذر مصري” تعليقاً على قصيدة “حميشة”: «ليس سواه من لا يجد صليباً يرتقيه رغم كثرة الصلبان سوى الشعر، وفي ألمه ويأسه يرى علي حميشة أن الحرب مستمرة على وتر من العود ناقص».

في حين يعتبر الشاعر حسين عجيب أن شاعرية علي تنبع من قلة الادعاء في شعره، فشعره يترافق مع المتلقي في صدام تدريجي.

يذكر أخيراً أن الشاعر “علي حميشة” من مواليد اللاذقية، وصدر له ثلاثة مجموعات شعرية هي “اناشيط”، و”ضربات حادة”، و”في أحد ادوار ناطحات السحاب”، ويشتغل أيضاً في الفن التشكيلي.

‏٢٢ أكتوبر ٢٠١٣‏، الساعة ‏٩:٠٧ ص‏

الشاعر “علي حميشة”أحد شعراء التسعينيات في سورية .. النثر هو الأقرب إلى الروح ..

كمال شاهين
هو أحد شعراء التسعينيات في سورية ومن الذين اشتغلوا بصمت على قصيدتهم فجاءت متزنة وهادئة وملأى بالمفاجآت الشعرية.
http://www.almooftah.com/vb/showthread.php…

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏لحية‏، و‏لقطة قريبة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.