لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

غسّان القيّم..
…………………
أمدتنا الألواح الفخارية المكتوبة في أوغاريت بمعلومات وافية عن ديانة الأوغاريتيين والآلهة التي كانوا يعبدونها وفلسفتهم بالنسبة للحياة والموت والبعث والخلود..
فكانوا يؤمنون بأن الخلود من سمات الآلهة وأن الموت هو مصير كل البشر مهما طالت بهم الأعمار…
وفي الأسطورة الأوغاريتية /اقهت بن دانيال/عندما كانت عنّاة تعد أقهت بأنها ستمنحه الحياة الأبدية والخلود فيجيبها قائلاً:
لا تكذبين أيتها البتول ؟..إن الموت هو نهاية كل إنسان سأموت موتاً وسيهيلون التراب على جسمي وينثر الكلس على جمجمتي..
“إطلب الحياة فأنا أعطيها ..
أطلب الحياة أيها الشاب أقهات ..
أعطيك الخلود ..
أجغلك تعدّ السنين مع بعل ..
وتعد الأشهر مع إيل ..
كما يهدي بعل الحياة..
إنه يطعم الحي ويسقيه ..
يغني ويطرب له ..
هكذا اهدي الحياة إلى أقهات الشاب ..
ويرقص أقهات ثانية ..
لا تحاولي خداعي أيتها البتول ..
فخدائك أغلال في معصمي الشاب ..
ماذا يملك الانسان في النهاية ؟..
ماذا سيكون نصيبه في المستقبل ؟..
سنثرون فوق رأسي الحوارة البيضاء ..
والذهب سنثثرونه على جمجمتي ..
وسوف أموت موتاً..!”
ونظراً لاعتقاد الأوغاريتيون بحياة ثانية بعد الموت وأن الأموات سيقومون من القبور بالجسم فقد كانوا يضعون مع الميت حاجاته الضرورية بالطعام وبالأدوات ليجدها قربه عندما يستيقظ من نومه الذي طال..
لقد أعتقدوا الأوغاريتيون ان الانسان مؤلف من مكونات رئيسية هي الجسد الفاني والروح وكلتاهما تخرجان من الجسد بعد الوفاة وهما لا تموتان بموت الجسد ..وتصوروا الروح على هيئة كائن صغير مجنح يشبه النحلة لتبقى على اتصال مستمر مع الجسد بعد الوفاة..
ولأن أوغاريت كانت دولة منفتحة على العالم حيث كانت تضم جاليات أجنبية من كل دول العالم في ذلك الزمن الغابر ..فقد وجدت في أطلالها آلهة أخرى تقدم لها النذور والأضحيات وتبنى لها المعابد إلى جانب الآلهة الأوغاريتية التي كان سكانها يعبدونها وعلى تواصل معها..
نستنتج مما قيل ان المجتمع الذي نحن بصدده رأى في الموت مجرد انتقال من عالم البشر إلى عالم الآلهة ولا تفقد الشخصية في إثناء ذلك وجودها الواقعي وإداراكها لعالم الآلهة ..
هذه هي أوغاريت ..لقد حدثتنا نصوصها عن حياتها وحياة شعبها والعقيدة التي كان يؤمن بها ..
لقد كانت الحياة بالنسبة للأوغاريتيين وظيفة لجوهر خاص ويبقى الإنسان حيّاً طالما بقي هذا الجوهر فيه ويموت لحظة مغادرته لجسده ..هكذا وصف الموت في ملحمة أقهات بن دانيال ..أحد عناصر هذا الجوهر هو النفس ..فالوثائق الأوغاريتية تجيز لنا أن نعد النفس عنصراً يختنق لحظة الموت وهي تشبه الزفير ..
ستبقى اخبارك ايتها المملكة العظيمة تدهشنا بالحياة التي عاشها شعبك مع العادات والمعتقدات وتقاليدك بما حملت من الروعة الادهاش ..
شكرا لك من القلب يا أوغاريت ..
..عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم
اعادة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏طعام‏‏‏
لا يتوفر نص بديل تلقائي.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

Thania Ail هذا المقال اكثر من رائع….قربان محبة لك يا عاشق أوغاريت…الشاب 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.