Related image
‏‎Saad Alkassem‎‏ مع ‏‎Ghassan Al-Nana‎‏.

*برنامج (ملونون) – إعداد: سعد القاسم – مونتاج: أيهم طالو و حمزةالشيخ علي – إخراج: وصال عبود
قناة (سورية دراما) الأربعاء 2كانون الثاني 2019 الساعة 16،30( الرابعة والنصف بعد الظهر)

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏
غسان النعنع. 1953 – ولد في حمص ، سورية. 1971 – درس في مركز الفنون التشكيلية بحمص. 1978 – تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق / قسم التصوير. 1992  ..
  • Jalal Shekho فنان راااااائع وصاحب ذوق عال واحساس مرهف قليل الكلام كثير الجمال اعماله فيها روح رامبرنت من الفنانين الذين احبهم …..
  • Souzan Haddad كل المحبة والتقدير له ولفنه الرفيع
  • نبيل الخطيب دائما يحتاج الفنان رغم تخرجه وابداعه
    إلى الدراسه والرؤيا لأعماله غيره مما يمنحه اقتباسات وتجديد ليكون الارقى
    دائما الفنان السور ي متقدم ومبدع
  • Nour Khoury ينعاد عليك
  • Emad Jarwah موسيقا الضوء واللون والفراغ تحياتي اخي ا. غسان
  • Ibrahim Muhammad Alhasan ابو راغب الفنان الانسان الرائع كل التحيه
    سامر إسماعيل

    غسان نعنع: صاحب الشخوص الغامضة

    24 نوفمبر 2017

    غسان نعنع هو واحد من الأسماء التشكيلية العريقة في سورية والحاضر فيها بقوة، وواحد من الأسماء المبدعة في تاريخ حمص بتجربتها المعمقة لينضم إلى قامات إبداعية أخرى فيها مثل عبدالله مراد وعبد القادر عزوز وآخرين، وهي التجربة التي خلقت مناخاً بصرياً ارتقت بالحركة التشكيلية وشكّلت إضافة للثقافة البصرية السورية.

    يمتلك الفنان نعنع دراية إبداعية ومدرسية بتحولات الشكل في اللوحة الأوروبية وإرثها، فاستنطق تجربته الخاصة هذا الموروث، لذلك فهو ليس ظاهره شكلانية تظهر وتختفي بسرعة، بل يتميز بأنه قد اشتغل بعمق وبهدوء على تأسيس لوحته بهويتها البصرية الخاصة، وساهم في ذلك دراسته الطويلة سواء في مركز الفنون في حمص مطلع السبعينيات، ودراسته في كلية الفنون بدمشق، ثم متابعة الدراسة في مرسم أناتولي كلالنكوف في روسيا حيث أقام لاحقاً معارض له. وهو يظهر انحيازاً إبداعياً وتعمقاً في قراءة تجارب مثل دومييه، رامبرانت، فيرميه، وبيكاسو في مرحلته الزرقاء. واستطاع نعنع أن يفوز بالجائزة الأولى في مسابقة “فكر مع يدك” التي أقامها معهد “ثربانتس” في دمشق.

    إن كل ما مر به في دراسته وإبداعاته شكّل له إرثاً بصرياً خلق منه فضاءه التشكيلي وشخوصه المطورة عما سبقه في مرحلة تتسم بالتعبيرية، فكان ملوناً بارعاً. وحين تابعته وهو يرسم على القماش مباشرة عن الطبيعة كانت اللمسة اللينة واضحة بشفافية انطباعية، يختزل التفاصيل على تماس من التجريد، يأخذ من المشهد ما هو معمق لونياً ويضيف ويعدل ويختزل بعجينة لونية لا تجدها في أنبوب اللون. وهذا ما يظهر أكثر بالمشاهد الطبيعية والعمارة. وثمة جانب آخر في تجربته التي يعمل فيها بالأبيض والأسود، بإحساس غرافيكي عالٍ يوحي أحياناً بالطباعة المعدنية، حيث كما يقول: “الأبيض والأسود يحملان طاقة لونية عالية”، فتراه يستخدم الفحم ومواد مختلفة على نفس موضوعاته بالتصوير الزيتي بشخوصه الغامضة ليبقى الأثر أبعد من لحظة الوقوف أمام اللوحة، وأعمق من لحظة كشفٍ توقظ دفائن الشعور في ثوانٍ.


    الضوء واللون

    ربما كان العشاء الأخير للسيد المسيح منطلقاً أساسياً للاشتغال على العناصر الإنسانية وتحريكها على منصة مسرح اللوحة، حيث شغلته تلك الكائنات الإنسانية في التواصل والحوار بين الشخصيات التي تبدو وكأنها تتشاور حول شيء ما. ثمة انفرادات لبعض العناصر البشرية أو التفاتة لآخر نحو المتلقي في عموم أعماله التي نرى فيها حدثاً أو قصة أو ربما شخصاً مفقوداً. إن التيمة الأساسية للعناصر الموجودة في تلك المونولوجات وتموضع الشخصيات لا يمكن وصفها إلا بالغرائبية أو النزعة الوجودية للكائن البشري. فنراه في طريقة الاشتغال اللوني يخلق جواً ضبابياً تظهر عبره الشخصيات وتتلاشى في عالم مفعم بالتناغم الموسيقي.

    وهذا السحر اللوني والضبابية هي ما جعلت بعض الفنانين يرون فيها تأثراً بالجو المسيحي والكنسي نتيجة تأثر الفنان نعنع بالانطباعية الأوروبية وما يحيط بالأشخاص من إضاءات نورية هي أقرب إلى الإشراقية الشعورية منها إلى الطابع الكنسي. إنها الأسرار التي تثيرك عند تأملك للوحاته، وتشدك طريقته في معانقة الكتلة مع الفراغ برذاذ اللون حيث يكسو اللوحة بطبقات لونية عديدة لإظهار تلك الضبابية والتلاشي. إنه اللون الذي يمشي بهدوء على سطح اللوحة مؤكداً على الحار منه في خلق فراغ ضوئي إن صحت التسمية. وهو ما عبّر عنه أحد النقاد في حديثه عن لوحات نعنع: “إنها قطعة مرئية من اللامرئي الذي نرغب برؤيته”.

    لوحات على السلم الموسيقي

    وللفنان نعنع عدد من الحوارات التي يستخدم فيها مصطلحات تدل على شاعرية تجربته فهو يشير إلى الألوان باعتبارها حالة موسيقية يكون فيها كل ظل أو درجة لون عبارة عن نوتة أو علامة موسيقية تحمل شعورها الخاص، وشخوصها المعينين وجاذبيتها الفريدة. ويتعزز هذا الفهم عندما نفهم الميل اللوني عند الفنان للانطباعية التعبيرية التي تشبه لحظة استماعك لسيمفونية أو مقطوعة موسيقية تحبها، فيكون انفعالك وإحساسك مختلفاً في كل مرة تستمتع فيها إلى هذه المقطوعة الموسيقية اللونية.

    وكما يقول الناقد غازي عانا: “نشعر باجتهاد الفنان غسان نعنع على نقل تلك الأحاسيس والمشاعر لحظة الرسم من خلال أدوات التصوير التي يستخدمها عادة وبدون إقحام أية مواد إلى السطح الذي لابد أن يعكس عشقه لفضائل التصوير، من خشونة اللمسة أو نعومتها وتجانسها، وأحياناً التعبير بالخط، بحسب الحالة التي يريد إظهارها”. أما أجمل ما قيل في وصف لوحاته فهو بقلم ميموزا العراوي في 3 فبراير/شباط 2017 في صحيفة العرب الإلكترونية “أعمال الفنان دون استثناء يمكن وصفها بالبخارية، فثمة رطوبة معتدلة الحرارة ترشح من دواخل المشاهد المصورة لتصل إلى سطح اللوحات على شكل ذرات شبه مجهرية متلونة بمشاعر شخوصه. حتى تلك اللوحات التي لا يرسم فيها الفنان إلا شخصا واحدا، تبدو فيها الغمامة الرطبة ذات ثقل اعتاده شخص اللوحة، فبثت فيه حالة شعورية مرتبطة باللحظة ذاتها بعيدا عن عبثية التعلق بالماضي والتوق إلى المستقبل أو الخوف منه”.

    كل ذلك قاد الفنان غسان نعنع لحضور خاص في التاريخ الحاضر للتشكيل السوري ومشارك في فعاليات وملتقيات فنية كثيرة في القاهرة، قرطاج، فرنسا، لندن، جنيف، روسيا، قطر وغيرها. كما أن له العديد من المعارض في سورية وخارجها. وكان له آخر معرض في بيروت بعنوان (هواجس). وتبقى هواجس غسان نعنع جزءاً حميمياً في الذاكرة التشكيلية السورية.

    • ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.