(2) متحف حلب الوطني
+++++++++++++

إن الزائر لمتحف حلب الشهباء يحار من أين يبدأ، إذ تشده جمالية المحتويات في أجنحته الخمسة، وخصوصاً أنها تقسم إلى حقبات تاريخية معينة، تدلل على مقدرة مبدعيها في فنون النحت والنقش والحفر والزركشة بمهارة فائقة يحار المشاهد معها في تحديد مفهومها للحياة الإنسانية. ودعونا في هذه العجالة نتكلم عن تاريخ إنشاء.متحف حلب.
اتسمت سياسة القائمين على الآثار فيما بين الأعوام 1935 – 1955م بحفظ اللقى والمكتشفات الأثرية في أحد المتحفين التاليين، وذلك لعدم وجود متاحف في بقية محافظات القطر:
1- متحف دمشق الوطني: وخصص للآثار الكلاسيكية والإسلامية والحديثة.
2- متحف المنطقة الشمالية (حلب): وخصص لآثار الشرق القديم. وكانت دائرة آثار المنطقة الشمالية ومتحفها قد أسسا عام 1929 م وبوشر العمل فيهما فعلياً عام 1931 م وذلك في ظل الانتداب الفرنسي حيث تم تكليف السيد (بلو دو لوترو) مديراً لها، وبقي بمنصبه حتى جلاء الاحتلال الفرنسي حيث أوكل العمل في المتحف والدائرة للسيد حسين العطار، ومن ثم للسيد فيصل الصيرفي، وبعهد الثاني تم فصل المتحف عن الدائرة، وأوكلت أمانة المتحف للسيد كامل المهندس، ومن بعده للسيد عبد الرحيم المصري، ومن ثم للسيد توفيق سليمان، ثم أعيد السيد فيصل الصيرفي للعمل بالمتحف في نهاية الستينات، ومن بعده لم يكلف أمين رئيس للمتحف، إنما بقي لكل متحف من متاحفه الخمسة أمين يديره كالتالي :
1- متحف الشرق القديم
2- متحف الآثار الكلاسيكية
3- المتحف الإسلامي
4- متحف الفن الحديث
5- متحف ما قبل التاريخ
ويعد متحف حلب الوطني أحد المتاحف المهمة في سوريا، وقد تأسس في الأصل ليضم الآثار التي اكتشفت في تل حلف (رأس العين)، لذلك زين مدخل المتحف بنسخة من واجهة القصر الملكي في تل حلف وهي ترقى للقرن التاسع قبل الميلاد.
اتخذ متحف حلب أول الأمر قصراً عثمانياً وعندما ضاق ذلك البناء بآثار المتحف قررت السلطات الأثرية بناء متحف جديد يليق بمكانة حلب الثقافية فتقرر هدم القصر العثماني (مقر المديرية والمتحف) وبناء متحف جديد وحديث مكانه، فأعلن المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور سليم عادل عبد الحق سنة 1955م عن مسابقة دولية لبناء متحف جديد مكان القديم المتداعي، وفاز بعرض المسابقة تلك مهندسان يوغوسلافيان، وتم إعادة بناء المتحف بالفعل، ووُضِع على مدخله الأسدان الهائلان المكتشفان في موقع تل حلف في الجزيرة السورية، وأعيدت الحياة لثاني أضخم متحف بالقطر. ويتميز المتحف عن غيره من المتاحف العالمية بأن مجموعاته الأثرية بكاملها سورية، وذلك عكس المتاحف الأخرى التي تضم تحفاً مأخوذة من بلاد أخرى. وتثبت معروضاته القيمة الحضارية لوجوده منذ آلاف السنين.
إن ما يميز متحف حلب عن متحف دمشق أنه يحتوي على:
– آثار الحسكة والخابور
-آثار الرقة وتل الخويرة.
– آثار ماري
-آثار حماة.
-آثار رأس الشمرة.
-آثار من موقع المينا في لواء اسكندرون.
– آثار دورا أوروبوس (الصالحية).
– آثار تلال حلب، ومنها: موقع أرسلان طاش، وتل حاجب، وتل أحمر (برسيب)، وأثار منبج.
– آثار إيبلا………
كما يضم رقماً أثرية وأختام وقطعاً نقدية وذهبية وفضية وبرونزية ونحاسية وزجاجيات، وفخاريات وزجاجيات ونقوداً وأسلحة ودروعاً وسقوفاً، ناهيك عن الكم الهائل من الآثار السورية التي تعود إلى العهود اليونانية والرومانية والبيزنطية في الفترة (333 ق.م. – 636 م):

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
منذ ‏٣‏ سنوات

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.