ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

‏١١ مارس ٢٠١٤‏، الساعة ‏١٢:٠٨ ص‏

تعرف على الدكتورة / تغريد الهاشمي / حمصية من سورية مثقفة متوقّدة الذكاء والنشاط، اقتحمت مجال الآثار منذ أكثر من ربع قرن – كانت أول امرأة سورية تحصل علي الدكتوراه في مجال الآثار – خالد عواد الأحمد ..

الدكتورة تغريد الهاشمي سيدة سورية مثقفة متوقّدة الذكاء والنشاط، اقتحمت مجال الآثار منذ أكثر من ربع قرن، واستطاعت كباحثة ومهتمة في هذا المجال أن تحقّق حضوراً جديراً بالاحترام وأن تنجز الكثير من العطاءات علي صعيد مشوار البحث العلمي والعمل والنجاح.
كان لها الفضل في تأسيس متحف حمص الوطني وبحكم كونها مديرة لآثار حمص لفترة تزيد على السنوات الخمس أمكن لها أن تتابع رسمياً بعثات الآثار والمسح الأثري في سورية عموماً وفي حمص على وجه الخصوص، وأن توثق وتسجل وتمسح العديد من المواقع الأثرية المهمة بمجملها، كما كانت أول سيدة سورية تنال شهادة الدكتوراه في مجال الآثار الذي كان مقتصراً على الرجال عندها.
وخلال مسيرتها العلمية والمهنية اصطدمت بالكثير من الصعوبات والعراقيل والمضايقات التي أدت في فترة ما إلى إقالتها من عملها في إدارة متحف حمص الوطني عندما وقفت ضد الحملات الغاشمة التي كانت تستهدف تمزيق النسيج العمراني لمدينتها حمص.. هذه المدينة التي انسحبت مندثرة بفعل ما يُسمى بالحداثة ككل المدن العربية العريقة التي فقدت كل خصوصياتها الإنسانية والمعمارية المميزة، ولكنها بالنسبة للدكتورة تغريد لا تزال حية في داخلها كآثارية وإنسانة ..
http://www.almooftah.com/wp-admin/post.php…
http://almooftah.com/vb/showthread.php?p=288578#post288578

تغريد الهاشمي.. حمص تودع أول دكتورة سورية في الآثار

 2018-02-14
تغريد الهاشمي.. حمص تودع أول دكتورة سورية في الآثار
   شاركت الراحلة بأبحاثها العلمية ومحاضراتها في الكثير من الندوات المحلية والعربية والدولية
فارس الرفاعي – زمان الوصل
ودعت حمص يوم الأربعاء الباحثة “تغريد الهاشمي” أحد وجوه المدينة الثقافية وأول سيدة سورية تنال شهادة الدكتوراه في مجال الآثار، بعد إصابتها بتليف كلوي أقعدها على فراش المرض منذ سنتين.
وكان لـ”الهاشمي” دور كبير من خلال عملها كمديرة لمتحف حمص في منع تمزيق النسيج العمراني لمدينتها التي انسحبت مندثرة بفعل ما يُسمى بالحداثة ككل المدن العربية العريقة التي فقدت كل خصوصياتها الإنسانية والمعمارية المميزة، واستطاعت الفقيدة كباحثة ومهتمة أن تحقق حضوراً جديراً بالاحترام، عبر ما أنجزته على صعيد مشوار البحث العلمي والعمل والنجاح، كما تمكنت بحكم كونها مديرة لآثار حمص لاحقاً لفترة تزيد عن الخمس سنوات من أن تتابع رسمياً بعثات الآثار والمسح الأثري في سوريا عموماً وفي حمص التي آثرت البقاء فيها رغم الحرب التي مزقتها ولا تزال.
وكان لها دور بإيقاف الحفريات شرق الجامع الكبير وهو المكان الذي كان موقعاً لكنيسة وعثر فيه على لوحة فسيفسائية هامة لهرقل لا يوجد مثيل لها إلا في مدينة “بيت لحم”، ونقلت إلى متحف “معرة النعمان” فيما بعد، وعثر كذلك على قبر “يوحنا المعمدان” الذي تم التكتم عليه على المستوى الرسمي ولم يعد يُعرف مصيره، وأبدت اعتراضاً على المخطط التنظيمي الذي كان محافظ حمص السابق “يحيى أبو عسلي” يحاول تمريره عام 1987 بالاتفاق مع مستثمرين ورجال أعمال كبار، ويهدف لهدم الكثير من المعالم الأثرية والتراثية في قلب المدينة القديمة لبناء أبراج ومجمعات تجارية، ما جعل المحافظ المذكور يقيلها من عملها كمديرة للآثار ويلحقها كموظفة عادية بالمركز الثقافي.
ويروي قريب “الهاشمي” المهندس “لؤي السكاف” لـ”زمان الوصل” أنها ولدت في مدينة دمشق التي عاشت فيها سنواتها الست الأولى ثم انتقلت إلى مدينة الحسكة بحكم عمل والدها الباحث الكيميائي “جعفر الهاشمي” مفتشاً للتربية عامي 1964-1965 قبل أن تستقر في مدينة والدها حمص، وبعد تخرجها من جامعة دمشق تابعت تحصيلها الأكاديمي في جامعة “صوفيا”.
وكان للراحلة السبق الأكاديمي في مجال اختصاصها، ولعبت ظروف التنقل والسكن بصفة خاصة دوراً هاماً في تشكيل ملامح الوعي الأول لدَّيها ووضعتها مباشرة في أبعاد الجغرافيا البشرية والطبيعية والإنسانية لبلدها من صخب العاصمة وحركتها الدؤوبة والتي لم تكن لتنام وهي تواصل ليلها بنهارها إلى محافظة الحسكة النائية والهادئة المتربعة على ضفاف الخابور في أقصى الشمال الشرقي ومن ثم استقرارها في حمص التي تعد واسطة العقد بالنسبة ومنبع حضاراتها القديمة، ومنذ ذلك الحين كما روت في حوار سابق لكاتب هذه السطور، ظلت مشدودة إلى روح وأثر تلك الحضارات التي ما تزال شواهدها أوابد لا تفنى مع الأيام، ولأجلها -كما قالت- كانت تنشط في دراسة تاريخها مدناً وحواضر وعمق بادية وتطارد كل أثر لنشاط بشري حضاري.
وبحكم كونها مديرة لآثار حمص لفترة تزيد عن الخمس سنوات سبقتها تراكمات معرفية وانشغالات آثارية مستمرة أمكن لها أن تتابع رسمياً بعثات الآثار والمسح الأثري في سوريا عموماً وفي نطاق مسؤوليتها الرسمية المشمولة بمحافظة حمص، وتمكنت مع العاملين في دائرة آثار حمص من أن تسجل وتوثق وتمسح العديد من المواقع الأثرية الهامة بمجملها والتي أخذت منا الكثير من وقتها وجهدها ومتابعتها لسنوات رغم ضيق الوقت وضعف الإمكانيات اللوجستية المادية والمعنوية اللازمة لذلك الكم الهائل من المواقع داخل المدينة التاريخية وعلى امتداد جغرافيتها الإدارية والتنظيمية.
وشاركت الراحلة بأبحاثها العلمية ومحاضراتها في الكثير من الندوات المحلية والعربية والدولية كما وضعت مع زوجها الفنان”حسن عكلة” كتابين الأول بعنوان (الإنسان تجليات الأزمنة– تاريخ وحضارة بلاد الرافدين – الجزيرة السورية) والثاني بعنوان “جدلية التوافق والضد” جلجامش فلسفة الحياة والموت وتجربة العيش في المستقبل”.
ولا يمكن الحديث عن شخصية علمية فذة كشخصية الراحلة “تغريد الهاشمي” دون أن نتحدث عن علاقتها بحمص تلك المدينة التي تعرضت في العصر لكل ما هو جائر ومدمر لعراقتها إلى حدود الانتهاك، وجاءت هذه العلاقة نتيجة حتمية لأبعاد اجتماعية وإنسانية وثقافية تدور كلها في البعد الآثاري الذي كان محور حياة الباحثة الراحلة، فكانت-كما أبانت في اللقاء المذكور- تخال نفسها حجرة في جدار حمصي في حي “باب الدريب” الذي عاشت في أفيائه سنوات طويلة، أو تفصيلة زخرفية في مشربية أو مقرنصة في نافذة تطل على الشمس أو لوحة فسيفساء أو فُسقية للماء البارد أو أنصوبة حجرية لسراج في فناءات البيوت القديمة في الحي، أو يمامة تهدل آمنة في طاقة هي مساحة اتساع بين الزخرفة البغدادية ومنافذ الضوء.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.