ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏بدلة‏‏‏‏

غاب عن دنيانا أمس الفنان سعيد النابلسي أول مهندس ديكور في التلفزيون العربي السوري، ومؤسس دائرة الديكور فيه عن عمر يقارب التسعين عاماً، فقد تفتحت عيناه مطلع ثلاثينات القرن الماضي على مشاهد مدينته دمشق فرسخت في ذاكرته تفاصيلها الجميلة الحميمة. واستجاب منذ سنوات طفولته المبكرة إلى هوايته في الرسم، فكان يرسم كل ما يصادفه في حياته محاطاً برعاية أسرته وتشجيعها، وشيئاَ فشيئاً صار الخيال ملهم رسومه، مبتعداً به عن النقل باتجاه فضاء الابتكار والإبداع، وقد تكرس الحال حين دخوله المدرسة حين قادته الفرصة السعيدة لينمي موهبته ويصقلها بفضل أستاذين كبيرين: عبد الوهاب ابو السعود، وصلاح الناشف. شارك مع عدد من الفنانين بتأسيس النادي الشرقي ترجمة لاهتمامه بالمسرح والتمثيل، وسرعان ما أصبح مصمم مشاهد وديكورات النادي، ورافق فرقته المسرحية في أول عرض في مصر وكان (ثمن الحرية) الذي سيعود بعد سنوات ليصمم ديكوره التلفزيوني. وكان انتسابه إلى المدرسة الدولية للديكور الداخلي في بيروت عنوان مستقبله المهني كمصمم ديكور متميز ورائد، وكانت الخطوة الاحترافية الأولى حين عين إثر تخرجه في معرض دمشق الدولي كواحد من مؤسسيه حيث قام بإنجاز الكثير من الأعمال لصالح المعرض الأول سنة 1954، غير أن الخطوة الأهم جاءت بعد ذلك بأربع سنوات، إثر تكليف الدكتور صباح قباني بتأسيس التلفزيون في سورية عام 1958 حيث بدأ باستقطاب الفنيين والفنانين والإعلاميين الذين سيشكلون نواة هذا الوليد الجديد، وكان سعيد النابلسي من بين الذين دعوا لهذه المهمة، ليجد نفسه من جديد على مقاعد الدراسة، حيث التحق أولاً بالمعهد التلفزيوني في القاهرة، لمدة سنة، ثم أوفد إلى فرنسا حيث بدأ أثناء الدراسة بإرسال مخططات الديكور ليتم تصنيعها في دمشق قبل عودته إليها.وبعد عودته لم يستطع واقع ضيق مساحة الأستوديو الوحيد في محطة جبل قاسيون أن يضعف حماسته، فاستطاع ابتكار الحلول المبدعة والخلاّقة ليستوعب الأستوديو الصغير نشرات الأخبار والبرامج المنوعة والندوات وبرامج الأطفال والاسكتشات الغنائية واللوحات الراقصة، وكان تحويل تمثيلية (رابعة العدوية) الإذاعية إلى عمل تلفزيوني خطوة رائدة في تاريخ التلفزيون السوري حظيت بإشادة خاصة.
لروح الأستاذ سعيد النابلسي السلام ولذكره البقاء ولعائلته ومحبيه أصدق العزاء
* الراحل في لقاء تلفزيوني مع السيدة ناديا غزي أول مقدمة برامج في التلفزيون السوري

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏بدلة‏‏‏‏
  • بشير بشير رحمة الله عليهم
  • Doha Al-khateeb الله يرحمو
  • Chamieh Anas شكراً لما ذكرته حول هذا الإنسان العظيم الذي قدم الكثير من الحب والعمل لبلده الغالي سورية، الرحمة والسلام لروحه الطاهرة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.