لا يتوفر وصف للصورة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏حسن إبراهيم سمعون‏‏
  • حسن إبراهيم سمعون رِسَالَةٌ مِن بَعضِي إلَى بَعضِي
    (إلى أخي السوري)
    أتَـقـتُـلُـني وما ذَنـبي بِــــذاكَ؟
    كــأنَّ اللهَ لـمْ يَـخْـلُـقْ سِــواكَ!
    تُـجَرِّمُـني بأنّـي غَـــيرُ لَــونٍ
    وهَـلْ نَخـتارُ أمْ قَــدرٌ هُـناكَ؟
    وهَـلْ ديـني وميلادي ولَـوني؟
    سِوى التَّـقـديـرِ مِنْ رَبٍ بَــراكَ
    وما وِزري بـجِـنسٍ لستَ مِـنهُ
    ولا عِــــرْقٍ يُحَـبِّـذهُ هَــــــواكَ
    وَرِثتُ الاسمَ والعُـنـوانَ حُـكـماً
    وإقـلِـيــمَ الـوِلادةِ والـــمَــــلاكَ
    أبي لَـمْ يـقـتَـرفْ فـي ذاكَ إثـماً
    ويا عَـجَـبي.. فهلْ تَـعـفو أبـاكَ !؟
    ألا تَـــــدري بأنَّ الكـونَ طُــرّاً
    صنيعةُ خـالــــقٍ شاءَ الحِـراكَ
    ولو شاءَ السُّـكونَ لَما افـتَـرَقـنـا
    شُــعوباً تَـتّــقي فابسُطْ تُــقـاكَ
    أتَـذبَـــحُ طِـفـلَـتي وتَـحُـزُّ بَعـضي
    بســــاطورِ الجِهادِ ومَنْ دَعاكَ؟
    فَمَــنْ أعطاكَ صكّاً في دِمائي
    لتَـحسَـبَني أجـيراً في حِماكَ!؟
    تَـسوقُ لِـرأيـكَ الآيـــاتِ جَـمْعاً
    تـؤوّلُـها لِـتُـرضِيَ مَنْ حَـبــاكَ
    بتكـفـيري تُحابـي عَرشَ عُـهــرٍ
    وتُـبرِمُ قاطعـــاً فَـتوى قَـضـاكَ
    كأنَّ اللــهَ قـــــد أعطاكَ خَـتمــاً
    وولّاكَ الجَـــــــنائِنَ واجـتـباكَ
    عَليكَ ســـؤالـهُ إن كنــتَ عَـبداً
    لمـــاذا فاتَـني لمّـــا اصطـفاكَ؟
    فكيفَ تَـسُـنُّ في حَقّي الفَـتاوى
    كأنَّ العَرشَ تَحكُمهُ عَصــاكَ!؟
    وتَـشتَــرعُ القضايا عَــن رُفاتٍ
    وشرعُ اللـــهِ جَــهراً قـد نَـهاكَ
    وتَـرشقُـني بأحـجارٍ وتَـنــــسى
    زُجاجاً قـــاتماً يَـكســـوْ بـِنـــاكَ
    ألا تدري إذا غَـربلــتَ بَعْـضــاً
    سَـيَـنخلُ فـــي مجابـهةٍ ثَـراكَ؟
    أتـقــبَلُ أن أقارعَـكَ الفَـتــــاوى
    وأزرعَ فَـــصلكَ الآتي شِراكا؟
    ربــيعُ جهنمٍ يبـغي مَــــزيداً (1)
    سيأكلُـني ويشـــرُبُ من دِماكَ
    أتَحْكـمُنـا الـــرُّفاتُ وقدْ هَـدَتـنـا ؟
    رَســـائـلُ نـورهِ مَــلأتْ سَماكَ
    أتمَّ مُحَـمَّــدٌ عـيســى ومـوســى
    مَكارِمُ خُـلْـقِهِ سُـــنَـنٌ تُـحـاكى!
    فَـيا حُزْنـــي على نَـشءٍ تَـبَـنّـى
    عِظامَ القومِ مُـذْ أشْــرَعْتَ فـاكَ
    بِـنَـشرِ ثـقافةِ السِّـــكـينِ كُـفــــراً
    ولن يَرِثوا بهـــا إلاّ العِـــراكَ
    تُـكـبِّـرُ للجِـهـــادِ بِـقَـطعِ رأسي
    وغَـــزَّةُ هاشِــمٍ صارتْ وَراكَ
    أتحْسَـبُ فـي مُجالَـدَتي انتصارا
    وغولُ الأرضِ يُـقرينا الهَـلاكَ
    سَيَبْلَعُ شَمسَــنا وجِـرارَ حَرفٍ
    (لِـهَـرْمِشْـدونِهِ) نصبَ الشِّـباكَ (2)
    يَســودُ مُـفـرِّقــاً بيني وبــــيني
    ويَغْـصِبُ رايَتـي أيضاً لِــواكَ
    خَمـــيرَ فَـطيرهِ بدَمي سَـــيَطهو
    وتَـتـبَـعُني فـلا تَـنــحَـرْ أخـاكَ
    تُـريدُ سياســـــةً هَـيَّا إلــــــــيها
    وبالحُســنى لنَـقْــنعَ في رؤاكَ
    فـَـلو دامَـتْ لِتـيجـــــانٍ تَـولّـوا
    لَـما صـارتْ بيــومٍ مُـبـتــغاكَ
    لمــاذا تَــدعي بَـصراً وعــلماً؟
    ويا خَـجلَ المعرّي من عَـماكَ!
    فهاتَ رؤىً كما أوحى كـفيفٌ
    وخُـــذْ منّي وبادلْني عَـــــطاكَ
    سَنابِلُ ضَيعَتي لا خَيــرَ فيهـــا
    إذا ما عــانَـقـتْ عِشــقـاً رَحاكَ
    (فلا هَطلتْ عَلـيَّ ولا بأرضي)
    سَــحائبُ لا تُهـاطِـلُ في رُباك
    أمُـدُّ القَـلبَ في صِــدقٍ وشَـوقٍ
    وإنْســــاني يُرَحِّــبُ في لِـــقاكَ
    أزارعُـكَ الأمانَ وغَــرسَ خُـبزٍ
    بـمِعْـوَلِ (بَعْـلِها) تَســمو يَداكَ
    فســوريَّا بعَـينِ الشَّمــسِ سَطرٌ
    عَـتيـــقُ جِـرارِها ألِفـي ويَاكَ
    وكــمْ دالَـتْ عليها مِنْ قُـــرونٍ
    وظلَّــتْ بُــــرْدَةً تَــأبى انفـكاكَ
    أتَخـرُقُها وتَرفـو ثوبَ غربٍ
    ودِفءُ خُـيوطِـــها بَـرداً وقــاكَ
    فَـرادَةُ نَسْــــجِـها مِن كلِّ لــونٍ
    بحِـكمَةِ ناســجٍ وشَّـــى وحاكَ
    فلا تَـعْبَثْ بهــاتيـكَ الخَــــوابي
    ودَعْنــا نلــــتَـقي دَومـــاً هُـناكَ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) إشارة لما سمي بالربيع العربي
    (2) الهرمجدون حسب التوراة هي حرب كونية نهائية ينتصر فيها المسيح الحقيقي ( المسيا) وهو ومن يتبعه من اليهود ويكون عددهم 144000فقط
    2012
  • علي أسعد أسعد تستحق أستاذ حسن

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.