نداء إلى هواة التصوير و محترفيه …المشكلة الأولى برأي الدكتور #هيثم _المغربي Haitham Almoghrabi هي كتمان العلم فكل من يتعلم شيئا يختص به لنفسه تحت غطاء “سر المصلحة”..

كلنا يؤلمنا حال الفوتوغراف و ما وصل إليه و كلنا يلعن الظلام فهل جرب أحد أن يشعل شمعة ؟
أحب أن أشارككم أفكاري و ما أرى لعلي بدوري أشعل شمعة صغيرة و ما أقوله ليس ملزما لأحد بل هي مجرد أفكار أطرحها و بضع من الأسباب أعتقد أنها أفضت إلى ما نحن فيه….
المشكلة الأولى برأيي هي كتمان العلم فكل من يتعلم شيئا يختص به لنفسه تحت غطاء “سر المصلحة” هذا التعبير الذي فنت أمم قبله و ستفنى أمم بعده و سيظل راسخا في العقول ولا أعلم سره أهو الخوف من أن تلميذك سيأكل رزقك؟!!
ألا نعلم جميعا أن الرزق مقسوم فلم الخوف؟
أتخاف أن يتطور تلميذك و يسبقك ؟!!
لك الفخر أنه تلميذك و أنه بحكم المنطق سيتطور لأنه ابن عصر أنت على مشارف تركه فلا أحد يدوم للأبد و كلنا إلى زوال و يبقى أثرنا الطيب و امتدادنا في أبنائنا و إرثنا الذي نتركه و تلامذتنا جزء ثمين و نفيس من هذا الإرث و اعلموا أنها لو دامت لغيركم ما وصلت إليكم و تذكروا كم عانيتم لتتعلموا فاختصروا العذاب على من يليكم و احتضنوهم بدل أن تنفروهم و لا تستصغروا أحدا بحجة أنه لا يستحق العلم فالعلم هبة من الله و من نحن لنقرر من يستحق و من لا يستحق و إن كان عن طيب خاطر و نية حسنة و لنا في رسول الله عليه الصلاة و السلام أسوة حسنة حين عاتبه ربنا بقوله (عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى*وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى*أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى*) و سبب قصة النزول معروف فإن كان ربنا عاتب نبينا الكريم عليه الصلاة و السلام في العلم فمن نحن أمامه لنقرر من نعلم و من لا نعلم لأي سبب نراه وجيها فالعلم من حق الجميع و كاتم العلم مخطئ في حق نفسه قبل الآخرين.
المشكلة الثانية تنتج عن الأولى و هي أن الهاوي الجديد فهم هذا الفن على أنه مثلث التعريض و بضع من العدسات كلما زادت فتحاتها اتساعا صار أكثر احترافاً و غاب عنه لحداثة عهده أن هذا الفن يحتوي في طياته أكثر من مجرد حفنة من التقنيات و التكنيكات، غاب عنه أن هذا الفن و فنانيه هم رسل هذا العصر يوصلون الدنيا ببعضها من خلال أعمالهم فيصلون برسائلهم الشرق بالغرب ينقلون الفكر و الثقافة و الحدث و يشاركون في صنع القرار فنراهم يغيرون توجهات الأمم تارة و يعززونها تارة أخرى، نراهم يتغنون بعادات شعب و يحاربون أخرى، نراهم يعرضون تجاربهم الحياتية و العاطفية كأفراد إنسانيين فاعلين في مجتمعاتهم فأين نحن من كل هذا و لم اللهاث خلف العتاد و العدة و اللايك و صورة الغلاف و الوهم الافتراضي … لنقص العلم نعم لنقص العلم و كلنا يحمل جزءا من الذنب فالعارف لاينقل و المريد يترفع عن التعلم و كما يقول المثل بين حانا و مانا ضاعت لحانا و آل الوضع إلى مانعيشه و نراه اليوم.
المشكلة الثالثة في حالة الاتكالية التي تعم مجتمعنا في معظم قطاعاته و في قطاع الفوتوغراف نجد الجميع يشتكي من كذا و كذا و عند الشروع في العمل لايجاد حل أو حتى مشروع حل نرى الجميع مبتعدا منتظرا أن يلسع غيره مكتفيا بانتظار العسل و أستشهد هنا بما حصل في اجتماع نادي فن التصوير الضوئي في سورية حيث أن الجميع يطالب بحلول للمشكلات و يعترض على كل خطوة و عند طلب الاجتماع حضر اثنان من الأعضاء فقط!!! بينما كان الكثير من خلف شاشة الجوال داعما أو مشتكيا فأين أنتم أحبتي و هل يجوز هذا؟
المشكلة الرابعة أننا بتنا لا نحب بعضنا و نعتبر زميل المهنة عدوا و هذه أخطر المشكلات فلا يخلو يوم من منشور يهاجم فيه أحدهم زميلا و لايخلو يوم من شكوى من مضاربة زميل لزميله بطريقة “على رأسي و على رؤوس أعدائي” و الخراب يعم و يزيد فلم كل هذا الكره بيننا معشر المصورين؟ لم شغلنا الشاغل تحطيم الآخر و انتقاده و التقليل من شأنه و التزلف لأناس معينة و التعامل بوجهين لم كل هذا و متى كان الفن تنافسيا حتى تقفوا لبعضكم هذه المواقف؟!! لكل منكم لمسته و نفسه و فنه و أسلوبه و اجتماعنا سويا يشكل اللوحة الفوتوغرافية السورية و العربية بأبهى حلة فلم لا نكون صفا متعاونا متشاركا يشد بعضنا أزر بعض…
حقيقة لم أعد أستطيع تشخيص الوضع وإنما ماذكرت أعلاه جزء صغير مما أظن أنه سبب في حالنا و قد أكون مخطئا و قد أكون مصيبا، و لا أملك إلا أن اقول لكم و أختم بحديث نبينا محمد عليه الصلاة و السلام:
لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
و التقوى لا تكون بالعبادة فقط بل تقوى الله تشمل كل نواحي حياتنا و منها فننا و علمنا فاتقوا الله في بعضكم بعضا، أحبوا بعضكم البعض ليصبح طريق الألف ميل مجرد خطوة.
و دمتم جميعا مبدعين إنسانيين محبين معطائين