معرض التصوير الضوئي ” للفنان الفلسطيني : رائد بوايه القدس, – يوبرت يونان أفتتح مؤخرا في المركز الثقافي الفرنسي في مدينة غزة الفلسطينية معرض الفنان الفلسطيني رائد بوايه, بعد جولة عرض فنية في كل من المراكز الثقافية الفرنسية في المدن الفلسطينية القدس. رام الله, نابلس والناصرة. وقد أثار المعرض ردة فعل نوعية لدى الشارع الفلسطيني نظرا لتناوله موضوعا إجتماعيا لم يطرح من قبل. يتأمل المعرض الهوية الفلسطينية في فترة الإنتقاضة الثانية التي بدأت في عام 2000. وذلك من خلال توثيق حياة العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل بدون أخذ تصاريح دخول من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي. فهم يخاطرون بحياتهم, يلتفون حول الحواجز العسكرية, يبتعدون عن أهلهم وأحبائهم في بيوتهم في الضفة الغربية لأسابيع وشهور, يسكنون في مخازن أو في شقق مستأجرة في ظرون إنسانية صعبة ويعانون من الشعور بالمطاردة والملاحقة من قبل السلطات الإسرائيلية في كل لحظة تمر عليهم سواءا في بيوتهم أو في أماكن عملهم في إسرائيل. هذا الخوف والإحساس ينتقل الى عائلاتهم عبر لقمة الخبز المرة التي يوفرونها لهم. ألتقطت الصور بالأبيض والأسود وتم صنع أطرها من خشب البناء الذي يستعمله العمال في شغلهم. كما وقد كويت أرقام هويات على طرف كل إطار بشكل متسلسل. المعرض يتنقل مع العمال في أماكن سكناهم في المدن اللد, بئر السبع والقدس وبين بيوتهم في مخيم العروب, يطة, الخليل, بيت لحم ورام الله في الضفة الغربية. هذا الربط بين العامل وبين العائلة يهدف الى التركيز على أن الحديث ليس عن حالة فردية تعاني منها شريحة بسيطة من الشعب الفلسطيني بل الحديث عن كل الشعب الفلسطيني فالعائلة هي امتداد الفرد وهي نواة كل شعب. يطرح المعرض أزمة الشرعية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في ظل صراعه مع الآخر- الإسرائيلي, وتعني من يستطيع أن يكون في اي بقعة من فلسطين, في أي زمان وتحت أي تعريف. فقد عملت إسرائيل بشكل ممنهج على تمزيق أوصال الشعب الفلسطيني من خلال إصدار عدة أنواع من الهويات وبألوان مختلفة, البرتقالي لسكان المناطق المحتلة عام 1967. الأزرق مع إقامة مشروطة لسكان القدس المحتلة عام 1967 والهويات الزرقاء مع الجنسية الإسرائيلية للفلسطينيين الذين يسكنون داخل حدود الخط الأخضر منذ عام 1948. كما وتعمل اسرائيل على إذلال الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1967 من خلال سياسة التصاريح. الفنان نفسه تعرض لتجربة اعتقال قاسية السنة عام 2004 حيث تم سجنه بسبب تواجده في مدينة القدس بدون تصريح. الأمر الذي زاد إصراره على تنفيذ المشروع, ليعّبر عن أزمة الشرعية التي يعيشها كفرد والتي يعيشها شعبه. وقد أطلق الفنان على المعرض رقم هويته للتعبير عن تلاحمه مع أبناء جلدته. يرى الفنان ان إسرائيل قد بدأت ببناء الجدار نفسيا من خلال سياسة التصاريح قبل إن تبنيه فعليا لتلتهم أراضي الضفة الغربية ولتحاصر الوجود الفلسطيني. هذا الجدار ينمو في نفوس الفلسطينيين ويتحذ اشكال الحياة والموت عبّر عنهما الفنان من خلال لوحتين الأولى قبر في قرية والأخرى طفل يرضع. image024 نبذة عن الفنان رائد بوايه, مصور فلسطيني من منطقة القدس الشريف. خريج كلية التصوير “المصرارة” في القدس. قبل أربع سنوات بدأ رائد بالتجول مع كاميراته ليحقق بذلك حلما طفولته بأن يكون مصورا فنانا يتأمل بالصورة الفوتوغرافية هويته الشخصية ويكشف جوانبا من حياة شعبه الفلسطيني الواقع تحت الإحتلال الإسرائيلي. image025 معارض فنية عام 2001: معرض جماعي “الوطن” في قاعة دوليفر في مدرسة التصوير “المصرارة” في القدس. عام 2002: معرض جماعي “يوم يأتي الفنانون” في قاعة أبو شقرة في مدينة أم الفحم. عام 2002: معرض جماعي “تلوّث المياه” في قاعة الفنون المسرحية في مجمّع الثقافة في مدينة تل أبيب. عام 2003: معرض جماعي “حوادث السير” في قاعة المركز الجماهيري في المصرارة في القدس. عام 2004: معرض فردي “سالوم” برعاية المركز الثقافي الفرنسي في القدس الشرقية. تنقل المعرض في عدة مدن فلسطينية أخرى هي رام الله, نابلس, غزة والناصرة. عام 2004: معرض فردي “ID 92559661” في متحف سجن المسكوبيه في القدس الغربية. عام 2004: معرض فردي “ID 92559661” في قاعة Art Space في تل أبيب. عام 2004: معرض فردي “ID 92559661” في مسرح يافا في إطار مهرجان “هليكون” للشعر العربي-العبري. عام 2005: معرض فردي متنقّل “ID 92559661” في المركز الثقاقي الفرنسي في القدس الشرقية, نابلس ورام الله. image022 الهوية الفنية يؤمن الفنان بوايه بأن الفن التصويري يحمل رسالة وتتكرر على لسانه العبارة “صورة واحدة تساوي ألف كلمة… وأكثر”. الرسالة التي يحملها بوايه عالمية, إنسانية وثقافية تستمد قوتها من التأمل في ذاته وتجربته الشخصية وفي المجتمع الذي ينتمي إليه الفنان ومن خلال الحوار مع الآخر. يرى بوايه بتواجد عدة شرائح من المهّمشين في المجتمع الفلسطيني في ظل الإحتلال الإسرائيلي, ويقول بوايه ” هؤلاء المهمّشون من النساء والأطفال , المرضى, الفقراء والعمال يعانون التهميش ضعفين. ضعف بسبب سياسة الإحتلال وآخر من قبل المجتمع الفلسطيني الذي يصّب جلّ طاقته في مواجهة هذا الإحتلال”. الفنان يستعمل كاميراته من أجل الوصول الى الفئات المهمشّة في المجتمع الفلسطيني وعرضها بصورة فنية, توثيقية وإنسانية في المعارض الفنية في كل مكان يصل إليه الفنان. الفن عند بوايه يكشف, يتعرض ويتعارض, ينتقد ينسجم ويخالف, يتأمل ويتحرك كجنين في رحم الإنسانية. به تحيا الشعوب وتدوم الحضارة. يعمل بوايه على تسليط الأضواء على ما يختلج في جنبات المجتمع الفلسطيني من آلام وأحلام, ومنه ينطلق الى الحالة العربية والإنسانية بشكل عام. image023

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.