توشيبا العربى
توشيبا العربى

توشيبا العربى وأسرار النجاح

توشيبا العربى من إحدى الشركات المصرية الرائدة في صناعة الأجهزة الكهربائية، والحاصلة على امتياز من شركة توشيبا اليابانية الشهيرة،  تأسست هذه الشركة في مطلع الستينيات على يد الملياردير حاليا محمود العربي بمساعدة أخويه محمد وعبد المجيد، بدأت الشركة بداية بسيطة في هذا المجال برأس مال لم يتجاوز الأربعة ألاف جنيه مصري، وكون لم يكن هناك الكفاءة العالية بعد في هذه المنتجات في تلك الحقبة من الزمن وكون أنها غريبة على السوق المصرية والعربية، فاختصرت آنذاك على بيع الأجهزة البسيطة.

ولكن ماهي أسرار نجاح توشيبا العربى؟

لمعرفة أسرار نجاح توشيبا العربى يجب أن نتعرف أولا على أهداف هذه الشركة وما استطاعت تحقيقه خلال هذه السنوات الطويلة، فبعد ذهاب محمود العربي إلى اليابان وحصوله على توكيل من توشيبا، استطاع العودة وشراء قطعة ارض، وبمساعدة أخويه بنى الشركة، والتزام كل منهم بعمله، فكان لمحمد العربي الأخ الأكبر لمحمود الدور في تقوية معنويات العاملين معهم في الشركة، وتحبيبهم بالعمل، أما السيد محمود العربي، فقد كان له الدور في الإدارة والتخطيط المستمر لتطوير الشركة وجعل اسمها توشيبا العربى، اسما يليق بها، كما يليق بتوشيبا اليابانية، واستمر العمل على ذلك النحو لسنوات طويلة حتى أن الشركة أخيرا تلقت وساما من إمبراطور اليابان شخصيًا عام 2009 نظرًا للجهود المبذولة في الشركة، إذًا دعونا نعتبر أن السر الأول من أسرار نجاح توشيبا العربى هو تقسيم المهام الموكلة لكل شخص ابتداء من المالكين والرؤساء وانتهاء بأصغر العالمين فيها.

 

توشيبا العربى
توشيبا العربى

إن وضع هدف محدد من أجل شركة توشيبا العربى، وهو بجعلها ضمن قائمة أفضل 500 شركة عالمية في مجال التكنولوجيا، كذلك الأولى في الصناعات الالكترونية إفريقيًا وعربيًا، جعل منها شركة قوية، حيث استطاع ملاكها تحدي كافة الصعوبات، وقد عرف عن أصحابها التزامهم الديني، فكما جاء على لسان السيد محمود العربي بقوله: أن سر نجاح توشيبا العربى يعود إلى تمسك الشركة بالقيم والأخلاق الحميدة والالتزام بتعاليم الدين الحنيف، فمن هنا نستطيع معرفة السر الثاني من أسرار نجاح توشيبا العربى ألا وهو نزاهة التعامل في كافة المواضيع ضمن إطار ديني مقبول.

سنوات طويلة قد مرت على توشيبا العربى مكللة بالنجاح وذلك من قبل أن يولد معظمنا! وكضرورة حتمية لاستمرار أي شركة وللتعبير عن مدى قوتها فلابد لها من الحصول على شركاء تنقل خبراتها إليهم وتستفيد من خبراتهم في جو تنافسي شريف مع شركات أخرى، فاعتمدت توشيبا العربى على الحصول على ثقة عدة شركات عالمية، بالتأكيد أولى الشركات كانت شركة توشيبا العالمية وذلك عام 1974،  وذلك بعد سفر السيد محمود العربي لليابان وعودته وهو ظافرًا بالوكالة كما ذكرنا آنفًا، بالإضافة الى شركة شارب، سايكو، البا، تايجر، هيتاشي، كذلك الشركة الايطالية لاجيرمانيا لصناعة البوتوجاز وبروميثيان للمنتجات التعليمية الذكية، من هنا يمكننا أن نستنتج سر النجاح الثالث وهو الحصول على شريك قوي ومميز يدفعك إلى الأمام بطموح قد يتكلل نحو العالمية بأصالة عربية في تطوير منتجات عالية كمنتجات شركة توشيبا العربى.

التنوع الذي قدمته شركة توشيبا العربى عبر سنوات كان مميزا لها ولاستمرارها، فلم يقتصر هدف الإخوة العربي ومساعديهم من موظفين على موضوع الأجهزة الكهربائية فقط بل تعدى ذلك فيما بعد على تنويع منتجاتهم فكان هناك بعدها، شركات أنشأت خصيصا لدعم عجلة التجارة والصناعة في مصر حتى أن محمود العربي قد قام بإنشاء مستشفى العربي، أما ضمن توشيبا العربى تحديدًا فقد كان التنافس واضحًا على منتجاتها لمدى عقود بداية بمواد أولية أجنبية، حتى أصبح مؤخرًا أكثر من 95% من الإنتاج المحلي، وبالتالي اعتماد توشيبا العربى على خبرات عامليها، والثقة بالصناعات الوطنية جعلتها في المقدمة، ولا يمكننا أن ننكر أيضا أن توشيبا العربى أمنت أكثر من 18000 فرصة عمل.

نستطيع أن نستنتج بعد قراءتنا لهذه المقالة بتمعن أن أسرار نجاح توشيبا العربى لا تختلف كثيرا عن أسرار نجاح باقي الشركات التي طورت نفسها بنفسها مستفيدة من الخبرات والعروض والتضحيات المقدمة إليها.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.