الموقع والتأسيس
ظهر اسم “هوليود” رسميا في الأول من فبراير/شباط 1887 عبر هارفي ويلكوكس الذي خطط الشارع الرئيسي المعروف “ببوليفار هوليود”. وفي عام 1902 افتتح هاتلي فندق هوليود الشهير من أجل جلب الراغبين في شراء الأراضي بالمنطقة.

تقع هوليود شمال غرب مركز مدينة لوس أنجلوس، وأسست عام 1903، وعرفت لدى سكانها الأصليين باسم “وادي كاهونغا”، الممتد إلى ما وراء ممر جبال سانتا مونيكا، وتبلغ مساحتها نحو 64 كيلومترا مربعا، وعدد السكان أكثر من 122 ألف نسمة.

وفي عام 1910، صوّت أعضاء مجلس بلدية هوليود لصالح مشروع قرار بضم هوليود إلى مدينة لوس أنجلوس، ورفض الناخبون في استفتاء أجري في نوفمبر/تشرين الثاني 2002 اقتراحا لفصل هوليود عن المدينة (لوس أنجلوس).

أبرز المحطات
صوّر أول فيلم في هوليود عام 1908، حين قدمت إليها من شيكاغو مجموعة تصوير تابعة لشركة سينمائية صغيرة لتصوير فيلم “الكونت دي مونت كريستو”، وانتقل عدد من الشركات السينمائية الصغيرة إلى المنطقة في محاولة للتخلص من هيمنة شركة أسسها توماس أديسون، كانت تحتكر إنتاج الأفلام وتوزيعها في الولايات المتحدة بموجب براءة اختراع آلة العرض السينمائية التي اخترعها.

وشكّل هذا التوافد، الذي رافقته هجرة مخرجين وممثلين وفنيين تقنيين وعاملين في مجال السينما بداية صناعة السينما في المدينة عام 1910، حيث يعد “أستوديو نستور” الأول من نوعه الذي يفتتح عام 1911.

وبنيت في المنطقة أستوديوهات ومختبرات سينمائية أثناء الحرب العالمية الأولى ساعدت -بعد كساد السينما الأوروبية- في تطور صناعة السينما الأميركية التي أصبحت تدر أرباحا كبيرة، وبذلك هيمنت شركات هوليود على السوق العالمية بعد تحولها إلى شركات ضخمة على غرار “فوكس للقرن العشرين”، و”مترو غولدوين ماير”، و”بارامونت”، و”الإخوة وارنر”، و”يونيفرسال”، و”كولومبيا“،
و”الفنانون المتحدون”.

وتمكنت هوليود في عشرينيات القرن العشرين من تكريس تقنية “نظام الممثلين النجوم”، والمتمثلة في وجود ممثلين يستطيعون بأسمائهم تحقيق إقبال الجمهور على القاعات السينمائية، على غرار شارلي شابلن، وماري بيكفورد، ودوغلاس فايربانكس، وغريتا غاربو، ورودولف فالنتينو.

وفي عام 1927 ظهر لأول مرة الصوت في فيلم “مغني الجاز” الناطق، وكان حافلا بالموسيقى والحوارات الموسيقية والمؤثرات الصوتية، مما أسهم في إعادة جلب الجمهور إلى السينما ومضاعفة مداخيل القاعات السينمائية في الفترة بين 1927 و1929.

بلغ إنتاج الشركات السينمائية في هوليود في النصف الثاني من ثلاثينيات القرن العشرين ما يناهز خمسمئة فيلم في العام، لكن الحملة المكارثية في الولايات المتحدة ضد السينمائيين اليساريين أدت إلى خسارة الإنتاج السينمائي عددا من الكتاب والمخرجين والممثلين الموهوبين.

وقد تسبب تأسيس شركات سينمائية صغيرة ومستقلة في خمسينيات القرن الماضي وظهور جهاز التلفزيون في تراجع الإنتاج إلى 166 فيلما عام 1958.

ولم تتمكن هوليود من تجاوز الأزمة سوى في نهاية الستينيات، وذلك عندما استطاعت الشركات السينمائية استعادة توازنها المالي بفضل توجهها نحو إنتاج المسلسلات التلفزيونية التي لاقت رواجا كبيرا.

ومع ذلك، لم تستطع هوليود استعادة سيطرتها السابقة على السوق السينمائية، بعد انتشار شركات مستقلة منافسة لشركات هوليود، وبروز مخرجين جدد في صناعة السينما يحملون نظرة جديدة لهذا الفن على غرار ستانلي كوبريك، وجورج لوكاس، وستيفن سبيلبيرغ، وروبرت ألتمان، ومارتن سمورسيزي، وفرانسيس فورد كوبولا.

في 16 فبراير/شباط 2005 قدم مشروع قانون يطلب من ولاية كاليفورنيا حفظ سجلات خاصة بهوليود، كما لو أنها مستقلة رغم أنه ليس من عادة مدينة لوس أنجلوس القيام بوضع حدود معينة لمناطق أو أحياء.

وتمت الموافقة على مشروع القانون في 28 أغسطس/آب 2006 من قبل غرفة التجارة، والمصادقة عليه من قبل حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزينغر، لتصبح منطقة هوليود ذات حدود رسمية.

المعالم
تتوفر هوليود على العديد من الأستديوهات السينمائية الكبيرة، وشركات الإنتاج السينمائي الضخمة مثل “والت ديزني” و”وبارامونت” وأستوديوهات “يونيفريسال” الشهيرة.

ويوجد فيها أيضا “ممر المشاهير”، قرب مسرح دولبي، الذي افتتح عام 1958، وهو ساحة مشاة يتم من خلالها تكريم المشاهير من الشخصيات الحقيقية، أو من الرسوم المتحركة (دونالد دوك، وميكي ماوس) بنجوم توضع في هذا الممر، حيث يضم أكثر من ألفين نجم، ويزور الساحة نحو عشرة ملايين شخص سنويا.

ورفض الملاكم العالمي الأميركي المسلم محمد علي كلاي أن توضع نجمته على الأرض حتى لا يطأ الزوار اسمه، المرادف لاسم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، واحتراما لرغبته تم وضعها على حائط مسرح كوداك.

ويوجد بجانبي شارع بوليفار هوليود مسارح ودور سينما، يتوسطها مسرح “كوداك” الذي يحتضن حفل جوائز الأوسكار، ويحفل بانتشار عدد من مقلدي النجوم العالميين الحالمين بالشهرة. وتلفت النظر أيضا لافتة هوليود الشهيرة بأحرفها التسعة، التي تتربع على تلال لوس أنجلوس، ويمكن رؤيتها من مختلف الاتجاهات