قال شيراك إن الرجل كان عبقريا حقيقيا.

تزهو أكبر القاعات بعرض صور بريسون
الجمعة 06 أغسطس 2004

توفي هنري كارتييه بريسون، أحد رواد فن التصوير الفوتوغرافي في القرن العشرين، قبل عيد ميلاده السادس والتسعين بأيام قليلة.

وعرف بريسون في حقل الفوتوغرافيين بسبب صوره التي أخذها من واقع الحياة في الشارع الفرنسي في النصف الأول من القرن العشرين.

وكانت جنازته التي أقيمت في بلدة سيريست، جنازة متواضعة ولكنها كانت حميمية إذ حضرها أصدقاؤه وأفراد أسرته.

وكان هنري شابا خجولا منطويا على ذاته حين أسس وكالة مانيوم للصور سنة 1947.

ويعتبر بريسون كذلك شيخا للمصورين الصحفيين وتزهو أكبر قاعات العرض العالمية بتعليق أعماله في موقع الصدارة منها.

وألقى زميل عمره وصديقه المصور اللورد سنودون كلمة رثاه فيها قائلا “كان عبقريا، سأفتقده كثيرا”.

وأضاف “لقد صور لحظات وأزمنة لن يتمكن إنسان من تصويرها ثانية مطلقا، ولا أعتقد أنه فنان عادي، إنه شخص أعلى من أن يؤطر أو أن يبوب”.

وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك “لقد فقدت فرنسا الكثير بوفاة كارتييه بريسون”.

وقال شيراك “لقد فقدت فرنسا مصورا عبقريا، ومعلما ورائدا بمعنى الكلمة، وواحدا من أكثر فناني جيله احتراما على مستوى العالم أجمع.

وولد هنري في بلدة شونتيلو القريبة من باريس سنة 1908 ودرس الفن التشكيلي قبل أن يتخصص في التصوير الفوتوغرافي في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي.

وساهم في تحويل التصوير الفوتوغرافي من مجرد هواية مكلفة يمارسها الأغنياء، إلى مهنة حقيقية راسخة لها تطبيقات في الحياة اليومية للإنسان الحديث.
اللحظة الحاسمة

ويرجع له الفضل في تعريف الـ”لحظة الحاسمة” في التصوير الفوتوغرافي، وهي تلك الجزء من الثانية التي تفرق بين الصورة الجميلة والصورة العبقرية.

ولنضرب مثلا على ذلك برجل يقع من فوق حصانه.

فالصورة الجيدة هنا هي أن تصور لحظة الوقوع، ولكن الصورة العبقرية هي التي تصور تعبيرات وجهة ونظرة عينيه وهو ينظر إلى الأرض الصلبة التي سترتطم رأسه بها بعد جزء من الثانية.

في المثال السابق، الفارق هو جزء من الثانية، سواء كان قبلها أو بعدها، سيجعل الفارق بين صورة تعيش في التاريخ وصورة جيدة على المستوى السطحي الاستهلاكي.
تزهو أكبر القاعات بعرض صور بريسون

وليس من الحقيقي أن الصور الصحفية هي صور للاستهلاك اليومي فقط، بل لقد كانت هناك صور صحفية رائعة ما زالت تعيش إلى اليوم بسبب عبقرية المصور واحساسه باللحظة، ومن تلك صور أونري كارتييه بريسون.

فقد عاش بريسون في أفريقيا كصياد لمدة عام كامل سنة 1931 بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة وافتتانه بالسوريالية ليس فقط في الفن، بل كأسلوب تفكير.

وحين عاد إلى باريس قرر أن يعيش حياة بوهيمية وأن يصور لحظات الحياة الباريسية العادية في الشوارع بأول كاميرا تعمل بفيلم 35 مليمترا، وهي كاميرا “لايكا” القديمة.

وسجنه النازيون سنة 1940 ولكنه تمكن من الفرار وعاد في لحظة التحرير ليسجلها بعدسته السحرية.

وأسس جمعية مانيوم الفوتوغرافية سنة 1947 مع زميليه روبير كابا ودافيد سيمور.

وكانت الجمعية توفر صورا صحفية للمجلات والصحف في ذلك الوقت، ومن خلال عمله غطى انتصارات ماو تسي تونغ في الصين وموت المعلم الأكبر غاندي في الهند.

وصور أغلب الشخصيات العامة والتاريخية في عصره، ولكنه لم يكن يحب الأضواء إلا التي يسلطها هو على شخصياته.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

شيخ المصورين , الفيلسوف المصور هنري كارتييه بريسون ( Henri Cartier-Bresson )

BACHIR FOURAR·الخميس، ٢٦ مايو ٢٠١٦·زمن القراءة: دقيقة واحدة

ولد هنري كارتييه بريسون ( Henri Cartier-Bresson ) في 22 أغسطس 1908م , وهو مصور فرنسي اشتهر بمقدرته على إبراز أهمية أي حدث اعتمادا على ترتيب الناس والأجسام في المشهد. يلتقط الصورة عندما تكون هذه العناصر في توازن مرئي نابض بالحياة ، في الوقت الذي يسميه هو باللحظة الحاسمة.
يعتبر هنري كارتييه بريسون منشئ التصوير الفوتوغرافي الصحفي الحديث, وكان من الأوائل الذين استخدموا حجم ال 35 ملم , كما برع في التصوير الفوتوغرافي الصريح وساهم في تطوير أسلوب “تصوير حياة الشارع” أو “الحياة الحقيقية”, وذلك عندما كان التصوير حكرا على الاستوديوهات, مما أثرى الصورة الصحفية وجعل لها مكانا بارزا.
اشتهر بدقة و حدة تكويناته , و كان يمتلك شهية نهمة وغير معتادة لتصوير الشوارع وناسها في أي بلد كان فيها, لذا فإن صوره تعد وثيقة هامة لحياة الناس و أساليب عيشهم ولباسهم في الفترة التي التقط فيه هذه الصور.
هو صاحب مفهوم “اللحظة الحاسمة” الذي بينه مع تعريفه للتصوير الفوتوغرافي في مقدمة كتابه الأول الذي نشره سنة 1952م , المحتوي على صور التقطها خلسة.
يعتبره البعض شخصية أسطورية في عالم الصورة الفوتوغرافية أثناء القرن العشرين الذي عاشه بأكمله, واضعا بصره على الأحداث الكبرى التي ميزت هذه الحقبة الزمنية, لذا لقب ب “عين القرن”.
بعد دراسة الفنون التشكيلية بحي مونبارناس واحتكاكه بدائرة السرياليين بباريس قرر هنري كارتييه بريسون أن يتفرغ للتصوير الفوتوغرافي. كان ذلك في كوت ديفوار وكان عمره 32 سنه لما التقط أول صورة له عبر آلة كراوس (Krauss) مستخدمة.
عمل هنري بآلة التصوير الصغيرة هذه لمدة وكان يستخدم الفيلم الأسود والأبيض, لأنه يرى أن الفيلم الملون يشد الانتباه بعيدا عن الصورة. ونادرا ما يستخدم عدسات الترشيح (الفلاتر) أو معدات تصوير أخرى تخلق تأثيرات خاصة على الصورة.
ساهم هنري كارتييه بريسون في تحويل الصورة الفوتوغرافية من مجرد هواية يمارسها الأغنياء إلى مهنة راسخة لها تطبيقاتها في الحياة اليومية للإنسان الحديث, عندما أسهم في 1947م مع زميله “روبار كابا” و “دفيد سيمر” في تأسيس( وكالة ماجنوم ) التي اتخذت مقرا لها في كل من نيويورك وباريس , حيث كانت توفر صورا صحفية للمجلات والصحف في ذلك الوقت. و في إطار عمله هذا، سافر هنري عبر العالم إلى كل من إفريقيا , المكسيك والولايات المتحدة… وقام بتصوير الأحداث الإخبارية في جميع أنحاء العالم , ونشر عدة كتب تتضمن صورا ودراسات تتعلق بآلات التصوير في الولايات المتحدة والصين.
وصف علاقته بالتصوير قائلا : ” الكاميرا بالنسبة لي مغناطيس حقيقي , تشتهي من خلاله حبس العالم في تلك العلبة الصغيرة, بكل تفاصيله المعبرة الصانعة لجمال الوجود”.
مثل تلك التعبيرات البارعة صنعت منه أسطورة بين معاصريه من المصورين الذين اعتبروه شيخ المصورين الصحفيين بلا منازع.
تخلى هنري كارتييه بريسون في نهاية المطاف عن التصوير الفوتوغرافي في عام م1970 ليتفرغ للرسم.
وفي عام 1996م تم تعيينه كأستاذ فخري في أكاديمية الفنون الجميلة في الصين. توفي سنة 2004.
الجدير بالذكر أن لصوره مكانا بارزا في المتاحف, حيث يمتلك المتحف الحديث في نيويورك عددا من لقطاته.
بشير فورار

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.