شمرا أخبار - سفير سورية وآثارها، وأحد أهم علمائها في ذكراه العشرين ...

جبرائيل سعادة

جبرائيل سعادة".. - أخبار سورية الوطن
جبرائيل سعادة
معلومات شخصية
اسم الولادة جبرائيل وديع سعادة
الميلاد 1922
اللاذقية، سوريا
الوفاة 1997
اللاذقية، سوريا
الجنسية سوريا سوري
الحياة العملية
الاسم الأدبي جبرائيل سعادة
المهنة مؤرخ
أعمال بارزة أبحاث تاريخية وأثرية، المختصر في تاريخ اللاذقية، رأس شمرا وآثار أوغاريت.
P literature.svg بوابة الأدب

جبرائيل وديع سعادة (29 تشرين الثاني 1922 – 16 أيار 1997) باحث وآثاري وأديب سوري، ولد في اللاذقية وتوفي فيها.

والدته مرتا نصري، أخواته: نائلة، إيدما، أسماء، وأوديت، أراد أهله أن يكون تاجراً فأصبح كاتباً وأديباً وموسيقياً، فخسر المال وكسب محبة الناس والشهرة، وعمّق محبته للمدينة التي أحب.

قال عنه الأديب السوري حنا مينة: «في اللاذقية بحران، بحر الماء، وبحر الآثار… فإلى بحر الآثار قبطان مركبهم العظيم الصديق العزيز جبرائيل سعادة».[1]

تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة في اللاذقية وتابع الثانوية في بيروت، حيث حاز على الجائزة الأولى عن قصيدة كتبها بالفرنسية. نال إجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف عام 1944.[2]

وفي عام 1960 حاز على الجائزة الأولى في المسابقة التي نظمتها وزارة الثقافة والفنون في الجمهورية العربية المتحدة عن مسرحيته «العاص لن ينسى».

عشق الآثار وكان ملماً بأسرارها متابعاً لكل جديد من أخبارها، وعندما سئل عن اهتمامه الكبير بآثار بلاده أجاب: «كيف يمكن للإنسان أن يحب شيئاً لا يعرفه؟ الوطن ليس أرضاً فحسب. هل أقول أن حبي للوطن ازداد منذ تلك الأيام ولا يزال كلما عرفته أكثر؟».

زار أقطاراً عربية وأوروبية عدة، ونشر مقالات في مجلات «التبغ»، «النعمة»، «الحوليات الأثرية العربية السورية»، «المعرفة»، «العمران»، «الديار»، «تشرين»، «الوحدة»، وكذلك في المجلات الفرنسية، الإيطالية والألمانية.

يذكر الأستاذ سامر جورج عوض «أنه ألقى 19 محاضرة في معظم المدن السورية، وألقى بتكليف من الرئيس حافظ الأسد محاضرات في فرنسا، وإيطاليا، وسويسرا، وبلجيكا، ويوغسلافيا في نيسان وأيار 1970، وقدّم 90 حديثاً عن السياحة في الإذاعة العربية السورية بين عامي 1969 – 1971، ومنذ مطلع عام 1971 كان يقدم حديثين أسبوعيين مرة بالعربية وأخرى بالفرنسية.[3]

قصته مع الآثار

«عثر جبرائيل سعادة بالصدفة في مكتبة متخصصة بكتب الاستشراق في باريس على كتاب عنوانه: «رأس شمرا»، وهو الاسم الحديث لأوغاريت فإذا هي المنطقة الأثرية التي تبعد عن اللاذقية عشرة كيلومترات إلى الشمال، فاشتراه رغم سعره المرتفع، وهكذا بدأ يهتم بهذه المنطقة الأثرية، وتوسّع بعد ذلك اهتمامه بالتاريخ والآثار، حتى أنه نقل اللاذقية إلى أصقاع المعمورة فنشر عنها وعن مواقعها الأثرية والتاريخية مقالات عدة في مجلات عربية وأجنبية».

قصته مع أحد أمراء اليونان

في صيف 1966 هتف السفير اليوناني بدمشق إلى قنصله الفخري باللاذقية جبرائيل سعادة طالباً منه أن يكون في شرف استقبال أحد الأمراء اليونان الذي يزور اللاذقية في ذلك الحين، وهو ميشيل ابن عم الملك، فذهب إلى فندق السياحة والاصطياف للترحيب بسمو الأمير فوجده برفقة زوجته وشخصين آخرين، فحيّاه، وقال له: أنا قنصل اليونان باللاذقية وقد كلفوني أن أضع بتصرفك كل ما تحتاج إليه من خدَمَات، فنظر إليه الأمير وكان لايزال ممدداً على كرسيه وقال له: شكراً أنا لا أريد شيئاً، ولما استدار القنصل وهم بالذهاب حانقاً من الاستقبال الفاتر الذي لقِيَه من الأمير، ناداه الأمير قائلاً له: عفواً سعادة القنصل، أريد أن ألتقي بالمدعو جبرائيل سعادة حيث قرأت له وسمعت عنه الكثير وأريد أن أتعرف عليه، فأجاب القنصل وقال: أنا هو جبرائيل سعادة، الذي تريد أن تتعرف عليه، هنا وقف الأمير الذي لم يقف لقنصل بلاده بل هبّ واقفاً لمجرد ذكر اسم هذا الإنسان بكل احترام وتقدير.

زيارته لمتحف اللوفر

عندما زار جبرائيل سعادة متحف اللوفر في باريس سنة 1970 تجول في أقسامه ولفت نظره تسمية قاعة باسم فلسطين وليس باسم إسرائيل، فشكر مدير المتاحف في فرنسا العالِم الأثري أندريه بارو، فتنهّدَ الأخير وقال له أنه يومياً يتلقى سيلاً من الشتائم من اليهود وهذه المرة الأولى التي يُشكَر فيها من قبل العرب.

شعوره الوطني

كان لديه شعور وطني بسيط لإنسان كبير جداً في تفكيره وكان يؤرقه هاجس أنه: «أما حان لنا أن نكتب تاريخنا بأنفسنا»، ففي عام 1979 أرسل مذكرة إلى رئيس الجمهورية من أجل إنشاء متحف في اللاذقية، وتم هذا الأمر بالفعل بعد سنوات قليلة.

«وحين رافق السفير الهولندي ترومبي الفيلسوف في زيارته لقلعة صلاح الدين، حدثه السفير في الطريق عن فلسطين، وكانت آراؤه خاطئة غير محقة نتيجة تأثره بالأفكار الصهيونية، فبدأ جبرائيل سعادة يشرح له الحق العربي المغتصَب، وأبعاد القضية فتغيّرت مواقف السفير وأصبح أكثر إيجابية من قضية فلسطين».

منزله

كان منزل جبرائيل سعادة في وسط مدينة اللاذقية مقابل مقهى البستان (والذي كان فيما مضى ملتقى أدباء ومثقفي اللاذقية) مفتوحاً أمام الجميع خاصة للطلاب والباحثين والدارسين الذين يأتون إليه ليستفيدوا من علمه ومن مكتبته الضخمة التي كان يعتني بها كثيراً، ويأتي إليها بالكتب من بيروت ودمشق والقاهرة وباريس وغيرها، وخصص صالوناً في منزله به طاولة وكراسٍ لجلوس الأشخاص الذين يودون البحث في كتبه، وكانت مكتبته تضم ستة عشر ألفاً من المجلدات في جميع فنون الثقافة والأدب والعلوم، وضمت مكتبته العديد من المجلات الأدبية والتاريخية والجغرافية والآثارية والجيولوجية والفيزيائية واللغوية والعلمية، وقد كان يشتري الكتاب ولو كان سعره مرتفعاً ومن أي بلد كان، وآلت المكتبة إلى جامعة تشرين حسب وصيته بعد مماته، كما أن كتبه الدينية آلت إلى مطرانية الروم الأرثوذكس في اللاذقية.

مؤلفاته

ألف عدداً من الكتب والنشرات في الآثار والتراث منها:[4]

1- أوغاريت- دراسة باللغة الفرنسية- عام 1954 (ترجم إلى العربية عام 1955).

2- محافظة اللاذقية- دراسة 1961.

3- تاريخ اللاذقية- دراسة بالفرنسية 1961.

4- معلومات موجزة عن رأس شمرا- 1968.

5- عندما تغني اللاذقية- أغان- اللاذقية 1964.

6- دليل المتحف الوطني بدمشق- ترجمة إلى الفرنسية – دمشق 1969.

7- الأبتر- رواية ممدوح عدوان- ترجمة إلى الفرنسية- دمشق 1971.

إنجازاته

– أسس نادي الشباب عام 1941 الذي أصبح لاحقاً نادي تشرين.

– أسس نادي اللاذقية الرياضي واُنتُخِبَ رئيساً له (الذي أصبح فيما بعد نادي تشرين الرياضي).

– أسس رابطة أصدقاء أوغاريت عام 1950.

– أسس عام 1963 فرقة اللاذقية للغناء الشعبي.

إسهاماته

– أسهم في تأسيس جمعية أصدقاء الفقير الأورثوذكسية عام 1939.

– أسهم في تأسيس حركة الشبيبة الأرثوذكسية واُنتُخِبَ رئيساً لفرعها في اللاذقية.

– أسهم في تأسيس الثانوية الوطنية الخاصة في اللاذقية عام 1947.

– أسهم في إنشاء فرع لعاديات حلب في اللاذقية واُنتُخِبَ رئيساً له.

– أسهم في تأسيس النادي الموسيقي عام 1945.[5]

المناصب التي شغلها

– عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق.

– عضو جمعية البحوث والدراسات.

– عضو في مركز الأبحاث التاريخية والأثرية التابع لمديرية الآثار.

– عضو لجنة الفنون الشعبية في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدمشق.

– عضو غرفة زراعة اللاذقية عام 1953.

– عضو المجلس الأعلى لرعاية الشباب في اللاذقية عام 1960.

– عضو لجنة تنشيط السياحة عام 1975.

– عضو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدمشق 1963.

– عضو في مجلس إدارة محافظة اللاذقية.

– رئيس جمعية خريجي المعاهد العالية عام 1961.

– رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية.

– رئيس عمدة الثانوية الوطنية (1947-1956).

– صاحب المكتب السياحي (المنارة) في اللاذقية.

– قنصل فخري لدولة اليونان في اللاذقية عام 1956.

المؤتمرات والندوات التي شارك فيها

– شارك في مؤتمر الآثار العربية في بغداد.

– شارك في مؤتمر الآثار الكلاسيكية الذي عقد في دمشق 1969.

– شارك في ندوة الدراسات الأوغاريتية في اللاذقية عام 1979.

– شارك في الندوة الدولية لعصر النور عام 1986.

– شارك في الندوة التي أقيمت بدمشق بمناسبة مرور ثمانمئة سنة على معركة حطين عام 1987.

– شارك في معرض الأيقونات الذي أقيم بدمشق عام 1997.

تكريمه والأوسمة التي نالها

– كرمته مطرانية الروم الأرثوذكس في اللاذقية عندما أنهى خدمته للثانوية الوطنية كنائب لصاحب المدرسة بأن أعطته مفتاحاً من ذهب عربوناً عن خدماته.

– مُنِحَ وسام الصليب الذهبي من حكومة اليونان عام 1970.

– مُنِحَ وسام الاستحقاق من رتبة فارس من الحكومة الفرنسية عام 1989، وذلك تقديراً للجهود التي بذلها في خدمة العلم وعمله في الآثار والتاريخ عرفاناً من الحكومة الفرنسية بالنشاط الثقافي الواسع، ونقتبس هنا من كلمة جبرائيل سعادة في مناسبة منحه الوسام «آمل ألا يكون الوسام بسبب استلامي فقط لثقافتكم الرائعة التي تهدهدني، ولكن أيضاً لأنني عرفت بفضل ثقافتكم أن أكتب صفحات عن سورية».

– كرمته مديرية الثقافة باللاذقية وأطلقت اسمه على قاعة المطالعة في المكتبة العامة بالمركز الثقافي.

– كرمه مجلس مدينة اللاذقية وأطلق اسمه على الشارع الذي كان يقطنه.

وفاته

عند الثالثة من ظهيرة يوم الجمعة الواقع في 16 أيار 1997 دقت أجراس كاتدرائية القديس جاورجيوس في اللاذقية حزناً على الفقيد الكبير العلامة المرحوم جبرائيل سعادة
.

راحلون في الذاكرة

الباحث الموسوعي جبرائيل سعادة في ذكرى رحيله

ولد في اللاذقية عام 1922.
تلقى تعليمه في اللاذقية ومن ثم أتم دراسته في بيروت جامعة القديس يوسف مجازاً في الحقوق عام 1944.
وصار جبرائيل سعادة بعد ذلك أديباً وباحثاً وموسيقياً ومؤرخاً ومغرماً بالآثار.

وفي عام 1960 حاز على الجائزة الأولى في المسابقة التي نظمتها وزارة الثقافة والفنون في الجمهورية العربية المتحدة عن مسرحيته «العاص لن ينسى».

زار أقطاراً عربية وأوروبية عدة، ونشر مقالات في مجلات «التبغ»، «النعمة»، «الحوليات الأثرية العربية السورية»، «المعرفة»، «العمران»، «الديار»، «تشرين»، «الوحدة»، وكذلك في المجلات الفرنسية، الإيطالية والألمانية.
ألقى 19 محاضرة في معظم المدن السورية، وكذلك في فرنسا، وإيطاليا، وسويسرا، وبلجيكا، ويوغسلافيا وقدّم 90 حديثاً عن السياحة في الإذاعة العربية السورية بين عامي 1969 – 1971، ومنذ مطلع عام 1971 كان يقدم حديثين أسبوعيين مرة بالعربية وأخرى بالفرنسية.
كان منزل جبرائيل سعادة في وسط مدينة اللاذقية مفتوحاً أمام الجميع خاصة للطلاب والباحثين والدارسين الذين يأتون إليه ليستفيدوا من علمه ومن مكتبته الضخمة التي كان يعتني بها كثيراً، ويأتي إليها بالكتب من بيروت ودمشق والقاهرة وباريس وغيرها، ووصل عدد الكتب فيها إلى /15000/ كتاب، ولم تقتصر المكتبة على الكتب بل ضمت أكثر من /8000/ شريط مسجل عن الموسيقا العربية، إلى جانب المكتبة المصورة التي تضم /10000/ صورة و/9000/ شريحة مصورة عن (الآثار، التاريخ، الشخصيات، الوثائق.. إلخ)، يضاف إلى موجودات المكتبة أيضاً أكثر من /90/ حديثاً إذاعياً لـ”سعادة” و/105/ أحاديث عن السياحة، وأحاديث عن “الموسيقا العربية” و/53/ حديثاً إذاعياً بالفرنسية عن الأدب السوري، و/44/ حديثاً عن المواقع الأثرية والسياحية في “سورية”.وخصص صالوناً في منزله به طاولة وكراسٍ لجلوس الأشخاص الذين يودون البحث في كتبه.
وآلت المكتبة إلى جامعة تشرين حسب وصيته بعد مماته، كما أن كتبه الدينية آلت إلى مطرانية الروم الأرثوذكس في اللاذقية.
كان لديه شعور وطني بسيط لإنسان كبير جداً في تفكيره وكان يؤرقه هاجس أنه: «أما حان لنا أن نكتب تاريخنا بأنفسنا»، ففي عام 1979 أرسل مذكرة إلى رئيس الجمهورية من أجل إنشاء متحف في اللاذقية، وتم هذا الأمر بالفعل بعد سنوات قليلة.
إنجازاته :

– أسس نادي الشباب عام 1941 الذي أصبح لاحقاً نادي تشرين.
– أسس نادي اللاذقية الرياضي واُنتُخِبَ رئيساً له (الذي أصبح فيما بعد نادي تشرين الرياضي).
– أسس رابطة أصدقاء أوغاريت عام 1950.
– أسس عام 1963 فرقة اللاذقية للغناء الشعبي.

إسهاماته

– أسهم في تأسيس جمعية أصدقاء الفقير الأورثوذكسية عام 1939.
– أسهم في تأسيس حركة الشبيبة الأرثوذكسية واُنتُخِبَ رئيساً لفرعها في اللاذقية.
– أسهم في تأسيس الثانوية الوطنية الخاصة في اللاذقية عام 1947.
– أسهم في إنشاء فرع لعاديات حلب في اللاذقية واُنتُخِبَ رئيساً له.
– أسهم في تأسيس النادي الموسيقي عام 1945.

المناصب التي شغلها

– عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق.
– عضو جمعية البحوث والدراسات.
– عضو في مركز الأبحاث التاريخية والأثرية التابع لمديرية الآثار.
– عضو لجنة الفنون الشعبية في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدمشق.
– عضو غرفة زراعة اللاذقية عام 1953.
– عضو المجلس الأعلى لرعاية الشباب في اللاذقية عام 1960.
– عضو لجنة تنشيط السياحة عام 1975.
– عضو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدمشق 1963.
– عضو في مجلس إدارة محافظة اللاذقية.
– رئيس جمعية خريجي المعاهد العالية عام 1961.
– رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية.
– رئيس عمدة الثانوية الوطنية (1947-1956).
– صاحب المكتب السياحي (المنارة) في اللاذقية.
– قنصل فخري لدولة اليونان في اللاذقية عام 1956.
تكريمه :
كرمته مطرانية الروم الأرثوذكس في اللاذقية عندما أنهى خدمته للثانوية الوطنية كنائب لصاحب المدرسة بأن أعطته مفتاحاً من ذهب عربوناً عن خدماته.
مُنِحَ وسام الصليب الذهبي من حكومة اليونان عام 1970
• مُنِحَ وسام الاستحقاق من رتبة فارس من الحكومة الفرنسية عام 1989، وذلك تقديراً للجهود التي بذلها في خدمة العلم وعمله في الآثار والتاريخ
• كما كرمته مديرية الثقافة باللاذقية وأطلقت اسمه على قاعة المطالعة في المكتبة العامة بالمركز الثقافي
• – ومجلس مدينة اللاذقية وأطلق اسمه على الشارع الذي كان يقطنه.

توفي بتاريخ 16 أيار 1997

إعداد : محمد عزوز

ـــــــــــــــــــــــــــــ

في الذكرى العشرين لرحيله.. جبرائيل سعادة مكرما بدار الأسد للثقافة باللاذقية

اللاذقية-سانا

تكريما لما قدمه في مجالات الثقافة والأدب والتاريخ والفن في سورية أقامت جمعية أصدقاء أوغاريت اليوم لقاء تكريميا للباحث والمؤرخ جبرائيل سعادة في قاعة النشاطات بدار الأسد للثقافة في مدينة اللاذقية بمناسبة مرور عشرين عاما على وفاته.

وأشار مدير ثقافة اللاذقية مجد صارم ممثل وزير الثقافة في كلمة له إلى أن مدينة اللاذقية التي قدمت للعالم أول أبجدية ونوتة موسيقية لا بد لها أن تحتفي بأبنها “جبرائيل سعادة ” المؤرخ والباحث في التاريخ والأدب

والموسيقي والذي حمل تراث بلده وارثها الحضاري في وجدانه مختزنا بعضا من هويتها الحضارية في كتبه لتكون مرجعا لمن أراد إيمانا منه بتميز مدينته اللاذقية خاصة وسورية بشكل عام وإسهاماتها في الحضارة

الإنسانية منوها بأهمية هذه المبادرة بالتذكير ”  بإنجازات سعادة الإنسان ابن الحضارة الذي حمل معه معنى الأمة واستلهم من إرثها “.

وتحدث عدد من أصدقاء وأقارب الراحل سعادة عن جوانب حياته واهتماماته فلفت ألفرد سعادة أحد أقاربه الى مدى انفتاحه على غير وترحيبه وكرمه وولعه بالبحث والمعرفة وتعدد اهتماماته وتعلقه بالموسيقى ومدينته

اللاذقية وازقتها وملامحها وسكانها وأصدقائه دون تعلقه بالأمور السطحية مقدما الشكر لجمعية اصدقاء اوغاريت ومديرية الثقافة على هذه المبادرة.

وعن اهتمامه في التاريخ تحدث الدكتور بسام جاموس أحد طلاب سعادة الذي ” التقاه أول مرة على بوابة مدينة اوغاريت ” عن اهتمام الراحل بطلابه ومحاولاته توفير المراجع لهم وسعيه لتوسيع مداركهم وتشجيعهم على الاهتمام بتاريخ بلدهم واصفا إياه بأنه كان ” المعلم والعالم ” داعيا إلى الاهتمام بمكتبته التي أهداها لجامعة تشرين.

من جهته رأى الدكتور نهاد عبد الل احد اصدقاء الراحل أن  ” التاريخ يعطي من حقبة لأخرى رجالات تسجل على صفحاته مآثر خالدة تبقى عبر الزمن معطاءة تنير دروب الفكر وتترك بصمتها على ضمير الانسانية.. وكانت في احدى هذه الحقب جبرائيل سعادة “.

وقدم الباحث في الموسيقا زياد العجان الذي رافق الراحل منذ صغره مقطوعات موسيقية وأغان من تأليف سعادة تنوعت بين التراتيل والتانغو والألحان الشعبية معتبرا أن  ” سعادة مزج في موسيقاه بين الثقافة

الغربية والشرقية فعزف على آلة البيانو بأسلوب خاص ”  لافتا في الوقت نفسه إلى أن الراحل إضافة إلى تأليفه الموسيقا وتلحينه للأغاني أبدى اهتمامه برعاية المواهب وافتتح صالونا للموسيقى كل يوم ثلاثاء يقدم فيه موسيقى عالمية وشرقية بالتناوب.

بدوره لفت نائب رئيس جمعية أصدقاء أوغاريت الفنان لؤي شانا إلى أن الجمعية ولدت لتكون حاضنة لنشاطات كثيرة فكرية وثقافية وفنية وقال.. ”  نجتمع اليوم لنضيء شمعة على ذكرى سعادة القامة الوطنية

والفكرية والباحث في الاثار والموسيقا والتاريخ.. الرجل الذي لو عاصر هذه الحرب التي تشن على سورية لسال قلمه دما لما تتعرض له الاثار وملامح الحضارة السورية من تخريب و تدمير ممنهج وهو من امضى عمرها من أجل الآثار”.

وقدم خلال الحفل فيلما وثائقيا عن الراحل سعادة من تأليف صديقه سجيع قرقماز واخراج محمد الاغا تناول اهتمامات سعادة وأبحاثه وشهادات بعض الادباء واصدقائه بسعادة الانسان والباحث وفيه بعض من كلمات

سعادة.. ”  أصنف نفسي كمواطن يحب بلاده ويدافع عن مصلحتها بأي شكل فأنا لا أهتم بالخطابات والكلمات وما يهمني من أي شخص أو أي حزب هو الفاتورة التي يقدمها للتاريخ لأنني أنا شخصيا مؤرخ”.

ويقام غدا ضمن تكريم الراحل سعادة حفل غنائي في مسرح دار الأسد للثقافة يحييه نخبة من مطربي اللاذقية ويتخلله إهداء مكتبة جبرائيل سعادة الموسيقية إلى دار الأسد باللاذقية لتكون متاحة للمواطنين.

وحسب زياد العجان فإن المكتبة الموسيقية لسعادة تشكل متحفا موسيقيا لما تضمه من اعمال موسيقية موثقة ومؤرشفة لكبار الموسيقيين والفنانين العرب ومختلف الالوان الموسيقية وبعدد كبير من الاشرطة والتسجيلات والأقسام.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.