فوتوغرافيا 

العدسات .. تُحاصر القمر

القمر .. ذلك الجرم السحريّ المرتبط منذ قديم الأزل بالجَمَال والغَزَل والمشاعر الرقيقة. نوره ألهَمَ آلاف الشعراء ببلاغةٍ عَكَسَتها اللغات البشرية، لتُخلِّدَ روائعاً من الأدب والشعر والقصص المسافرة في كل أنحاء الدنيا. 

ملايين الصور حاولت استهداف القمر والإلمام بماهيّته وخيوط الشمس المنعكسة من سطحه. أن تلتقط صورةً للقمر .. ليس هذا بأمرٍ لافت، لكن المثير في الأمر أن تلتقط صوراً فائقة الدقة والوضوح لحُفَر القمر بتجميع آلاف الصور معاً عبر مراحل القمر، لإظهار سطحه بشكلٍ مدهشٍ غير مسبوق ! إنها عمليةٌ معقَّدةٌ قام بها المصور الفلكي المقيم في كاليفورنيا، أندرو مكارثي. وبحسب صحيفة البيان، فقد بَدَت فوهات القمر بشكلٍ ممدود بسبب انحراف الضوء الناجم عن “الفاصل القمري” – الخط الفاصل بين الجانبين المضيء والمظلم للقمر.

وقد كَشَفَت النتيجة النهائية المذهلة عن مجموعةٍ رائعةٍ من الحُفَر والمزايا لدى القمر. فقد نشر مكارثي على حسابه في “إنستغرام”، وصفاً للقطات بعنوان ‘All Terminator’. وقال: “التقطتُ قسم الصورة الذي يحتوي على أكبر قدرٍ من التباين (حيث تكون الظلال أطول)، وقمت بمحاذاتها ودمجها لإظهار النسيج الغنيّ عبر السطح بأكمله. كان هذا مرهقاً على أقل تقدير، لذلك يجب تعيين كل صورة إلى كرةٍ ثلاثية الأبعاد وتعديلها للتأكد من محاذاة كل صورة”. ووفقاً لوكالة ناسا، تظهر العديد من الحُفَر بالقرب من “منطقة الشفق”، لأن ارتفاعها يجعل من السهل تمييزها هناك. وهذا تماماً مثل خط الضوء والظلام على الأرض، ما يجعل الظلال تطول عندما تكون الشمس منخفضةً في السماء.

إحساسٌ بديعٌ يشعر به المصور حينما يرى مجموعة الصورة هذه، وقد امتزجت مع معرفته السابقة بالقمر ومُخيِّلته للتفاصيل التي كانت في الجانب المظلم من الذاكرة، تماماً كالجانب المُعتم من القمر.

فلاش

قد يبدو التصوير الفلكي معقَّداً، لكن بعض نتائجه تحجز أغلفة كُتُبِ التاريخ فوراً

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.