“مصطفى كمال مولوي”.. بصماتٌ خالدةٌ بالخطّ العربي

 نجوى عبد العزيز محمود

الأحد 29 كانون الأول 2019

شارع بارون

حبّهُ للخطّ العربي منذ الصغر، مكّنه من ترك بصمته الخاصة في هذا المجال، حيث نقل علمه ومهارته بالخط العربي لأجيال عدة، كما كان من الرواد الأوائل في تشكيل الحركة المسرحية في “سورية”، بالإضافة إلى أنه قام بإخراج العديد من الصحف، إنه الخطاط المرحوم “مصطفى كمال مولوي”.

 

من أعماله الفنية

مدوّنةُ وطن “eSyria” تواصلت بتاريخ 22 كانون الأول 2019 مع الخطاط “محمد بسام مولوي” ابن المرحوم “مصطفى مولوي” ليحدثنا عن مسيرة والده: «نشأ والدي وترعرع ضمن أحياء مدينة “حلب” العريقة التي أغنت ذاكرته البصرية، كما أنه أتقن فنون الخط العربي وأنواعه منذ الصغر من والده الخطاط “محمد زكي مولوي” وعمي “محمد” بعد وفاة والده، كما أنه دخل الحياة العميلة بعمر الـ15، لكن الفنّ والخطّ العربي بقيا هاجسيه اللذين شغلا كلّ تفكيره، فعمل على تطوير موهبته من خلال الاطلاع على تجارب الخطاطين الآخرين، فتتلمذ على يد الخطاط الكبير “حسين حسني”، بالإضافة إلى أن حبه للخط وتقنياته جعله يسافر إلى “دمشق” ليتعلم كتابته لثلاثة أحرف على يد خطاط “دمشق” المشهور “بدوي الديراني”.

وإضافة إلى موهبة الخط العربي، فقد كان من هواة التمثيل، حيث عمل مع مجموعة من أصدقائه كالفنان “عمر حجو”، الفنان “علي الرواس”، والفنان “شاكر بريخان “في مجال المسرح حيث كانوا يكتبون المسرحيات ويقومون بتمثيلها وإخراجها، ومن هذه المسرحيات “الدجال” و”نهاية

فنان”، بالإضافة إلى تصميم الديكورات المسرحية، فكان من الروّاد الأوائل الذين قامت على أكتافهم الحركة المسرحية في “سورية”، بالإضافة إلى أنه بدأ يعمل بالجرائد والصحف التي كانت تصدر في “حلب” كمخرج فني للصفحات وكان آخرها جريدة “الجماهير”، بالإضافة إلى العديد من الكتابات الأدبية، وقام بتخطيط العنوان الرئيسي لأول جريدة نشرت في “كندا” كانت تصدر باللغتين العربية والإنكليزية».

الخطاط “محمد زكي مولوي” قال عنه: «اتخذ والدي “مصطفى كمال مولوي” الخط العربي وفنونه مساراً لحياته واشتهر باسم “م. مولوي”، ونفذ العديد من الأعمال الصغيرة والكبيرة بمجال الخط العربي، فقد كتب بجميع الخطوط العربية كـ (الديواني والنسخ والفارسي والثلث والكوفي) وغيرها، وتخطت أعماله نطاق الوطن العربي إلى عواصم عالمية، كما أنه ابتكر بكتاباته الكتابة بالأحجار المرمرية والكتابة بالدهان بالريشة حيث استخدم القصبة والريشة بكتاباته الخطية، وقام بتزيين العديد من الجوامع والمساجد في مدينة “حلب” بمختلف أنواع الخطوط العربية التي أضافت رونقاً فنياً ساحراً متناغم مع أصالة الماضي وعراقة الحاضر، وتتلمذ على يديه الكثير

من كتاباته الخطية

من الخطاطين، كما أنه عمل مدرساً طوال ثمانية وعشرين عاماً، فكان مثال المربي الفاضل والناجح في عمله، بالإضافة إلى أن والدي كان آخر شيخ من مشايخ الطريقة المولوية (طريقة صوفية للتعبد تحولت إلى فولكلور ديني) في “حلب”».

وفي حديث مع صديق العائلة المهندس “ماهر أشرفية” نقيب المهندسين بـ”حلب” قال عن المرحوم الخطاط “مصطفى كمال مولوي” : «كان بمثابة والد بالنسبة لي فقد كان يقدم لي النصيحة كأني فرد من أسرته، استفدت من خبرته بمجال الخط العربي الذي أتقنه وتميز به، فمن خلال مسيرته الفنية القصيرة اعتبر مصدراً مهماً في توثيق الخط العربي ونشره من خلال دراسته وتجسيده في لوحات فنية متميزة، حيث عمل على استشراف آفاق وجماليات الخط العربي وتفاصيل زخارفه وألوانه وخطوطه التاريخية التي جسدها على العديد من المساجد والجوامع بمدينة “حلب”، أضف إلى أنه عمل على إظهار رشاقة وليونة وحيوية الخط العربي بحروفه وألوانه، حيث تبرز لوحاته معالم موهبته الفنية المميزة في التحكم بحركة خطوطه الانسيابية والمرنة وملاحقة

من أعماله بالخط العربي

التفاصيل الدقيقة والصغيرة، بالإضافة إلى أنه اعتبر الخطاط الأول في “حلب” وخصوصاً أنه من عائلة “مولوي” التي تعتبر بصمة مهمة بمجال الخط العربي والديكور، بالإضافة إلى إتقانه الطريقة المولوية والتمثيل المسرحي ومجالات عدة، فهو إنسان راقٍ وشخصية فنية متميزة».

الجدير بالذكر أنّ الخطاط “مصطفى كمال مولوي” مواليد “حلب” عام 1931 وتوفي عام 1986.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.