مشروع فوتوغرافي يعيد إحياء صور الألبومات العائلية القديمة

مشروع فوتوغرافي يعيد إحياء صور الألبومات العائلية القديمة

 

هونغ كونغ، الصين (CNN) — لا شك أن التصوير الفوتوغرافي قد شهد تطوراً هائلاً منذ بدايته في عام 1800، إذ يستطيع أي شخص اليوم التقاط صور بهاتفه الذكي، ثم مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ولكن، أدى ذلك إلى التقليل من أهمية وجود ألبوم عائلي، حيث باتت اليوم عملية حفظ الصور أكثر سهولة. ومن خلال مشروعها الذي يحمل عنوان “Familie Werden”، سعت المصورة اليابانية، ري يامادا، إلى إعادة إحياء قيمة الألبومات العائلية في العصر الحديث.

مشروع فوتوغرافي فريد من نوعه يعيد تصّور الصور العائلية

وبدورها، أعادت يامادا تمثيل 10 صور من ألبومات عائلية، جُمعت من الأكشاك ومواقع التسوق، في ألمانيا واليابان. وستُلاحظ أن وجه المصورة اليابانية يظهر في جميع الصور، سواء على هيئة رجل مسن أو أم شابة، أو طفل على الشاطئ.

وخلال مقابلة هاتفية، قالت يامادا: “أشعر وكأني أعرف هؤلاء الأشخاص، لأنني مررت بتلك الصور مئات المرات، لذا أردت أن أفهمهم أكثر”. والنتيجة هي رحلة زمنية تعود إلى زمن يذكرنا بالشعور بالبهجة والمرح الموجود بين صفحات ألبومات العائلة القديمة.

مشروع فوتوغرافي فريد من نوعه يعيد تصّور الصور العائلية

وخطرت ليامادا فكرة هذا المشروع الفوتوغرافي أول مرة عند حصولها على درجة البكالوريوس في الفنون ببرلين، ألمانيا. حيث درست كيفية استخدام ألبومات الصور الفوتوغرافية القديمة للتعبير عن الوحدة والسند بين أفراد الأسرة.

ولكن، سرعان ما وجدت المصورة نفسها تبحث عن ألبومات حقيقية في أسواق السلع المستعملة بألمانيا، حيث تعيش اليوم، وفي المزادات عبر شبكة الإنترنت باليابان.

واختارت يامادا لمشروعها ألبومات من حقبة الأربعينيات إلى حقبة التسعينيات، وتحتوي كلاً منها على 100 صورة أو أكثر، حتى تسنح لها فرصة التعرف على العائلة والتعمق في سردها البصري.

وتشير التذكارات القديمة المنسية داخل الألبومات، كتذكرة طيران إلى بلغاريا، أو مجلة عتيقة نشرت بعد عامين من سقوط جدار برلين في عام 1991، إلى تاريخ الألبوم العائلي في تلك الحقبة.

وقبل أن تعيد المصورة تمثيل دور الأشخاص في أي صورة، سواء داخل استوديو التصوير أو خارجه، تحرص يامادا على فهم مضمونها جيداً.

وفي البداية، فكرت المصورة اليابانية في الاستعانة بممثلين، حتى تستبدلهم مكان أفراد الأسرة في كل صورة. ولكن، تراجعت يامادا عن هذه الفكرة، خوفاً من عدم قدرتهم على فهم سياق الصور.

وشرحت ذلك قائلة: “استخدم قصص أشخاص آخرين وخصوصياتهم، لم أرد تقديمهم بصورة خاطئة”.

ولم يكن الأمر سهلاً كما يبدو، فهو أشبه باستعداد الممثل لأداء مشهد لفيلم سينمائي. لذلك درست ياماد بتمعن تعابير وجوه أفراد الأسرة، بالإضافة إلى ملابسهم والمقتنيات المحيطة بهم.

وقالت ياماد إن إحدى صورها المفضلة هي لزوجين مسنين يرتديان ملابس ملونة ويبتسمان أثناء لعبهما مع الببغاوات. وتعتقد يامادا بأنها صورة قيّمة للزوجين، فمن الواضح أنه تم قصها من الجوانب لتوضع داخل إطار.

وأوضحت المصورة اليابانية أن كل صورة تستغرق عادة يوم واحد لتمثيل المشهد وتصويره، ولكن هذه الصورة استغرقت يومين.

وتلتقط يامادا جميع الصور بنفسها، وعادةً ما تستعين بم أحد الأشخاص وقت الحاجة.

وتستغرق كل صورة حوالي يوم كامل لتعديلها على برنامج “فوتوشوب”. ورغم أهمية هذه الخطوة، إلاّ أن المصورة لا تعيرها أولوية وأهمية كبيرة بقدر إتقان دور الشخصيات.

وتقول ياماد إن زوار معرضها يشعرون بالحنين تجاه الحقبة الزمنية الماضية خلال مشاهدتهم للمجموعة، كما أنها ألهمتهم لالتقاط صور مشابهة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.