ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏

من مواليد دمشق عام /1938/ عاش في حي شعبي وخزن في ذاكرته جماليات البيت الدمشقي، ورسم أول لوحة وهو في الخامسة عشرة من عمره، ثم أنهى دراسته الثانوية لينال بعدها الإجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام /1963/، انضم لعدم وجود كلية للفنون الجميلة بدمشق إلى مجموعة من زملائه للرسم من الطبيعة، وتعلم دراسة الألوان وأصول مزجها وخصائصها، فما لبث أن شارك في المعارض الفنية، وحاز على الجائزة الأولى في معرض جامعة دمشق، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب وعضو جمعية أصدقاء الفن، أقام عدة معارض شخصية للوحاته في المراكز الثقافية وصالات العرض وفي المعارض الفنية الخارجية في عدد من عواصم العالم.

في عام /1981/ أصدر البروفيسور (بوكدانوف) الأستاذ في أكاديمية سان بترسبورغ الفنية والمتخصص في فنون الشرق الأوسط مؤلفه القيِّم باللغة الروسية (رسامون سوريون)، وأدرج فيه اسم الفنان همت ولوحاته باعتباره واحداً من المتميزين في ساحة الفن التشكيلي في سورية، توالى نشاط الفنان عز الدين همت وتطور عمله، فنال اهتمام النقاد وإعجابهم، وحظي بالتكريم فنال وسام وبراءة التقدير من محافظة دمشق ,وذلك بمناسبة مهرجان دمشق الثقافي الأول الذي أقيم بتاريخ 9/11/1995، كما اقتنيت لوحاته الجميلة لتنضم إلى الأعمال الفنية في المتحف الوطني بدمشق والوزارات والمتاحف الشهيرة في عواصم الغرب والأقطار العربية.

– الأزمنة سألته من خلال مسيرته الطويلة مع الفن والتي تزيد عن نصف قرن… كيف وجدت تفاعل المتلقي – الجمهور – مع لوحاتك ؟

الجمهور السوري جمهور مميز، وأصيل متمسك بتقاليده وتراثه، وقد يكون من أسباب ذلك موقع سورية الجغرافي الذي جعله في موقع القلب للعالم العربي، وكذلك جمال الطبيعة التي وهبها الله لنا من سهول وجبال ووديان وصحارى، وآثارها التي تركتها الحضارات والعصور المتتالية بالإضافة إلى المعالم الدمشقية من حارات وأزقة، خانات، حمامات، بيوت دمشقية… هذا الإرث الحضاري الكبير جعل من شعبها متذوقاً للفن بكل أنواعه من شعر، موسيقى، خط، تشكيل فاستطاعت الحركة الفنية السورية أن تواكب الحركات الفنية في الأقطار العربية المجاورة.

وعن تعلقه بمدينة دمشق قال: دمشق العريقة حكاية حب.. لا تنتهي أود أن أصفها فأحتار من أين أبدأ، وكيف أبدأ فكل ما في دمشق جميل ورائع، الحارات الدمشقية وحميميتها، ودفئها، والبيوت الدمشقية ببحرتها وياسمينها وورودها، وبكل ما يجمع في جوانحها من جواهر ودرر ولطالما تجدد يوماً بعد يوم…

كتب عنه الدكتور والباحث في علم الجمال بشير زهدي: همت هو من أحد رواد الفن في سورية، ومن أهم من استشعروا مبكراً جماليات الأحياء الدمشقية الشعبية، وجاذبية العمارة المحلية إذ لم يكن هناك بعد كلية أو معاهد فنون جميلة، ولكنه من خلال الممارسة والقراءة الفنية تكونت لديه خبرة مهنية فنية جعلته في تلك الحقبة الزمنية يضطلع بمهمة توثيق وتدوين جمالية الفن المعماري والطبيعة والبساتين الدمشقية، ونقلها من خلال فنه ولوحته التشكيلية إلى أصقاع العالم.

أخيراً: والآن بعد مسيرة خمسين عاماً من العطاء لا يسعنا إلا أن نقف أمام هذا الفنان بإجلال واحترام ونفتخر بما قدمه ولطالما اعتاد الإنسان السوري في بلده مهد الحضارات الإنسانية على تقديم نجاحاته للوطن وللبشرية كلها..

الفنان الدمشقي الكبير بأعماله الفنية وأخلاقه المثالية المحامي

(عز الدين همت)
هذا الإنسان لم تكن تربطني به علاقة صداقة وتواصل عضوية كما هو مع بقية الأصدقاء والزملاء الفنانين ولكنني كنت كلما رأيته داخل إلى النقابة أو خارج منها أنظر إليه نظرة احترام وتقدير فهو يحيي زملاؤه بأدب واحترام قليل الكلام مع أنه محامي وكثير الصمت الذي يخفي وراءه إنسانا كبير تسبق أفعاله أقواله حصل لي الشرف أن اجتمعت معه في مكتب النقابة عندما كان يساهم في وضع قانون النقابة حين كان الفنان الراحل فيصل عجمي رحمه الله نقيبا للفنون …
هذا الفنان رسم دمشق القديمة وما حولها من الغوطة الشرقية والغربية ووادي بردى وأخلص لها في أعماله فكانت أعماله تتسم بالوجدانية وغنى الألوان ودسامتها وتضح بالحيوية أحيانا والإنسيابية والهدوء والسكينة أحيانا أخرى …
كثيرا من الفنانين كرثوا أنفسهم لرسم وتصوير دمشق القديمة وما حولها ولكن أكثر هذه التجارب كانت تتسم بالسمة السياحية والتجارية والتسويقية التي تفتقر إلى روح المكان وواقعية اللقطة وحرارة الشكل واللون .
ولكن أعمال الفنان عز الدين كانت لها خصوصية تصويرية تنتج عن عجينة لونية يختلط فيها الضوء والنور بالظلال بإحساس لوني يستقطب عين المتلقي فيجعله يعيش الحالة الواقعية للمكان وهذا يدل على الحرفية التي كان يعمل عليها الفنان همت والوجدانية الصادقة التي تسكن داخله في عشق مدينته الجميلة دمشق القديمة التي نشأ وتربى فيها وأخلص في تصوير أجمل الأماكن فيها وتوثيقها منذ ستينيات القرن الماضي وحتى إنتقاله إلى جوار ربه في هذا اليوم الأحد 17آب 2020 …
الزميل الفنان عز الدين همت عاش بصمت وإنتقل إلى جوار ربه بصمت وقد صمتت أقلام الزملاء النقاد والفنانين في الكتابة عنه أو تأبينه ووداعه بجزء من التكريم الذي يستحقه عن مسيرته الفنية الحافلة بأجمل الأعمال الفنية التوثيقية وكأنه إنسان عادي لم يقدم شيء يستحق الذكر والثناء .
مؤسف هذا الواقع الذي نعيشه تقوم قيامة وسائل التواصل الإجتماعي لوفاة شخص لا يداني هذا الفنان الكبير وهذا الفنان الأخلاقي المعطاء الصادق لا يخص بأقل عبارات العزاء لأهله وإشعارهم بمكانته الفنية لدى أصدقائه وزملائه الفنانين التشكيليين، علما أن هذا الموضوع واجب علينا كزملاء ننتمي إلى وسط فني واحد كلنا سنرحل عن هذه الحياة ويودع بعضنا بعضا…

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏طبيعة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏، ‏نص مفاده '‏سوق الزر ابلية وحمام الراس ١٢91م‏'‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏، ‏نص مفاده '‏حارة حمام سامي -دمشق ৭٩٩٩م‏'‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏، ‏نص مفاده '‏بوزالجدي اليد ش.قبت مطعم فول بوز الجدي في سوق الجمعة- الشيخ محي الدين 1999‏'‏‏
+‏١٦‏
التعليقات
عرض التعليقات السابقة

٨ من ١٩

  • يوسف البوشي انا لله وانا اليه راجعون ..الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة ..
  • اسماعيل باكير عظم الله اجركم صديقي العزيز ابو محمد ورحم الفقيد **** احد اهم مزايا الفنان الصمت والهدوء كي يتفرغ لاطلاق العنان لمخيلته ليصب جام فنه على صفحة لوحته ومثل هؤلاء لا تعنيهم الاضواء رحم الله هؤلاء الجنود المجهولين وغفر لهم
  • Khaldoun Alahmad رحمه الله
  • Ahmad Elias رحمه الله آنسه الله عوضه الله الجنة وجعله في الفردوس الأعلى منها وأتقدم بأحر المتعظين القلبية من أسرة الفقيد الكبير سائلا المولى عز وجل أن يفرغ عليهم الصبر والسلوان والتسليم لأمر الله تعالى وإنا لله وإنا إليه راجعون
  • بسام دمشقي الله يرحمه ويغفر له
    للاسف ..الصادقين لايشعر بغيابهم الا من كانو مثلهم

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.